عادي
موسكو تتجه لزيادة ضرائب شركات التعدين وتعديل مشتريات العملة الأجنبية

«العقوبات».. حرب تجارية ساخنة جديدة بين روسيا وأمريكا

03:53 صباحا
قراءة 5 دقائق
حذر رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف من إمكانية اعتبار العقوبات الأمريكية على بلاده بمثابة «إعلان حرب اقتصادية»، فيما اقترح أحد مساعدي بوتين، زيادة الضرائب على شركات المعادن والكيماويات والأسمدة، فيما أدت العقوبات الجديدة التي أعلنت الولايات المتحدة فرضها على روسيا، وتهديدات الأخيرة بالرد عليها، إلى تراجع سعر الروبل الروسي أمام الدولار، إلى أقل مستوى له منذ 2016، مع تراجع أسهم الشركات الروسية الكبرى، مثل شركة الطيران «أيروفولت»، ومجموعة «في تي بي جروب» المصرفية، بأكثر من 6%، خوفاً من أن تكون هدفاً لبعض العقوبات الأمريكية.
اقترح أندري بيلوسوف في رسالة إلى الرئيس بوتين، ضرورة تكليف الحكومة بزيادة إيرادات الخزانة العامة من قطاعات التعدين والكيماويات قائلاً: إن هذه القطاعات تدفع ضرائب أقل من قطاع النفط والغاز.
وبحسب الرسالة التي اطلعت عليها وكالة بلومبيرج للأنباء، فإن هذه الزيادة يمكن أن توفر موارد إضافية للخزانة العامة الروسية، قيمتها 500 مليار روبل (7.5 مليار دولار).
وفي حين يبدو أن الرئيس بوتين أعطى مباركته للاقتراح بمذكرة مكتوبة، فإنه من غير الواضح المرحلة التي وصل إليها الاقتراح، حتى يتحول إلى قانون.
وبحسب الرسالة، فإن الجزء الأكبر من الإيرادات المستهدفة ستأتي من شركات التعدين «إم إم سي نوريلسك نيكل بي جيه إس سي»، و«ألورسا بي جيه إس سي» ومجموعة البتروكيماويات «سيبور هولدنج بي جيه إس سي».
وكانت الولايات المتحدة، قد أعلنت أول أمس، فرض عقوبات جديدة على روسيا، بعد توصلها إلى قرار نهائي بأن حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تتحمل مسؤولية محاولة قتل الجاسوس الروسي السابق «سيرجي سكريبال»، وابنته يوليا في بريطانيا، باستخدام غاز الأعصاب في 4 مارس/‏آذار الماضي.
وجاء قرار العقوبات الأمريكية الجديدة، بعد أيام من اقتراح لجنة مشتركة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ، تعديل قانون «العقوبات الساحقة»، ليشمل مشتريات سندات الخزانة والبنوك العامة الكبيرة، من أجل معاقبة روسيا على تدخلها في الانتخابات الأمريكية.
ونقلت وكالة بلومبيرج للأنباء الاقتصادية، عن «تيم آش» كبير محللي الأسواق الصاعدة في شركة «بلو باي أسيت مانجمنت» للاستشارات المالية القول: «بات واضحاً أن روسيا ستتعرض لعقوبات كبيرة، سواء من جانب الإدارة الأمريكية، أو من جانب الكونجرس أو من كليهما».
وقال مسؤولون روس، إن روسيا يمكن أن ترد على العقوبات الأمريكية بفرض قيود على التجارة مع الولايات المتحدة، وفقاً لقانون روسي صدر في وقت سابق من العام الحالي، ويمكن أن تشمل هذه القيود الحد من تصدير مكونات محركات الصواريخ التي تحتاجها الولايات المتحدة، لإطلاق صواريخ الفضاء.
من جهته، قال البنك المركزي الروسي، أمس الجمعة، إنه قد يعدل أحجام مشتريات العملة الأجنبية اليومية للحد من تقلبات السوق، ووصف التراجع السريع للروبل، إلى أدنى مستوى في عدة أشهر بأنه: «رد فعل طبيعي»، للأنباء التي تحدثت عن عقوبات أمريكية.
وقال البنك المركزي إن لديه الأدوات اللازمة لدرء أي تهديد للاستقرار المالي، مضيفاً أن فترات مماثلة شهدت تقلبات أشد للروبل من قبل، لكن تبين أنها كانت قصيرة الأجل.
وأظهرت بيانات البنك المركزي أمس، أنه اشترى عملة أجنبية بقيمة 8.4 مليار روبل (125.84 مليون دولار)، يوم الأربعاء، وهو أول يوم للانخفاض السريع للروبل، مقارنة مع 16.7 مليار روبل في اليوم السابق.
ودفع فرض واشنطن عقوبات أمريكية جديدة على موسكو، الأسواق الروسية للانخفاض بحدة أول أمس الخميس، لتتفاقم موجة بيع في الوقت الذي بلغ فيه الروبل أدنى مستوى في عامين، وانخفضت فيه الأسهم والسندات أيضاً.
وانخفض الروبل لأدنى مستوياته منذ أغسطس/‏ آب 2016 عند 66.73 روبل للدولار، قبل أن يقلص خسائره، مسجلاً 65.80 روبل بحلول الساعة 09:15 بتوقيت جرينتش.
وقالت «بي سي إس» للوساطة في مذكرة: «هناك هلع محلي في سوق العملة. عدد الراغبين في التخلص من الروبل يرتفع للغاية، في بعض الأحيان؛ ولذا لا توجد سيولة كافية».
يأتي الانخفاض المسجل الخميس، إثر موجة بيع واسعة في السوق الروسية في اليوم السابق، بعد أن نشرت صحيفة كومرسانت اليومية، ما قالت إنه النص الكامل لمسودة قانون أمريكي، تحتوي تفاصيل سلسلة منفصلة من العقوبات المحتملة على روسيا، ويحذر المحللون من تبعات خطيرة على الروبل، في حالة إقرار هذه الإجراءات بالكونجرس.
وفي الوقت الذي تفاقمت فيه عمليات البيع، بلغت عوائد السندات الحكومية أعلى مستوياتها، منذ يناير/‏كانون الثاني 2017، وزادت عقود مبادلة مخاطر الائتمان الروسية لخمس سنوات، والتي تشير لكلفة التأمين على ديون روسيا من مخاطر التخلف عن السداد، لأعلى مستوياتها منذ 19 يونيو/‏حزيران، عند 154 نقطة ارتفاعاً من 133-134 نقطة، في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وانخفضت مؤشرات رئيسية للأسهم، وهبط المؤشر «آر تي أس» المقوم بالدولار اثنين% إلى 1092.1 نقطة، بعد أن تراجع إلى 1073.15 نقطة، وهو أدنى مستوياته منذ 11 إبريل/‏نيسان. وانخفض المؤشر «إم أو إكس» المقوم بالروبل 0.3%، إلى 2286.3 نقطة، وهبطت أسهم ايروفلوت؛ أكبر شركة طيران روسية 12.25%، إلى 98.15 روبل، وهو أدنى مستوى لها منذ أغسطس/‏آب 2016، بعد أن قالت واشنطن إنها تدرس تعليق رحلاتها إلى الولايات المتحدة. (وكالات)

ميدفيديف: العقوبات الأمريكية بمثابة إعلان حرب اقتصادية

حذر رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف من إمكانية اعتبار العقوبات الأمريكية على بلاده بمثابة «إعلان حرب اقتصادية».
وقال ميدفيديف للصحفيين في منطقة كامشاتكا الواقعة بأقصى شرق روسيا أمس الجمعة: «سيتحتم الرد على هذه الحرب بالوسائل الاقتصادية والسياسية وغيرها من الوسائل إذا تطلب الأمر».
وقال ميدفيديف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية «تاس» إن مثل هذه العقوبات تهدف إلى القضاء على روسيا كخصم اقتصادي. وقال مركز كارنيجي موسكو وهو من أهم الجهات البحثية الروسية الأسبوع الجاري إن الولايات المتحدة تستخدم العقوبات ك«سلاحها المفضل» في «حرب هجينة» مع روسيا.
وكتب مدير المركز دميتري ترينين على تويتر: «سيتحتم على روسيا الاستعداد للمزيد القادم خلال السنوات العدة المقبلة والاستعداد للأسوأ والدفع إلى الوراء حيثما تستطيع».
وأعلنت الولايات المتحدة أنها تعتزم توسيع عقوباتها ضد روسيا على خلفية الاتهام أن الحكومة الروسية مسؤولة عن تسميم جاسوس روسي مزدوج سابق بسلاح كيميائي في مدينة سالزبري الإنجليزية أوائل العام الجاري.
ورفضت روسيا هذا الاتهام مراراً ووصفته بأنه يفتقر إلى الدليل الحاسم ودعت إلى تحقيق شامل.
وفرضت القوى الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالفعل سلسلة من العقوبات على روسيا خلال السنوات الأربع الماضية منذ ضمت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية وهو موقع لقاعدة بحرية روسية منذ فترة طويلة. (د ب أ)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"