عادي
خلال مؤتمر الشرق الأوسط للدفاع الصاروخي والجوي بأبوظبي

العرياني: الإمارات بقيادة خليفة نجحت في بناء قدرة عسكرية هائلة

05:49 صباحا
قراءة 5 دقائق
أبوظبي - مجدي زهرالدين:
انطلقت أمس أعمال الدورة الرابعة من مؤتمر الشرق الأوسط للدفاع الصاروخي والجوي التي تقام تحت رعاية وزارة الدفاع الإماراتية، وبدعم من القوات الجوية والدفاع الجوي الإماراتي، بحضور محمد أحمد البواردي الفلاسي، وكيل وزارة الدفاع الإماراتية، والأمين العام للمجلس الأعلى الوطني اللواء سيف سلطان العرياني، وحشد من كبار قادة القوات المسلحة الإماراتية، ووفود رفيعة المستوى من دول مجلس التعاون الخليجي، والقيادة المركزية الأمريكية، بالاضافة الى عدد كبير من السفراء والملحقين العسكريين في أبوظبي .
أكد العميد الركن سيف العرياني، ممثل وزارة الدفاع في كلمة الافتتاح التي ألقاها نيابةً عن وزارة الدفاع الإماراتية، أن القيادة الرشيدة لا تدخر جهداً في سبيل الارتقاء بأداء القوات المسلحة لتكون في المقدمة دائما، وفي جميع المجالات، ومن أهم مجالات التقدم والازدهار هو مجال العلم والمعرفة، فالقوة في المعرفة والمعلومة صارت من مضاعفات القوة المادية، فبالقدر الذي تمتلك فيه القوات المسلحة أحدث الأجهزة والمعدات فإنها يجب أن تمتلك أيضاً آخر ما أنتجه الفكر العسكري من علم ومعرفة .
وأضاف: نظراً لما تشهده مكونات الدفاع الجوي من تطور كبير بشكل عام وفي مجال الدفاع الصاروخي بشكل خاص، يستضيف المؤتمر نخبة مميزة من المتخصصين في مجالات الدفاع الجوي والصاروخي، في سبيل إثراء العلم والمعرفة المتخصصة في هذا المجال، للقوات الجوية والدفاع الجوي وجميع المعنيين في القوات المسلحة، فعلى مدى يومي عمل، سيتم استعراض ومناقشة جميع المسائل المتعلقة بموضوع الدفاع الصاروخي والجوي .
وأوضح أن المؤتمر يتناول التعاون الاستراتيجي بين دول الخليج، وتبادل الأفكار ووجهات النظر، حول كيفية مواجهة تهديدات الصواريخ البالستية، وصواريخ "كروز" الجوالة، وانعكاساتها على أنظمة الدفاع الجوي وتأثيرها في منطقة الخليج لعام 2020 .
ونوه أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، نجحت في بناء قدرة عسكرية هائلة للتعامل مع هذه التهديدات بمختلف أنواعها، للحفاظ على وحدتها وسلامة أراضيها من تأثير هذه الصواريخ .
وختم العميد العرياني بتوجيه الشكر للقيادة العليا على ما تقدمه من دعم وتوجيه في سبيل رفعة القوات المسلحة، متطلعا الى مزيد من التقدم والتفوق في مجال الدفاع الصاروخي والجوي .
ونوه رياض قهوجي، المدير العام التنفيذي لمؤسسة إينغما، في كلمته إلى أن تهديدات الصواريخ البالستية والجوالة تعتبر تهديداً عالمياً، ويبدو أن هذا التهديد يزداد سوءاً مع انتشار وتقدم التكنولوجيا الصاروخية، مما يجعل الصواريخ الدفاعية والدفاع الجوي من القدرات الضرورية بالنسبة لكافة الجيوش الحديثة،
وأوضح الفريق الطيار جون هسترمان، قائد القوات الجوية، القيادة المركزية الوسطى للولايات المتحدة، جنوب غرب آسيا، أن لا أحد يفهم الدفاع الصاروخي كدولة الإمارات التي تعدّ أفضل مثال للدفاع الجوي المتكامل، مشيرا إلى ان الولايات المتحدة سوف تستمر بتوفير الأمن في المنطقة من خلال الوجود الأرضي والجوي والبحري .
وأضاف أن الأمن الإقليمي يجب أن يظل جهداً مشتركاً . وأي صراع في المستقبل سوف يتطلّب استجابة متعددة الجنسيات ومتعددة الأطراف . لهذا، ينبغي على جميع التمارين أن تنفّذ في إطار متعدد الجنسيات ومتعدد الأطراف .
وتناولت الجلسة الأولى من المؤتمر التي ترأسها روبرت س . هاروارد، المدير التنفيذي لشركة لوكهيد مارتن في الإمارات، كيفية تطوير الرؤية الاستراتيجية الإقليمية حول الدفاع الجوي والصاروخي المدمج IAMD، وقد شدد ضمن هذه الجلسة، فرانك روز، نائب مساعد الأمين العام لشؤون الدفاع والفضاء في وزارة الخارجية الأمريكية على أهمية الاستراتيجية للتعاون في مجال الدفاع الصاروخي في الخليج، وقال: نحن نعيش لحظة غير مسبوقة من المشاركة والحوار في جميع أنحاء العالم وندرك تماماً القلق الذي تشعر به المنطقة لذلك لا يمكننا أن ننسى التزامنا تجاه أمن حلفائنا في الخليج ونحن نرى حمايتهم ضرورة استراتيجية .
وتحدث اللواء (المتقاعد) خالد عبدالله البوعينين، القائد السابق للقوات الجوية والدفاع الجوي الإماراتي، ورئيس مؤسسة إينغما، عن بيئة التهديدات الجوية والصاروخية في العام 2020 وتأثيرها في المصالح الحيوية لدول مجلس التعاون الخليجي حيث قال "إن دول مجلس التعاون الخليجي تتطلب المزيد من التدابير لضمان أمن معلوماتها في حين تدرك إمكانية مشاركة المعلومات العامة مع الآخرين" .
وأشار إلى أن مخاطر الصواريخ البالستية والمجنحة والتطور الكبير في أنظمة الصواريخ تشكل تحدياً وهناك عمل مستمر لتطوير وتحديث أنظمة الربط بين غرف عمليات القوات الجوية والدفاع الجوي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية .
وأكد أهمية العمل على التطوير والتحديث بما يتناسب مع التطور التكنولوجي، مع وجود رؤية موحدة في دول الخليج لمواجهة تلك التحديات، إضافة إلى رؤية كل دولة من ناحية الأولوية في مواجهة تحدي الصواريخ البالستية وتطوير وسائل الدفاع الجوي واستخدام نظام الإنذار المبكر والاستطلاع في مسرح العمليات .
وذكر أن دولة الامارات قامت بجهد كبير في تطوير جميع الدفاعات البرية والبحرية والجوية ضد جميع أنواع الصواريخ، مؤكداً الاهتمام الكبير من قبل الدولة بالعنصر البشري وتأهيله للتعامل مع تلك الوسائل، باعتبار أن الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في البشر .
واختتم الجلسة الأولى سكوت كريبويتز، من مديرية الشؤون الدولية في وكالة الصواريخ الدفاعية، متحدثاً عن برنامج الدفاع الصاروخي البالستي الأمريكي والتعاون الدولي، لافتاً إلى أن وكالة الصواريخ الدفاعية قد أظهرت تقدماً كبيراً في تطوير وتكامل أنظمة الدفاع الصاروخي البالستي .
وترأس الجلسة الثانية أورفيل برينز، نائب الرئيس في شؤون تطوير اعمال الدفاع الجوي والصاروخي، قسم الصواريخ والتحكم بالنيران لدى شركة لوكهيد مارتن، وتناولت الجلسة أهمية المشاركة في تحمل أعباء الدفاع الجوي والصاروخي المدمج .
وتحدث في الجلسة أربعة محاضرين هم اللواء البحري جايمس ت . لوبيلين، نائب قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، واللواء (متقاعد) سمير ه . خشيم، المدير السابق في قسم الكمبيوتر والاتصالات في القوات الجوية الملكية السعودية، واللواء (متقاعد) هنري س . "هانك" مورو، المسؤول الأعلى السابق عن الدفاع في السفارة الأمريكية في أبوظبي، ومايكل جي . ماتيس، نائب رئيس تطوير الأعمال لشؤون أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي في شركة رايثيون .

تطوير الدفاع الصاروخي المدمج

تناولت الجلسة الثالثة والأخيرة تصميم وتطوير نظام الدفاع الجوي والصاروخي المدمج، ولقد استهل العميد فريتز، قائد قوات الدفاع الجوي والصاروخي AAMDC، قيادة الجيش ال 32 الجيش الأمريكي، الحديث عن كيفية توحيد المعايير للانتقال نحو تصور عمليات CONOPS للدفاع الجوي الإقليمي المدمج IAMD أدوات التشغيل وسبل التمكين .
ووضع العميد فريك أربعة أوجه لمفهوم العمليات المشتركة في مجال نظام الدفاع الجوي والصاروخي الإقليمي المدمج، مؤكدا على أنه لا بد أن يكون هنالك اتفاق للتعرف إلى مصدر التهديد ونوعيته والطريقة التي يمكن بموجبها إلغاء هذا التهديد . وتحدث العميد فيليب مونتوكيو، رئيس الأركان في قيادة الدفاع الجوي والعمليات الجوية الفرنسية، عن تصور لهيكلية القيادة المتعددة الجنسيات لعمليات تشغيل نظام الدفاع الجوي والصاروخي المدمج IAMD ومعالجة اعتبارات التشغيل المركزية/ اللامركزية .
وتناول العميد الركن ماجد حميِّد النعيمي، قائد لواء الدفاع الجوي والصاروخي في قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي الإماراتي، خلال محاضرته عملية تطوير قوة إقليمية قوية متكاملة وتعزيز التمارين المتعددة الأطراف والتدريب، متطرقا إلى أن بناء قدرة الدفاع الجوي والصاروخي الإقليمي المتكامل لا يمكن أن يتحقق بالكامل من دون وجود التوافق بين الإمارات والقوى الإقليمية الحليفة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"