عادي
مؤتمر يركز على طريق الحرير الجديد

دبي تسهم في تحول تجارة الألماس من الغرب إلى الشرق

01:46 صباحا
قراءة 4 دقائق
دبي - مدحت السويفي، أنور داوود

قال مشاركون في مؤتمر دبي العالمي للألماس ،2013 الذي انعقدت أولى جلساته أمس بدبي، إن تجارة الألماس دخلت مرحلة جديدة بالتحول من الغرب إلى الشرق، ولفتوا إلى أن دبي تلعب الدور الرئيس في هذا التحول، حيث استطاعت الإمارة أن تسوق لنفسها كمركز تجاري ولوجستي عالمي بين الدول المنتجة للألماس في إفريقيا، ومراكز الصقل في الهند والشرق الأقصى . واستضاف المؤتمر مجموعة من كبار المسؤولين الحكوميين من كل من جنوب إفريقيا وزيمبابوي وبوتسوانا وناميبيا، فضلاً عن العديد من العاملين في مجال صناعة الألماس، الذين يمثلون شركات ومؤسسات تنشط في مختلف مراحل صناعة وتوريد الألماس .

قال أحمد بن سليّم، الرئيس التنفيذي الأول، مركز دبي للسلع المتعددة تستعد دبي لدخول المرحلة التالية من مسيرة تطورها كمركز عالمي في تجارة الألماس في العالم فحسب، حيث أصبحت تشكل بيئة آمنة ومنظمة تعطي الثقة لأهم صناع وتجار الألماس في العالم ليزاولوا أعمالهم فيها بكل ثقة، مشيراً إلى أن تداولات الألماس في زيادة مستمرة من عام إلى آخر، حيث من المتوقع أن يبلغ حجم تداولات الألماس عبر دبي خلال العام 2012 حوالي 40 مليار دولار .

وأضاف: لم تعد صناعة الألماس العالمية حكراً على دول الغرب فقط، وأصبحنا مجتمعاً عالمياً للألماس يضم المنتجين وصاقلي الألماس وموزعيه وتجاره، بالإضافة إلى المشرّعين، وبغية ضمان سماع أصوات كل من دبي والهند والصين وإفريقيا، أعتقد أنه يتوجب على رئاسة مؤسسات عالمية، مثل مجلس الألماس العالمي، أن تدرك ماهية القضايا التي تواجه هذه البلدان .

وأكد أن من أهم النقاط الرئيسية التي تم طرحها في مؤتمر دبي للألماس إعادة إحياء طريق الحرير الجديد، الذي يُعد أبرز الفعاليات المرتبطة بتجارة الألماس لهذا العام، وذلك لبناء العلاقات بين الشركات والحكومات من البلدان المنتجة والمستهلكة للألماس، بالإضافة إلى مناقشة المشاريع التي من شأنها أن تدفع عجلة نمو تجارة الألماس، فيما نركز جهودنا على أن نصبح الوجهة الأولى لشراء السلع الفاخرة في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا .

وأعلن الرئيس التنفيذي الأول لمركز دبي للسلع المتعددة، عن ترشيح بيتر ميوس رئيس مجلس إدارة بورصة دبي للألماس، لمنصب رئيس مجلس الألماس العالمي، وهي المرة الأولى التي يتم فيها ترشيح شخصية تُمثل دولة غير غربية لهذا المنصب .

ومن جانبه بدأ بيتر ميوس، رئيس مجلس إدارة بورصة دبي للألماس حديثه للحضور بتشبيه هذا المؤتمر الدولي بمنتدى دافوس، نظراً لأهميته بالنسبة لتجارة الألماس على المستوى العالمي، حيث قال ميوس، إن العام 2013 يعد بمثابة نقطة مفصلية لقطاع الألماس على الصعيد العالمي، حيث هناك تحول كبير لتجارة الألماس من الغرب إلى الشرق، فمنذ أكثر من 80 عاماً، عملت دي بيرز، كبرى الشركات العاملة في مجال التعدين على مستوى العالم، وكانت تستحوذ على 70% من انتاجية الألماس في العالم، وكانت تبيع منتجاتها من لندن، وذلك من خلال شركة دايموند ترادينج كومباني، التابعة لها، ولكنّها قامت هذا العام بنقل كافة مبيعاتها إلى بتسوانا .

وأضاف: فيما ينتقل تركيز الألماس الخام إلى القارة الإفريقية، تزداد سيطرة شعوبها على مواردها المعدنية وتوزيعها، ومن ناحية أخرى، انتقلت عمليات تصنيع الألماس منذ فترة طويلة إلى الهند والصين ودول آسيوية أخرى . وعندما نتمعن في دبي، نجد أنها تتمتع بموقع مثالي من الناحية الجغرافية التشغيلية، الأمر الذي يمكن الإمارة من لعب دور محوري في هذه البيئة الجديدة والمتغيرة .

وأوضح ميوس أنه على الرغم من أن دبي تحتوي على مخزون قليل من النفط إلا أنها نجحت بفضل قيادتها الرشيدة في تحقيق أقصى درجات الرفاهية لمواطنيها من خلال مبادراتها الخلاقة، ومنها تدشين مركز دبي للسلع المتعددة، حيث يعتبر برج ألماس، وهو أحد المراكز المالية في منطقة بحيرات الجميرا ويحتوي على 600 شركة مرخصة عاملة في قطاع المعادن الثمينة، ولفت إلى أن موقع دبي المميز جعل منها مركزاً استراتيجياً بين الشرق والغرب عبر بنية تحتية ولوجستية داعمة للتجارة العالمية حيث كان ميناء جبل علي إحدى الركائز الأساسية لهذا المركز الذي حققته دبي .

طرق تجارية جديدة

عرضت فاردا شاين الرئيس التنفيذي لشركة دايموند ترايدينغ كومباني التابعة لمجموعة دي بيرز، على المشاركين بالمؤتمر وجهة نظرها حول صناعة الألماس، المبنية على خبراتها الواسعة، التي تمتد أكثر من 25 عاماً في هذا المجال، وقالت: سينجم عن تحول إفريقيا إلى مركز عالمي لتجارة الألماس الخام، العديد من الفرص الواعدة للأطراف العاملة في مجال توريد الألماس، ومن هذا المنطلق، فمن المتوقع أن تظهر طرق تجارية جديدة، وذلك نظراً للارتفاع المتوقع في مستويات الطلب في الأسواق الآسيوية، وقد أبدت دبي درجة عالية من المرونة في اقتناصها لهذه الفرص .

وفي هذا السياق أشارت فاردا إلى دراسة قامت بها شركة دي بيرز المتخصصة في الألماس، ذكر فيها ان نسبة الطلب على الألماس عالمياً في عام 2012 كانت 8 .3%، وارتفعت إلى 6 .5% في عام ،2013 ومن المتوقع ان تبقى كما هي في عام 2015 . وأشارت الدراسة إلى أن هناك زيادة ما بين 8 10% في عامي 2013 و2014 في نمو سوق المنتجات الخاصة الفاخرة حول العالم، وحسب دراسة أخرى لانتاح الألماس، كانت الصين في عام 2011 أكثر الدول إنتاجاً للألماس بنسبة تبلغ 25%، وأما بالنسبة للقيمة فجاءت بوتسوانا في المرتبة الأولى بنسبة حوالي 23%، ويعتبر سوق الولايات المتحدة الأمريكية من أعلى أسواق المجوهرات ويليها سوق الصين ويتوقع من الهند ان ترفع من طلبها على هذه المواد .

ومن جانبه قال إيلي إيزاكوف، رئيس المجلس العالمي للألماس: تعد دبي، بموقعها الاستراتيجي كبوابة لتدفق التجارة بين الشرق والغرب، المكان الأنسب لعقد مؤتمر دولي للألماس بكل تأكيد والذي يحظى بحضور كثيف من كبار المسؤولين، سواء من الدول المنتجة أو الدول المصنعة، وسيمكننا مؤتمر دبي للألماس من دراسة كيفية تحسين دور مصادر ألماس في التنمية الاقتصادية في المنطقة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"