عادي
هاجم القضاء الياباني ورفض الكشف عن طريقة هروبه

غصن يتهم 3 مسؤولين في «نيسان» بالتورط في اعتقاله

03:06 صباحا
قراءة 6 دقائق
أكد رجل الأعمال اللبناني الفرنسي البرازيلي كارلوس غصن أمس الأربعاء، أنه «لم يكن أمامه من خيار» إلا الهروب من اليابان، لأنه كان «معتبراً مذنباً» قبل ثبوت الذنب عليه في قضايا التهرب الضريبي والفساد التي اتهم بها.
عقد غصن مؤتمراً صحفياً في بيروت، في مقر نقابة الصحافة التي وصلها برفقة زوجته كارول، وقال إنه «لا أساس من الصحة» لاتهامه بإساءة التصرف المالي، وإنه يريد أن «يبرئ اسمه».
وقال غصن في أول ظهور علني له منذ وصوله من اليابان حيث كان قيد الإقامة الجبرية في انتظار محاكمته: «لست هنا لأتحدث عن كيفية خروجي من اليابان، إنما لأقول لماذا خرجت»، وأضاف: «لقد كنت -معتبراً مذنباً- أمام أنظار العالم كله»، مضيفاً أنه لن يتهم مسؤولين يابانيين، قائلاً «أفرض على نفسي الصمت في هذا الشق، لأنني لا أريد أن أقول أي شيء يمكن أن يضر بمصالح الشعب اللبناني أو الحكومة اللبنانية»، لكنه أشار إلى أن محاميه أبلغه أنه كان عليه أن ينتظر ربما خمس سنوات قبل صدور الحكم في ملفه في اليابان.
وقال كارلوس غصن في بداية كلامه إن لبنان هو «البلد الوحيد الذي وقف إلى جانبه» في أزمته، مضيفاً «أنا في لبنان، أحترم لبنان، وأحترم الضيافة التي أعطتني إياها سلطات لبنان»، وتابع: «أنا لست رجلاً سياسياً ومستعد لوضع خبرتي في خدمة لبنان إذا طلب مني ذلك، ومستعد للبقاء لفترة طويلة في لبنان».
وأحدث فرار الرئيس السابق لتحالف رينو- نيسان- ميتسوبيشي من طوكيو، حيث كان ينتظر بدء محاكمته في أربع تهم تشمل مخالفات مالية وتهرباً ضريبياً، صدمة واسعة في اليابان، حيث كان يخضع لقيود أمنية مشددة.
ووجّه القضاء الياباني إليه أربع تهم تشمل عدم التصريح عن كامل دخله واستخدام أموال شركة نيسان التي أنقذها من الإفلاس للقيام بمدفوعات لمعارف شخصية واختلاس أموال الشركة للاستخدام الشخصي. ويبلغ إجمالي المبلغ الذي لم يصرح به أكثر من تسعة مليارات ين (85 مليون دولار) على امتداد ثماني سنوات.
ومنذ توقيفه في 19نوفمبر 2018، يشكو غصن من قسوة النظام القضائي الياباني واعتماده على افتراض الذنب قبل إثبات البراءة، وليس العكس.
وقال غصن: «أنا فخور بكوني لبنانياً وإذا في بلد وقف معي فهو لبنان»، وأضاف: «إنه اليوم الأول الذي أستطيع فيه أن أعبر عن رأيي بحرية فعندما كنت مسجوناً، كان من السهل قول أي شيء على لساني، أمّا اليوم فسأكشف الحقيقة كاملة».


سجن انفرادي


وتابع:«لم أهرب من اليابان، بل هربت من الاضطهاد الذي كنت أواجهه، وهذا كان القرار الأكثر صعوبة في حياتي»، مضيفاً: «تعرضت لضغوط خلال التحقيقات في اليابان، وتم تهديدي بمضايقة عائلتي ولا يجوز أن يعتمد النظام القضائي على فكرة الانتقام» وأكمل:«تم تجريدي من حقوقي خلال توقيفي في اليابان، وكنت في سجن انفرادي يتعارض مع القوانين الدولية والعدالة المصانة وفق مبادئ حقوق الإنسان».


3 متورطين


وكشف غصن أن 3 أسماء من الجنسية اليابانية تورطوا في اعتقاله وهم: تويودا، هيروتو سايكاو، وأولوما... إلى جانب أسماء من الحكومة اليابانية، ولكنه لم يتطرق إلى ذكر أسماء المتورطين في الحكومة اليابانية، لعدم تأثير ذلك على أي مسار أو مساع للتحقيق يجريها لبنان.
وقال:«توقيفي خلال الأشهر الأخيرة جاء نتيجة خطة وضعها المديرون في شركة نيسان، وأشدد على أنني لست فوق القانون ولم أهرب من وجه العدالة بل من اللاعدالة ومن الاضطهاد السياسي».
ووصف غصن، في مؤتمر صحفي، المعاناة التي كان يعيشها في زنزانة انفرادية في سجن في اليابان، قائلا: «أمضيت 130 يوماً في غرفة انفرادية، لا يوجد فيها نوافذ، لم أكن أعلم نهاري من ليلي، أخرج فقط 30 دقيقة في اليوم».
وتابع: «يومان يسمح لي بالاستحمام في الأسبوع فقط، لم أحصل على الأدوية التي احتاج إليها، ومنعت من التواصل مع عائلتي، كنت أخضع للاستجواب 8 ساعات يومياً بدون محامٍ، وقيل لي إن المحاكمة ستستغرق 5 سنوات على الأقل في اليابان، فلم يكن لدي خيارات، إما الموت في اليابان وإما الهروب منها». وأكمل: تم توقيفي بسبب تعويض لم يسدد لي بعد، وتم إصدار مذكرة توقيف بحق زوجتي بسبب إعلان وضعته قبل 9 أشهر.


لائحة التهم


وكشف غصن: لدينا لائحة بكل التهم والتصرفات غير اللائقة التي قام بها الادعاء، وأحد محامي الدفاع عني في اليابان قال لي لا تظن أنه سيتم إلغاء هذه القضية، لأن ذلك لم يحصل أبداً في تاريخ القضاء الياباني، كنت رهينة دولة خدمتها لمدة 17 عاماً، وأعدت إحياء شركة، لم يكن من الممكن إعادة أحيائها».
تحدث رجل الأعمال اللبناني البرازيلي الفرنسي كارلوس غصن عن «تواطؤ» بين شركة «نيسان» اليابانية للسيارات التي كان يرأس مجلس إدارتها، والادعاء العام الياباني. كما تحدث غصن عن «التواطؤ بين نيسان والمدعين العامين في كل مكان»، مشيراً إلى أنه قاد لتوقيفه «الاستعراضي». وأضاف أن شركة نيسان خسرت 40 مليون دولار يومياً منذ توقيفه عام 2018. وقال: «كمساهم، أنا قلق لجهة أنني خسرت 35% من قيمة أسهمي، وما زلت لا أفهم لماذا»، مشيراً إلى أن صناعة السيارات تشهد ارتفاعاً في حركة الأسواق بنسبة 12%، و«الشركتان الوحيدتان اللتان تراجعتا هما رينو ونيسان».
وبالفعل، خسرت شركة «رينو» حوالى 34% من قيمة أسهمها منذ توقيف غصن، وشركة نيسان حوالى 38 في المئة في الأسواق، واعتبر غصن أن تحالف نيسان-رينو «أضاع عليه فرصة لا تفوّت» عبر عدم الاندماج مع شركة «فيات-كرايزلر» للسيارات التي كان كارلوس غصن يعمل لها، وانتهت الشركة بالاندماج مع «بيجو» الفرنسية.

النيابة اللبنانية تحقق مع غضن اليوم


حدّد النائب العام التمييزي اللبناني القاضي غسان عويدات صباح اليوم الخميس موعداً للاستماع إلى إفادة رجل الأعمال كارلوس غصن، وذلك في مكتب عويدات في قصر العدل، حول ما تضمنته النشرة الحمراء الصادرة عن القضاء الياباني بحق غصن والتي يتهمه فيها بارتكاب جرائم «التهرب الضريبي والاحتيال وإساءة الأمانة على الأراضي اليابانية».


كارول: مذكرة اعتقالي هدفها الانتقام


قالت زوجة كارلوس غصن، الرئيس المقال لشركة نيسان للسيارات، الثلاثاء، إن مذكرة الاعتقال الصادرة بحقها في اليابان هدفها الانتقام بعد فرار زوجها من النظام القضائي الياباني، ووصفت الخطوة بأنها تافهة.
وأضافت كارول غصن، في مقابلة أجرتها معها صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية في بيروت التي وصل إليها زوجها في وقت سابق هذا الشهر بعد فراره من اليابان «ممثلو الادعاء اليابانيون يسعون للانتقام». وأردفت قائلة إن ممثلي الادعاء اليابانيين كانوا «يأملون في ممارسة الضغط على زوجي» قبل يوم من مؤتمره الصحفي المقرر في لبنان.


محاموه يفتحون النار على «نيسان»


فتح محامو كارلوس غصن المدير التنفيذي السابق لشركة نيسان للسيارات، النار على الشركة أمس الأربعاء، واتهموها tباستغلال تحقيق داخلي «معيب» و«متحيز» في تدبير القبض عليه.
وقال الفريق القانوني الدولي في بيان، إن نيسان تحاول منع غصن من دمج الشركة اليابانية مع شريكتها الفرنسية رينو، التي كان يرأسها من قبل أيضاً.
وفي الوقت نفسه منع محامو غصن اليابانيون ممثلي الادعاء في طوكيو من الاستيلاء على كمبيوتر كان غصن يستخدمه، على الرغم من فراره من اليابان في 29 ديسمبر/‏كانون الأول.
وقال محاموه إن نيسان لم تحاول «ولو مرة» مقابلة رئيسها التنفيذي السابق أو إطلاعه على الأدلة التي ظلت تجمعها ضده.


محامي غصن في فرنسا: يتمتع بحرية حقيقية الآن


اعتبر المحامي جان إيف لو بورنيي، أن موكله رجل الأعمال كارلوس غصن بات يتمتع الآن «بحرية حقيقية» ستخوله شرح موقفه الأربعاء خلال مؤتمر صحفي في بيروت، مشيراً في تصريح لقناة «بي اف ام بيزنس» إلى أنه لا يزال يجهل لائحة الأسماء التي يمكن له أن يكشفها.
وقال المحامي رداً على سؤال عمّا إذا كان غصن سيكشف أسماء أشخاص يعتبرهم مسؤولين عن القضية التي أدت إلى توقيفه في اليابان، ثم الإفراج عنه بكفالة قبل فراره إلى لبنان، «اليوم، هناك حرية حقيقية، وأعتقد أنه سيستخدم هذه الحرية».
وأضاف: «عندما لا تعود هناك أمور يجب تجنبها، وعندما لا يعود هناك الضغط الذي كان يمارس عليه في اليابان، لا بدّ من قول الأشياء»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه يجهل حجم «لائحة الأسماء» التي سيكشف عنها موكله.
وعن الوثائق التي يملكها فريق الدفاع، قال لو بورنيي إن شركة «نيسان» التي كان غصن يرأس مجلس إدارتها «لديها كل الوثائق»، بالنظر إلى أن كارلوس غصن أوقف بشكل مفاجئ لدى نزوله من الطائرة في طوكيو.
(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"