عادي

جولي كلارك.. مؤسسة أنجح شركات إنتاج أفلام الأطفال

00:46 صباحا
قراءة 3 دقائق
لم ترغب يوماً في إدارة شركتها الخاصة ولكنها أرادت فقط أن تكون أماً مثالية في رعايتها لأطفالها، غير أن حياتها شهدت تحولاً كاملاً من اليوم الذي قررت فيه أن تصوّر فيلماً تعليمياً للأطفال في قبو منزلها، لا تشاركها بطولته غير قطتها الصغيرة وصورت هذا الفيلم أيضاً مستعينة بكاميرا استعارتها من صديقة لها، واليوم تدير جولي إيجنر كلارك شركة رائدة في مجال الأفلام التعليمية، تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.
ولدت جولي كلارك في عام 1967 في ولاية «ميتشجان» ودرست في جامعة المدينة في مجال العلوم الإنسانية. وبمجرد أن أنهت دراستها الجامعية التحقت بالعمل مدرسة للغة الانجليزية في إحدى المدارس الثانوية بالمدينة. وكانت جولي سعيدة بعملها هذا وإسهامها في المساعدة على تشكيل عقول طلابها الصغار، غير أنها اضطرت للتخلي عن عملها الذي تحبه عندما حملت في ابنتها الأولى وتفشت عدوى الجدري في المدرسة، الأمر الذي جعل المسؤولين يمنحونها إجازة للأشهر التالية.
بعد أن رزقت بابنتها ازداد ولعها بالبحث عن الكتب والدراسات التي تتناول الأطفال حديثي الولادة وما يتمتعون به من قدرات على الفهم والتعلم، فقصدت المكتبات وكل المحال المختصة في البرامج التعليمية إلا أنها وبعد طول بحث خرجت خاوية الوفاض.
تقول كلارك في ذلك: «خلال السنة الأولى من طفولة ابنتي، وعندما لم أجد ما أرغب فيه من أشرطة أو برامج تعليمية للأطفال في هذا السن، أدركت أن عليّ القيام بإنتاج شرائط للأطفال تسهم في تحفيز الإدراك لديهم وبشكل إيجابي فعّال». وتساءلت لماذا لا توجد وسيلة يمكن للطفل من خلالها الولوج إلى عالم الفنون والعلوم؟
بدأت كلارك تفكر في إنتاج شرائط من هذا النوع بشكل جدي، فما دامت لم تعثر على ضالتها رغم بحثها المكثف، فهذا يعني أن هناك الكثير من الأمهات اللاتي يتقن لإيجاد منتجات مماثلة. لكن مع مشاغلها الكثيرة اضطرت لتأجيل الفكرة لمدة عام.
وعلى الرغم من أنها لم تجرِّ أبحاثاً سوقية، قررت كلارك البدء بإنتاج شرائط تعليمية للأطفال على اعتبار أنها سبق بالفعل وتأكدت من عدم وجود منتجات مماثلة، كما أنها تدري تماماً أن هذا النوع من المنتجات سيلقى رواجاً كافياً مع وجود العديد من الأمهات اللاتي يرغبن في استخدام مثل هذه المناهج لتوعية وتحفيز الإدراك لدى أطفالهن الصغار دون العامين.
راودت كلارك فكرة أفلام «بيبي آينشتين» فاختارت هذا الاسم وقامت بإعداد الشعار بنفسها لتنطلق بذلك واحدة من أنجح شركات إنتاج الأفلام التعليمية للأطفال على الإطلاق. واعتمدت كلارك في البداية على نفسها واستعارت كاميرا تصوير من صديقة لها ولعب زوجها دور المصوّر في قبو المنزل، حيث شاركتها قطتها في أول أفلام «بيبي اينشتين» وكانت ابنتها هي الجمهور.
تكلفت عملية إعداد وإنتاج أول فيلم لها حوالي 18 ألف دولار من مدخرات الزوجين، لكن وعلى الرغم من ثقتهما الكاملة بمنتجهما الجديد إلا أنهما واجها المصاعب في عملية الترويج له، إذ خذلها أكثر من مروج وموزع، فاضطرت كلارك للتسويق للمنتج بنفسها في جولة على محال منتجات الأطفال، وعانت كثيراً حتى وجدت محلا يقبل بعرض شرائطها كتجربة، لكن المنتج نفذ خلال 3 أيام من عرضه الأمر الذي شجع المحل على التعاقد مع كلارك وزوجها ليعرض وبشكل حصري جميع منتجاتهما. وشكلت هذه الخطوة انطلاقة حقيقية للزوجين خاصة وأن المحل له أفرع في 34 ولاية وله شهرة واسعة.
وخلال عام حققت جولي أرباحاً تزيد على 100 ألف دولار، وفي العام الثاني أطلقت منتج الشركة الجديد «بيبي موزارت» الذي تعدت مبيعاته المليون دولار في تلك السنة.
ومع نمو الشركة واتساع نطاق أعمالها إلا أن عدد موظفيها لم يزد يوماً على 8 أفراد، كما أن كلارك لم تنفق شيئاً على الدعاية والإعلان وقالت في ذلك: «خلال السنوات الست الأولى لم نقدم أية دعاية فالأفلام كانت تدخل البهجة على قلوب الأطفال وتمثلت الدعاية في ترويج الأهل بين بعضهم بعضا لمنتجاتنا».
وبعد 5 سنوات من بداية عمل الشركة وصلت مبيعاتها السنوية إلى ما يزيد على 20 مليون دولار. ومع اتساع نطاق الأعمال وتزايد الضغوط عليها وافقت كلارك على بيع الشركة لمجموعة «ديزني» لتتفرغ ثانية لرعاية أسرتها. وواصلت «ديزني» رعاية المنتج لتصل قيمة شركتها اليوم إلى أكثر من مليار دولار.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"