المتأمل في وضع المنطقة الشرقية وما ستؤول إليه هذه المنطقة من مشاريع اقتصادية ضخمة تخدم قاطنيها وتوفر عليهم عناء السفر والتنقل إلى إمارات أخرى لم يكن ليتوقع بزوغ شمس هذه المشاريع بالمنطقة الشرقية .
ولكن بالرؤى والنظرة الحكيمة الثاقبة، والمتأنية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ستضاف مدينة كلباء إلى خريطة السياحة العالمية وستعتبر وجهة من أهم الوجهات التي سيرتادها السواح من مختلف بلدان العالم .
ومن أهم المشاريع التي أسهمت بتطوير مدينة كلباء والتي تُعد باكورة المشاريع هو إنشاء نفق كلباء ووادي الحلو والذي يعد من المشاريع الحيوية نظراً لربطه مدينة كباء مباشرة بالإمارة الباسمة، إضافة إلى هذا فقد تم إنشاء وتطوير بحيرة كلباء والتي مالبث أن أتبعها حاكم الشارقة بصرح تعليمي ضخم وهو جامعة الشارقة في فرعها بمدينة كلباء في إطلالة فريدة من نوعها على بحيرة كلباء واختيار .
ومما لا شك فيه أن المشروع الذي أطلقته مؤسسة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) في مدينة كلباء يعد بادرة مميزة ونادرة من نوعها ليس فقط على مستوى الإمارات والخليج العربي والوطن العربي فقط بل على المستوى العالمي أيضاً، وذلك لما يتضمنه هذا المشروع الرائد من أهداف تنموية وبيئية واقتصادية تخدم الإنسان والمجتمع والحيوان وتعزز من أهمية الحياة البرية والبيئية والطبيعية .
يُعد مشروع كلباء البيئي اضافة حقيقية وحيوية للمنطقة الشرقية والذي هو من سلسلة المشاريع الاقتصادية الضخمة التي توالت على المنطقة مؤخراً مثل شارع الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ومشروع ادنوك (أنبوب حبشان) في مدينة الفجيرة هذا إضافة إلى بعض المشاريع الأخرى التي أبصرت النور كسيتي سنتر الفجيرة، ولما لهذه المشاريع من عوامل وآثار إيجابية محفزة للعمل الاقتصادي بالمنطقة الشرقية .
وقد استهل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تدشين المرحلة الأولى لهذا المشروع الذي يتكون من ثلاث مراحل بإطلاق مجموعة من الغزلان في محمية الحفية بمدينة كلباء، على أن تتم إضافة واستكمال المرحلة الأولى بقسم المحميات، ومنظمة خدمات الحفاظ الدولية التي ستقوم على إعادة تأهيل المحميات الطبيعية في مدينة كلباء (محمية الحفية والقرم)، وإقامة مراكز مخصصة للزوار ضمن المحمية، وترميم عدد من المناطق الأثرية .
وسوف تشكل المرحلة الثانية من المشروع القسم التجاري والذي بدوره سوف ينعش الحركة الاقتصادية بمدينة كلباء بشكل خاص والمنطقة الشرقية بشكل عام، إذ إنه سوف يحتوي على محال تجارية ومطاعم ومنطقة ألعاب مطلة على بحيرة كلباء .
كما ستخصص المرحلة الثالثة للقسم السياحي من المشروع والذي سيقام فيه عدد من الفنادق والشاليهات السياحية على الشاطئ المواجة لخليج عُمان، وسوف تعمل وفقاً لضوابط ومعايير صديقة للبيئة .
ومن ناحية أخرى فمن النتائج الإيجابية (الاقتصادية) لهذا المشروع أنه سوف يتيح مئات الفرص الوظيفية، ما يشكل فرصة كبيرة لتوظيف أبناء المنطقة والاستفادة والإفادة للعمل بهذا المشروع .
كما سيكون بالمقابل ارتفاع ملحوظ لنسبة الإيجارات والعقارات، إضافة إلى تزايد في أسعار شركات المقاولات والبنية التحتية التي سوف يتطلبها إنشاء هذا المشروع .
ويُعد هذا المشروع فرصة لرواد المشاريع من شباب هذا الوطن للتسابق والحصول على الأنشطة الاقتصادية المختلفة التي سيوفرها في مدينة كلباء .
خبير اقتصادي
