عادي
تنشئ أكبر المستودعات في المنطقة والتوصيل في نفس اليوم

العبار : «نون دوت كوم» ستغير وجه التجارة الإلكترونية

02:36 صباحا
قراءة 4 دقائق
دبي: «الخليج»

يستعد محمد علي العبار لتغيير وجه عالم التجارة الإلكترونية في المنطقة من خلال إطلاق منصة «نون دوت كوم» للتجارة الإلكترونية في مشروع مشترك مع صندوق استثمار سعودي رصد له مليار دولار.
وفي تصريحات نشرت أمس، قبيل منتدى «اربيان بزنس» في دبي يوم 28 الجاري، تحدث العبار عن المشاريع التي تم تنفيذها في دبي بإدارته أم تحت إشرافه، وقد ترك العبار بصمات كثيرة في مسيرة تطور دبي سواء كان في قطاع الألمنيوم أو العقارات والآن يعد بإحداث نقلة نوعية في قطاع تجارة التجزئة الإلكترونية.
قال محمد العبار: «أي رؤية لتغيير العالم لا بد أن تكون كبيرة والقفزات الكبيرة لا يمكن أن تكون محدودة وعندما انطلقت شركة علي بابا كانت شركة أمازون قد نضجت وبلغت مداها. وهذا لم يمنع جاك ما من الحلم وهو اليوم يتربع على قمة أكبر شركة عالمية للتجارة الإلكترونية. ولم يعد لشركة أمازون وجود في الصين».
ويضيف: «نحن نعلم جميعاً أن العالم الرقمي هو السبيل الوحيد للمضي قدماً، وهذا هو المستقبل. نحن لا نؤمن بالهروب ولسنا ممن يستثمرون الأموال ثم يسألون بعد ثلاث سنوات ما هي استراتيجية الخروج».

الهيمنة

ويلخص العبار استراتيجيته التي تقوم على حجم الأعمال الكبير والاستدامة والحداثة والإخلاص في كلمة واحدة هي «الهيمنة»، بحسب المجلة.ويرى أن هذه «الاستراتيجية بنيت على معرفة بالواقع وتجارب متعددة على صعيد المنطقة التي تفتح أسواقها للجميع ونحن جاهزون لدخول تلك الأسواق.»
ولا تنقص العبار الثقة ولا الحضور القوي ويتسلح بالحقائق والأرقام حيث يبين أن التجارة الالكترونية تعادل 2% فقط من حجم حركة تجارة التجزئة على صعيد المنطقة التي تبلغ 3 مليارات دولار. وبحلول عام 2025 يتوقع أن تصل حركة التجارة الالكترونية إلى 70 مليار دولار سنويا.
وتنشئ شركة «نون» مستودعات خاصة هي الأكبر على مستوى المنطقة وقد أنشأت بوابة الدفع الخاصة بها بينما ترتقي بخدمات ما بعد البيع إلى مستويات لم تعتدها المنطقة.
كما جهزت الشركة مراكز الصيانة الخاصة بها بحيث لا تضطر شركات كبرى مثل «آبل» لشحن منتجاتها خارج المنطقة لإجراء الصيانة. كما تعمل على إحداث نقلة نوعية في زمن التوصيل بحيث يتم تسليم المنتج في نفس يوم شرائه.

20 مليون منتج

ولفت العبار إلى أن المنطقة لا تعاني من نقص في الطلب خاصة وأن متوسط ما يقضيه الفرد على هاتفه المتحرك يبلغ 4 ساعات يوميا ويرسل 40 رسالة «واتساب» يوميا ويتعامل مع هاتفه 150 مرة.
ولفت العبار إلى أن البداية ستكون مع 20 مليون منتج في اليوم الأول لكن الخطة تقضي برفعها إلى 100 مليون منتج وتشمل كافة مستلزمات المستهلكين بدءاً من الأزياء وانتهاءً بالكتب مع نمو مستمر في زيادة العروض.
ويعتقد العبار أن التركيبة السكانية الشابة لدول المنطقة ترفع من نسب التعامل مع الانترنت وخدماتها حيث إن نسبة 50% من السكان هم من سن الخمسة والعشرين عاما وما دون وهذا يعني أن المنطقة مؤهلة لثورة في عالم التجارة الالكترونية. ولا يزال قسم كبير من المتسوقين يشترون من أمازون وينتظرون زمنا طويلا للتسليم.
وتبلغ نسبة التسوق عبر الانترنت في بريطانيا والولايات المتحدة ما بين 15 و18% من إجمالي مبيعات التجزئة أما في الشرق الأوسط فالرقم لا يكاد يذكر. ويقول العبار: «لقد ظهرت شركات عملاقة في العالم مثل علي بابا في الصين فلم لا يكون لنا عملاقنا؟»
ويعمل فريق نون المكون من 200 شخص على إنجاز متطلبات الإطلاق الذي من المقرر أن يكون يوم الأول من يناير/‏ كانون الثاني 2017. ويضم الفريق خبراء لهم تجارب سابقة في التجارة الالكترونية خاصة الرئيس التنفيذي لشركة «ماركا في أي بي» الذي عمل مع «سوق دوت كوم» في السعودية لمدة خمس سنوات.

خلق آلاف فرص العمل الجديدة في دول مجلس التعاون الخليجي

يخطط العبار لإطلاق خدمة خاصة بالرسائل النصية لمنافسة تطبيق «واتساب»، ولديه حصة أغلبية في مجموعة «ديوان»، أكبر شبكة للقنوات التلفزيونية في المنطقة، لديها 20 مليون مشترك في قنواتها التي تحقق 600 مليون مشاهدة شهرياً.
وحالياً توجد شركة واحدة في المنطقة تزيد قيمتها السوقية على مليار دولار، هي «سوق دوت كوم»، ولكن عندما يطلق العبّار شركة «نون» في يناير/‏ كانون الثاني، فإن هناك شركتين، وستكون «سوق دوت كوم» الثانية في التصنيف بعد «نون».
ويشير العبّار في هذا السياق إلى أن أسهم «نون» ستدرج في سوق الأوراق المالية في غضون 5 إلى 7 سنوات، ما قد يصبح أكبر اكتتاب عام خلال العقد المقبل.
ويقول العبار: «تركيزنا الأساسي لا ينصب على تقييم الشركة، ولكن على خدمة عملائنا وإعادة ابتكار تجربة التسوق عبر الإنترنت، وتضم مجموعة واسعة من المنتجات والبضائع. وبالنسبة لنا، فإن التقييم هو نتاج رؤيتنا المرتكزة على العملاء والتنفيذ».
ومن أكثر الفوائد الاقتصادية التي ستجنيها المنطقة عند إطلاق «نون» هي خلق فرص عمل جديدة، منها 11 ألفاً في قسم خدمات التوصيل في دبي لوحدها، ناهيك عن آلاف الفرص في دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف العبّار: «إن إطلاق منصة تجارية إلكترونية كبيرة يشكل تأثيراً إيجابياً على سوق التوظيف، من خلال خلق فرص عمل جديدة للشباب. وسيؤدي ذلك إلى خلق الكثير من الفرض، خاصة في المملكة العربية السعودية، وفي قطاعات الإعلان والتسويق والتسليم. ولكن الأهم من ذلك هو أن «نون» ستكون منصة حاضنة للمؤسسات المتوسطة والصغيرة، حيث بإمكانها الوصول إلى الملايين من العملاء عبر منصة نون».
ويشرف العبّار على تشييد مشروع «دبي كريك هاربور»، الذي ستكون مساحته ثلاثة أضعاف مساحة وسط مدينة دبي، متضمناً 11.2 مليون متر مربع من مساحات التجزئة، ويشير العبّار إلى أنه ليس هناك أي تعارض بين شركة «نون» للتسوق عبر الإنترنت وتجارة التجزئة التقليدية. ويقول في ذلك: «في الحقيقة إننا نعيش في عالمين. وإذا كانت التجارة الإلكترونية تمثل 5% أو حتى 20% من إجمالي حجم تجارة التجزئة، فإن حجم التجارة يزيد على أي حال. والشركة الناجحة يجب أن تكون ناجحة في قطاعي التجزئة والرقمي على حد سواء. ونحن نعتقد أنه إذا أردنا أن نحافظ على أعمالنا التجارية في قطاع التجزئة التقليدي، لابد أن نعزز ذلك من خلال إطلاقنا لمشروع، مثل نون».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"