عادي

النمسا.. تمازج الطبيعة وعظمة التاريخ

01:33 صباحا
قراءة 6 دقائق

إذا كنت من الذين يعدون السفر من أجمل مباهج الحياة، فلا تفوت فرصة لاستكشاف شعوب جديدة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، التي تخطف الأنفاس وتأسر القلب على الفور، من المؤكد أنك ستعشق السفر إلى النمسا، التي تُعد واحدة من أجمل بلدان العالم.
فيها الكثير مما يثير اهتمامك، الطبيعة الخلابة التي تجمع بين الجبال الشاهقة والبحيرات البلورية النقية، المعالم التاريخية الشاهدة على إرثها الأرستقراطي المجيد، الأسواق المفتوحة التي تضاعف من متعة التسوق، فضلاً عن المراكز التجارية، التي تقدم العلامات الراقية بأسعار مخفّضة، والكثير من المطاعم وأماكن التسلية والسهر التي تمنح تجربة السفر معنى آخر.
فإذا كنت عقدت العزم على زيارة النمسا قريباً، لا حاجة لك لتكبّد الكثير من العناء لتحدد ماذا تزور وماذا تفعل، فهذا الدليل يأتيك بالوجهات الخمس، التي لا تكتمل زيارة النمسا دون الاستمتاع بها.

العاصمة فيينا

تختزل فيينا أجمل ما في أوروبا كلها. إنها واحدة من أفضل مدن العالم للعيش، وأسلوب الحياة فيها يجعل الكثير يتمنون قضاء ما أمكنهم من الوقت فيها.
فعلياً، تمنح فيينا روّادها معنى آخر للحياة، عندما تقصدها للمرة الأولى، ستشعر بأن الزمن استعاد وتيرته الطبيعية، بعيداً عن أجواء المدن العصرية التي يبقى المرء فيها يصارع الوقت دون جدوى!
إنها مدينة هادئة، والهدوء فيها ينسحب على كل شيء فيها، ما يمنحها طابعها الرومانسي منذ أجيال خلَت.
تجمع فيينا بتآلف واضح بين عالمين: التاريخ الأرستقراطي العريق الذي يتجلى في أبنيتها التاريخية، قصورها الرائعة، والحضارة المعاصرة التي تلحظها في شوارع التسوق الأنيقة فيها، كما في أهلها ولاسيما من الجيل الجديد الذي يواكب روح العصر. وأكثر من ذلك، تأتيك فيينا بتجربة لا مثيل لها: مسارح الأوبرا الشهيرة التي ما زالت محافظة على حضورها وعلى رونقها منذ العصور الوسطى وحتى اليوم، وما زالت تستقطب الآلاف من عشاق الموسيقى الكلاسيكية، من النمساويين والسياح على حد سواء.
في الواقع، للموسيقى مكانة خاصة لدى أهل المدينة، كيف لا وهي التي أقام فيها أهم الموسيقيين في العالم من بينهم بيتهوفن الذي يمكنك زيارة منزله القائم في أحد أحياء المدينة حتى اليوم، ويوهان جورج ألبريشتبرغر وغيرهما.
عند زيارتك فيينا لا يمكنك أن تفوت بالطبع متاحفها التي تُعنى بكل أنواع الفنون، القديمة والمعاصرة، كقصري «الشونبرون» وب«الفيدير» من الحقبة الفنية الباروكية، حديقة حيوانات «الشُونْبرُوْنْ»، بيت الموسيقى، وبالطبع نهر الدانوب الذي يُعد من أبرز المعالم الطبيعية في المدينة الخضراء.

عالم الكريستال

قد لا يحصل أن تلتقي بشخص ما، لا يعرف الكثير عن سواروفسكي. إنها واحدة من أبرز العلامات في صناعة المجوهرات التي حققت شهرة عالمية؛ بفضل جمال تصاميمها وروعة بريقها. وسواروفسكي بالنسبة للنمسا تُعد أشبه بالرمز الوطني! وهذا ليس بغريب، فقد نجحت هذه العلامة في اجتذاب أنظار العالم نحو النمسا، وبات مقرها الرئيسي في «واتنز» على بعد 15 كيلو متراً إلى الشرق من مدينة إنسبروك، ملتقى لعشاق المجوهرات والكريستال من حول العالم. يضم الكثير من التركيبات الخفيفة، والمسارات الصوتية الغامضة، واللوحات والمنحوتات التي تُلغي جميع الحدود بين الحلم والواقع. يضم عالم سواروفسكي للكريستال عدة غرف عجائبية أنشأها مصممون مثل ألكسندر ماكوين، وتورد بونتجي وبريان إينو. يتكون المشهد الأسطوري من آلاف البلورات، ما يجعله مشهداً كبيراً موحداً، من الشارع الجليدي الغامض؛ حيث يصبح الزائر هو المستكشف، أو في قبة الكريستال المتلألئة. وبعد أن خضع لبرنامج توسع في ربيع عام 2015، وتضاعف حجم المساحة الآن، سيقدم المزيد من الخيارات الترفيهية للكبار والصغار معاً. وتمت توسعة منطقة التسوق، وإضافة المزيد من مرافق الطعام، كما تم إعادة تصميم العديد من المعروضات، إضافة لسحابة الكريستال المدهشة، التي تضم600,000 بلورة.

عاصمة جبال الألب

إذا كنت ممن يهوون الاستجمام في قلب الطبيعة، والاستمتاع بلحظات من السكينة التي لا تجدها إلا في الجبال الشاهقة، ما عليك سوى زيارة إنسبروك.
عرفت إنسبروك، وهي عاصمة إقليم تيرول، على مر التاريخ بكونها تتربع وسط جبال الألب ويستغرق الوصول إليها بالسيارة مدة ساعةٍ ونصف الساعة فقط من ميونيخ. فيها ستشعر كما لو أنك ابتعدت كلياً عن الحياة المزدحمة والانشغالات الكثيرة التي تعيشها المدن المكتظة. تعطيك هذه المدينة مقاربة جديدة لمفهوم العيش بروية، وتعيد إليك شغفك بالتأمل في جمال الطبيعة وتشعل في داخلك من جديد تلك الرغبة الدفينة في الاستسلام إلى خضرة الغابات والدروب الجبلية الطويلة..
ليس هذا فحسب؛ بل تُعد إنسبروك وجهة مثالية للمسافرين برفقة عائلاتهم أيضاً. إنّها المكان الوحيد في العالم؛ حيث بإمكانك التسوق في مركز مدينة تاريخيٍّ يعود للقرون الوسطى، والانتقال من هناك خلال 20 دقيقة فقط إلى مطعمٍ جبليٍّ يقع على ارتفاع 2000 متر. وهناك، بإمكانك الاستمتاع باحتساء قهوة ما بعد الظهر على وقع إطلالاتٍ بانوراميةٍ على جبال الألب تخطف الأبصار. كل ما تحتاج فعله هو أن تمتطي صهوة سيارة الكابل المُسمى «نوردكيتينبان» والذي حمل بصمات المهندسة المعمارية المعروفة زها حديد؛ حيث غدا تحفة هندسية حقة. وبما أنَّ إنسبروك هي المكان الوحيد في العالم الذي استضاف الألعاب الأولمبية الشتوية لمرتين، فهي بلا منازع موطن المشاهد الطبيعية المذهلة.

ديزاينر أوتليت

يعد هذا المركز أحد عوامل الجذب الرئيسية لعشاق التسوق؛ حيث يضم أكثر من 100 متجر تقدم مزيجاً من العلامات التجارية الفاخرة والتصاميم الراقية؛ أمثال: ديزل، غيس، هوغو بوس، ورينيه ليزاردو. علاوة على ذلك، يزخر المركز بسبعة من أرقى المطاعم، هذا إضافة إلى مجموعة رائعة من المقاهي ومنطقة مخصصة لألعاب الأطفال وأماكن مجانية لركن السيارات. ويعد هذا المركز المكان المثالي لعشاق التسوق؛ حيث يقدم تجربة تسوق رائعة ضمن أجواء من الراحة والهندسة المعمارية الاستثنائية المستوحاة من مظهر وإحساس أماكن التسوق الفاخرة في القرن التاسع عشر؛ مثل: «غاليريا فيتوريو إيمانويل» في ميلان.

سالزبورج مدينة الشباب

ليست فيينا ولا إنسبروك وحدهما ما يستحق الزيارة في النمسا. لسالزبورج مكانة خاصة على قائمة أجمل المدن السياحية في العالم، والفضل يعود إلى: مساحاتها الطبيعية الشاسعة التي تتنوع بين الجبال الخضراء الشاهقة والبحيرات الفيروزية المدهشة.
سالزبورج القديمة، التي تُعد جزءاً من التراث العالمي لليونيسكو، وتضمّ سوقاً تجارياً والعديد من المطاعم والمقاهي والمباني التاريخية. منزل الموسيقار الراحل موزارت، الذي يُعد أهم رمز من رموز المدينة، وبفضله تحولت سالزبورج إلى مدينة الموسيقى الأولى في النمسا، فهي تضم واحدة من أهم جامعات الموسيقى، التي تستقطب الطلاب من حول العالم، ولهذا تشعر وأنت تسير في أحياء سالزبورج، بزخم الشباب وحيويته يزيدانها رونقاً وحياةً. 
معالمها التاريخية التي لا تُحصى، ومن بينها المنزل، الذي جرى فيه تصوير أجزاء من فيلم «صوت الموسيقى» الشهير، العديد من القلاع التاريخية الشاهدة على عظمة المدينة وما مرّ عليها من حروب، القصور التي تعود إلى حكام القرون الوسطى، فضلاً عن حدائق «ميرابل» المشهورة، التي تعد تحفة فنية حقيقية في عالم البستنة تعود للعهد الباروكي.مع العلم أن الحدائق تضم أيضاً مسرح هيدج الذي يقع في الجزء الرئيسي منها، وهو واحدٌ من أقدم المسارح المحاطة بالشجيرات إلى الشمال من منطقة جبال الألب.

تجربة تسوق لا تفوّت

تضمّ النمسا الكثير من شوارع التسوق في غالبية مدنها الكبيرة والصغيرة. منها أسواق عالمية الشهرة لما تقدمه من علامات تجارية حصرية وأخرى أسواق شعبية تجد فيها الكثير من الأشغال اليدوية والمعروضات التقليدية. فضلاً عن ذلك تضم النمسا الكثير من مراكز التسوق التي تستقطب أعداداً كبيرة من الزوار؛ نظراً لتميز معروضاتها، خدماتها، والحسومات التي تجعل الأسعار غير قابلة للمنافسة، وهنا ننصحك بأن تختبر تجربة التسوق التي يوفرها لك مركزان حديثان للتسوق تجد فيهما الكثير من الماركات العالمية، بأسعار مخفضّة.
المركزان هما:
ديزاينر أوتليت بارندورف القريب من فيينا
من خلال موقعه المناسب على أعتاب مدينة فيينا، في المنطقة الخلاّبة لبحيرة «نويزيدلر زي»، يقدم مركز «ديزاينر أوتليت بارندورف» تجربة تسوق مثالية. يقدم هذا المركز أكثر من 140 متجراً شهيراً مع حسومات تصل من 30 إلى 70% على قيمتها، إضافة إلى علامات تجارية عالمية فاخرة من بينها: أرماني، بربري، كالفين كلاين، ديزل، اسكادا، مايكل كورس، برادا، سواروفسكي والعديد غيرها.
علاوة على ذلك، يزخر المركز بتسعة مطاعم، ومنطقة مخصصة لألعاب الأطفال ومواقف مجانية للسيارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"