عادي
الحوار بطل عرض «دبي لمسرح الشباب»

«ألغام».. الحياة تمتلئ بعراقيل تعيق خياراتنا

04:18 صباحا
قراءة 3 دقائق
دبي: عثمان حسن

ضمن فعاليات الدورة الثانية عشرة لمهرجان دبي لمسرح الشباب، عرضت مساء أمس الأول في ندوة الثقافة والعلوم في دبي مسرحية «ألغام» وهي من إنتاج جمعية الشارقة للفنون/ المسرح الحديث، العرض من تأليف جمال سالم، و من إخراج خلف جمال الفيروز، وساعد في الإخراج عبدالله محمد، ومن تمثيل: خليفة الجاسم بدور «شاهين» و محمد عادل بدور «غراب»، صمم ماكياج وأزياء العرض سلطان بن دافون، وقام طلال محمود بتنفيذ المؤثرات الصوتية، كما صمم ديكور العرض فارس الجداوي.
تدور أحداث العرض حول ضابط السجن «شاهين» والصحفي السجين «غراب».. وتبدأ «الحدوتة» من لحظة إطلاق صافرة الإنذار في السجن، حيث يقوم غراب باختطاف شاهين ويقيده ويذهب به إلى منطقة معزولة.
يدور على لسان الشخصيتين حوار يستمر طوال فترة عرض المسرحية الذي قارب الساعة، في الربع الساعة الأولى من العرض، ثمة تناقض واضح بين الشخصيتين، فكل واحدة منهما تنحاز لجانب يبرر مواقفها التي ترى أنها الأصلح و «الأنفع» ومع استمرار العرض، تتوه بوصلة الحقيقة، وتتضارب الآراء، كما لو أن الشخصيتين تائهتان، هل هما ضحية أفكار غير واضحة، أو مضطربة؟ يترك مخرج العرض حرية تأويل فكرة مسرحيته أمام المشاهد، حيث ينتهي عرضه بوقوف إحدى الشخصيتين على «لغم» في إشارة إلى نهاية حتمية، تودي بحياته.
كتب المخرج جمال الفيروز على بروشور العرض «المسرح جزء لا يتجزأ من حياتنا، فالحياة مسرح كبير، ومن هذه الخشبة نطرح مسرحية «ألغام» ومن منا لا يجد لغما في حياته».
بهذه الكلمات المختصرة حاول مخرج العرض تقديم رؤيته لهذا العمل المسرحي الذي يعتبر من بواكير أعماله الفنية، لا سيما أنه أحد الفنانين الأكاديميين، فهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، وكانت هذه المحاولة ناجحة إلى حد بعيد، خاصة مع تقشف العرض، فلا تأثيث سينوغرافي باذخ، حيث استعاض المخرج عن ذلك بعنصري الإضاءة والمؤثرات الصوتية، كما أنه لا توجد مجاميع مسرحية، هما فقط ممثلان، يلخصان فكرة العرض بالاتكاء بالدرجة الأولى على النص، واستخدام اللغة العربية، وما فيها من دلالات بلاغية ومجازية، رغم بساطة النص ورشاقة اللغة المكتوب بها هذا العرض.
غير أن ما هو مهم أيضا، تبني المخرج -على ما يبدو - لمدرسة الروسي قسطنطين ستانسلافسكي، صاحب كتاب «إعداد الممثل» الذي أرسى دعائم هذه المدرسة وانتشرت على نطاق واسع في العالم.
الممثلان في العرض (الجاسم وعادل) بذلا جهداً واضحاً في التعبير عن فكرة العرض، وكان لحركة الجسد عند هذين الممثلين دورها في التأكيد على أن المؤدي أو الممثل هنا، هو سيد العرض وموجهه.
هنا، يصبح الرهان على قوة الممثل وخبرته وما يولده من إيحاءات على الخشبة عنصرًا رئيسياً في مجريات العرض، الذي انحاز للحياة، وحاول ترجمة ما فيها من منغصات وآلام وجروح، باستخدام الرمز، وهل هناك أشد إيلامًا من أن تكون الحياة شائكة وملغمة؟ كما يشير عنوان العرض «ألغام».
من جهة أخرى فقد لعبت المؤثرات الصوتية دورها في الإيهام، وكانت طوال العرض، متناغمة مع حركة الممثلين، وما تلمح إليه حركة الجسد عند كل منهما، كما يمكن الإشارة إلى عنصر الإضاءة لجهة التعتيم، كما هو في اللحظات القليلة التي سبقت العرض، حيث اكتفى مصمم الإضاءة بالإيهام من خلال البقع اللونية في سقف المسرح، التي ترافقت مع أصوات الإنذار بوجود حالة طارئة.
أعقب العرض ندوة نقدية جمعت بين المخرج خلف جمال والفنان ياسر القرقاوي، رئيس مجلس إدارة مسرح دبي الشعبي، حيث أدار القرقاوي الندوة بتسليط الضوء على تجربة المخرج، الذي بذل مجهوداً كبيراً في عرضه فجاء بحلة فيها كثير من الإمتاع البصري، ناهيك عن ما يطرحه العرض من فكرة هادفة تنحاز للحياة.
وشارك العديد من الفنانين المسرحيين بينهم: محمد حاجي وطلال محمود ومحمود القطان، في تقديم مداخلات حول العرض، تناولت الأداء التمثيلي، بما في ذلك سينوغرافيا العرض، توقف محمد حاجي عند عنصر الإضاءة والبقع التي تشير إلى الألغام على خشبة المسرح، حيث رأى أنها كانت غير مقنعة، سيما وقد داس عليها الممثلان أكثر من مرة خلال الأداء التمثيلي، وأشار طلال محمود إلى الجانب الأكاديمي عند مخرج العرض، لافتاً إلى موهبته الفنية، وقدرته الاحترافية على إدارة العرض، كما أشار محمود إلى قضية الألغام، بوصفها قضية مهمة، وعبر عن سعادته بهذا العمل الذي قدم أداء متميزاً، ما بين لحظات الصمت والتوتر في إشارة إلى شخصيتي العرض.
من جانبه سأل محمود القطان مخرج العرض عن رؤيته الإخراجية، وفيما إذا التزم بنص كاتب المسرحية أو قام بتنفيذ رؤية خاصة به؟ من جانبه عبر المخرج خلف الفيروز عن ارتياحه لهذه المداخلات التي قدمت إضافة ستفيد في أعماله اللاحقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"