أرض الأحلام

01:27 صباحا
قراءة دقيقتين
رائد برقاوي

لم يعد جديداً، ولا مفاجئاً، أن تُظهر الاستطلاعات وغيرها من وسائل استظهار الرأي، تحوّل الحياة في الإمارات إلى حلم، أو أمنية لكل شاب عربي.
هذه الأمنية معلومة منذ سنوات، وتترسخ في كل مناسبة يتاح فيها للشباب العربي التعبير عنها، والأهم أن الحيثيات في كل مرة تتجدد وتتعاظم؛ وهو أمر يثير مشاعر مختلطة.
تجدد اختيار الشباب العربي للإمارات أن تكون بلدانهم مثلها يعني، من جهة، أن أغلبية الأقطار العربية، وهذا أمر مؤسف، لا تزال عاجزة عن الوفاء بحاجات شبابها، بعيدة عن مدارات طموحهم.
ومن جهة أخرى، يبعث تجدد هذه الأمنية في النفوس سعادة بأن دولة عربية، هي الإمارات لحسن الحظ، أصبحت، كما هي في كل المناحي، نموذجاً باعثاً على الأمل، وحب الحياة بين الشباب العربي.
النموذج الإماراتي في جانب التعامل مع الشباب لا يمكن وصفه بالحداثة، فهو جزء من رؤية راسخة تحكم مسار الدولة منذ تأسست، وجوهر هذه الرؤية، التي صاغها المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن الإنسان هو الثروة الأغلى.
العلاقة الروحية بين الشباب والقيادة في الإمارات هي الأساس، الذي تتفرع منه سياسات وخطط لم تعد قاصرة على الداخل الإماراتي؛ بل يستظل بما تثمره من مبادرات ملايين الشباب العربي داخل بلدانهم، فضلاً عمن يعيش منهم في الدولة.
ووجود الشباب في قلب هذه الانطلاقة لا يعني أنهم موظفون ينتهي دورهم كل يوم بساعات الدوام؛ فهم شركاء حقيقيون بالفكر، والتخطيط، والتنفيذ، وقيادة فرق العمل بمسميات تصل إلى «وزير».
هذه الاستجابة الطبيعية والسباقة من الإمارات لشروط المستقبل، وهذا التصور المبكر لآفاقه، لا يمكن نجاحهما بغير الشباب، وهم، في أصل المسألة، من يرسمون الغد في أحلامهم وطموحاتهم، فما بالنا إذا كانوا هم المكلفون بتحقيق هذه الأحلام بأنفسهم، وبرعاية قادة آباء يحولون كل المجالات إلى ميادين عمل للشباب.
مَن مِن الشباب العربي يحلم بغير ذلك؟ أليس غاية أماني كل شاب عربي أن يجد وطناً يتسع، أياً كانت مساحته، بقدر أحلامه وطموحه، وقيادة ترعى سعيه لبناء نفسه؟
نحن هنا في النموذج الإماراتي، أمام صياغة متوازنة للشاب، تعطيه بسخاء رشيد، وتخاطب روحه على قاعدة الأبوة، وترعى أحلامه، وتستوعب طموحه المشروع.
النجاة التي يصر الشباب العربي على اختيارها كل عام هنا في الإمارات، التي أصبحت بآفاقها المفتوحة على المستقبل، الأمن وفكرها الذي ينتصر للبشر، والشباب في القلب منهم، أرض أحلام عربية تعني الحياة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"