قال سام قواسمي، المؤسّس الشريك والمدير الإداري لشركة «يوريكا»، إن الحصول على ترخيص العمل في مركز دبي المالي العالمي، يفتح أمام الشركة قناة للفرص الاستثمارية تربط بين أوروبا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.
وأضاف أن الشركة توسعت لتضم قاعدة مستثمرين تصل إلى 12 ألف مستثمر من 42 دولة بمعدل حجم استثمار يبلغ 5900 دولار، وقد تم تمويل 17 شركة، فيما جمعت الشركات بنجاح مبالغ تمويل وصلت إلى 3.5 مليون دولار.
وأكد في حوار خاص ل«الخليج» أن قطاع الاستثمار الجماعي يحتاج إلى التطوير بطريقة آمنة وسليمة، لذلك فإن على الدول مواءمة أطرها التنظيمية والإشرافية، وتلك الخاصة بحماية المستهلك.
وفيما يلي نص الحوار:
ما هو مسار تطور ونمو الشركة منذ إنشائها وحتى الآن؟
منذ إطلاقها في العام 2013، نمت «يوريكا» لتصبح قاعدة نشطة للمستثمرين تضم 12 ألف مستثمر من 42 دولة، بمعدل حجم استثمار يبلغ 5900 دولار، وقد تم تمويل 17 شركة، فيما جمعت الشركات بنجاح مبالغ تمويل وصلت إلى 3.5 مليون دولار.
واستطاعت «يوريكا» حديثاً جمع تمويل قدره 400 ألف دولار في غضون 12 يوماً، من خلال حملة تمويل ذاتي استُخدم التمويل الذي جُمع فيها لدعم خطط النمو الطموحة للشركة في أوروبا وجنوب شرق آسيا، ودفع عجلة التطوير المتواصل لمنتجاتها وخدماتها، والتي تشمل خدمات الاستثمارات الهيكلية في الشركات المرشحة، وأول تأمين للاستثمار الجماعي بالأسهم من المجموعة الأمريكية العالمية للتأمين، وميزة تحديد سقف أدنى أعلى للتمويل المتحصل عليه لأصحاب الإصدارات.
أول ترخيص
هل أوضحت لنا أهمية حصولكم على ترخيص من مركز دبي المالي العالمي؟
ضمنت «يوريكا» حصولها على أول ترخيص للاستثمار الجماعي بالأسهم في المنطقة، صادر عن سلطة مركز دبي المالي العالمي، ما أتاح لها افتتاح مكاتب تمثيل في مركز دبي المالي العالمي، لتكون الرخصة الرابعة من نوعها التي تنالها «يوريكا»، الأمر الذي جعلها تقدّم للمستثمرين، منصة عالمية مستقرة تمكّنهم من الاستثمار بالشركات المستقبلية، تحت مظلة واسعة من آليات الحماية الاستثمارية، كما تمكننا من الترويج لمنتجاتنا وخدماتنا.
كيف سيدعم هذا الترخيص خططكم للنمو المستقبلي؟ وما هي الأهداف التي تصبُون إلى تحقيقها؟
الحصول على ترخيص سلطة دبي للخدمات المالية يرسخ مكانة الشركة، بصفتها المنصة الأكثر تنظيماً في العالم للاستثمار الجماعي بالأسهم، ويفتح قناة للفرص الاستثمارية تربط بين أوروبا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.
و«يوريكا» هي منصة متعددة اللوائح التنظيمية، وكانت حازت ترخيصاً من سلطة السلوك المالي البريطانية، ومن هيئة الأوراق المالية الماليزية في العام 2015، وحديثاً نالت الترخيص من الهيئة الهولندية لأسواق المال، وها هي الآن تحصل عليه من سلطة دبي للخدمات المالية.
وتقدّم الشركة من خلال مكاتبها في كل من دبي ولندن وكوالالمبور وأمستردام فرصاً استثمارية ذات عوائد محتملة مرتفعة في الشرق الأوسط وأوروبا وجنوب شرق آسيا، وذلك إلى شبكة من المستثمرين قوامها 12 ألف مستثمر، وبوسع الشركات الباحثة عن التمويل الاستفادة من هذه الشبكة؛ للحصول على رأس المال، والتوسع في أسواق جديدة.
تطوير آمن وسليم
ما هي التحدّيات الرئيسية التي تواجه «يوريكا» في التوسع، خاصة في الجوانب القانونية والتقنية؟
يحتاج قطاع الاستثمار الجماعي إلى التطوير بطريقة آمنة وسليمة، لذلك فإن على البلدان مواءمة أُطرها التنظيمية والإشرافية، وتلك الخاصة بحماية المستهلك، وفي هذا السياق، تعمل «يوريكا» بشكل وثيق مع السلطات التنظيمية والحكومات في منطقة الشرق الأوسط؛ كي نضمن تقدّم هذا القطاع في الاتجاه الصحيح، وفي الإطار القانوني الأنسب.
وكيف تساعد «يوريكا» على تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة؟ وما الذي تضمنه الشركة للمستثمرين؟
لا تزال عوامل التمكين المالية في منطقة الشرق الأوسط قيد التطوّر، فإذا أخذنا على وجه التحديد شبكة المستثمرين بالأسهم، التي تُعتبر مصدراً مهماً لرأسمال الشركات الناشئة في الغرب، نجد أنها ما تزال وليدة هنا في الشرق الأوسط، ومن هذا المنطلق نجد أن 20% فقط من الشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة لديها قرض أو رصيد ائتمان، وهي أدنى نسبة مقارنة بأية منطقة أخرى في العالم، وكذلك فإن متوسط نصيب الشركات الصغيرة والمتوسطة من إجمالي القروض يبلغ 8% في الشرق الأوسط. ولا تضمن الشركة أية عوائد للمستثمرين، كما أنها لا تُبدي رأيها في أية شركة مدرجة على منصتها، لكنها تقدّم منصة مستقرة خاضعة للوائح تنظيمية يمكن لرواد الأعمال والمستثمرين التواصل عبرها.
وفي المقابل تضمن الشركة فقط أن يتم إصدار الأسهم بأسماء المستثمرين بها، بمجرد أن تبلغ الشركة هدف التمويل الأولي، ولكنها لا تضمن استمرارية عمل الشركات التي يتم الاستثمار فيها، فهو أمر نترك القرار بشأنه للمستثمرين.
تمويل 17 شركة
ما مدى نجاح الشركات الناشئة التي قدمتم لها المساعدة، وكيف كانت عوائد المستثمرين فيها؟
تم إلى اليوم تمويل 17 شركة عبرنا، كما تم بنجاح جمع مبالغ تمويل وصلت إلى 3.5 مليون دولار، وقد شهدنا حديثاً أول عملية «تخارج»، إذ قامت إحدى الشركات التي جمعت تمويلاً لرأسمال عبر «يوريكا» قبل عام، بالرجوع إلى المستثمرين فيها، عارضة عليهم شراء حصصهم بنسبة ربح بلغت في عام واحد 150%.
ويمكن أن تتراوح العوائد على الاستثمار بالشركات في مراحل نشأتها الأولى وبالشركات الصغيرة والمتوسطة بين عشرين ضعفاً وخمسين ضعفاً من قيمة الاستثمار الأولي.
رقم قياسي
هل قدمت لنا بعض الأمثلة على شركات ناشئة ومستثمرين جربوا العمل عبر الشركة، وما هي التحديات والفرص التي واجهتهم؟
سجلت الشركة رقماً قياسياً على مستوى منصات الاستثمار بعد أن استطاعت جمع 610 آلاف دولار لشركة «هومز أُور هاوسز» البريطانية للعقارات المنزلية، وأُغلِقت جولة التمويل تلك عند 151% من المستهدف في أقل من 30 يوماً، فكان أن تلقّت حملة «هومز أور هاوسز» 47 استثماراً مختلفاً بلغ أكبرها 200 ألف دولار، وجاء من شركة استثمارية محلية في الإمارات، وقد مثّل هذا الاستثمار ما نسبته 13.2 % من حجم الشركة.
هل شكلت اللوائح التنظيمية أي عائق أو قدّمت أي عون لكم؟
التنظيم المناسب في قطاع الاستثمار الجماعي بالأسهم عبر الإنترنت، أمر حيوي لضمان أن تعمل جميع المنصات بشفافية، ودونما مواربة وبطريقة ديمقراطية، ونحن نرى أن التنظيم يشكّل آلية جوهرية لحماية المستثمر، لكن وبما أن القوانين والأنظمة النافذة الخاصة بالاستثمار الجماعي بالأسهم جديدة نسبياً، وأنها من المرجح أن تتغير مع مرور السنوات القليلة المقبلة، علينا في «يوريكا» أن نكون مستعدين للتكيّف مع المستجدات المرتقبة وتطوير منتجاتنا تماشياً معها.
طرح للاكتتاب
حول أرقام عوائد أو الحصص السوقية للشركة، وإمكانية إدراجها في سوق المال قال سام قواسمي:» عندما يحين الوقت المناسب، وتكون اللوائح التنظيمية المناسبة قد نضجت، سوف ننظر في مسألة طرح شركتنا للاكتتاب العام، وذلك عبر منصتنا الخاصة، ولكن هذا سيكون بافتراض اكتمال جميع المكونات الأساسية، بما فيها الجانب التنظيمي؛ نظراً لأن الشركة قادرة على فعل ذلك وفق أحدث الطرق المبتكرة، التي يمكن للمستثمرين من خلالها الاستثمار باستخدام هواتفهم الذكية وبطاقاتهم الائتمانية في عملية فعالة وسهلة، أما في الوقت الراهن فهذه الأساليب الرقمية المبتكرة غير متاحة في أسواق رأس المال الحالية، وسوف نسعى هنا لتغيير هذا الوضع القائم.
