عادي
نموذج للتغيير الطارئ في قطاع التقنية.. ومفاجآت الابتكار تهدد المطورين

«روكو».. لماذا يهوي سهم أفضل شركة أداء على «إس آند بي»؟

02:36 صباحا
قراءة 4 دقائق
433 مليون دولار الإيرادات المتوقعة في 2019.. و633 مليون دولار في 2020 لا يزال قطاع التقنية المصدر الرئيسي لأرباح المستثمرين في أسواق الأسهم ومصدر المخاطر الأول أيضاً؛ نظراً لطبيعة أنشطة القطاع ومفاجآت الابتكار اليومية التي ترفع سهماً وتخفض آخر حسب طبيعة اختصاص كل شركة، ولعل أحدث مثال على هذه الطبيعة غير المطمئنة لأسهم التقنية ما حدث لسهم شركة «روكو» للبث التلفزيوني عبر الإنترنت الذي هبط فوق 10% ثلاث مرات خلال آخر تسعة أيام تداول.
رغم أن ذلك يبدو كارثياً فإن السهم لا يزال مرتفعاً بأكثر من 250٪ هذا العام، ويتصدر أفضل الأسهم أداءً على مؤشر «إس أند بي 500» بنحو 160 نقطة مئوية.
ففي عصر البث بدون أسلاك وبدون علب سطح التلفزيون، صارت شركة «روكو» عملاقة تتصدر شركات خدمات البث التلفزيوني الذكي، ليس فقط من خلال أجهزتها التي تسوقها لاستقبال محتوى الفيديو عالي الجودة عبر الإنترنت بدرجة نقاء فائقة وسرعات متميزة؛ بل بفتح باب الاشتراك؛ للحصول على ذلك المحتوى بيسر وسلاسة من منصة الشركة الخاصة، وبما أن الإعلان التجاري وعائداته هي الهدف النهائي لكل هذه الابتكارات، فقد طورت الشركة نموذج إعلانات خاصاً بها؛ كي تتجنب مجرد الاعتماد على عائدات بيع التجهيزات الخاصة بالبث التلفزيوني الذكي.

قدرة على التفوق

أثبت بث «روكو» قدرة على التفوق بأشواط على منافساتها الرئيسية الثلاث؛ وهي: «فيت بيت» و«جوبرو» و«سونسو»، التي لا تتجاوز قيمتها السوقية مجتمعة 25% من القيمة السوقية لشركة «روكو».
بعد معرفة أسباب تميز وصعود «روكو»، لا بد من الإشارة إلى أن المنافسة المحمومة التي تفرضها الابتكارات اليومية في القطاع هي نفسها التي تشكل التهديد الأول لنجاحها؛ حيث تتربص شركات تقنية أخرى للانقضاض وتصدر المشهد في أي وقت.

منافسة محتدمة

انخفض سهم «روكو» بنسبة 14٪ يوم الأربعاء، بعد أن قالت شركة «كومكاست»، إنها ستوفر علبة بث «إكس فينيتي فليكس» مجانية لمشتركي الإنترنت فقط، وأعلنت «فيسبوك» عن إطلاق منصة «تي في بورتال»، التي تتيح إمكانية بث عروض «برايم فيديو» من أمازون وعروض «شوتايم» وغيرها، كما جاء إعلان «أبل» عن منح مكافأة لمشتري أجهزة الهواتف الجديدة، تتمثل في الاشتراك المجاني في عروض بث أمازون التلفزيوني لمدة عام ليزيد الطين بلة، وقد تراجع سهم «روكو» بعد إعلان «أبل» بنسبة 10%.
وكثيراً ما يخطئ محللو «وول ستريت» في تقييم أسهم شركات التقنية؛ بسبب مفاجآت القطاع، فقد حدد هؤلاء السعر المستهدف لسهم «روكو» ما بين 80 و185 دولاراً، بينما حدده جيفري لودار كزاك عند 60 دولاراً، قائلاً: إن هناك المزيد من المنافسة والمفاجآت، محذراً من أن كافة الشركات التي تضخ البث إلى البيوت الأمريكية لديها برامج تطوير، وهناك الكثير من اللاعبين الجدد.
وشهد السوق، يوم الجمعة، مفاجآت هي الأسوأ منذ عام وانخفض سهم «روكو» بنسبة 19% ليستقر عند 108.05 دولار، وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، رفع مايكل موريس، المحلل في شركة «جوجنهايم» سعر السهم المستهدف هذا الأسبوع إلى 170 دولاراً من 119 دولاراً. ولا يعتمد تفاؤل موريس على ما يحدث في الولايات المتحدة ل«روكو» التي هي خطوة كبيرة في هذا الاتجاه يوم 7 سبتمبر/أيلول، بإبرام اتفاقية شراكة مع الشركة الصينية «هاي سينس» لتصبح أول شركة لتسويق بث «روكو» التلفزيوني في أوروبا في وقت لاحق من هذا العام. تعد «هاي سينس» رابع أكبر صانع أجهزة تلفزيون في العالم، وتسوق بث التلفزة الذكية لروكو في أمريكا الشمالية، وهناك عشر شركات تصنيع أخرى، بما في ذلك «ني إل سي» و«شارب» و«فيليبس» أبرمت شراكات مماثلة مع «روكو» في الولايات المتحدة، ويعتقد موريس أن هناك المزيد من الاتفاقات العالمية في الأفق، ويصب كل ذلك في مصلحة روكو عندما يفكر مزودو المحتوى مثل«ديزني» في دخول أسواق جديدة؛ لبث المحتوى مباشرة للمشتركين.
وكان آلان جولد المحلل لدى شركة «لوب كابيتال ماركتس» الأكثر تشاؤماً في تقييم سهم «روكو» ومع ذلك رفع سعره المستهدف في أغسطس/آب من 45 دولاراً إلى 80% بعد إعلان الشركة عن ارتفاع وارداتها بنسبة 59% ما أسفر عن قفزة نوعية في سعر السهم بلغت 20%.
ويعتقد جولد أن سعر سهم «ركو» مبالغ فيه؛ مقارنة مع أسهم شركات تقنية منافسة. ويتم تداول السهم حالياً عند مكرر ربح يعادل 17 ضعفاً، مقارنة مع نظيره سهم «نتفلكس» وأعلى بكثير من أسهم شركات تقنية؛ مثل: «ألفابيت» و«فيسبوك» و«أبل».
ومع ذلك حذر جولد من أن المنافسة التي تواجهها «روكو» من شركات القطاع العتيدة ومن اللاعبين الجدد تشكل، إضافة إلى مخاطر الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مصدر خطر على أدائها خاصة في حال فرض قيود على بيع منتجاتها أو مواجهة عراقيل في الإمدادات.

أكبر محرك نمو

شكل نموذج الإعلانات في «روكو» أكبر محرك نمو بعد أن صمدت أسهمها بشكل جيد؛ رغم أن إدارة ترامب كثفت خطابها ضد الصين، وهو ما يعكس مدى تطور الشركة، مقارنة مع الأيام التي اعتمدت فيها على مبيعات الصناديق السوداء الصغيرة، وجاء ثلثا وارداتها في الربع الثاني من هذا العام، و96٪ من إجمالي أرباحها، من منصة البث التلفزيوني الذكي، والتي تتضمن شراكات الترخيص مع صانعي التلفزيون ومبيعات الإعلانات
وتسويق خدمات التحكم عن بعد للعلامات التجارية لشركات مثل نتفليكس وأمازون وهولو. وعندما أدرجت أسهم «روكو» في البورصة عام 2017 لم تكن عائدات منصة البث تشكل سوى 41% من إجمالي عائدات الشركة.
وبينما نجحت الشركة في تعدد طرق الاستفادة من جمهورها النشط البالغ عدده 30.5 مليون مشترك، يأتي أحد مصادر إيرادات الإعلانات من الاتفاقات مع مزودي المحتوى المدعومين بالإعلانات الذين يسمحون لها ببيع جزء من المحتوى الخاص بهم.
وتوقعت شركة «إي ماركتر» لدراسات السوق أن تقفز إيرادات الإعلانات لشركة «روكو» بنسبة 67٪ هذا العام إلى 433 مليون دولار و46 ٪ في عام 2020 إلى 633 مليون دولار، إلا أن روكو تعتمد بشكل حيوي على قنوات البث التي تبرم اتفاقات معها وهي بحاجة للمحافظة على التوازن بين أنشطة البث الذكي وأنشطة تطوير الأجهزة وأدوات البث وهو السبب الرئيسي الذي يحافظ على أداء سهمها المتميز.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"