قفزت أسعار النفط، أمس، لتلامس أعلى مستوياتها في 6 أشهر، بعد أن أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس، أنه واعتباراً من الثاني من مايو/أيار لن تمنح وزارة الخارجية إعفاءات من العقوبات لأي دولة تستورد حاليا النفط الخام أو المكثفات من إيران.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بأكثر من 3٪ إلى 74.31 دولار للبرميل، حيث تخطت أعلى مستوى لها في 2019 الأسبوع الماضي عند 72.27 دولار لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.50 دولار، أو 2.3٪، إلى 65.50 دولار للبرميل، بعد أن بلغت 65.87 دولار، وهو أعلى مستوى منذ 31 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس، أنه واعتباراً من الثاني من مايو/أيار لن تمنح وزارة الخارجية إعفاءات من العقوبات لأي دولة تستورد حاليا النفط الخام أو المكثفات من إيران. وقال بومبيو للصحفيين بعد أن أعلن البيت الأبيض نهاية الإعفاءات للضغط على إيران بسبب برنامجها النووي: «سنواصل السعي لتخفيف واردات النفط من إيران إلى مستوى الصفر»، مردفاً، أنه «ليست هناك تنازلات «نفطية» تمتد إلى ما بعد الفترة المحددة وسيتم إيقاف جميع الإعفاءات السابقة بشكل نهائي ابتداءً من 2 مايو/أيار المقبل».
وأوضح البيت الأبيض أن «الولايات المتحدة والسعودية والإمارات العربية المتحدة، مع أصدقائنا وحلفائنا، تلتزم بتأمين ما يكفي من الإمدادات لأسواق النفط العالمية».
وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات في نوفمبر/تشرين الثاني على صادرات النفط الإيرانية بعد أن انسحب ترامب من جانب واحد من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران وست قوى عالمية كبرى.
غير أن واشنطن منحت إعفاءات مؤقتة من العقوبات لثماني دول من كبار مستوردي النفط الإيراني وهي الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا وإيطاليا واليونان. وسمحت الإعفاءات لتلك الدول بمشتريات محدودة من النفط الإيراني لمدة ستة أشهر.
وشهدت أسواق النفط تراجعاً في الإمدادات هذا العام بسبب خفض الإنتاج الذي تطبقه أوبك.
من جهتها، قالت المملكة العربية السعودية، إنها ستنسق مع منتجي النفط الآخرين بما يكفل إمدادات نفطية كافية وسوقاً متوازنة بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها ستُنهي إعفاءات منحتها إلى مشترين للنفط الإيراني.
وأشار وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في بيان إلى أن المملكة تراقب عن كثب التطورات في سوق النفط بعد البيان الصادر عن الحكومة الأمريكية في الآونة الأخيرة بشأن العقوبات المفروضة على صادرات النفط من إيران.
وسيقلل وقف الإعفاءات إمدادات النفط بسوق تشهد شحا بالفعل بسبب العقوبات الأمريكية على إيران وفنزويلا وهي عضو آخر في أوبك.
وإلى جانب ذلك، تفرض أوبك ومنتجو نفط عالميون آخرون تخفيضات على الإمدادات منذ بداية العام بهدف تقليص المعروض بأسواق النفط العالمية ودعم الأسعار.
ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار برنت أكثر من الثلث هذا العام، بينما صعد غرب تكساس الوسيط أكثر من 40% في الفترة ذاتها.
