عادي
خلال اجتماعات «آيرينا» في أبوظبي

الإمارات: خريطة طريق لاستخدام الطاقة النظيفة

01:30 صباحا
قراءة 5 دقائق

أبوظبي: عدنان نجم و(وام)

شدد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة على حتمية تسريع وتيرة نشر حلول واستخدامات الطاقة المتجددة والنظيفة عالمياً، للحفاظ على البيئة وتحقيق منظومة الاستدامة المتكاملة، وضمان مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة.

وقال في كلمة الإمارات خلال انطلاق فعاليات الدورة التاسعة من اجتماعات الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» أمس التي تستمر حتى 13 يناير/‏‏كانون الثاني الجاري في العاصمة الإماراتية أبوظبي: إن تبني حلول الطاقة المتجددة والعمل على نشرها وتوسعة قاعدة استخدامها، وإقرار سياسات واستراتيجيات تضمن تطوير تكنولوجيات هذا النوع من الطاقة لم يعد خياراً أمام المجتمع الدولي، بل ضرورة حتمية، يمكن عبرها بناء مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة، إذ سيساهم هذا التحول في حماية البيئة وضمان استدامة مواردها الطبيعية.

أشار ثاني الزيودي إلى أن الإمارات، وبفضل توجيهات قيادتها الرشيدة تمكنت خلال 13 عاماً من اتخاذ خطوات وبذل جهود مكثفة في مجال تحول الطاقة على المستويين المحلي والعالمي، جعلتها حالياً نموذجاً إقليمياً وعالمياً في مجال استخدامات ونشر حلول الطاقة المتجددة والنظيفة. وأضاف: الدولة عبر الجهود المبذولة في هذا المجال والتي شملت اتجاهين رئيسيين الأول هو اعتماد منظومة تشريعية واستراتيجية لضمان التحول نحو الاقتصاد الأخضر وتسريع عجلة التنمية الاقتصادية مع الحفاظ على البيئة وضمان استدامتها، والثاني إطلاق مبادرات ومشاريع متخصصة في هذا المجال، باتت حاليا تمتلك رصيداً واسعاً من المشاريع الناجحة محلياً وعالمياً في مجال الطاقة المتجددة ساهم بعضها في خفض التكلفة العالمية للإنتاج لهذا النوع من الطاقة.

وأوضح أن العام الماضي وحده شهد إطلاق وتنفيذ شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» لعدد من المشاريع الرائدة والنوعية في إنتاج الطاقة ومنها الإعلان عن مشروع تحويل النفايات إلى طاقة في إمارة الشارقة بقيمة 220 مليون دولار بالشراكة مع شركة «بيئة»، كما أتمّت عملية تمويل محطة «بينونة للطاقة الشمسية»، المحطة الأكبر في المملكة الأردنية الهاشمية، بقيمة 188 مليون دولار، وبقدرة إنتاجية تبلغ 200 ميجاواط، وساهمت في إنشاء محطة «إل دي رومانفيل» للطاقة الشمسية الكهروضوئية، التي تعمل بنظام بطاريات تخزين الطاقة وبقدرة إنتاجية تصل إلى 5 ميجاواط، في جمهورية سيشل.

وأضاف الزيودي: كما أنجزت «مصدر» مراحل متقدمة من المشروع المشترك لتطوير «محطة شيبوك»، أكبر محطة تجارية لطاقة الرياح على مستوى المرافق الخدمية في صربيا، حيث من المنتظر أن تدخل المحطة، التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 158 ميجاواط، حيز الإنتاج خلال الربع الأول من العام الجاري.

ولفت إلى أن العام الجاري بدوره سيشهد تسارع وتيرة العمل في تطوير عدد من مشاريع ضخمة للطاقة الشمسية في الدولة، فمن المتوقع خلال الربع الأول الإعلان عن الافتتاح الرسمي لمحطة نور أبوظبي، أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم بطاقة إنتاجية تبلغ 1177 ميجاواط، باستخدام تكنولوجيا الطاقة الكهروضوئية، كما تتسارع وتيرة العمل في مجمع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية أكبر مشروع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم بقدرة إنتاجية تصل إلى 5 جيجاواط، حيث شهد العام 2018 توصيل المرحلة الثالثة للطاقة الكهروضوئية التي تبلغ قدرتها 200 ميجاواط بالشبكة، لترتفع القدرة الإجمالية للمجمع إلى 413 ميجاواط. وفي نوفمبر من العام نفسه، أعلنت دبي عن إضافة 250 ميجاواط إلى المرحلة الرابعة، وبتكلفة 2.4 سنتاً أمريكياً لكل كيلوواط في الساعة.

وحول دور وكالة الطاقة المتجددة، قال الزيودي: إن الوكالة على مدى الأعوام الثمانية الماضية شهدت نمواً سريعاً، وتحولت من فكرة طموحة إلى وكالة عالمية تضم عضوية كافة الدول تقريباً وتحتضن مشاريع رفيعة المستوى ولديها حضور دولي متميز. وأضاف: وفي ظل الدور الرئيسي الذي تلعبه الطاقة المتجددة في سوق الطاقة العالمي، بات للجهود التي تبذلها (آيرينا) دور مهم في تمكين قرارات الحكومات والجهات الفاعلة، الأمر الذي يدفعنا إلى التأكيد على الحاجة إلى تسريع جهودنا من خلالها للمساعدة في بناء معرفتنا وقدرتنا وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

إلى ذلك وعلى هامش اجتماعات الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة أجرى الدكتور الزيودي عدداً من اللقاءات الثنائية مع مجموعة من مسؤولي الدول الأعضاء، ومنها لقاء مع يورجوس لاكتوبريس وزير الطاقة القبرصي. كما اجتمع مع وزير البيئة الياباني يوشياكي هارادا.

قال عدنان أمين، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، إن الوكالة أصبحت إطاراً عالمياً أساسياً للتعاون الدولي في مجال الطاقة المتجددة، مع وجود 183 دولة عضواً فيها.

وذكر أن المحرك الحيوي لطموح الطاقة المتجددة في تزايد القدرة التنافسية للتقنيات، مع زيادة القدرة العالمية، وتشير قاعدة بيانات «آيرينا» التي تضم 17 ألف مشروع من مشاريع الحياة الواقعية والتي تمثل نحو 1000 جيجاوات من الطاقة في ما يقرب من 150 دولة، إلى أن التقنيات المتجددة أصبحت الآن تعمل بشكل جيد ضمن نطاق توليد الطاقة من الوقود الأحفوري الذي يتراوح بين 5-17 دولاراً للكيلوواط في الساعة. ووجدت أحدث تحليلات التكاليف لدينا أن متوسط الكلفة المرجح عالمياً للرياح البرية يبلغ الآن 5.5 سنت أمريكي، وبلغ متوسط تكاليف الطاقة الشمسية الكهروضوئية 8.8 سنت أمريكي، أي بانخفاض يزيد على 10% مقارنةً بعام 2017.

قالت الدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، إن الإمارات تحولت إلى مركز عالمي للاستدامة والطاقة المتجددة، موضحة أن استضافة الإمارات لاجتماعات الجمعية العمومية ل«آيرينا» وحضور الوفود المشاركة دليل على ثقة العالم بقدرة الإمارات، ودورها الريادي في مجال الطاقة المتجددة والمستدامة.

وذكرت الحوسني في حديث لوسائل الإعلام، أمس، أن الإمارات من الدول السباقة في تبني السياسات والخطط المعنية بالطاقة المتجددة.

«الأطلسي الأمريكي»: الإمارات في مقدمة مستخدمي تكنولوجيا إنتاج النفط

قال فريدريك كيمب، رئيس المجلس الأطلسي، المؤسسة البحثية الأمريكية ومقرها واشنطن، إن الإمارات تأتي في مقدمة الدول بمجال صناعة النفط والغاز، واستخدام التكنولوجيا المتطورة، مشيراً إلى أن «تقنية البلوك تشين لتتبع بيانات تخزين النفط» التي يستخدمها ميناء الفجيرة، ثاني أكبر مركز لتكرير النفط في العالم، تعد من المشروعات الهامة في هذا الصدد.

وفي رده على تساؤل حول دور التقنيات المتقدمة في تعزيز فعالية إنتاج النفط التقليدي، قال كيمب: أنتم هنا في دولة الإمارات محقون لإدراككم بأن التقنيات نفسها التي ساعدت على تقدم النفط الصخري والغاز، أو حتى التقنيات التي ساعدت على تقدم مصادر الطاقة المتجددة، لديها القدرة على مضاعفة فاعلية إنتاج النفط التقليدي، وبالفعل فإن الإمارات تعد من أوائل الدول على مستوى العالم التي تستفيد من التقنيات المتقدمة في تعزيز إنتاج النفط. وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستصبح مصدرة للنفط بحلول نهاية العام.

وأضاف، كان نمو إنتاج النفط الصخري الأمريكي محل شك بشكل مستمر، ومع ذلك لا نرى إشارات إلى التراجع في المستقبل القريب، وبغض النظر عما إذا كانت الولايات المتحدة ستضخ 4 أو 3 ملايين، أو مليوني برميل يومياً من الإنتاج خلال العامين القادمين، إلا أنها ستكون أكبر منتج للنفط في العالم.

ورجح استمرار النفط الصخري في دفع أسعار النفط للبقاء في نطاق أسعار ما بين 40 دولاراً، و70 دولاراً للبرميل، بما يمكنها من العودة إلى الارتفاع مرة أخرى.

وأثنى كيمب على المبادرات الفريدة للدولة في الإعداد لتلافي الآثار السالبة للتغير المناخي، حيث بدأت هذه الجهود بمبادرة «مصدر»، مشيراً في هذا الصدد إلى أن الإمارات قد قطعت خطوات كبيرة في وضع وتنفيذ الخطط والسياسات المتعلقة بالمناخ. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"