عادي
سعيد الطاير: وصلنا في كفاءة الإنتاج إلى 24% .. وخفضنا انبعاثات الكربون 19%

3 محاور لتحويل دبي إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر

02:23 صباحا
قراءة 4 دقائق
أبوظبي: علي أسعد

تتضمن رؤية دبي المتكاملة لضمان أمن واستدامة الطاقة ثلاثة محاور رئيسية؛ أولها إنتاج المزيد من الطاقة النظيفة، وثانيها فصل عملية تحلية المياه عن إنتاج الكهرباء وتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، وثالثها إعادة صياغة دور المؤسسات الخدماتية ورقمنتها، عبر تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والتقنيات الإحلالية كالذكاء الاصطناعي، والطائرات الروبوتية، وتقنيات تخزين الطاقة، والبلوك تشين، وإنترنت الأشياء وغيرها.
هذا ما أكده سعيد محمد الطاير العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي خلال لقائه مع الصحفيين أمس على هامش مؤتمر الطاقة العالمي في أبوظبي.
قال سعيد الطاير: إن تجربة هيئة كهرباء ومياه دبي في مجال استشراف وصناعة مستقبل الطاقة من خلال ابتكار نموذج مستقبلي للمؤسسات الخدماتية يعتمد على التقنيات الإحلالية المبتكرة في توفير خدمات وحلول ذكية ورقمية في مجال إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء والمياه، إضافة إلى إنتاج الطاقة النظيفة بهدف تحويل دبي إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر.
وبين الطاير أنه وعلى الرغم من امتلاك الإمارات أحد أكبر احتياطات النفط على مستوى العالم، إلا إنها استعدت مبكراً لوداع آخر برميل نفط، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «بدأنا في خطواتنا الأولى واستعداداتنا المبكرة لاستدامة مواردنا لوداع آخر قطرة نفط». واليوم تقود الإمارات الجهود العالمية في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة من خلال استراتيجياتها واستثماراتها في هذا المجال، حيث نسير بثقة لتحقيق هذا التحول من خلال استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 الهادفة إلى زيادة إسهام الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة إلى 50% بحلول عام 2050، واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 لتوفير 75% من إجمالي الطاقة في دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050.
وفي هيئة كهرباء ومياه دبي، لدينا استثمارات بأكثر من 86 مليار درهم على مدى الأعوام الخمسة المقبلة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والمياه في الإمارة.
وتبلغ القدرة الإنتاجية للهيئة اليوم 11,400 ميجاواط من الكهرباء و470 مليون جالون من المياه المحلاة يومياً، وتقدم الهيئة خدماتها لأكثر من 900 ألف متعامل في دبي، وفق أعلى معايير الكفاءة والجودة والتوافرية. وقال الطاير: إن معدل نمو الطلب على الكهرباء في دبي بين 3 - 4% سنوياً.
وأضاف الطاير: لدينا رؤية متكاملة لضمان أمن واستدامة الطاقة تتضمن ثلاثة محاور رئيسية؛ يتمثل المحور الأول في إنتاج المزيد من الطاقة النظيفة خصوصاً الطاقة الشمسية في إطار استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، ومن أبرز مشروعاتنا لتحقيق هذا الهدف مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم في موقع واحد وفق نظام المنتج المستقل، وستصل طاقته الإنتاجية إلى 5000 ميجاواط بحلول عام 2030. ويتمثل المحور الثاني في فصل عملية تحلية المياه عن إنتاج الكهرباء وتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، حيث تهدف الهيئة إلى إنتاج 100% من المياه المحلاة بحلول عام 2030 باستخدام مزيج من مصادر الطاقة النظيفة والحرارة المهدورة. أما المحور الثالث، فيتمثل في إعادة صياغة دور المؤسسات الخدماتية ورقمنتها، عبر تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والتقنيات الإحلالية كالذكاء الاصطناعي، والطائرات الروبوتية، وتقنيات تخزين الطاقة، والبلوك تشين، وإنترنت الأشياء وغيرها.
وأضاف الطاير: تولي القيادة الرشيدة اهتماماً كبيراً بالبيئة، وقد أسهمت جهود الهيئة، مع جهود المؤسسات الحكومية والخاصة في دبي، في تقليل صافي انبعاثات الكربون في إمارة دبي بنسبة 19% مقارنةً بسيناريو العمل المعتاد، قبل عامين من الموعد المستهدف، وبنحوٍ أفضل من الهدف المحدد في استراتيجية الحد من الانبعاثات الكربونية 2021 لتخفيض الانبعاثات بنسبة 16% بحلول عام 2021.


4 مبادرات استراتيجية

أشار سعيد الطاير إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي أطلقت بضع مبادرات لتحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 أبرزها:
أولاً: تطوير إطار عمل للشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص من خلال نظام المنتج المستقل للطاقة، مدعوماً بإطار تنظيمي قوي لمشروعات الطاقة النظيفة. ويعد مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، باستثمارات تصل إلى 50 مليار درهم، أحد المشروعات ضمن هذا الإطار، حيث ستصل الطاقة الإنتاجية للمجمع إلى 5000 ميجاواط بحلول عام 2030، منها 4000 ميجاواط بتقنية الألواح الكهروضوئية و1000 ميجاواط بتقنية الطاقة الشمسية المركّزة، وقد أسهم نموذج المنتج المستقل في تحقيق أرقام قياسية عالمية في أسعار مشروعات الطاقة الشمسية، وتعزيز النمو الاقتصادي، حيث يتطلب تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 قدرة إنتاجية تبلغ 42,000 ميجاواط من الطاقة النظيفة والمتجددة بحلول عام 2050، وقد اجتذبت الهيئة استثمارات ضخمة إلى الدولة من القطاع الخاص والمصارف الأجنبية، وهو ما أدى إلى زيادة التدفقات النقدية إلى اقتصاد دبي ودولة الإمارات.
ثانياً: بناء القدرات والمهارات الإماراتية، حيث عملت الهيئة على تطويرها وبنائها وفق أعلى المستويات العالمية، من خلال التعاون مع المنظمات والجامعات المحلية والعالمية العاملة في مجال الطاقة النظيفة.
ثالثاً: تقنيات ومتطلبات تخزين الطاقة، حيث تعد تقنيات ومتطلبات تخزين الطاقة عناصر أساسية بالنسبة للطاقة المتجددة التي تتسم بأنها متغيرة وغير مستقرة، المصدر الأكثر شيوعاً في منطقة الشرق الأوسط، لذلك تعمل الهيئة على بناء أكبر مشروع استثماري للطاقة الشمسية المركزة في موقع واحد على مستوى العالم مع تخزين الطاقة الحرارية.
رابعاً: عملت الهيئة على زيادة الكفاءة، وبدأت رحلتها في أول مشاريعها مع الجيل الأول من الألواح الكهروضوئية المزودة بأغشية رقيقة بكفاءة تصل إلى 11.8% فقط، واليوم نجحت بالوصول بالكفاءة إلى نسبة 19%. وبعد استخدامها لتكنولوجيا الخلايا الشمسية الأحادية، وتقنيات التنظيف الذاتي والنظام المتقدم لتتبع حركة الشمس، وصلت الزيادة في كفاءة إنتاج الطاقة إلى نحو 24%.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"