عادي
يحتفي بعام أول للحوار بين مآثر الحضارات

اللوفر أبوظبي عالم ينبض بالحياة من الممشى إلى القبة

03:48 صباحا
قراءة 5 دقائق
أبوظبي: علي داوود

يحتفل «اللوفر أبوظبي» هذه الأيام بمرور عام على افتتاحه ببرامج تضم مجموعة من العروض والأنشطة المتنوعة، تليق بكونه أول متحف من نوعه في العالم العربي برؤية عالمية يسلط الضوء على أوجه التشابه والقواسم المشتركة للتجربة الإنسانية عبر مختلف الحضارات والثقافات.
تشمل هذه النشاطات خلال الاحتفال العديد من العروض الفنية والشعرية وورش العمل التي تجعل المتحف ينبض بالفن والحياة، من الممشى وحتى القبة، مروراً بقاعات العرض التي جددت مقتنياتها مؤخراً.
ويشمل برنامج الاحتفال معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية: روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، الذي يسلط الضوء على التاريخ الثقافي والتراثي في المملكة العربية السعودية من خلال الكشف عن مجموعة من التحف الأثرية، بما في ذلك قطع أثرية نادرة من الإمارات.
المتحف يركز على القواسم المشتركة بين الإنسانية عبر مختلف الحضارات والثقافات. ويحتضن مجموعة مهمّة من الأعمال الفنية والقطع الأثرية التي تجسد خلاصة التراث الإنساني وتمتد عبر حقب زمنية مختلفة، بدءاً من عصور ما قبل التاريخ وصولاً إلى وقتنا، وذلك بأسلوب فريد يعكس تنوّع الموضوعات والأفكار والمفاهيم العالميّة التي يجسدها المتحف. ويضم المتحف أعمالاً وقطعاً فنية معارة من أعرق المتاحف الفرنسية والمؤسسات الثقافية في المنطقة.
ويعد «اللوفر أبوظبي» واحداً من أهم مكونات استراتيجية أبوظبي الثقافية الرامية إلى الحفاظ على هوية دولتنا وتراثها العريق وتاريخها الطويل مع تحفيز الإبداع وفتح آفاق جديدة للابتكار الثقافي.
ويعتمد المتحف أسلوب سرد عالمي فريد ورؤية ثاقبة تستكشف تاريخ الفن وفق سياق جديد، لذا يعد المتحف منصة تتيح لزواره فهم ثقافتهم والانفتاح على الثقافات الأخرى.
يعرض «اللوفر أبوظبي» خلال هذه الفترة مجموعة مقتنيات وأعمال معارة من أعرق المتاحف في فرنسا تستمد أهميتها من بعدها التاريخي والثقافي والاجتماعي، وتروي قصصاً من مختلف الحقب التاريخية التي مرت بها البشرية. وتضم هذه المجموعة أعمالاً متنوعة بداية من القطع التاريخية وصولاً إلى الأعمال التكليفية العصرية المصممة للمتحف حصرياً، لتبرز موضوعات وأفكاراً مشتركة تعكس بمجملها أوجه التشابه والتبادل بين الثقافات والحضارات المختلفة حول العالم، متجاوزة بذلك الحدود التاريخية والجغرافية. وبذلك، يصبح «اللوفر أبوظبي» مغايراً للمتاحف الأخرى التي عادة تفصل بين الأعمال والمقتنيات بناء على حضارة منشئها، إضافة إلى صالات العرض، وظل المتحف خلال هذا العام يقدم لزواره معارض، ومتحفاً للأطفال، ومتجراً ومقهى للزوار.
المبنى ذو التصميم الهندسي الرائع يضم في داخله كنوزاً من الفنون والتحف القيمة التي يرجع تاريخها إلى سنين طويلة باتت في ذاكرة الإنسان رغم قساوة الأزمان، وعندما تدنو من المبنى ذي الشكل الهندسي المميز وألوان ساحرة تضيء القبة البيضاء التي تحفها أشجار النخيل تستعيد ذكريات من تراث الآباء والأجداد وماضيها القديم. ومع انعكاس أشعة الشمس على مياه البحر الدافئة وملاحظة الأعداد الكبيرة من الزوار يتأهبون لدخول المبنى الكبير تدرك أن العالم بأسره هنا في مكان يجمع الفنون والحضارات القديمة.
إن منهج «اللوفر أبوظبي» يدفع الزوار، بما في ذلك الأطفال والمراهقون والشباب، إلى النظر عن كثب والتفكير بعمق في الأعمال الفنية المعروضة والثقافات والأفكار التي يمثلونها، كما أن لدى المتحف بالفعل تأثيراً كبيراً في المشهد التعليمي في الدولة، ولا يزال يوفر التدريب والفرص لدعم جيل مهني ومتحمس في عالم المتاحف، كما تضم مبادرات المتحف المخصصة لزواره من الأطفال وعائلاتهم مجموعة من الجولات وورش العمل والجلسات التفاعلية التي نظّمت مع فترة تنظيم المعارض المؤقتة والأنشطة في متحف الأطفال.
ومنذ الإعلان عن «اللوفر أبوظبي»، شهدت الدولة زيادة كبيرة في عدد الدراسات الجامعية والعليا المتاحة في الموضوعات ذات الصلة، وتشجيع الطلاب على دخول مهن في المجال الثقافي والإبداعي وعلى اعتبار أن دعم الجيل القادم من المهنيين الثقافيين في الدولة هو ركن أساسي في المتحف، من خلال بناء قوة عاملة ماهرة من المهنيين الموهوبين في المتاحف.
قال ساندرو انديترسيا، من إيطاليا، مقيم في دبي، أرى أن مرور عام «اللوفر أبوظبي» مضى كالبرق والذي أتذكر افتتاحه قريباً فهو جميل وذو تصميم رائع ويضم مجموعة من القطع الفنية كونه يمثل حلقة وصل بين المجتمعات والشعوب من دول العالم، مشيراً إلى أن المتحف أصبح وجهة سياحية يعكس جميع أنواع الفنون والحضارات، خاصة الحضارة الإسلامية في الوطن العربي ولكل العالم.
وأشارت بانمر برسيا من إيطاليا، مقيمة في دبي، لقد ظللت أزور المتحف منذ افتتاحه العام الماضي، فهو جميل ويضم عدداً من المعارض الفنية التي تجذب الجمهور، والقيادة الرشيدة أعطت هذا الصرح اهتماماً كبيراً، مؤكدة أن الإمارات بلد التسامح والخير.
وأكدت ألين ينصوفا من روسيا، زرت «اللوفر أبوظبي» عدة مرات وانبهرت بجماليات المكان وروعة التصميم ولم أصدق بأنه مر عام على افتتاح المكان الجميل.
بينما قال آرين نناكولان من نيوزيلندا، مقيم في دبي، الذي وجدناه مع مجموعة من أصدقائه كانوا في زيارة إلى «اللوفر أبوظبي»، تعرفت إلى الكثير من القطع الفنية خلال زياراتي المتكررة إلى المتحف منذ افتتاحه إلى اليوم، فهو يتمتع بمناظر جميلة وساحرة تجعل الشخص في عالم من الدهشة.

السفير الفرنسي لـ الخليج: إنجاز ثنائي استثنائي

بمناسبة مرور عام على افتتاح «اللوفر أبوظبي»، قال لودوفيك بوي، سفير فرنسا لدى الدولة: أشعر بسعادة بالغة وفخر كبير أن نحتفي بالذكرى السنوية الأولى لافتتاح المتحف بمشاركة قادة البلدين.
وأكد بوي أن المتحف إنجاز ثنائي استثنائي، من حيث تصميمه الذي خصّه به المهندس المعماري المبدع جان نوفيل وكمشروع علمي وثقافي. وبعد مرور عام، يسرني أن أهنئ فرق العمل من الإمارات وفرنسا التي ساهمت في هذا النجاح الباهر: وكالة متاحف فرنسا ومتحف اللوفر في باريس والمؤسسات الشريكة ودائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وفريق متحف «اللوفر أبوظبي».
وأضاف أن المتحف يحتفل بعيده الأول من خلال برنامج ثري ومكثف من أنشطته، معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية: روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، وندوة «العالم من خلال المتاحف» ومجموعة كاملة من العروض المباشرة مع مواهب عديدة من جميع أنحاء العالم.

نخيل النور

يقع المتحف في قلب العاصمة، ووضع تصميمه المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل الحائز جائزة «بريتزكر» العالمية، كتحفة معمارية تحيطه مياه البحر تحت قبة فريدة من نوعها، ليبدو «اللوفر أبوظبي» وكأنه «متحف مدينة».
ويمكن للزوار الاستمتاع بالمشي على طول المنتزهات والممرات المطلة على مياه البحر، التي تظللها قبة تبلغ قطرها 180 متراً، والمؤلفة من حوالي 8000 قطعة معدنية على شكل نجوم، ما يتيح لهم الاستمتاع ب«شعاع النور»، المستوحى من ظلال أشجار النخيل المتداخلة في واحات الإمارات.

تسامح

تشكل الجهود الواسعة المبذولة من فريق العمل بالمتحف في تعزيز البيئة الثقافية النشطة والتي تعد رافداً مهماً من روافد تنويع الاقتصاد الوطني وتطوير مجتمع حيوي وعصري يشار إليه بالبنان، ليكون «اللوفر أبوظبي» إحدى ركائز المجتمع ومصدراً حياً يستلهم منه الجيل القادم من رواد الثقافة والعقول المبدعة والمفكرين، ليكون لهم دور فعال في ترسيخ قيم التسامح والتعايش التي تُعرف بها الإمارات.

إلهام الصغار

تهدف أنشطة المتحف إلى تمكين الأطفال من التفاعل مع مجموعة من الأساليب والممارسات والمفاهيم الفنية. وصمّمت هذه الأنشطة لصقل المهارات المعرفية الأساسية المناسبة لدى الزوار الصغار، بما في ذلك الملاحظة والرصد والمقارنة والإبداع. وعمل «اللوفر أبوظبي» منذ نشأته بشكل وثيق مع المدارس والجامعات ومجلس أبوظبي للتعليم لتوفير مجموعة من الموارد المناسبة للطلاب من جميع الأعمار ودمج المتحف في المناهج الوطنية، وإلهام الطلاب لاستكشاف مجالات مثل الفن والتاريخ، وعلم الآثار، والأنثروبولوجيا ودراسة المتاحف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"