عادي
«الخليج» رافقتها في أولى رحلاتها

«فيري» دبي الشارقة.. خطوة عملاقة لتطوير النقل المائي

03:33 صباحا
قراءة 5 دقائق
الشارقة: محمد الماحي

شهدت خدمة النقل البحري عبر«فيري دبي الشارقة»، حركة نشطة من المواطنين والمقيمين والسياح، مع بداية انطلاقها، حيث اصطفوا على الضفاف لاستخدام هذه الوسيلة، من دون التسبب في الزحام وتعطيل حركة رحلاتها.
يأتي إطلاق هذه الخدمة في إطار التعاون بين إمارتي دبي والشارقة، عبر زيادة خيارات التنقل بينهما، وتخفيف الضغط المروري على محاور الطرق، واستخدام المواصلات البحرية السريعة والآمنة، في ظل وجود امتداد جغرافي شاطئي. ويهدف المشروع الجديد إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات في ريادة حركة النقل البحري، وإسهام هيئة الطرق والمواصلات في دبي، التي دشنت الخدمة، في صياغة مستقبل النقل المائي بما يتوافق مع إمكاناتها الضخمة ودورها الحيوي في هذا المجال، وحرصها على تقديم خدمات نقل جماعي آمنة وسهلة ومتطورة لمواكبة.
رصدت «الخليج» خلال أولى رحلات «فيري» بالاتجاه من الشارقة إلى دبي والعودة، تميزه بروعة التصميم الذي هو أشبه بقاعة عائمة. وحين دخلنا إلى أحد عبارات الفيري، أحسسنا بأننا بصدد طائرة حطت رحالها على صفحات الماء، فالإمكانات التي شاهدناها مدعاة للفخر، ودليل على مستخدمي الفيري بين أيدٍ أمينة، فهذه العبارة التي تسع 98 راكباً، في الدرجتين الفضية والذهبية، فيها التكييف المركزي والمقاعد المريحة إلى جانب منطقتين مخصصتين لأصحاب الهمم، وزودت عبارات «الفيري» بشاشات /LCD & DVD/، فضلاً عن ركن مخصص لبيع الهدايا والوجبات الخفيفة، وشبكة «واي فاي» مجانية للركاب على متن القارب، ومرشد سياحي ذكي يقدم شرحاً صوتياً لأبرز المعالم على طريق الفيري.
وعن الخدمات الضرورية لتشغيل الخدمة وفرت هيئة الطرق والمواصلات بدبي مواقف انتظار للسيارات بالقرب من محطة الغبيبة، كما وفرت دائرة التخطيط والمساحة، مواقف مجانية بجوار محطة «فيري الشارقة» في مربى الشارقة للأحياء المائية، وتعمل على زيادة المواقف ودعم المحطة الرئيسية ب «300» موقف للسيارات ليتمكن مستخدمو الفيري من صف مركباتهم وهو ما يعرف بنظام «Park and Ride»، كما ستوفر خدمة حافلات تنقل الركاب من قلب الشارقة، بحسب المهندس صلاح بن بطي، مستشار دائرة التخطيط والمساحة في الشارقة.


معايير السلامة


وعملت هيئة الطرق والمواصلات في الشارقة على إنجاز التجهيزات الضرورية لتشغيل الخدمة من رصيف بحري لقوارب الفيري، وتزويده بكل الخدمات، ودورات مياه، وشباك لحجز التذاكر، فضلاً عن جهاز لحجز التذاكر إلكترونياً، واستراحات انتظار للنساء وأخرى للرجال مكيفة وصديقة للبيئة بأفضل التقنيات الحديثة، وتزويدها بأنظمة تكييف متطورة، وشاشة لتوفير معلومات عن رحلات «الفيري»، وتزويدها بتصاميم خاصة للمساحات الإعلانية داخلياً وخارجياً، وتراوح سعة المظلة من 10 إلى 15 شخصاً، كما تضم مقعداً يسع أربعة أفراد.
وتقدر مدة الرحلة بين محطتي الغبيبة في دبي ومربى الأحياء المائية بالشارقة، ب 35 دقيقة، وتمنح الفرصة للركاب للاستمتاع بالمعالم بأجمل المناطق السياحية في إمارتي دبي والشارقة.
وتتميز عبارات «الفيري» بأعلى معايير السلامة، من حيث خبرات الطاقم البحري المُشغّل وأدوات السلامة والإنقاذ ومكافحة الحريق، ومنع التلوث البحري.


منظومة متكاملة


وعبر عدد من مستقلي «فيري» عن ارتياحهم للحركة المنتظمة في رحلاته، مؤكدين أن الخدمة الجديدة خطوة عملاقة لتطوير النقل المائي، وبإطلاقها أصبحت منظومة النقل الجماعي متكاملة، وتشكل العمود الفقري لحركة تنقل السكان بين الإمارتين.
ويقول المواطن راشد حميد: يعد «فيري دبي الشارقة» من المشاريع الريادية المتميزة التي تنطلق من واقع الخطط التنموية التي وضعتها هيئة الطرق والمواصلات في دبي، للارتقاء بالشبكات العامة والاتصال، وتسهيل تنقّل السكان بين الإمارتين، بعد الزيادة السكانية والتطور العمراني الكبيرة، ما يتطلب مزيداً من العمل والجهد والابتكار، بغية تقديم أعلى معايير الخدمات التي تسهم في تجويد حياة القاطنين في الإمارتين. مشيراً إلى أن الخدمة الجديدة خطوة عملاقة لتطوير النقل المائي.
وقال إن خدمة «فيري» يمكن أن تحقق نجاحاً كبيراً في تخفيف حدة الاختناقات المرورية، وسوف يقبل السياح عليها، لأنها توفر لهم الفرصة للاستمتاع بالمشاهد الخلابة والمعالم السياحية في دبي والشارقة، عبر الواجهات البحرية في الإمارتين.
ويرى نضال المزيني (فلسطيني)، أن «فيري» وسيلة نقل ترفيهية ووجهة جذب سياحية معاً، مؤكداً أن وسائل النقل البحري في «طرق» دبي من أفضل الوسائل الموجودة في العالم، ومن أفضل الوسائل راحة وسلامة. فضلاً عن كونها توفر أماكن لأصحاب الهمم، ووسائل مكيفة.
وأوضح أن الفيري، نقلة نوعية، من مجرد عبرات تقليدية إلى منظومة نقل مكتملة العناصر.


نمو اقتصادي


ويقول رامي أبو سليمان (لبناني) إن التنقل من دبي الى الشارقة بعد اطلاق «الفيري» أصبح متعة خاصة وتجارب جديدة يعيشها الجمهور؛ فالانتقال من الازدحام وضجة السيارات، إلى رحلة مائية تجمع أكثر وجهات الإمارتين، تجربة قلّ نظيرها. وأضاف: ما كان لهذا القطاع أن يتطور ويكون له هذا التأثير البالغ لولا رؤية الهيئة، الرامية إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام، مدفوعاً بالابتكار والإنتاجية والتنوع. مشيراً إلى أنه مشروع حضاري ضخم سيضع الدولة في مكانة فريدة على خريطة الرفاهية.
وأكد أن قطاع النقل البحري، شهد قفزة نوعية مع تشغيل الفيري، حيث ستكون وسائل النقل البحري الخيار المفضل للكثير من المواطنين والمقيمين والسياح في التنقل حتى يتفادوا الازدحام المروري والاستمتاع بمشاهدة المرافق السياحية والعمرانية.


الأسعار


تبلغ أسعار تذاكر «الفيري» 15 درهماً للاتجاه الواحد في الدرجة الفضية، و25 درهمً في الدرجة الذهبية، وستكون التعرفة مجانً لأصحاب الهمم والأطفال دون خمس سنوات، فضلاً عن توفر خدمة «الواي فاي» مجاناً للركاب.


35 دقيقة مدة الرحلة


تقدر مدة الرحلة بين المحطتين بنحو 35 دقيقة، وسيكون زمن تقاطر الرحلات كل 30 دقيقة في أوقات الذروة الصباحية (من الساعة 5 إلى 9)، والمسائية (من الساعة 4 إلى 8:30) من السبت إلى الخميس، وكل ساعة ونصف الساعة في الأوقات العادية، وستنطلق الرحلة الأولى من دبي الساعة 5:15 صباحاً، والرحلة الأخيرة في الساعة 8 مساءً، فيما تنطلق الرحلة الأولى من الشارقة الساعة 5 صباحاً، والأخيرة الساعة 7:30 مساءً.


أعلى معايير السلامة


تتميز قوارب الفيري بأعلى معايير السلامة من حيث خبرات الطاقم البحري المُشغّل وأدوات السلامة والإنقاذ ومكافحة الحريق، ومنع التلوث البحري، والفيري مُجهز ب 5 طوّافات نجاة «Liferafts» سعتها 125 شخصاً، و110 سترات نجاة، و6 أطواق نجاة، فضلاً عن غرفة قيادة مجهزة بأدوات الملاحة مثل الرادار البحري، وجهاز قياس الأعماق، والخرائط الإلكترونية، وأجهزة تتبع وفق متطلبات المعاهد الدولية.


42 رحلة يومياً


يأتي إطلاق هذه الخدمة بين إمارتي دبي والشارقة لزيادة خيارات التنقل بين المدينتين، وتخفيف الضغط المروري على محاور الطرق، وسيكون عدد رحلات الفيري بين محطة الغبيبة للنقل البحري في دبي، ومحطة مربى الشارقة للأحياء المائية، 42 رحلة يومياً بمعدل 21 رحلة في كل اتجاه، وسيجري توفير مواقف مجانية لمركبات المتنقلين مع خدمة حافلات داخلية في محطة مربى الشارقة.


موقف يستوعب 300 سيارة


لتشجيع استخدام خدمة النقل البحري سيجري دعم المحطة الرئيسية في الشارقة بموقف يستوعب نحو (300) سيارة ليتمكن مستخدمو النقل البحري من صف مركباتهم، وهو ما يعرف بنظام (Park and Ride) كما سيجري توفير خدمة حافلات تنقل الركاب من قلب الشارقة، مروراً بكورنيش ومنطقة المجاز،وصولاً إلى محطة النقل البحري بجوار مربى الشارقة للأحياء المائية، وتتجه النية نحو زيادة مسارات الحافلات لخدمة أجزاء أخرى من مدينة الشارقة.


1.3 مليون راكب سنوياً


يأتي إطلاق الخدمة في إطار خطة شاملة وضعتها هيئة الطرق والمواصلات بدبي لتطوير منظومة النقل البحري، وتفعيل خدماتها بما يضمن تسهيل تنقّل السكان بين الإمارتين، وتقدر الطاقة الاستيعابية للخط الجديد بنحو 1.3 مليون راكب سنوياً، ويمكن زيادتها حسب الحاجة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"