عادي

سيام ريب.. إمبراطورية الفن والتاريخ

03:00 صباحا
قراءة 4 دقائق
إعداد: قرشي عبدون

تقع سيام ريب على ضفة نهر في شمال غرب كامبوديا، تشتهر بكونها أفضل نقطة انطلاق لاستكشاف معابد أنجكور وات المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، بما في ذلك بعض الأطلال البديعة والساحرة الأخرى في حديقة أنجكور الأثرية، يزورها أكثر من مليون سائح سنوياً
تعد تمبل تاون الفاتنة، وجهة تستحق الزيارة في حد ذاتها، مع العديد من الأنشطة التي يمكن القيام بها، ابتداء من مراقبة الطيور في أكبر بحيرة في جنوب شرق آسيا إلى ركوب الخيول وسط حقول الأرز، فضلاً عن التنقل بالأسلاك المعلقة عبر الغابات الظليلة. فيما يستطيع السياح المعتادون على السفر تعلم الرقص من السكان المحليين، أو تعلم فنون القتال (مارشال آرت)، التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى، وبالنسبة لعشاق الأطعمة فيستطيعون اكتشاف أسرار الطبخ الكمبودية.

10 أيام من المرح

كانت إمبراطورية الخمير غنية بالفن، فقد شيدت حضارتها معابد أنجكور، بجانب نحاتيها وموهوبيها وفنانيها وراقصيها وموسيقيها الذين يثرون حياة كمبوديا؛ حيث يتجلى الفن والنحت في منحوتاتها المتقنة ونقوشها البارزة على جدران المعابد، وفي متحف أنجكور الوطني.
تقام عروض «أبسارا»، برفقة الموسيقيين الكلاسيكيين في العشرات من الأماكن في جميع أنحاء المدينة. معبد وات بو باغودا هو موقع عروض لدمى الظل التقليدي والمجموعات الموسيقية يمتد لأسبوعين، بينما يعرض مسرح بامبو فنون الرقص المعاصر، فإن القمة الكبيرة خلف المتحف هي موطن الحفلات الليلية في سيرك فير الكمبودي.
تعتبر رأس السنة الجديدة بالنسبة للخمير هي أكبر حفل يظهرون فيه بهجتهم؛ حيث يتم الاحتفال به في ذات الوقت الذي يقام فيه مهرجان سونغكران التايلندي، والذي يتضمن القليل من اللعب بالمياه، والكثير من الأنشطة الباغودية، مثل تقديم القرابين على الرهبان وتقديس الأجداد، وغسل التماثيل البوذية. وبينما تمتد العطلة الرئيسية إلى 3 أيام، يقضي الأهالي من أسبوع إلى 10 أيام، في حال تمكنوا من العودة إلى مساكنهم.
احتفالات رأس السنة هي فرصة الكمبوديين الوحيدة للاستمتاع ب«بهجة الشوارع» والمرح في أنجكور الأثرية، بصحبة ذويهم وأصدقائهم، حيث تقام الألعاب التقليدية وحفلات الرقص والحفلات الموسيقية.

الطريق إلى أنجكور

في الطريق المؤدي إلى حديقة أنجكور الأثرية، يوجد مطار سيام ريب الدولي المزدحم برحلات المسافرين القادمين من أنحاء آسيا، ولكون المطار غير مؤهل لاستيعاب الرحلات الجوية الطويلة، ستضطر للسفر عبر أي عاصمة من العواصم الآسيوية قبل الوصول إليها في طائرة اقتصادية صغيرة، وهذا يعنى أنك سوف تستفيد من مزية التذاكر منخفضة السعر.
أما لو كنت ترغب في السفر إليها براً، فهناك حافلات جيدة تعمل بين هانوي والعاصمة الكمبودية بنوم بنه، تستغرق 5 ساعات، ومن هناك تصل إلي سيام ريب، حيث تستغرق من 7 إلى 8 ساعات، ومن بانكوك عبر بلدة بويبت الحدودية إلى سيام ريب، حيث تستغرق من 8 إلى 9 ساعات، كما يمكن السفر عبر القطار من بانكوك ومن ثم ركوب الحافلة من الحدود.
أيضاً يمكن الوصول إليها عبر سيارة أجرة أو الركشة، بالاتفاق مع الفندق الذي تقيم فيه، وهي وسائل النقل المتوفرة من الفندق إلى المطار والعكس، ولكن بمجرد أن تكون في وسط المدينة، فإن الركشة هي الوسيلة الأفضل والأقل تكلفة، حيث يمكن التنقل في كامل أنحاء المدينة وزيارة معالمها بأقل سعر، أما لو كنت شجاعاً للغاية ولا تخاف من زحام المركبات فيمكنك استئجار دراجة جبلية قوية بسعر زهيد. أما الدراجات النارية فممنوعة للسياحة؛ وذلك لأجل سلامتهم الشخصية.

نقاط مدهشة

إن من أجمل النقاط السياحية التي يستطيع السياح الاستمتاع بزيارتها هي المواقع الأثرية لحضارة الخمير، والمسارات التي تقود إلى مواقع الأطلال والآثار القديمة؛ حيث ينصح بقضاء أسبوع كامل على الأقل لاستكشافها جميعاً، فضلاً عن فرصة استكشاف المدينة الواقعة وراء المعابد.

الطعام الكمبودي

يعتبر الطعام الكمبودي أحد أكثر الأطعمة الفريدة التي لا يعرف عنها الكثير، فالمطاعم في سيام ريب تشتهر بجودة الخدمات، حيث تقدم خدماتها على الطريقة المنزلية التقليدية والمعاصرة، أما في الآونة الأخيرة، فقد تصدر مطعم «وات دمناك» قائمة المطاعم ال 50 الأفضل في آسيا.
تقدم الأسواق، والأكشاك على جانب الطريق، ومحال الهواتف المتحركة والباعة المتجولون، أطعمة شهية للغاية من لحوم طازجة وأطباق الأرز الساخن والمعكرونة والخضراوات، فيما الكثير من المطاعم الأخرى تقدم أكلات كورية وهندية وإيطالية وفرنسية.
واقضِ أمسية الأحد في «رود 60» على أطراف المدينة، منغمساً في طعام الشوارع، ومستمتعاً بالأجواء المنعشة على جانب الطريق، حيث يطلق عليه الكمبوديون «بهجة الشوارع»، وعلى الرغم من أجوائها المرحة والعائلية، مع توفر وسائل الترفية الخاصة بالأطفال، إلا أن هناك مواقع عديدة أخرى تلبي حاجة كل السياح.

أفضل أوقات الزيارة

يبدأ موسم الذروة في سيام ريب مطلع شهر ديسمبر/ كانون الأول إلى فبراير/ شباط، وهي الفترة الأكثر جفافاً وبرودة، وأفضل وقت لزيارتها. عندما يكون الجو لطيفاً، تزدحم المدينة والمعابد بالسياح؛ لذا ينصح السياح الذين يريدون استكشاف المعابد مبكراً مع شروق الشمس، قبل وصول حشود السياح. أما شهرا مارس/ آذار وإبريل/ نيسان فيتميزان بالحرارة الشديدة وينصح بتجنبهما، بينما يتميز شهر مايو/ أيار بطقس معتدل إلى حد ما مع بداية موسم هطول الأمطار، ثم تهب الأعاصير في يونيو/ حزيران و يكون الجو رطباً، ويبدأ الريف بالاخضرار على نحو سريع، وتظل يانعة ومخضرة حتى نوفمبر/ تشرين الثاني، وهي الفترة التي يفضلها العديد من السياح.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"