عادي
ندوات تتناول علاقتها بالإعلام والشعر والثقافة

انطلاق فعاليات المؤتمر السادس للغة العربية في دبي

03:29 صباحا
قراءة 5 دقائق
دبي: محمد ولد محمد سالم ومحمدو لحبيب

انطلقت صباح أمس جلسات المؤتمر الدولي السادس للغة العربية في فندق روضة البستان المطار في دبي، وقد شهد البرنامج الصباحي للمؤتمر عدة ندوات متزامنة.
استعرضت تلك الندوات بشكل عام مختلف المجالات التي تؤثر فيها اللغة العربية، والمشاكل والعراقيل التي تواجهها اللغة في مسارات ومناحٍ عدة.
وفي ندوة تحت عنوان اللغة العربية والإعلام، وضمت عدة أوراق بحثية تناولت حالات التجهيل في الخطاب الإعلامي للدكتور سهاد عادل جاسم والدكتور محمد جبار زغير، والدكتور ساهر حمد مسلم القرالة، والدكتورة أسماء أبو بكر الصديق حسن حجازي، والدكتورة إيمان سالم الخفاجي، والدكتور علي إبراهيم أيوب والدكتور علاء مكي الشمري.
رصدت أوراق الندوة حالات التجهيل في الخطاب الإعلامي وإشكالية إنتاج خطاب لغوي قادر على غسل العقول المتلقية له، وعدم مقدرة ذلك الخطاب الإعلامي على التحكم بالمعلومات وصوغها وطريقة تقديمها وتركيز تقديمها وكثافته والتكرار والتواصل، مما يولد حالة تجهيل معمق.
وتطرقت إلى مواطن الضعف والخلل في بعض الجوانب المتعلقة باللغة العربية: الإملائي، الاستعمالي للألفاظ، والنحوي والصرفي، لكثرة الأخطاء الواقعة فيها، من قبل العاملين في ميدان الصحافة، وذلك من أجل الوقوف عليها، ومحاولة تجنبها في المستقبل القريب، وصولاً للرقي بلغتنا العظيمة لتكون كما عهدناها في مصاف اللغات الأخريات.
وفي ندوة عن الشعر العربي قدمت ورقة بحثية عن فاروق شوشة والشعر والأدب واللغة من طرف الأستاذة الدكتورة ثريا محمد مهدي العسيلي، والتي قالت من خلالها إنها اختارت فاروق شوشة لأنه اسم بارز في عالم الثقافة والأدب بمصر والوطن العربي كله، واتسمت أشعاره بالبساطة والعذوبة مع الحفاظ على قوة المفردات وفصاحتها، إذ كان من أشد المدافعين عن اللغة العربية.
وقدمت ورقة ثانية عن الرواة والمسكوت عنه في الشعر بين العرب والمستشرقين للدكتورة نهى حمدي إبراهيم، التي قالت فيها إنها تقدم قراءة تهدف من خلال المنهج الإحصائي التحليلي عبر مجموعة من الدواوين من بينها ديوان الأخطل وسبط التعاويذي والحيمي وغيرهم - للوقوف على فجوات النصوص الشعرية ورصد مسارات القمع وآلياته، وتحليل الوشائج بين عمل الرواة قديماً، والمحققين العرب والمستشرقين حديثاً، وإعادة قراءة المشهد الشعري الذي قدمه ذلك «المسكوت عنه» وَفق معطيات الثقافة العربية.
وفي ورقتها المعنونة ب«الشعر العربي الحديث و الإشهار/ السياب والاستثمار الإعلامي، بينت الدكتورة أثير محمد شهاب أننا بصدد التعرف على طريقة لاستثمار مقولات الشاعر العراقي المختلف والصانع لجمل تمتلك القدرة على توصيل هذه التجارب كلها بأسطر بسيطة يمكن أن يتقبلها المواطن العربي، وربّما السياب المتميز رائد قصيدة التفعيلة العربية في الفضاءات العربية أقرب مثال للأمر.
وقال الدكتور السعيد عموري في ورقته المقدمة في هذه الندوة عن التجربة الشعرية عند الشاعر الإماراتي نايف الهريس إنه من الأهمية بمكان الحديث عن تجربة الشاعر الإماراتي الكبير نايف عبدالله الهريس الذي اشتغل في تجربته الشعرية عن الشكل العمودي للقصيدة العربية وبرع فيها.
وفي ورقته المقدمة في الندوة عن الطبقة الوسطى ونشأة الشعر الحر في العراق (قراءة في ضوء النقد الثقافي)، اعتبر الدكتور سعيد عبد الهادي المرهج أن الشعر الحر ما كان ليولد لولا نشوء طبقة وسطى عراقية، من ثم عربية، عبر امتداد وتعاظم أعداد الموظفين الحكوميين، وبروز طبقة عمالية إلى جانب الفلاحية.
وفي ندوة ثالثة عن اللغة العربية والقرآن الكريم قدم الدكتور أحمد مرغم ورقة تناولت دور القواعد الكلية في إعراب القرآن الكريم، واستعرضت الدكتورة هوزان عزة إبراهيم الدوري في ورقتها الاشتراك اللفظي في القرآن الكريم بين الحقيقة والمجاز، وتناول الدكتور سليمان علي محمد عبدالحق بالتحليل في ورقته المصطلح البلاغي ودوره في دراسة البلاغة القرآنية، وبين الدكتور رفعت اسوادي عبدحسن الناشي في ورقته المقدمة في الندوة منازل الصابرين في آيات القرآن الكريم من خلال قراءة ثقافية جمالية، وعدد الدكتور كمال عبدالعزيز إبراهيم الفرائد الفذة من الأفعال المضارعة في القرآن الكريم في دراسة بلاغية، واختتمت الندوة بورقة للدكتور فريد شوقي سرسك عن الحرف القرآني بين المشهد الساكن والمتحرك.

الهوية والازدواجية

ومن أهم الندوات التي قدمت كانت ندوة«الهوية واللغة«» قدم فيها عدة باحثين منهم الدكتور محمد عبد العزيز القضاة من الأردن ورقة «الازدواجية الثقافية وأزمة الهُوية في الرواية العربية ما بعد الاستعمار» مبيناً أن الرواية فتحت آفاقها على التحولات السياسية في المجتمع العربي، وأبرزت أثر الصراع بين المستعمِر والمستعمَر، ومحاولة كل منهما إثبات وجوده وهُويته، ما أدى إلى انفتاح النص الروائي ونزوعه إلى التحرر والانطلاق من مجال محدد الدلالة إلى آفاق واسعة تستوعب قضايا العصر.
ورقة الدكتور علاء عبدالرزاق (العراق) كانت عن «الدكتور زكي الأرسوزي وجهوده اللغوية وتأثيرها في بناء الهوية» وقال فيها إن زكي الأرسوزي واحد من المفكرين القوميين العرب القلائل الذين عنوا بشكل كبير باللغة العربية وجذور مفرداتها، وانصبت جهوده الفكرية في تبيان أهمية اللغة العربية في إحياء الحضارة العربية والنهضة العربية الشاملة، وتعزيز مفهوم الهوية العربية.
أما الدكتور معاذ عبدالله إشتية (فلسطين) فقدم بحثا بعنوان «درويش بين هويّة اللغة ولغة الهويّة في المرحلة الأخيرة من تجربته الشعرية»، قال فيه إن تجربة محمود درويش الشعرية منذ ديوانه (لماذا تركت الحصان وحيداً) 1995، شهدت تحولا في رؤيته لكثير من القضايا التي تتصل بالوجود، كما واشتملت على عناصر جديدة للهوية التي يقدم بها نفسه.
ورقة الدكتور ماجد الزيان فلسطين كانت عن «اللغة العربيّة والحفاظ على الهويّة الوطنيّة» وقال فيها إن وظيفة اللغة لا تقف عند حد التواصل بين أفراد المجتمع فحسب، بل تتجاوزها إلى بناء الذات، وترسيخ الهوية الثقافية، وتحقيق السيادة الذاتية، وتعميق الجذور، وحماية الأصول.
أما الدكتورة ذكرى محيي الدين من العراق فكانت مداخلتها بورقة «البحث عن الهوية في شعر أبي نواس» وسلطت فيها الضوء على أزمة تشكيل الهوية لدى أبي نواس الذي كان يعاني من رفض الآخر له سواء أكان هذا الآخر ذاتاً بشرية أم مجتمعاً أم سلطة أو مكاناً، لذا فقد سعى في بعض قصائده إلى بلورة هوية «قومية» تشكلها عناصر (الوطن، التأريخ، الأرض، اللغة، الحضارة، الثقافة، الطموح) ليواجه بها مختلف الهويات العصبية التي كانت سائدة في عصره.
وقدمت صباح محمدي وابتسام هزيل من الجزائر ورقة بعنوان «استراتيجيات خطاب الهوية عند عبدالحميد بن باديس» خلصت فيها الباحثتان إلى أنّ خطابات عبد الحميد بن باديس تمثل وحدة متكاملة في مبادئها وأهدافها.

السرد والرواية

ندوة «السرد والرواية» تحدث فيها فاضل عبود التميمي من العراق عن «التداخل الأنواعي في رواية (مقتل بائع الكتب) لسعد محمد رحيم»، وبين فيها أن الرواية رصدت بعين روائيّ مجرّب حياة أحد مثقّفي مدينة بعقوبة أثناء الحرب .
الدكتورة سمرة عمر كانت ورقتها بعنوان «التمثّلات الثقافية للّغة في رواية «شرفات بحر الشمال» لواسيني الأعرج.الدكتور فارس توفيق اليمن قدم ورقة بعنوان «السرد ودوره في حفظ اللغة العربية وذيوعها» وخلص فيها إلى أن السرد بما أنه فن أدبي يمنح من اللغة العربية بناءه وتشكيله، وعبرها يمرر معانيه وأبعاده ودلالاته.
الباحثة سهيلة سبتي من الجزائر قدمت ورقة بعنوان «اللغة السردية بين التجاوز والتجاور في رواية بنات الرياض لرجاء الصانع»، ورأت فيها أن الصراع اللغوي كان أحد أهم المظاهر الفنية/‏ الفكرية التي عكسها نص بنات الرياض.
بموازاة الندوات يشهد المؤتمر هذا العام الاجتماع الأول لعمداء كليات الآداب في الوطن العربي لمناقشة القضايا المتعلقة بعمل كليات الآداب في الوطن العربي، ويسعى الاجتماع إلى بحث الإشكاليات الحاضرة، ووضع أسس العمل المشترك في مجال البحث اللغوي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"