عادي
المرشح المحتمل للرئاسة المصرية يتحدث عن مشروع اتحادي مع السودان

أيمن نور لـ "الخليج" : يجب معاملة الولايات المتحدة بندية

03:42 صباحا
قراءة 6 دقائق

قال المرشح المحتمل للرئاسة المصرية، الدكتور أيمن نور، إن برنامجه الانتخابي في الشأن الداخلي سيتركز على تفكيك شبكة الفساد ووضع قوانين لمحاكمة الوزراء، وأن يكون تعيين العمد بالقرى والمحافظين وعمداء الكليات بالانتخاب، وإتاحة وسائل الإعلام لجميع المصريين .

وأشار نور في حوار مع الخليج أنه سيعمل على إعادة هيكلة وتأهيل جهاز الأمن، وإعادة مصر إلى محيطها العربي، والسعي إلى دعم القضية الفلسطينية، وإقامة مشروع اتحادي تكاملي بين مصر وكل من دولتي شمال السودان وجنوبه . ولفت إلى أنه سيتعامل بندية مع الولايات الأمريكية، وأنه سيعمل على تطهير المنطقة من النووي الإسرائيلي، علاوة على نظرة للعلاقة مع إيران على أنها علاقة تعاون وتحقيق للمصالح المشتركة . . وتالياً الحوار .

هل ترى أن المرشح الحزبي أوفر حظاً من الآخر المستقل؟

- المرشح الحزبي هو الأفضل في تقديري، لأنه يستند إلى رؤية واضحة وموقف فكري وسياسي، ولديه برنامج حزبي وانتخابي ومهارة العمل الجماعي وقواعد وأنصار ومساعدون معلومون ونواب في البرلمان، وخبرات ربما لا تتوافر في المرشح الفرد أو المستقل، ونجد الأحزاب في مصر كانت مأزومة خلال سنوات حكم مبارك لكن الأزمة التي طالت الأحزاب طالت الجميع، إلا أن هذا الرأي لا يعني حجب فرص كل من يرى في نفسه القدرة على خدمه بلده أو طرح اسمه ليكون دائماً الخيار الأول والأخير للناس أصحاب الحق في الاختيار، وهذا لا يقلل أبداً من شأن المرشح المستقل

الصندوق هو الحكم

هل تعتقد أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون أفضل من سابقتها . . وأنك ستكون الأوفر حظاً؟

- خضت انتخابات البرلمان 2005 وكانت الأسوأ من حيث حجم التزوير والتلفيق والترويع واتسامها بعدم العدالة، فمنذ سنوات وأنا أواجه النظام بكل ما يتسم من قسوة وعنف ونفوذ وسيطرة واحتكار للإعلام ولكل أدوات الدولة . وكان طبيعياً خلال السنوات العشر الأخيرة أن يوجه لي هذا النظام وإعلامه سهاماً وطعنات بهدف اغتيالي معنوياً عبر الافتراء والتلفيق والتشهير، وأحسب أن بعضاً من آثار هذه الحملات التي وجهت لي تحتاج جهداً إضافياً بوصفها عقبة قد لا يعاني منها بعض ممن وفدوا حديثاً إلى الساحة السياسية والحزبية المصرية .

وأعتقد أننا أمام انتخابات ستكون بكل المقاييس أفضل من سابقتها في ظل منافسة ينبغي أن تكون عادلة وحيادية، وينبغي أن تتحقق في وسائل الإعلام فرص متساوية للجميع في حق التصويت والانتخاب والترشيح .

وننتظر انتخابات وفقاً للمعايير الدولية للانتخابات الحرة التي لا يقصى منها أحد أو يكلف أحد بمستحيل، وأن يكون الصندوق هو الحكم لأول مرة في مصر، وأن تسود قيم الاحترام والتقدير الجميع .

البرنامج الانتخابي

ما أبرز ملامح برنامجك الانتخابي على المستوى الداخلي؟!

- البرنامج عبارة عن روشتة لعلاج مصر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأهم النقاط الرئيسية في البرنامج: وضع دستور جديد لدولة عصرية تؤمن بالمواطنة والحقوق والحريات وتحترم المقدسات، وإلغاء قانون الطوارئ، وإصلاح القضاء ودعم استقلاله، وتفكيك شبكة الفساد، ووضع قوانين لمحاكمة الوزراء والرؤساء، وإلزام جميع المسؤولين بالإعلان عن إقرار ذمتهم المالية قبل وبعد تولي المسؤولية .

ويعتمد البرنامج على أن العمد والمحافظين وعمداء الكليات بالانتخاب، وإطلاق حرية تكوين الأحزاب، وإتاحة إنشاء وسائل الإعلام وإعادة هيكلتها، وإعادة تأهيل وهيكلة جهاز الأمن المصري، ووضع بناء علمي لوزارة الشرطة وإنشاء وزارة للشؤون الداخلية يقودها مدني، والاهتمام بجودة الرعاية الصحية، وإقامة نظام تأمين صحي شامل وتغيير أنظمة إدارته، وعودة مصر إلى منظومة الأعمال العالمية التي خرجت منها نظراً لتفاوت سرعة الإنجاز بفعل البيروقراطية والفساد في المنظومة الإدارية .

ماذا عن السياسة الخارجية؟

- السعي نحو مشروع تكاملي اتحادي بين مصر وشمال السودان، وتبني قيام فيدرالية بين جنوب السودان وشماله، ووضع دول حوض النيل على قمة أولويات السياسة الخارجية المصرية، وإنهاء جميع أشكال الاحتلال للأراضي العربية في مقدمتها العراق .

وبذل جهد حقيقي لحل عادل للقضية الفلسطينية، ومد يد العون للفلسطينيين لقيام دولتهم، وعدم محاصرتهم أو الضغط عليهم في سبيل نضالهم المشروع، وتفعيل السوق العربية المشتركة وإعادة مصر إليها .

معاملة ندية لأمريكا

من وجهة نظرك . . كيف ستكون طبيعة تعامل مصر مع كل من إيران وإسرائيل والولايات المتحدة؟

- إيران دولة مهمة في المحيط الإقليمي، وهي دولة مسلمة، ولا منطق لحالة العداء والقطيعة التي استمرت لأكثر من 30 سنة من دون منطق غير تلبية لضغوط خارجية، ولدينا تصورات مهمة لتطوير العلاقات بين الشعبين والبلدين بما يحقق المصالح المشتركة .

أما إسرائيل فسنلتزم بتعهداتنا الدولية معها، وسنلزم الآخرين بتعهداتهم تجاهنا، مع التزامنا الكامل بالسلام العادل وتطهير المنطقة من أسلحة الدمار، وفي المقدمة الترسانة النووية الإسرائيلية .

وسنعامل أمريكا بالندية، وهذا حال الشعوب الحرة لتحقيق المصالح المشتركة واحترام خصوصية القرار الوطني والمصانع العربية والقومية ورفض منطق الكيل بمكيالين .

هل ترى أن المعونة الأمريكية لمصر بمثابة كسر عين للمصريين؟

- كثيراً ما عارضت معظم الاتفاقيات أثناء كوني نائباً بالبرلمان، لتضمنها شروطاً مهينة وماسة بالكرامة الوطنية، كما أنني قمت بكشف الكثير من وقائع الفساد المالي الخاص بالمعونات الأجنبية، إذ تقدمت باستجواب لوزير الصحة الأسبق إسماعيل سلام، وكذلك وزير الاقتصاد، وغيرهما .

نحن لا نرفض أبدًا من يمد لنا يد المساعدة، لكنني أرفض أن تكون المعونة عصا التأثير في السيادة والكرامة الوطنية .

دعم فلسطين

كيف يمكن أن تتعامل مع القضية الفلسطينية في حال وصولك إلى سدة الحكم؟

- لا بديل عن الوصول إلى سلام عادل يقوم على احترام القرارات والمواثيق الدولية والتعايش السلمي بين دولتين، وقيام دولة فلسطينية قادرة على الحياة، عاصمتها القدس، والجهد المصري هو المفتاح الحقيقي للوصول إلى هذه الأهداف .

في هذا السياق ما تقييمك لتعاطي النظام السابق مع القضية الفلسطينية؟

- كان يتشدد في إغلاق المعابر ومحاصرة الشعب الفلسطيني لحساب إسرائيل ومصلحتها، وهذه تعد جرائم ضد الإنسانية، كما أن النظام السابق أدمن فكرة العمل لمصلحة إسرائيل حتى يضمن بقاءه .

هل تتوقع استمرار معاهدة السلام واتفاقية تصدير الغاز إلى الكيان؟

- لا علاقة بين الاثنين، وليس صحيحاً أن عقود توريد الغاز تتم وفقاً لاتفاقية كامب ديفيد، فهي عقود لن نقبل باستمرارها ما دامت تبدد ثروتنا الطبيعية بأقل من سعرها العالمي .

أما معاهدة السلام مع الكيان فهي محترمة من جانبنا ما دام الطرف الآخر يحترم معاهداته الدولية، وهذا لا يتناقض مع أهمية مراجعة بعض النصوص التي باتت في حاجة إلى تعديل في ظل متغيرات سكانية على أرض الواقع حدثت خلال 30 عاماً مضت وأكثر . . وأهمها حقنا في توزيع قواتنا في سيناء لحماية حدودنا، وكل هذا يتم بالطرق الدبلوماسية الطبيعية بين الطرفين .

منافسة انتخابية

وبرأيك . . من الذي تستشعر أنه أبرز المنافسين لك؟

- الجميع، فالكل أصدقائي وتربطني بهم علاقات صداقة قوية، وأرى أن الجميع منافسون أقوياء .

في حالة عدم ترشحك للرئاسة فمن كنت ستصوت لاختياره رئيساً لمصر؟

- سوف أختار من يختاره الشعب المصري . . والأهم شخص لم يكن جزءاً من النظام القديم .

هل أنت مؤيد لفكرة أن ما يحدث الآن في مصر من تخريب وفوضى وانفلات أمني هو ثورة مضادة والقائمون عليها من فلول النظام القديم؟

- بالفعل أنا أؤيد هذا الرأي وأحذر من التهاون مع أتباع الثورة المضادة التي تهدد مصر وثورتها، وأتوقع نكسة كبيرة في حالة عدم التصدي لهم .

كيف سنواجه أزمة الطاقة المقبلة عليها مصر؟

- المشروع السلمي النووي ولا بديل عن ذلك، فلا بد أن يبدأ المشروع فوراً خصوصا بعد تأخره طويلا لأسباب غير مبررة وغير معلومة، مع البحث عن مصادر نظيفة ومتجددة للطاقة .

ما تقييمك لإعلام ما قبل ثورة 25 يناير . . وكيف تراه الآن؟

- في منظومة الاستبداد قبل 25 يناير كان الإعلام الحكومي المرئي والمطبوع هو الأسوأ على الإطلاق، لكن لن يتحول إلى الأحسن، غير أنه حدث تحسن بقدر ملحوظ لكن من دون رؤية واضحة ودون ميثاق يلتزم فيه بقواعد شفافة وموضوعية . . فالإعلام قبل 25 يناير/كانون الثاني كان إعلاماً شخصياً لرجل وأسرة كان يقوده أنس الفقي في اتجاه توظيفه لمصلحة مشروع التوريث، وتحول الفقي إلى سمسار لمشروع التوريث، يسوق له في جميع القنوات بتعليمات مباشرة من زوجة الرئيس .

ولا يجوز للإعلام أن ينضبط بتوجيه سياسي، لأن الذي ينبت بتوجيه سياسي يفسد أيضا بتوجيه سياسي، ونحن نريد ميثاق شرف إعلامي تضعه الثورة لأجهزة الإعلام المصرية ليتم تطهيره حيث إن الإعلام كان سبباً أساسياً في تفجير الثورة، وأيضاً سبباً رئيسياً في جمعة الغضب الثانية . لابد أن يعتذر الإعلام وأجهزة الأمن المختلفة عن هذا الدور السلبي في الفترات السابقة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"