عادي

مشادة الرئيس الأمريكي و«سي إن إن» تفاقم أزمته مع الإعلام

04:49 صباحا
قراءة 3 دقائق
أعلن البيت الأبيض أنه علق التصريح الصحفي لمراسل شبكة «سي إن إن» الأمريكية، بعد دخوله في سجال حادٍ مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أول أمس الأربعاء.
وحصل سجال حاد بين مراسل شبكة «سي أن أن» جيم أكوستا وترامب، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده للتحدث عن نتيجة انتخابات منتصف الولاية، بعدما رفض الصحفي تسليم المذياع لامرأة من فريق البيت الأبيض؛ إثر رفض ترامب الإجابة على سؤاله.
وحاولت الموظفة في فريق ترامب، سحب المذياع من الصحفي لكن بدون جدوى، وحصل تلامس بالأيدي لفترة وجيزة. كما وصف ترامب الغاضب أيضاً، المراسل جون أكوستا بأنه «شخص وقح وفظيع»، بعد أن رفض الأخير الجلوس وتمرير المذياع لزملائه.
وأكد أكوستا الذي غالباً ما يتعرض لانتقادات من ترامب بخصوص موضوع «الأخبار الكاذبة»، في تغريدة على «تويتر»، قرار منعه من دخول البيت الأبيض. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز: «البيت الأبيض علّق التصريح الممنوح للمراسل المعني حتى إشعار آخر».
وبدأ السجال الحاد بعد أن تمسّك المراسل البارز بالمذياع، وأصرّ على طرح الأسئلة حول قافلة المهاجرين من أمريكا الوسطى التي تتجه نحو الحدود الأمريكية. وقال ترامب: «هذا يكفي»، ثم حاولت الموظفة سحب المذياع.
وأكدت ساندرز أن «ترامب يؤمن بحرية الصحافة ويتوقع بل ويرحب بالأسئلة الصعبة حوله وحول إدارته». وأضافت: «لكننا لن نتحمّل أبداً مراسلاً يضع يديه على امرأة شابة تحاول فقط القيام بعملها كموظفة متدربة في البيت الأبيض. هذا التصرف غير مقبول بالمطلق».
ورد أكوستا على اتهامه بسوء السلوك في تغريدة قال فيها: «هذه كذبة»، وتضامن معه على «تويتر» عدد من الصحفيين الذين كانوا برفقته في المؤتمر الصحفي. وقالت محطة «سي أن أن» في بيان، إن «المتحدثة باسم البيت الأبيض ساندرز كذبت»، وإن تعليق التصريح الصحفي «تم كرد انتقامي على سؤال فيه تحدٍ».
وأضاف البيان أن ساندرز «قدمت اتهامات زائفة واستشهدت بواقعة لم تحدث»، مشيراً إلى أن «هذا القرار غير المسبوق، يمثل تهديداً لديمقراطيتنا والبلاد تستحق أفضل من ذلك. نحن نقدم دعمنا الكامل إلى أكوستا».
وهذا الحادث هو الأخير في سلسلة من التجاذبات بين الرئيس ومراسلي «سي أن أن». فقد وجه أكوستا خلال المؤتمر الصحفي سؤالاً إلى ترامب، عما إذا كان قد «شيطن المهاجرين» خلال الحملات الانتخابية، وأجاب ترامب: «لا. أريدهم أن يأتوا إلى البلاد».
وأصرّ أكوستا على المتابعة قائلاً: «إنهم على بعد مئات الأميال. هذا ليس غزواً». وفي هذه اللحظة قاطعة الرئيس: «صدقاً أظن أن عليك أن تسمح لي بإدارة البلاد، وأنت قم بإدارة «سي أن أن»، وإذا قمت بذلك بشكل جيد، فإن نسب المشاهدة ستكون أكبر». وتقدمت الموظفة لتأخذ المذياع من أكوستا الذي حاول جاهداً طرح سؤال أخير، لكن ترامب لوّح بإصبعه نحوه موبخاً: «سأقول لك، على «سي أن أن» أن تخجل من عملك معها. أنت شخص وقح وفظيع. شخص مثلك يجب ألاَّ يعمل في «سي أن أن».
وعندما تناول مراسل شبكة «أن بي سي» بيتر ألكسندر المذياع ليطرح السؤال التالي، قام بالدفاع عن أكوستا واصفاً إياه ب«المراسل المثابر»، ما زاد من غضب ترامب الذي قال له: «أنا لست معجباً بك أيضاً، وكي أكون صريحاً أنت لست الأفضل». ثم توجه ترامب مجدداً إلى أكوستا قائلاً: «عندما تبثون أخباراً كاذبة، وهو ما تفعله «سي أن أن» بكثرة، فأنت تصبح عدو الشعب». وقالت شبكة «سي أن أن» في ردها: «هجمات الرئيس المستمرة على الصحافة ذهبت بعيداً هذه المرة». وأضافت «أنها ليست خطيرة فحسب؛ بل لا تتطابق مع القيم الأمريكية».
وحضت مجموعة تمثل مراسلي واشنطن الصحفيين، البيت الأبيض، على التراجع فوراً عن هذا «التصرف الضعيف والمضلل». وكتبت أن «رابطة مراسلي البيت الأبيض تعترض بشدة على قرار إدارة ترامب» بتعليق تصريح عمل صحفي «علاقاتها معه صعبة»، مضيفة أن «سحب تصريح الدخول إلى البيت الأبيض هو رد فعل لا يتناسب مع المآخذ على الصحفي وأمر غير مقبول». (وكالات)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"