قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، صباح أمس، بزيارة لموقع تصوير المسلسل البدوي التاريخي أبواب الغيم من خيال وأشعار سموه، وإخراج حاتم علي، وسيناريو وحوار عدنان عودة، والذي يجري تصويره حاليا في منطقة المرموم على طريق دبي - العين .
حضر سموه تصوير المشاهد الأولى من المسلسل المكون من ثلاثين حلقة، والذي سيبث على قنوات مؤسسة دبي للإعلام في شهر رمضان المقبل، حيث تابع سموه مراحل التصوير واطلع على التجهيزات والتحضيرات اللازمة، كما استمع إلى شرح مفصل عن طبيعة العمل والشخصيات المشاركة فيه والتي حرصت على التقاط الصور التذكارية مع سموه، وبلفتة كريمة من سموه طلب التقاط الصور التذكارية مع فريق العمل والطاقم الفني ومجموعة الفرسان الذين وقفوا للسلام عليه، وتجاذب سموه مع فريقه أطراف الحديث حول تفاصيل المسلسل .
ووجه سموه القائمين على المسلسل بحضور أحمد عبد الله الشيخ عضو مجلس الإدارة المنتدب المدير العام لمؤسسة دبي للإعلام، وعبدالله العجلة مدير إدارة الإنتاج الدرامي في المؤسسة وعدد من ممثلي وسائل الإعلام العربية والمحلية، بأن يبدعوا في الأداء والتصوير والإخراج حتى يكون العمل فنياً بامتياز، يمكن للمشاهد أن يستمتع بحلقاته، ويتفاعل مع الكلمة ومع الفنان نفسه وكل تفاصيل ومفردات المسلسل، معرباً سموه عن دعمه وتشجيعه لمثل هذه الأعمال الفنية الهادفة التي تعكس تراثنا العربي بكل مكوناته من الشعر والملابس والخيمة والمكان والإنسان وغيرها، وتعرف بنمط حياة البدوي في الصحراء العربية بلهجة واضحة ومفهومة وأسلوب مشوق، لاسيما بالنسبة لجيل الشباب الذي من الواجب عليه أن يتعلم ويتعرف إلى كل تفاصيل حياة الآباء والأجداد والإرث الثقافي الذي ورثناه ونحافظ عليه ونحميه ونجدده كي يبقى حيا يعيش وتعيش معه وبه أجيال العرب المتعاقبة .
وذكر حاتم علي خلال الشرح لسموه أن التصوير سيتم بين صحراء الإمارات والصحراء السورية في تدمر والصحراء المغربية في منطقة مراكش، وأوضح أن مدة التصوير ستستغرق 100 يوم بين هذه المواقع الثلاثة .
أهداف "أبواب الغيم"
يرصد المسلسل، الذي يلعب بطولته غسان مسعود وسلافة معمار وقصي خولي وعبد المحسن النمر ومحمود سعيد ونادين نجيم وهبة نور وفارس الحلو وجميل عواد وجولييت عواد ونادرة عمران ونجاح سفكوني وغيرهم، تطور الحياة في الجزيرة العربية من خلال رصد مصائر عدد من الشخصيات في فترة زمنية مضطربة، شهدت تواجد قوى مختلفة في تجاذباتها أتراك وانجليز تركت تأثيرها في حياة هؤلاء البشر، والعامل الأهم يكمن في بلورة شخصيات العمل وصراعها مع ظروف حياتها القاسية، حيث يبرز العمل طموحها في الحياة الكريمة والحرة عبر شبكة معقدة من العلاقات الإنسانية من حب وغيرة وأنانية وكرم وتضحية، ليتحول العمل إلى ملحمة ضخمة بتعدد شخصياتها وحكاياتها ضمن إطار تاريخي يعتمد على مرجعيات زمانية ومكانية محددة، كما يركز العمل على علاقة البدوي بتفاصيل حياته وبأرضه وعاداته ومنظومة تقاليده الاجتماعية، والأهم من كل ذلك علاقته بالخيل، كل ذلك لتسليط الضوء على البدوي الذي تعرض للتهميش في الأدب والفن وربما التاريخ أيضا .
القصيدة والحدث واللهجة
عقد مؤتمر صحافي ضم كل من حاتم علي وعدنان عودة وعبدالله العجلة، حيث تحدث علي الذي اعتبر نفسه محظوظا لتقديمه للسنة الثانية على التوالي عملا من خيال وأشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن الرؤية الإخراجية في العمل، واختياره للممثلين الذي جاء بناء على شرطه بأن يستوعب أبواب الغيم أكبر قدر من الممثلين الذين لم يحصل بينهم وبينه تعاون في الفترة الأخيرة ليبتعد عن التكرار، وأكد أنه منفتح على كل المواهب بغض النظر عن الجنسيات، حيث ذكر أن المسلسل يضم عددا من الفنانين من سوريا والأردن ولبنان والإمارات وفلسطين والسعودية وغيرها .
وذكر أن اللهجة البدوية تعتبر جزءا من عمل الممثل وعليه أن يتقن اللغة العربية الفصحى واللهجة البدوية ليستطيع أن يشارك في العمل، كما أن هناك نصاً مكتوباً ومدرباً للهجة وأن الممثل يستطيع بعد بضعة أيام من العمل التقاط لحن اللغة العربية وتفاصيل اللهجة البدوية .
وتحدث عدنان عودة عن العمل الذي يجسد التعاون الأول بينه وبين حاتم علي، وذكر أن المصدر الأول الذي استقى منه أفكاره هو قصة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد والأشعار التي وظفت توظيفاً درامياً، لتصبح القصيدة ملتحمة التحاما وثيقا مع الأحداث، لدرجة يصعب فيها التخلي عنها لأن ذلك يعني وجود خلل في المسلسل، والمصدر الثاني هي حياة البدو وهم بشر من لحم ودم يعايشون ظروفاً حياتية صعبة، ويواجهون تغيرات في ظروفهم السياسية والتاريخية، ولذا لم يلجأ لحكايات يعيشها أهل المدن ليعطيها الطابع البدوي، وهذا ما يضيف المصداقية والشفافية في الحادثة والموقف في أبواب الغيم، وهو ما لا يمكن أن نجده في أي مكان آخر .
ممثلون وأدوار
وصف الممثل غسان مسعود شخصية عكيد القبيلة التي يقوم بتقديمها بأنه القائد الميداني للقبيلة، وهو الذي يخوض حربها وسلمها، وهو المسؤول عن أمنها وعلاقاتها مع القبائل الأخرى .
وفيما أكد الممثل السعودي عبدالمحسن النمر أن شخصية مجول العضيدي تعتبر من أجمل شخصيات العمل، حيث تتجسد الحياة كاملة من خلال المراحل العمرية التي تمر بها هذه الشخصية، إلى جانب التنوع الكبير في مجموعة المشاعر الإنسانية ما بين الحب والفروسية .
وقالت الممثلة سلافة معمار إن شخصية صبحة الحفيانة هي شخصية درامية جديدة لم تقدم من قبل في الدراما العربية، من ناحية قوة شخصيتها وتمتعها بالذكاء، وطريقة الطرح والحوار، كذلك في المرحلة الزمنية التي تمتد من عمر 20 إلى 70 عاماً، متضمنة العديد من الصراعات والمحاور التي تمر بها هذه الشخصية الإنسانية، مؤكدة الدور الكبير الذي سيقوم به عبدالله الاسكندراني في هذا المجال .
فيما قال الممثل قصي خولي عن شخصية غازي إنها شخصية جميلة تحب ركوب الخيل من موقف رجولي، إلى أن يكتشف أن هناك كارثة ما تقلب حياته رأساً على عقب، ليتحول إلى شخص آخر، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه سيقدم في هذا العمل خمس شخصيات متعددة مما يحمله مسؤولية كبيرة في هذا الإطار .
من جانبها وصفت الممثلة نسيمة ضاهر شخصية شلوه بالأم القوية التي ربت ولدها الوحيد حتى أصبح رجلاً، مازالت تخاف عليه وتناديه طوير شلوة مشبهة علاقة هذه الأم بابنها كعلاقة الأرض بأبنائها الذين يرتحلون عنها فجأة .
