عادي
الرواتب دون توقعاتهم وطموحاتهم

55 % من الخريجين الجدد يواجهون تحدياً في إيجاد الوظيفة الأولى

03:12 صباحا
قراءة 4 دقائق
دبي: «الخليج»

تعتبر معدلات البطالة بين الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة وصلت إلى حوالي 23% أكبر بمرتين تقريباً من المتوسط العالمي البالغ 13%. ويبدو أن لهذه المعطيات أثراً سلبياً في دولة الإمارات، حيث أشار الخريجون الجدد- بحسب استبيان بيت. كوم حول «الخريجين الجدد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» - إلى أن التحدي الأكبر الذي يشكل عائقاً للانطلاق في مسيرة مهنية ناجحة هو أن أصحاب العمل يفضلون تعيين المرشحّين ذوي الخبرة المهنية (52%).
بحسب الاستبيان الذي أجراه بيت. كوم مؤخراً - بالتعاون مع YouGov، أشار أغلب الخريجين الجدد في الإمارات إلى أنهم يواجهون تحدياً كبيراً في إيجاد وظيفتهم الأولى، مع إشارة 26% منهم إلى أن ذلك أمر «صعب للغاية». وبالإضافة إلى تفضيل الشركات للمرشحين ذوي الخبرات المهنية، أوضح المجيبون أن عدم التمتع بمعرفة حول كيفية إيجاد فرص العمل المتعلقة بمجال عملهم (31%)، وكيفية البحث بفعالية عن فرص العمل (36%)، هما التحديان الرئيسيان اللذان يواجهانهم عند محاولة البحث عن وظيفتهم الأولى.
أما عندما يتعلق الأمر بأهم العوامل التي يضعونها في الحسبان عند اختيار وظيفة ما، أشار المجيبون إلى أن «القيام بعمل يشعرون بشغف تجاهه»، هو أهم عامل بالنسبة إلى 40% من الخريجين الجدد في الإمارات. وتشمل العوامل الأخرى «الرواتب التنافسية» (14%)، و«فرص التطور الوظيفي» (9%)، و«العمل في شركة معروفة» (9%).

مواصلة البحث

وعلى الرغم من مواجهة الخريجين الجدد في الإمارات للعديد من التحديات عند البحث عن فرصة عمل، إلا أنهم لا يبدون أي بوادر للاستسلام. وعلى الرغم من التوقعات السلبية للكثيرين، إلا أن معظم المجيبين (40%)، يصرّون على مواصلة البحث عن عمل إلى أن يجدوا الوظيفة في القطاع الذي يرغبون بالعمل فيه. ومع ذلك، تشير النتائج إلى وجود جيل من الشباب العملي والواقعي، حيث أشار أكثر من ربع المجيبين في الإمارات (27%) إلى أنهم سيبدؤون البحث عن فرصة عمل في قطاع آخر، وقال 16% إنهم سيبحثون عن أي فرصة عمل بغض النظر عن القطاع.
ولسوء الحظ، يشعر أغلب الخريجين الجدد في الإمارات (68%)، بأن حالهم كانت ستصبح أفضل في سوق العمل لو اختاروا مجالاً دراسياً مختلفاً (28%)، أو نفس المجال في مؤسسة تعليمية أخرى (14%)، أو مجال دراسي آخر ومؤسسة تعليمية أخرى (26%).
وفي حين أن واحداً من أصل عشرة مجيبين في الإمارات (9%)، لم يكونوا على دراية بالراتب الذي يجب عليهم توقعه في وظيفتهم الأولى، إلا أن 43% منهم حصل على ما بين 750 و2000 دولار شهرياً. وكما هو متوقع، كشفت النتائج عن وجود اختلاف كبير بين توقعات الراتب في أنحاء المنطقة، حيث أشار 53% من المجيبين في مصر على سبيل المثال، إلى أنهم يتوقعون الحصول على راتب شهري يبلغ 500 دولار أو أقل، في حين قال 46% من الخريجين الجدد في المملكة العربية السعودية إلى أنهم يتوقعون الحصول على راتب يتراوح ما بين 1.000 و3.000 دولار.
وبالنسبة إلى العوائق الملحوظة التي تقف أمام إيجاد الوظيفة الأولى، يعتقد المجيبون في الإمارات بأن العوائق الأساسية لتوظيف الخريجين الجدد في العديد من القطاعات هي «نقص الخبرة» و«نقص المهارات المطلوبة» (57% و32% على التوالي). أما بالنسبة للشركات التي توظف الخريجين الجدد، فإن توقعات الرواتب المنخفضة (49%) والالتزام والاستعداد للعمل وفقاً للتعليمات (36%)، هما أهم العوامل التي تدفعهم لتوظيف الخريجين الجدد.

فرص التدريب

وحول نتائج الاستبيان قال سهيل المصري، نائب الرئيس لحلول التوظيف في بيت. كوم: «في ظل الوضع الاقتصادي الراهن، أصبح من المهم جداً على كل من الموظفين وأصحاب العمل التمتع بمعرفة تامة حول الحلول المتوفرة لإيجاد وتوفير فرص العمل. وفيما يتعلق بمسألة إيجاد الوظيفة الأولى، فمن الضروري أن يستفيد طلبة الجامعات والخريجين الجدد من فرص التدريب لكسب القليل من الخبرة على الأقل قبل دخولهم لسوق العمل. في الواقع، لقد كشفت نتائج الاستبيان أن مواقع التوظيف الإلكترونية هي أداة فعّالة بالنسبة للخريجين الجدد الباحثين عن وظيفتهم الأولى. ومنذ إطلاق أعماله، سعى بيت. كوم جاهداً لتوفير لمحة واقعية حول فرص العمل المتوفرة ضمن نطاق واسع ومتنوع من القطاعات في أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وانطلاقاً من مهمتنا التي تتمثل في تمكين الشباب والتأكد من اتخاذهم لقرارات سليمة عندما يتعلق الأمر باختيار المسار المهني الأنسب، يقدم بيت. كوم عدداً هائلاً من الوظائف ذات المستوى المبتدئ وفرص التدريب في مختلف الشركات، ناهيك عن المعلومات المتعلقة بسوق العمل. وننصح الخريجين الجدد أيضاً بتعزيز سيرهم الذاتية عبر إجراء الاختبارات والدورات والمشاركة في النقاشات التي تجري على موقع بيت. كوم، وذلك لتعزيز صورتهم المهنية أمام أهم أصحاب العمل في المنطقة».
وقالت جواو نيفيس، مديرة الأبحاث في YouGov: «كشفت نتائج الاستبيان أن الخريجين الجدد في المنطقة يبدون حالة من المرونة وعدم الرغبة بالتنازل عن تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، على الرغم من إدراكهم للتحديات التي قد يواجهونها في الطريق. وبالفعل، أشارت النسبة الأكبر من المجيبين إلى أنهم سيواصلون البحث عن فرصة عمل حتى يتمكنوا من إيجاد وظيفة في القطاع الذي يرغبون العمل فيه و«عمل يشعرون بشغف تجاهه». ولسوء الحظ، إلى جانب افتقارهم إلى الخبرة المهنية الضرورية، يفتقر الخريجون الجدد أيضاً إلى معرفة حول كيفية البحث عن فرص العمل.
وفي نهاية المطاف، تشير الدراسات إلى أن هناك الكثير من الفوائد التي تترتب على تعاون الشركات مع المؤسسات التعليمية، وذلك ليس لتوفير فرص التدريب للطلبة فحسب، بل لتعزيز معرفتهم أيضاً حول التقنيات الفعالة للبحث عن فرص العمل».
تم جمع نتائج الاستبيان بمشاركة 4.247 من الخريجين الجدد الذين تخرجوا خلال السنوات الثلاث الماضية، عبر شبكة الإنترنت في الفترة الممتدة ما بين 8 و22 مايو/أيار 2016، في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وعُمان، وقطر، والبحرين، ولبنان، وسوريا، والأردن، ومصر، والمغرب، والجزائر، وتونس.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"