عادي
حل فعّال يساعد الدول على الحد من التغير المناخي

«آيرينا»: الإمارات تنشر مشاريع الطاقة المتجددة حول العالم

03:26 صباحا
قراءة 8 دقائق

أبوظبي:علي أسعد

أكد فرانشيسكو لا كاميرا مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) الدور المهم، الذي توليه الإمارات في نشر الطاقة المتجددة حول العالم، وقال: إن استضافة أبوظبي لمقر «آيرينا» يدل بشكل واضح على أهمية دور الإمارات في نشر الطاقة المتجددة حول العالم.
وأضاف: إن صندوق أبوظبي للتنمية وفر مبالغ؛ لتمويل العديد من مشاريع الطاقة المتجددة حول العالم؛ حيث بلغت حوالي 170 مليون دولار (624 مليون درهم) لمشاريع في كل من: إفريقيا وكوبا وغيرها من دول العالم، وكشف النقاب عن الحضور المرتقب للمدير العام للأمم المتحدة لحفل افتتاح أحد مشاريع الطاقة الشمسية في الإمارات في الأول من يوليو/تموز المقبل.
جاء ذلك خلال لقاء فرانشيسكو مع الصحفيين على هامش الاجتماع السابع عشر لمجلس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) في أبوظبي، يوم أمس، بحضور أكثر من 360 ممثلاً حكومياً من 116 دولة، وقد ترأس الاجتماع ممثل لوكسمبورج؛ حيث يُقام على مدى يومين، وقبيل أيام من انعقاد «اجتماع أبوظبي للمناخ»؛ أحد أبرز اللقاءات التحضيرية ل«قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي» المقرر عقدها خلال شهر سبتمبر/أيلول في مدينة نيويورك.
وقال فرانشيسكو لا كاميرا: إن اعتماد مصادر الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء، وما يترافق مع ذلك من كفاءة في استهلاك الطاقة، يشكل الوسيلة الوحيدة المتوافرة والمعقولة؛ لدعم تحقيق أهداف «اتفاقية باريس»؛ وبفضل انخفاض تكاليف تقنياتها، وتبني سياسات تدعم انتشارها، تشكل الطاقة المتجددة عاملاً رئيسياً؛ لتلافي انبعاثات الكربون، وأداة فاعلة؛ لدعم مساعي الحد من التغيرات المناخية.
وفي إطار هذا الاجتماع، استعرضت الوكالة أبرز نتائج أعمالها الأخيرة حول تكاليف توليد الطاقة، إضافة إلى رسم مسار التحول العالمي إلى الطاقة المتجددة؛ لدعم تنفيذ بنود «اتفاقية باريس». ويتضمن الاجتماع أيضاً مناقشات حول أهمية الاستراتيجيات بعيدة المدى بمجال الطاقة، والمنافع الاقتصادية والاجتماعية للطاقة المتجددة، ودور الحلول اللامركزية للطاقة المتجددة في تعزيز الوصول إلى الطاقة والتنمية المستدامة.
وأكد فرانشيسكو لا كاميرا، العالم بحاجة إلى استثمارات في مجال الطاقة تصل إلى 110 تريليون دولار منها 27 تريليون للطاقات المتجددة لبلوغ أهداف التغيرات المناخية وذلك في أفق 2050.؛ وذلك للوصول إلى أهداف «اتفاقية باريس»، مؤكداً أن تكثيف استخدام الطاقة المتجددة، وتحسن الكفاءة من شأنه تخفض الكُلفة؛ لتصبح أكثر تنافسية، ويخفض من الانبعاثات بنسبة 75%، وقال: هذه الطاقة هي طاقة المستقبل. وستوقع الإمارات مذكرة تفاهم مع «آيرينا» غداً تتعلق بالعمل على نشر الطاقة المتجددة بين الشباب.

خطط إماراتية

من ناحيتها، أكدت الدكتورة نوال الحوسني الممثل الدائم للإمارات في وكالة «آيرينا»، خطط توجه الإمارات نحو توظيف الطاقات في قطاع الطاقة المتجددة، وأشارت إلى أهمية الإنجازات العالمية في مجال الطاقة المتجددة، وقالت: إن الإمارات تتطلع لنقاشات مثمرة في اجتماع «آيرينا»؛ لتعزيز الزخم في التوجه والاستخدام المكثف للطاقة المتجددة، وتعزيز الإنجازات في هذا القطاع، الذي بات يسير ليكون طاقة المستقبل عالمياً.

مستقبل أوروبا

ومن جانبه، قال جاي لينتز، الممثل الدائم للوكسمبورج لدى الاتحاد الأوروبي، ورئيس الاجتماع السابع عشر لمجلس «آيرينا»: إن القرارات التي نتخذها بخصوص نشر مصادر الطاقة المتجددة اليوم، ستؤثر في قدرتنا على مواجهة التحديات العالمية غداً. ومن هذا المنطلق، تتخذ لوكسمبورج والاتحاد الأوروبي عموماً كل الخطوات والإجراءات اللازمة؛ لقيادة مسيرة التحول العالمي نحو مستقبل مستدام وخالٍٍ من أي انبعاثات كربونية بحلول عام 2050.
وأضاف لينتز: تشكل اللقاءات الدولية؛ مثل اجتماع مجلس «آيرينا» فرصة للتواصل، وبحث سبل تمكين البلدان الأخرى من المساهمة في بلوغ رؤيتنا المشتركة، ببناء عالم آمن مناخياً تسوده العدالة الاقتصادية والاجتماعية. ويسرنا أن نساهم في الجهود الاستثنائية التي تبذلها «آيرينا» لتحفيز التعاون الدولي؛ من أجل تعزيز انتشار الطاقة المتجددة.

مسيرة التحول

قدم مدير عام «آيرينا» خلال الاجتماع تقريراً حول التقدم المُحرز في مسيرة التحول إلى الطاقة المتجددة، وسلّط فيه الضوء على الجهود والإنجازات والدعم الذي قدمته الوكالة لأعضائها خلال هذا العام. كما ناقش 21 من أعضاء الوكالة المنتخبين خططها المستقبلية في إطار برنامج عملها وميزانيتها لعامي 2020 - 2021.
يُذكر أن مجلس «آيرينا» يضم 21 من أعضاء الوكالة، ويُعقد مرتين سنوياً؛ لتعزيز التعاون بين أعضائها، ومتابعة سير تنفيذ برنامج عملها، وإتمام التحضيرات المهمة للاجتماع السنوي لجمعيتها العامة.

توظيف 11 مليون شخص

كشفت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في تقرير المراجعة السنوية- الطاقة المتجددة والوظائف عن توظيف 11 مليون شخص في مجال الطاقة المتجددة حول العالم في عام 2018؛ وذلك مقارنة مع 10,3 مليون شخص في عام 2017. وجاءت هذه الزيادة مع إقبال المزيد من البلدان على تصنيع وتجارة وتطبيق تقنيات الطاقة المتجددة؛ حيث أشار التقرير إلى أن الوظائف في القطاع قد ارتفعت إلى أعلى مستوياتها؛ رغم تباطؤ نموها في أسواق الطاقة المتجددة الرئيسية بما فيها الصين.
ومع تنوّع سلسلة إمدادات الطاقة المتجددة، فإن البصمة الجغرافية للقطاع تتغير عموماً. فرغم تركز قطاعات الطاقة المتجددة في عدد قليل من الأسواق الرئيسية؛ مثل: الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فإنه برزت مؤخراً وبشكلٍ ملحوظ بلدان شرق وجنوب شرق آسيا إلى جانب الصين كموردين رئيسيين لألواح الطاقة الشمسية الكهروضوئية؛ حيث شهدت بلدان؛ مثل: ماليزيا وتايلاند وفيتنام زيادة في معدل نمو وظائف الطاقة المتجددة خلال العام الماضي، مما سمح لآسيا بالاستحواذ على 60% من وظائف هذا القطاع عالمياً.
وقال فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA): تميل الحكومات بصورة متزايدة إلى تبني مصادر الطاقة المتجددة ليس لمساهمتها في تحقيق الأهداف المناخية وحسب، وإنما لكونها تعد محركاً رئيسياً لتطوير اقتصاد منخفض الكربون، ولما تقدمه من فرص عمل عديدة مع تحول الدول إلى هذه المصادر؛ إذ توفر مصادر الطاقة المتجددة جميع مقومات التنمية المستدامة - البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
ومع الزخم الذي يشهده التحول العالمي في قطاع الطاقة، تضمن فرص العمل الناتجة عنه الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية، وتحفز البلدان على الالتزام بالطاقة المتجددة.
وحافظت الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح على تفوقها بين جميع مصادر الطاقة المتجددة؛ من حيث فرص العمل التي توفرها؛ حيث جاءت الطاقة الشمسية الكهروضوئية في الصدارة خلال عام 2018 مع استحواذها على ثلث فرص العمل في قطاع الطاقة المتجددة إجمالاً، متفوّقة بذلك على الطاقة الكهرومائية والوقود الحيوي السائل وطاقة الرياح. أمّا جغرافياً، فتقدم آسيا أكثر من 3 ملايين فرصة عمل في مجال الطاقة الكهروضوئية، أي حوالي تسعة أعشار المجموع العالمي.
أمّا فرص العمل في قطاع طاقة الرياح فتتركز في طاقة الرياح البرية؛ حيث توفر الجزء الأكبر من وظائف القطاع مع 1,2 مليون فرصة عمل. وتقدم الصين وحدها 44% من فرص العمل العالمية في مجال طاقة الرياح، تليها ألمانيا والولايات المتحدة. وقد تكون طاقة الرياح البحرية خياراً جذاباً للاستفادة من القدرات المحلية واستثمار الشراكة مع قطاع النفط والغاز


تكاليف الطاقة المتجددة في عالم 2018


• انخفضت التكاليف المتعلقة بكافة تقنيات توليد الطاقة المتجددة المتاحة بصورة تجارية في عام 2018. وانخفض متوسط الكُلفة العالمي المرجح للكهرباء بنسبة 26 % على أساس سنوي للطاقة الشمسية المركزة، تليها الطاقة الحيوية (- 14 %)، ثم الطاقة الشمسية الكهروضوئية والرياح البرية (- 13 % لكل منهما) والطاقة الكهرومائية (- 12 %) والطاقة الحرارية الأرضية وطاقة الرياح البحرية (-1% لكل منهما). وتؤدي مشروعات الطاقة الحيوية والطاقة الكهرومائية والرياح البرية ومشروعات الطاقة الشمسية الكهروضوئية الآن بشكل عام إلى تقليل المشروعات الجديدة الخاصة بتوليد الطاقة بالاستعانة بالوقود الأحفوري.
• وستوفر الرياح البرية والطاقة الشمسية الكهروضوئية قريباً كهرباء أقل كُلفة من أي خيار آخر يعتمد على الوقود الأحفوري، من دون الحصول على مساعدات مالية. وتشير قاعدة بيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع قدرة الرياح البرية وأربعة أخماس قدرة مشروعات الطاقة الشمسية الكهروضوئية على نطاق واسع والتي سيتم تشغيلها في العام المقبل، تقل أسعارها عن أرخص أسعار المشروعات الجديدة التي تعتمد على النفط أو الغاز الطبيعي.
• تكاليف تشغيل منشآت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الجديدة ستقل بشكل متزايد عن تكاليف تشغيل محطات الفحم. ومن المقرر أن تقل الكُلفة الإجمالية لمدى حياة مشروعات الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية البرية الجديدة التي تم تشغيلها في عام 2020 عن تكاليف تشغيل المحطات الحالية التي تعمل بالفحم، في ظل التخطيط على مستوى المنظومة للإبقاء على الحد الأدنى لتكاليف الإدماج.
• وتؤدي التكاليف المنخفضة والمتدنية للتقنيات إلى جعل مصادر الطاقة المتجددة العمود الفقري التنافسي لتقليل انبعاثات الكربون الناتجة عن توليد الطاقة؛ وهو أحد الأهداف المناخية المهمة. وتحتاج جميع البلدان إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بما يتماشى مع «اتفاقية باريس»، التي تهدف إلى المحافظة على ارتفاع درجات الحرارة العالمية في معدل «يقل بكثير عن درجتين مئويتين» خلال هذا القرن. وبعيداً عن قطاع الطاقة، يمكن لخفض التكاليف أن تؤدي إلى إطلاق العنان لخفض انبعاثات الكربون في مجال الصناعة والنقل والإنشاءات. ويشير تحليل1 الهيئة الدولية للطاقة المتجددة إلى نمو استخدام الكهرباء من أقل من خُمس الطلب على الطاقة إلى قرابة نصف الطلب بحلول عام 2050، ويعتمد ذلك إلى حد كبير على مصادر الطاقة المتجددة ذات الكُلفة المنخفضة.
• وتعد مصادر الطاقة المتجددة في غالبية أنحاء العالم بالفعل المصدر الأحدث الأقل كُلفة لتوليد الطاقة. ومع استمرار انخفاض تكاليف الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، سينتشر هذا الوضع في عدد أكبر من البلدان. لقد كان المتوسط المرجح لتكاليف الكهرباء المولدة من الطاقة الحيوية والطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الأرضية والرياح البرية والبحرية ضمن نطاق كُلفة توليد الطاقة باستخدام الوقود الأحفوري منذ عام 2010. وقد انخفضت كُلفة الطاقة الكهروضوئية الشمسية على نطاق واسع لتصل إلى كُلفة الوقود الأحفوري في عام 2014 وانخفضت كُلفة تركيز الطاقة الشمسية (CSP) في عام 2018.
• ويستمر تعديل التنبؤات المتعلقة بكُلفة الطاقة الشمسية الكهروضوئية والرياح البرية مع ظهور بيانات جديدة، وفي ظل تفوق مصادر الطاقة المتجددة باستمرار على التوقعات السابقة. وفي بداية عام 2018، أشار تحليل الوكالة الدولية للطاقة المتجددة للمزادات وبيانات اتفاقات شراء الطاقة إلى أن متوسط الكُلفة العالمية المرجح للكهرباء قد ينخفض إلى ما يقل قليلاً عن خمس سنتات أمريكية لكل كيلووات / ساعة (0.049 دولار أمريكي - كيلووات/ ساعة) للرياح البرية وخمسة ونصف سنت للكيلووات/الساعة (0.055 دولار أمريكي - كيلووات/ ساعة) للطاقة الشمسية الكهروضوئية في عام 2020. وبعد ذلك بعام، انخفضت القيمة المحتملة للطاقة المولدة؛ من خلال الرياح البرية في عام 2020 بنسبة 8% أخرى، إلى أربع سنتات ونصف السنت للكيلووات في الساعة (0.045 دولار أمريكي كيلو وات /ساعة )، في حين انخفضت قيمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية بنسبة 13 %، إلى أقل من خمس سنتات للكيلووات/ ساعة (0.048 دولار / كيلووات ساعة


أبرز نقاط فرص العمل بالقطاع


• حافظ قطاع الطاقة الشمسية الكهروضوئية على تصدره في عام 2018؛ إذ يقدم ثلث فرص العمل في مجال الطاقة المتجددة إجمالاً. وشهدت عمالة هذا القطاع نمواً في الهند وجنوب شرق آسيا والبرازيل هذا العام، مقابل انخفاضها في كل من الصين والولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي.
• ساهم ارتفاع إنتاج الوقود الحيوي في زيادة الوظائف بنسبة 6% أي ما يعادل 2,1 مليون فرصة عمل. وتمتلك البرازيل وكولومبيا وجنوب شرق آسيا سلاسل إمداد كبيرة من العمالة، وتغلب فيها فرص العمل غير الرسمية، في حين أن العمليات في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تعتمد على الآلات أكثر.
• يقدم قطاع طاقة الرياح 1,2 مليون فرصة عمل، مع تركز معظمها في المشاريع البرية؛ لكن يشهد قطاع طاقة الرياح البحرية اهتماماً متزايداً لاسيما مع إمكانية الاستفادة من الخبرة والبنية التحتية لقطاع النفط والغاز البحري.
• تمتلك الطاقة الكهرومائية أكبر قدرة مركبة بين جميع مصادر الطاقة المتجددة؛ رغم انتشارها الضعيف حالياً. ويوفر هذا القطاع 2,1 مليون فرصة عمل مباشرة، ثلاثة أرباعها في مجالي التشغيل والصيانة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"