عادي
افتتاح المنتدى الثاني لمبادرة «بيرل» و«الاتفاق العالمي للأمم المتحدة» في دبي

نهيان بن مبارك: قادة الإمارات ملتزمون بالمساءلة والشفافية لتحقيق اقتصاد مستدام

03:22 صباحا
قراءة 16 دقيقة
دبي: حمدي سعد

أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، أن الإمارات منخرطة في قضية التنمية المستدامة، فالمغفور له الشيخ زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، كان ملهم المسيرة، التي يقودها الآن، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تتواصل الجهود في تحفيز جميع المؤسسات الخاصة والحكومية على الالتزام بشروط الاستدامة وبالأهداف التنموية التي نصت عليها الأمم المتحدة.

وأشار الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إلى أن قادة الإمارات أنفسهم ملتزمون بمبادئ المساءلة والشفافية والحوكمة من أجل تحقيق اقتصاد مستدامٍ، وأن أبوظبي ملتزمة بتطوير آليات مستدامة لمواجهة تحديات البيئة وحماية الثروات الطبيعية، وذلك من خلال استضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا).

وأوضح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن أكثر من 143 شركة تعمل في الإمارات، من ضمنها شركات ضخمة ومتوسطة وصغيرة، وأخرى تعليمية وغير ربحية تشارك في الاتفاق العالمي للأمم المتحدة، من خلال التزامها بمبادئ الشفافية والمساءلة والحكومة المؤسسية.

وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، في كلمة له بعنوان «نحو أهداف التنمية المستدامة» والتي ألقاها خلال افتتاح المنتدى الإقليمي لمبادرة بيرل والأمم المتحدة، الذي انطلقت أعماله في دبي تحت عنوان «تطبيق الاستدامة: قطاع الأعمال وأهداف التنمية المستدامة»، وقد حضر حفل الافتتاح عدد من المسؤولين الحكوميين المحليين والخليجيين ومجموعة من الرؤساء التنفيذيين لشركات عالمية تتخذ من دولة الإمارات مقراً إقليمياً لها.
وأشاد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، بجهود بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة في تطوير ثقافة الاستدامة والإرث الغني الذي بناه خلال مسيرته على رأس الأمم المتحدة والأثر الكبير الذي سيتركه بفعل نشاطه والتزامه بقضايا الاستدامة والتنمية.
وأعرب الشيخ نهيان بن مبارك عن امتنانه لمبادرة «بيرل» و«الاتفاق العالمي للأمم المتحدة» لخلق هذه الثقافة، حول ارتباط الأهداف الإنمائية بأعمال الشركات وتعزيز الوعي بأهمية تبني الشركات الخاصة والحكومية بمبادئ المساءلة والشفافية والحوكمة من أجل بناء مستقبل مستدام.
وشدد الشيخ نهيان على أهمية التعاون الدولي من أجل تحقيق الأهداف ال17 للتنمية المستدامة مشيراً إلى أن السلوك الفردي وحده غير قادر على تحقيق أي هدف من أهداف الألفية الثالثة، وعلى الأفراد أن يتعاونوا مع المؤسسات والحكومات من أجل بلورة الخطط والآليات لتنفيذ هذه الأهداف.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان «التعاون الدولي له تأثير السحر وما حدث في أوائل الشهر الحالي عند توقيع بروتوكول مونتريال خير دليل على أهمية تضافر الجهود الدولية من أجل تحقيق الاستدامة، ولابد لهذه الجهود أن تترافق مع تشريعات وقوانين حكومية لتتحول هذه الأهداف إلى إجراءات عملية تلتزم فيها جميع الجهات. ففي اجتماع 197 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تم الاتفاق على تخفيض انبعاث الهيدروكربون هذا العنصر الذي يسهم في تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري. إنها الاتفاقية الأكثر نجاحاً، لأنها استطاعت أن تخرج بقرار مهم سيؤثر إيجاباً على حياة البشر. هذا ما نسميه استجابة دولية لمشكلة دولية».
وأضاف أن «المنتدى الإقليمي لمبادرة بيرل والاتفاق العالمي للأمم المتحدة يأتي في سياق تعزيز التعاون الدولي من أجل تحقيق أهداف الاستدامة، ويسهم في تعزيز المعرفة بأهمية الالتزام بقيم الاستدامة والتكيف مع شروطها وتحدياتها، فالحكومات والمؤسسات والشركات الخاصة والعامة تحتاج إلى الاقتناع بضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة للتكيف مع تحديات الاستدامة، لتتمكن من إقناع مواطنيها والعالم بالاستدامة».
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان «في إطار الدور الريادي لدولة الإمارات في التحول إلى اقتصاد أخضر ومستدام، من خلال مبادرات مثل استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء 2015 - 2030، فإننا نتطلع إلى تحقيق الأهداف الطموحة التي انبثقت عن أبرز التزامين عالميين خلال العام الماضي لمواجهة التغير المناخي، وتعزيز التنمية المستدامة، اتفاقية باريس لتغير المناخ، وأهداف التنمية المستدامة‎».

الإمارات عززت جهودها

قال الدكتور ثاني أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، تعليقاً على انعقاد المنتدى الإقليمي الثاني لمبادرة «بيرل» و«الاتفاق العالمي للأمم المتحدة»، «انطلاقاً من التزامها الراسخ بالمشاركة الفاعلة في الجهود الدولية المبذولة لإيجاد حلول مستدامة للقضايا ذات الأولوية على الصعيد العالمي، خاصة ذات الصلة بأهداف التنمية المستدامة، عززت دولة الإمارات خلال السنوات الماضية دورها في التعاون الدولي، وذلك عن طريق إطلاق سلسلة من المبادرات العالمية تركّزت على مجموعة من القطاعات الحيوية كالتعليم والصحة والمياه والطاقة وبناء القدرات.

وعلاوة على ذلك، تقوم الإمارات بدور مهم وحيوي في حشد الجهود والخبرات وإدارة النقاش العالمي للبحث عن حلول مبتكرة لتحديات التنمية المستدامة، كما تحتضن الدولة منظمات دولية مثل المنظمة العالمية للطاقة المتجددة «إيرينا»، التي تتخذ من أبوظبي مقراً رئيسياً لها، والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر التي أُعلِنَ عن إنشائها مؤخراً وتتخذ من دبي مقراً لها.

توثيق الصلة

ألقى بدر جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع ومؤسس مبادرة بيرل، كلمة ترحيبية قبل بدء فعاليات الدورة الثانية من المنتدى استهلها بتقديم تعازيه بغياب أميرة بن كرم، رئيسة مجلس سيدات أعمال الشارقة، مذكراً بمساهماتها الكبرى في سبيل تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وقال جعفر «نشهد اليوم ارتفاعاً في متوسط العمر من 31 عاماً في العام 1900 إلى 70 عاماً، كما انخفض عدد سكان العالم الذين يعيشون تحت خط الفقر 85% إلى أقل من 10%.
أضاف جعفر «نحن على مشارف الثورة الصناعية الرابعة التي تعكس مساعي البشرية لبناء مستقبل أفضل. إن كل هذه الإنجازات تجعلنا متفائلين لكن بحذر، فثمة كوارث إنسانية عديدة تحدق بعالمنا، وسيكون أثرها كبيراً على الأجيال المقبلة، لذلك نحن في حاجة ماسة إلى بناء جبهة عالمية موحدة لمواجهة تلك التحديات، وقد حققنا الكثير في مجال مكافحة أمراض خطرة مثل شلل الأطفال والملاريا وحماية الثروة الحيوانية. لكن مازال الكثير أمامنا لننجزه، خاصة بعدما تم الاتفاق عليه في مؤتمر باريس للتغير المناخي».
وقال جعفر «علينا أن نسهم في رفع الأهداف الإنمائية من النظرية إلى التطبيق ونتعاون مع قادة الأعمال ومسؤولي الشركات على مقاربة المحاور الخمسة التي تشملها مبادرة بيرل والاتفاق العالمي للأمم المتحدة، أمام الشركات حول العالم فرصة تاريخية للمساهمة في تحقيق الازدهار والسلام والأمان على كوكبنا من خلال خلق فرص عمل أفضل للأجيال الجديدة، وتوفير بيئة عمل صحية وخالية من الفساد».
وشدد جعفر على أهمية الالتزام الحقيقي والتعهد الصادق من قبل الشركات وأصحاب الأعمال لتوثيق الصلة بين النشاط الاقتصادي والأهداف الإنمائية وترجمة مبادئ الاستدامة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في العمل اليومي، منوهاً إلى المخاطر التي تتهدد مجتمعات كثيرة حول العالم، بسبب العنف والتطرف والبطالة والظلم الاجتماعي.
وختم الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع ومؤسس مبادرة بيرل كلمته بدعوة الحاضرين من مسؤولين وقادة أعمال إلى استخدام تطبيق مبادرة بيرل والاتفاق العالمي للأمم المتحدة لتسجيل تعهدهم تجاه الشباب والطلاب والأجيال المقبلة بالالتزام بالأهداف الإنمائية معتبراً أن الطلاب هم قادة المستقبل الذين سيكملون المسيرة، وعلينا أن نورثهم عالماً أكثر سلاماً وازدهاراً ولا نجعلهم يدفعون ثمن ممارساتنا وتبعات أعمالنا».

6 آلاف مؤسسة وجهة

من جانبه، عبّر السير مارك مودي ستيوارت، رئيس مجلس إدارة «الاتفاق العالمي للأمم المتحدة» عن سروره بالتطور الذي حققه المنتدى منذ انطلاقه العام الماضي، مشدداً على أن القواسم المشتركة بين مبادرة بيرل والاتفاق العالمي للأمم المتحدة هي القيم والمبادئ المتعلقة بحقوق الإنسان والحكومة الرشيدة، واحترام البيئة ومكافحة الفساد.
وقال ستيوارت «تلك القيم هي الركائز الأساسية للأهداف الإنمائية وهي تترجم ما عبّر عنه كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة، حين قال «علينا أن نمنح التجارة العالمية وجهاً إنسانياً ونبني الثقة بين عالم الأعمال والمجتمعات والأجيال الجديدة».

ونوه ستيوارت بالنجاح الذي حققته مبادرة بيرل والاتفاق العالمي للأمم المتحدة في استقطاب حوالي 6 آلاف مؤسسة وجهة أعمال للتعهد بتحقيق الاستدامة والالتزام بالأهداف التنموية، مشيراً إلى أهمية دور القطاع الخاص بشركاته ومؤسساته في توظيف مهاراته وموارده لملاءمة أعماله وأنشطته مع أهداف الألفية الجديدة، مشدداً على ضرورة بناء جسور التواصل والثقة مع الطلاب من أجل إطلاعهم على الإنجازات التي تحققت في هذا المجال، ليكونوا على بيّنة من الاستحقاقات التي تنتظرهم في المستقبل، فيلتزموا بدورهم في تحصين عالم الأعمال بالقيم والمبادئ الأساسية التي تضمن مستقبلاً أفضل للشعوب.

ويسعى المنتدى إلى لفت الانتباه إلى أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، التي تعد مكوناً أساسياً في جدول أعمال التنمية المستدامة للعام 2030. ويستضيف المنتدى سلسة من جلسات حوارية رفيعة المستوى لوضع أهداف قابلة للتنفيذ ضمن خمسة محاور رئيسية، تشمل الازدهار، الأفراد، السلام، الكوكب، والشراكات.

يحظى منتدى «تطبيق الاستدامة: قطاع الأعمال وأهداف التنمية المستدامة» بدعم كل من، مجموعة أبراج، ومجموعة شركات الجميح، ومجموعة شلهوب، وشركة اتحاد المقاولين، وشركة نفط الهلال، ومجموعة «آر دبليو إي».

تحقيق الازدهار للشركات

ناقشت الجلسة الأولى للمنتدى كيفية تحقيق الازدهار المشترك للشركات والمجتمعات في ظل المتغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، وشارك في الجلسة خالد الحصان، الرئيس التنفيذي لشركة السوق المالية السعودية (تداول)، والشيخة هنادي بنت ناصر آل ثاني، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة أموال، وسانجيف شادها الرئيس التنفيذي لشركة بيبسيكو آسيا والشرق الأوسط، وآرجين رادر الرئيس التنفيذي لشركة فيليب الشرق الأوسط وتركيا، وعثمان سلطان، الرئيس التنفيذي لشركة دو، وأدار الجلسة الإعلامي، جون ديفتيريوس، من قناة سي إن إن.

حلول الطاقة الذكية

وقال آرجين رادر، الرئيس التنفيذي لشركة فيليبس الشرق الأوسط وتركيا «إن تجربة فيليبس تمتد عبر 125 عاماً من الابتكار في المنتجات الصديقة للبيئة، وأن أكثر من 50% من منتجات الشركة تعتبر منتجات خضراء».
وتابع آرجين: «يجب أن تشمل حلول الطاقة الذكية كافة الأماكن بدون استثناء، وهذا يتطلب أن تلبي منتجات الإضاءة هذا التوجه».

سعر النفط

قال عبدالله بن حمد العطية، رئيس مؤسسة عبدالله بن حمد العطية للطاقة والتنمية المستدامة، نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة السابق في دولة قطر «علمنا التاريخ أنه في قطاع الطاقة لا يوجد خاسر كامل أو رابح كامل، وأن العملية مزيج بين الاثنين».

وشدد العطية خلال الجلسة التي أدارها السير مارك مودي ستيوارت، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الاتفاق العالمي للأمم المتحدة، على أن سعر برميل النفط يجب أن يصل إلى ما لا يقل عن 50 دولاراً لتتفادى الدول المصدرة والشركات الكبرى أزمات عدة.

وحول إمكانية الشركات من التحول لتغذية العالم بالطاقة المطلوبة وخصوصاً المتجددة، أوضح العطية أن شركات النفط العالمية سواء كانت محلية أو عالمية تمر بمنعطف تحول نتيجة للظروف الراهنة والتوجهات العالمية نحو الطاقة المتجددة.

وأكد العطية أن أوبك ومنذ تأسيسها في العام 1960 كانت تناضل لرفع أسعار النفط، حيث سيطرت أوبك بشكل شبه كامل على الأسعار في السوق في العام 1975، وأوضح أن العام ذاته كان عام الخلافات بين الشركات الوطنية المحلية والشركات العالمية، مبيناً أن سعر البرميل وصل إلى 7 دولارات في عام 1957 في حين ارتفع بعد العام 1973 إلى 47 دولاراً أي ما يعادل 150 دولاراً تقريباً اليوم، موضحاً أن ملامح خريطة النفط العالمية تغيرت خلال الثمانينات والتسعينات وهي المرحلة التي أصبح فيها وزيراً للطاقة بدولة قطر في العام 1992.

وأفاد العطية بأنه ومنذ توليه قيادة قطاع الطاقة في بلاده تحتم عليه التعامل بشكل أكبر مع الشركات الكبرى والتحالفات والمنظمات العالمية، وأشار إلى إسهامه في إيقاف الحرب بين الدول المنتجة والشركات الكبرى على أن يعمل الطرفان على أساس من الشراكة والندية.

وقال العطية: «ما يجري اليوم ليس بجديد، فقد واجهنا هذا الوضع في الثمانينات وبداية التسعينات، حيث أدت الحالة العامة في القطاع إلى اندماج العديد من الشركات وحتى الكبرى منها، وإننا نرى ذات التحدي اليوم، لكننا نرى أن العالم يعالج التحدي بغرابة، فالوضع الراهن خطر على جميع المعنيين في قطاع الطاقة، ونرى ضرورة ارتفاع البرميل إلى 50 دولاراً لكي تتفادى الدول والشركات خسائر كبيرة للغاية».
وأوضح العطية أن السؤال الأكثر انتشاراً في القطاع هو متى سيرتفع سعر النفط من جديد، إلّا أنه ليس من السهولة معرفة تاريخ حدوث التوازن، وذلك نظراً لتأثر السعر بالعديد من العوامل السياسية والاقتصادية. موضحاً أن الصين والهند قادتا حركة الارتفاع قبل سنوات عبر نمو اقتصادي كبير دفع منظومة الطلب إلى مستويات غير مسبوقة، ولكن وفي ظل الركود الراهن في أوروبا وآسيا فإن المنظومة اختلت وأصبح العرض أكبر بكثير من حجم الطلب العالمي، وهو ما أدى إلى ما نراه اليوم من انخفاض كبير في أسعار النفط.

وقال، «القوى الكبرى تمارس لعبة القط والفأر. ونصيحتي لأوبك لا تضيعوا وقتكم في التفاوض، وتحركوا بسرعة، وكلما تأخرتم انخفض سعر النفط. الكل يتحدث عن الحد الأقصى للإنتاج والإنتاج التاريخي. ولكن ماذا عن الطلب وتشبع السوق».

وشدد العطية على ضرورة توجه دول الخليج وعموم الدول المنتجة إلى خفض الاعتماد على النفط وتنويع اقتصاداتها، وخصوصاً التوجه نحو قطاعات الطاقة المتجددة. وبيّن أن السؤال الدائم في هذا الإطار هو ماذا بعد عصر النفط، وأن العالم لديه موارد تكفي ل100 سنة، هذه فترة طويلة بالنسبة لنا، ولكن ليس للأجيال المقبلة، ونحن لسنا دولاً زراعية والتكلفة ضخمة، كما أنه لدينا شح في الموارد المائية.

حصان: على القطاع الخاص أن يكون مقنعاًفي تبني معايير الاستدامة

أوضح خالد حصان علاقة «تداول» بأهداف التنمية المستدامة، حيث قال إن لدى «تداول» العديد من الشركات المدرجة، ونحن نسعى لتطوير أداء هذه الشركات وتوجيه مسلكياتها وسياساتها لتكون أكثر فاعلية في مسيرة تحقيق الأهداف التنموية الأممية.
وقال حصان، على القطاع الخاص أن يكون مقنعاً أمام الجمهور والمستثمرين في تبني أهداف التنمية المستدامة، وأن يثبت أن هذه الأهداف تتوافق مع معايير العمل لديه. وتابع، إن الشركات لا ترى الفائدة المباشرة في اعتماد معايير الحوكمة، وأن هذه الشركات تركز أهدافها على العوائد قصيرة المدى.

ونوه حصان إلى أن الشركات التي تعتمد المعايير الجيدة وتلتزم الحوكمة، تحقق أهدافها على المدى الطويل وتحمي أعمالها واستثماراتها، وأن المستثمرين اليوم أصبحوا أكثر وعياً في اختيار مجالات استثماراتهم حيث بدأوا بالتوجه نحو القطاعات والشركات التي توفر الحماية لأموالهم والاستدامة للبيئة ولمجتمعاتهم في الوقت ذاته.

وأكد حصان، أن «تداول» تنظر بأهمية بالغة لدخول الشركات الأجنبية أسواق العمل السعودية، حيث يسهم وجود هذه الشركات في تعزيز الشفافية والتنافس على كسب الأسواق والمستثمرين.

وأشار حصان إلى أن السوق السعودية تزخر بالكثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة والمشاريع العائلية التي تجد صعوبة في الحصول على التمويل.

بان كي مون: الإمارات نموذج عالمي في الاستدامة

شهد المنتدى كلمة مصورة ومباشرة من نيويورك لبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الذي أثنى على التعاون المشترك بين مبادرة بيرل، المؤسسة الخليجية الرائدة التي تهدف إلى تعزيز مستويات المساءلة والشفافية باعتبارهما ركيزة أساسية لتحسين التنافسية في عموم المنطقة، والاتفاق العالمي للأمم المتحدة، أكبر مبادرة لتحفيز ممارسات الاستدامة عبر الشركات في العالم.
وأضاف بان كي مون «لقد قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً رائداً للشركات في الاستثمار بالطاقة المتجددة والاتفاق العالمي للأمم المتحدة حوّل الأهداف الإنمائية إلى أهداف محلية من خلال شبكة علاقاته الواسعة. إن مبادرة بيرل تسهم في تعزيز انتشار الحوكمة المؤسسية في المنطقة، وهذا أمر مهم، خاصة بعدما اتفق المجتمع الدولي على توحيد الجهود لبناء مستقبل مستدامٍ. اليوم، للقطاع الخاص دور أساسي ومهم في تحقيق أجندة 2030 للتنمية المستدامة، والمزيد من القادة باتوا على إدراك تام، ليس فقط بأن الاستدامة هي الطريق الصحيح نحو المستقبل، لكنها أيضاً تحقق الأهداف بعيدة الأجل للشركات والمساهمين من خلال تعزيز عوامل الاستقرار والازدهار. العالم يواجه اليوم مخاطر عديدة أبرزها الحوكمة الفاشلة والأزمات الإنسانية، وعدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية، من هنا يترتب علينا جميعاً أن نضاعف جهودنا لمساعدة قادة الأعمال والشركات على التعرف إلى الفرص الهائلة التي تتيحها التنمية المستدامة».

تأثير إيجابي للاستدامة

قال 92% من قادة الأعمال في منطقة الخليج إنهم يعتقدون أن العمل نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة سيكون له تأثير إيجابي على أعمالهم، فيما ذكرت نسبة 89% منهم أن اتباع سياسات مستدامة في المؤسسات قادر على خلق فرص تجارية ملموسة، وذلك وفقاً لاستبيان أجرته مبادرة «بيرل»، شمل آراء كبار قادة الأعمال في دول الخليج، وتم جمع نتائجه في سبتمبر/أيلول 2016، حول الوعي بأهداف التنمية المستدامة والنظرة إليها في منطقة الخليج.
وذكر 66 % من عينة الاستبيان أن أهداف التنمية المستدامة كانت أحد موضوعات النقاش في مؤسساتهم، وأفادت نتائج الاستبيان بأن العمل المؤسسي توجهه الحكومة بنسبة 45% والمساهمون بنسبة 31%، فيما جاء شركاء العمل بنسبة 9%.
وتم الكشف عن نتائج الاستبيان على هامش انطلاق فعاليات «الدورة الثانية من المنتدى الإقليمي لمبادرة «بيرل والأمم المتحدة» في دبي، صباح أمس، تحت عنوان «تطبيق الاستدامة: قطاع الأعمال وأهداف التنمية المستدامة» بحضور ورعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، بمشاركة عدد من المسؤولين الحكوميين المحليين والخليجيين ومجموعة من الرؤساء التنفيذيين لشركات عالمية تتخذ من دولة الإمارات مقراً إقليمياً لها.
وأظهرت نتائج الاستبيان حول النتائج الإيجابية المتوقعة من مبادرات أهداف التنمية المستدامة أن تعزيز السمعة يأتي في صدارة هذه النتائج تلاها توسيع نطاق ممارسات المسؤولية الاجتماعية للشركات، ثم تحسين الكفاءة التشغيلية، وفيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة الأكثر أهمية للشركات، فجاء الحد من التأثير على البيئة أولاً تليه إفادة الشباب، ثم تحسين معايير العمل، أمّا بالنسبة للأهداف المتعلقة بقادة الأعمال أنفسهم فجاء الحد من الفقر أولاً يليه تحسين الصحة ثم زيادة سبل الحصول على التعليم.

الازدهار يجب أن يشمل المجتمعات

قالت الشيخة هنادي بنت ناصر آل ثاني «إن الاستدامة تعني إدارة العمل بشكل أخلاقي ومسؤول»، وأوضحت أن الشركات العائلية تمتاز بكونها أكثر استعداداً لتبني معايير الاستدامة والشفافية، فهذه الشركات هي إرث متواصل والحفاظ عليه، يتعدى منطق الربح ومراكمة رأس المال.
وتابعت «نحن اليوم ندخل نطاق الالتزام بالمعايير العالمية بشكل أكثر مهنية وحرفية، لأنها تضفي قيمة عالية على أعمال الشركات العائلية للمدى البعيد».
وأكدت الشيخة هنادي على ضرورة الترويج للازدهار كهدف يشمل كافة المجتمعات والفئات، وأشارت إلى أن الأزمة المالية الأخيرة جعلتنا نهتم بالجميع من دون استثناء، وليس لمجتمعاتنا المحلية فحسب، ودعت آل ثاني إلى عقد المزيد من الجلسات والحوارات لتعزيز قيم الاستدامة وتعميمها.

عثمان سلطان: تحديث وتطوير نظم الحوكمة

طالب عثمان سلطان الرئيس التنفيذي لشركة دو، الشركات والمؤسسات بتحديث وتطوير نظم الحوكمة على ضوء المستجدات في مجال التقنيات الحديثة ووسائل التواصل، وقال إن لكل مجتمع رؤيته وممارساته الخاصة، وتساءل عثمان، لماذا لا نضع معايير موحدة تشمل تحت عناوينها أفضل هذه الممارسات العالمية.
وأكد سلطان، على أن المعايير العالمية الموحدة للحوكمة والالتزام بشروط وعوامل الاستدامة تعتبر مدخلاً واسعاً لمنجزات مهمة على هذا الصعيد.

وأشار سلطان إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي قد بدأت بالفعل بتطبيق مبادئ الحوكمة ومتابعة ممارسات شركات القطاع الخاص وتوجيهها نحو الانسجام مع المعايير الدولية، وشدد على أن الحوكمة هي كلمة السر للوصول إلى الاستدامة، وتابع، علينا أن نكون عنيدين في رؤيتنا هذه، ومرنين في تنفيذها.

10 مبادئ تحظى بقبول عالمي

تلتزم الشركات، التي تتبنى مبادرة «بيرل»، بمواءمة عملياتها واستراتيجياتها حسب 10 مبادئ تحظى بقبول عالمي في مجال حقوق الإنسان، والعمل، والبيئة، ومكافحة الفساد وتُعتبر الاتفاقية العالمية أكبر مبادرة استدامة اختيارية للشركات، حيث تضم المبادرة أكثر من 8 آلاف شركة موقّعة و4 آلاف جهة معنية أخرى في أكثر من 160 دولة.
كانت هيئة الأمم المتحدة قد أطلقت «الاتفاق العالمي للأمم المتحدة» العام 2000 بالتزامن مع التبني الدولي للأهداف الإنمائية للألفية بمشاركة وتوقيع 192 دولة، وما لا يقل عن 23 منظمة دولية. وتشمل الأهداف الإنمائية 8 محاور، هي مكافحة الفقر والجوع والأمراض والأمية والتمييز، بالإضافة لأهداف أخرى تتعلق بشروط استدامة البيئة والمناخ والاستقرار والتنمية للمجتمعات.
يذكر أن مبادرة «بيرل» تأسست في عام 2010 بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة للشراكات، وهي منظمة خليجية رائدة يقودها القطاع الخاص وتهدف إلى تعزيز ونشر ثقافة وممارسات المساءلة والشفافية ومراعاة شروط الاستدامة في ممارسة أعمالها. وتسعى مبادرة بيرل إلى تشجيع وتعزيز التعاون بين قادة الأعمال الإقليميين والعالميين.

لانا نسيبة تستعرض تحقيق أهداف أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة

دبي: «الخليج»

قدّمت السفيرة لانا نسيبة، الممثل الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في نيويورك، رؤيتها بشأن دور الإمارات فيما يخص أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ضمن فعاليات الدورة الثانية من المنتدى الإقليمي لمبادرة بيرل والأمم المتحدة بعنوان «تطبيق الاستدامة: قطاع الأعمال وأهداف التنمية المستدامة».
وقالت في تسجيل مصور عُرض خلال المنتدى: «باعتمادها أهداف التنمية المستدامة 2030 في العام 2015، اتفقت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على خطة طموح تتضمن 17 هدفاً من شأنها أن تغير وجه التنمية في العالم. إن الإجماع والتوافق الواسع في الآراء الذي نشهده اليوم بين قادة 193 دولة بشأن أولويات التنمية، هو إقرار بأن التغيير الحقيقي لن يكون ممكناً وفق سيناريوهات العمل القديمة. فتحقيق هذه الأهداف يتطلب منّا بناء شراكات عالمية وحشد جميع الموارد المتاحة، وتعزيز التعاون والتضافر بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأمم المتحدة والجهات الفاعلة فيها».

وأضافت السفيرة الإماراتية: «استناداً إلى تجربتنا الوطنية، تلتزم دولة الإمارات ببناء الشراكات وخلق بيئة داعمة يمكن من خلالها الاستفادة من قدرات القطاع الخاص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. والأهم من ذلك، نحن ندرك أن أنشطة القطاع الخاص والاستثمار في الابتكار هي محركات رئيسية لتحفيز وزيادة الإنتاجية، بما في ذلك النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل. وبالتالي، تتمثل إحدى الأولويات الرئيسية لحكومتنا في تهيئة بيئة داعمة تساعد الشركات على النمو والازدهار».

عارف نقفي: العالم عانى أزمة قلبية في 2008

قال عارف نقفي المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة أبراج، في لقاء أدارته ليز كينجو المدير التنفيذي للاتفاق العالمي للأمم المتحدة: «العالم عانى أزمة قلبية في العام 2008، والجشع كان المحور الأساسي في الأزمات التي مر بها العالم، اليوم نرى بريطانيا صوتت للخروج من الاتحاد الأوروبي، ودول العالم باتت تواجه العولمة وترفضها وباتت أكثر شعوبية، والعالم بات بعيداً عن التسامح، ونرى معادلة أثرياء ضد فقراء ومدن ضد قرى».
وأضاف: «الحل للأزمات المتلاحقة يكمن في دعم خطط الأمم المتحدة وخصوصاً أهداف التنمية المستدامة، تعلموا أن تكونوا صالحين على مستوى فردي وجماعي، عندما ننظر إلى مبادرة بيرل وهذا المنتدى نرى أن لدينا حالة نستطيع أن نحدث من خلالها اختلافاً لأجل عائلاتنا، وإذا أخذنا منهجية الشخص الصالح إلى بيئة العمل فإن هناك تطوراً كبيراً سيلاحظ في فترة قياسية، إن مبادرة بيرل إذا دعمت على نحو مأمول ستؤدي إلى كثير من الوعي لدى مجتمعات المنطقة بأهداف التنمية المستدامة وكيفية تحقيقها».
وحول أنماط الإدارة قال عارف: «إذا أردت أن تبني أعمالاً جيدة يجب أن تمارس العناصر الأساسية لتكون صالحاً، وهنا يجب التركيز على الحوكمة المؤسسية والتي أرى أنها تبدأ من القيادة قبل الأفراد وهي عامل أساسي للنجاح، ومع ذلك فإننا نؤكد دائماً أن المستقبل للشباب ونرى أنهم هم من يستطيعون أكثر من غيرهم قيادة دفة المستقبل فهم من يهتمون بالحوكمة المؤسسية أكثر من سواهم. وأن مؤسسات المستقبل تبدأ من نظام حوكمة سليم».
وحول نموذج دولة الإمارات والشراكات بين القطاع الخاص والعام قال: «نحن نعيش في دولة تهتم بالقطاع الخاص، إنها حكومة ودولة تقدمية. نجحت في 40 سنة أن تصنع ما تحتاج غيرها من الدول لفترات زمنية أطول بكثير لإنجازه. وأرى أن يقتدى بالتجربة الإماراتية من حيث التركيز الكبير على المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وأنها شريان الأمان لأي اقتصاد. وأحث الشركات الكبرى والمسؤولين على السعي لتمويل وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة، وأرى أن على الحكومات أن توجد البيئة التمكينية لنمو القطاع الخاص والشركات الصغيرة والمتوسطة، في بعض البلدان المشكلة أحياناً أن تلك الشركات لا تجد بيئة تمكنها من العمل، وإذا أوجدت الحكومات هذه البيئة فإنها تحقق النجاح للقطاع الخاص».
وحول توجهات الشركات وأنماط القيادة قال عارف: «بالنسبة لأي شركة كبيرة كانت أو صغيرة فإنه يتم تشكيلها تبعاً لأولويات قادتها. وإن كانت القيادة تقول بقوة إنها تريد الحوكمة المؤسسية والتنوع، والموظفون يترجمونها كأفعال وتصرفات فإن هذه الشركة ستصبح جزءاً من موروث هذه الشركة».

سانجيف: توفير 990 مليون لتر ماء

قال سانجيف شادها الرئيس التنفيذي لشركة بيبسيكو آسيا والشرق الأوسط: إن الشركة نشرت تقريراً يستعرض تماشي ممارساتها مع الأهداف الإنمائية المستدامة، ونوه إلى أن الشركة تراعي تطبيق قواعد ومعايير الاستدامة في جميع نواحي عملها، من البيئة للمستهلك، وأكد على أهمية توسيع قاعدة الشراكة العالمية على أساس الالتزام بأهداف التنمية المستدامة ومعايير الأعمال المتوافقة معها.
وتابع سانجيف، نحن نتعامل مع 65 ألف مزارع، وتمكنا من توفير 990 مليون لتر من المياه بفضل استخدام التقنيات الحديثة في الري، وفي تنظيف معدات وخطوط الإنتاج في معاملنا، وأكد أن الاستثمار في البشر هو الأساس، وتحدث عن تجربة الشركة في مدينة الدمام، التي أثبتت أن الاستثمار في الموارد البشرية، يحقق السعادة والزيادة في الإنتاج.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"