عادي
بمقتضى اتفاقية وقعتها الدولة مع اليونيسكو

الإمارات تعيد إعمار كنيستي الطاهرة والساعة في الموصل

04:42 صباحا
قراءة 4 دقائق


أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، أمس، تجديد تعاونهما ضمن مبادرة المنظمة لاستعادة المواقع التراثية والثقافية بمدينة الموصل العراقية والتي انطلقت تحت شعار «إحياء روح الموصل».
وكانت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة وأودري أزولاي المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو قد التقتا أمس في مقر المنظمة بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث جرت مراسم توقيع اتفاقية جديدة تخص المشاركة الإماراتية في جهود إعادة إعمار المعالم التاريخية في مدينة الموصل التي تعتبر محطات فارقة في مسيرة الحضارة الإنسانية.
وتأتي الاتفاقية الموقعة بين الجانبين في إطار «عام التسامح» الذي أطلقته دولة الإمارات شعاراً لعام 2019، والذي يؤكد قيمة التسامح كمفهوم عالمي ومشروع مؤسسي بهدف إعلاء قيم التسامح والحوار والعيش المشترك والانفتاح على الآخر لدى مختلف الثقافات.
وتنص الاتفاقية على أن تقود دولة الإمارات جهود إعادة بناء عدد من المواقع الثقافية المدمرة في الموصل وهي كنيسة الطاهرة وكنيسة الساعة.
حضر مراسم توقيع الاتفاقية كل من عبدالرحمن حميد آل حسين السفير العراقي لدى باريس، والدكتور محمد علي الحكيم، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، ونيكولا تيكسييه، رئيس الرهبنة الدومينيكانية في مقاطعة فرنسا، وأوليفيه بوكيون، أمين عام لجنة مؤتمرات الأساقفة بالاتحاد الأوروبي.
وقالت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة «تشرفنا اليوم بتجديد تعاوننا مع منظمة اليونيسكو وتوقيع هذه الاتفاقية التي ستمكننا من استكمال شراكتنا مع أشقائنا في العراق وأهالي مدينة الموصل العريقة للمساعدة على إعادة بناء المواقع الثقافية والتراثية التي تجسد روح التعايش والتسامح في المجتمع»، مضيفة أن مشاريعنا الثقافية من هذا النوع والتي نقوم بها تحت مظلة اليونيسكو في جميع أنحاء العالم دليلٌ على التزام دولة الإمارات بتعزيز جهود اليونيسكو من خلال التعاون الدولي في مجالات العلم والثقافة والعلوم.
وقالت الكعبي: «نرسل من خلال هذه الاتفاقية الجديدة رسالة أمل وروح جديدة لأهالينا في العراق والموصل. فمن خلال إعادة بناء جزء من تاريخ هذه المدينة العريقة سنسهم في صياغة مستقبل أفضل وبناء مجتمع أكثر تسامحاً وانفتاحاً وهي القيم التي لطالما اتسمت بها الموصل طوال تاريخها».
وأضافت نورة بنت محمد الكعبي: «يشكل إعادة بناء كنيستي الطاهرة والساعة ومن قبلهما الجامع النوري ومنارته الحدباء رسالة ثقافية وحضارية قوية في مواجهة الممارسات والأفكار المتطرفة التي ساهمت في تدمير هذه المعالم الأثرية بالأمس القريب. يعكس هذا المشروع رسالة وجهود الإمارات في نشر رسالة الأمل والانفتاح والاعتدال مقابل ثقافة التعصب والتطرف، وتمثل هذه المباني المدمرة شاهداً حياً على مدى وحشية الفكر المتطرف».
وأشارت إلى أن إعادة بناء كنيستي الطاهرة والساعة التي يزيد عمرهما على مئات السنين يعيد الوجه الحضاري المشرق لمدينة الموصل، ويسهم في بناء النسيج المجتمعي وعودة المهجرين خصوصاً إخواننا المسيحيين إلى ديارهم من خلال ترميم المعالم التاريخية ودور العبادة التي تمنح المجتمع الموصلي هويته وروحه بعد أن حاول الإرهابيون جعلها أحادية اللون ومحو الهوية الثقافية والتاريخ الحضاري والإنساني لمدينة الموصل.
ونوهت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة بأن الإمارات من خلال هذا المشروع تصبح أول دولة في العالم تعيد إعمار كنائس العراق، مؤكدة أن مشروع إعادة الجامع النوري، وإعادة بناء وترميم كنيستي الطاهرة والساعة يكشف عن اهتمام دولة الإمارات بالتسامح والتنوع الثقافي بين الديانات المختلفة في المجتمع الموصلي.
ويأتي المشروع الجديد امتداداً للاتفاقية التاريخية الموقعة في إبريل/‏نيسان 2018، حيث تعهدت الإمارات بتقديم مبلغ 50,4 مليون دولار للمساهمة في إعادة بناء التراث الثقافي للموصل.
بدأ المشروع بترميم المعالم التاريخية وإعادة بنائها، لا سيما مسجد النوري التاريخي ومئذنة الحدباء التي يبلغ ارتفاعها 45 متراً والتي تم بناؤها قبل أكثر من 840 عاماً.
ومع تجديد هذه الشراكة ستقدم دولة الإمارات دعمها لإعادة إعمار كنيسة الطاهرة التي يبلغ عمرها نحو 800 عام، وكنيسة الساعة.
وتتضمن جهود الإمارات أيضاً بناء متحف ونصب تذكاري يعرض ويحفظ آثار وتاريخ المساجد والكنائس التي تم إعادة إعمارها بالشراكة مع الحكومة العراقية وأهالي الموصل والمؤسسات التعليمية، وستوفر هذه المشاريع فرص تدريب وعمل لأكثر من 1000 شاب من أهالي الموصل.


الطاهرة والساعة.. الريان والدومنيكان


تعتبر كنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك أكبر كنائس العراق وإحدى كبريات كنائس الشرق الأوسط سعة وهندسة وجمالاً، افتتحت عام 1947 وتتألف من ثلاثة فضاءات شاهقة أوسعها وأعلاها أوسطها، وتضم قبة شاهقة تخترقها اثنتا عشرة نافذة، فيما ترتكز الفضاءات الداخلية الكبرى الثلاثة على 18 عموداً رخامياً ضخماً تتلاقى في أقواس شاهقة رائعة. وقد قام الإرهاب بتفجيرها في فبراير/شباط 2015.
أما كنيسة الساعة فتقع في حي الساعة بمدينة الموصل، وتعرف أيضاً بكنيسة الدومنيكان، حيث تعتبر إحدى أشهر كنائس الموصل وإحدى المعالم المميزة للمدينة، قام الإرهاب بتدميرها بالكامل في 25 إبريل 2016. وقد تم البدء ببناء الكنيسة عام 1866، واستغرق بناؤها ست سنوات وتم تدشينها في 4 أغسطس/آب 1873، أما برجها الشهير فلم يكتمل حتى 1882 ويحتوي على ساعة نصب قُدمت كهدية من زوجة الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث عرفاناً بخدماتهم في المدينة. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"