عادي

بودابست..أيقونة الدانوب

00:28 صباحا
قراءة 4 دقائق

تشكل المجر مقصداً للسائح المميز، الذي يبحث عما أنتجته الحضارات، التي مرت عليها، وتركت آثارها الفنية والهندسية والمعمارية في مختلف مدنها وبلداتها، التي تزخر بالإرث الثقافي والفني الحضاري، ومن يرغب بزيارتها عليه أن يبدأ من العاصمة بودابست، التي يزورها سنوياً نحو 30 مليون سائح من الذين يعرفون قيمة الجمال والطبيعة والحياة الهادئة.
تعد بودابست أكبر مدن البلاد، وهي المركز السياسي والاقتصادي والصناعي، ويستطيع السائح الوصول إليها بسهولة؛ عبر وسائل المواصلات المختلفة؛ بسبب موقعها في قلب أوروبا، واشتراكها في الحدود مع سبع دول. يقطن بودابست 1.7 مليون نسمة ما يشكل خمس سكان البلاد، وتنقسم المدينة إلى قسمين: بودا، وبست يفصلهما نهر الدانوب وتربط بينهما نحو تسعة جسور؛ أقدمها وأهمها جسر «السلسلة» الذي يعطي المدينة سحراً خاصاً. وكانت بودا وبست تقعان على طرفي نقيض في نهر الدانوب حتى عام 1873 عندما أصبحت بودا وبست موحدة.
قبل عام 1918، كانت المجر مملكة، وتشكل مع النمسا الإمبراطورية النمساوية المجرية وتحكم مساحات شاسعة في وسط وشرق أوروبا. وبعد خسارة الحرب العالمية الأولى، تفككت الإمبراطورية، وخسرت المجر حوالي 70% من مساحاتها لمصلحة بولندا ورومانيا.
وتقول ويكتوريا سكيبا، وهي كاتبة بولندية الأصل، وصاحبة مدوّنة «بوادبست ذا سبويلد كوين»، عن جزء واحد من العاصمة المجرية: «الحياة في بست سريعة جداً؛ حيث تجري فيها أكثر الأحداث. وتوجد فيها الكثير من الحانات والمطاعم ومراكز اللقاءات، وفي نفس الوقت، مكاتب العديد من الشركات على ضفة النهر».وتضيف قائلة عن الجزء الثاني من المدينة: «أما بودا فهي أكثر هدوءاً، وتحيط بها تلال جميلة. وبإمكانك أن تجد فيها الكثير من المناطق الخضراء، كما أن الهواء فيها أنقى مما في بست».
ووفقاً لصحيفة الإندبندنت البريطانية، فإنّ بودابست تعد مكاناً مثالياً للزيارة سواء في فصل الشتاء للاستماع بالتسوق والينابيع الساخنة، إضافة إلى الاستمتاع بالمهرجانات وسباقات الفورمولا في فصل الصيف، كما تضم عدداً كبيراً من الأماكن السياحية المميزة لزيارتها في جميع الفصول. وتمتلكُ بودابست العديد من الخصائص التي تجعلها خياراً موفقاً للسيّاح؛ حيث تمتلك المدينة العديد من الأنماط المعمارية الفريدة من نوعِها، كما أنّها تحافظُ على عراقِتها، وعلى قدم مبانيها. وتعد أسعار السلع، والمأكولات، وتكاليف زيارة وجهات السِياحة فيها أقلَّ بكثير من نظيراتِها في دُول غرب أوروبا، ممَا يساعد في الحصولِ على تجارب عديدة ضمن الميزانيَّات المحدودة. وتُقام المهرجانات في المدينة على مدار العام، ومنها المهرجاناتُ الثقافيَّةُ، والموسيقيَّةُ، ومهرجاناتُ الأكل، والأفلام، إضافة إلى مهرجان الصيف الذي يُعد من أهمِّها.
إليك بعض النشاطات التي يمكنك القيام بها في هذه المدينة العريقة:


قلعة بودا


تعد قلعة بودا من أشهر الأماكن السياحية في المجر وأهم القلاع التاريخية، وهي جزء من موقع التراث العالمي في المدينة بودابست؛ حيث كانت مقر إقامة ملوك الدولة، وقد تم الانتهاء من تشييدها في عام 1265. ويحدها من الشمال ما يعرف باسم منطقة القلعة أو «فارنيجيد»، والتي تشتهر بمنازلها وكنائسها ومبانيها التي تعود إلى القرون الوسطى، والعمارة الباروكية. ويضم قصر بودابست الملكي متحفين من أهم المتاحف في البلاد، وهما «متحف التاريخ» و«المتحف الوطني». كما يحتوي ‏القصر على مكتبة ضخمة تضُم العديد من المخطوطات ومجموعة كبيرة من الكتب والخرائط التي نُسخت ‏وترجمت إلى اللغة المجرية، إضافة إلى الكثير من المعروضات والمقتنيات التي تعود إلى العصور الوسطى، ‏وأخرى إلى العهد العُثماني‏.


الأوبرا


يحافظ هذا المسرح على تقاليد أوبريت فيينا المعروفة في وسط العاصمة الهنغارية بودابست منذ عام 1898. وتعد أوبرا بودابست أحد المعالم السياحية البارزة في المدينة
ومن أفخم دور الأوبرا في قارة أوروبا. تقع في شارع «أندراسي» الممتد من ميدان «دياك فيرينس» إلى ميدان الأبطال، وتلك المنطقة مسجلة في منظمة اليونيسكو كمنطقة تراثية لطابعها المعماري الإمبراطوري المميز. وإذا كنت من عشاق الموسيقى الكلاسيكية لا تفوت فرصة زيارة ذلك المكان الرائع الذي تم بناؤه قبل أكثر من 120 عاماً، واستمتع بأمسية مميزة في مدينة الثقافات والفنون. وإذا كان حضور حفلات الأوبرا والباليه لا يستهويك، يمكنك القيام بجولة سياحية في ذلك المبنى، والتقاط بعض الصور التذكارية في البهو الرخامي.


مبنى البرلمان


وهو أحد المعالم المعروفة في المجر وثالث أكبر مبنى برلماني في العالم، وهو مثال رائع للعمارة القوطيّة الجديدة، وتستغرق الجولات في هذا المعلم 45 دقيقة برفقة مرشدين من البرلمان. ستتاح لك فرصة مميزة لترى بعينيك التاج المجري المقدس، والذي يعد من أجمل القطع الأثرية في المبنى، كما سيذهلك الامتزاج الفني لعناصر وزخارف من الأساليب المعمارية المختلفة؛ حيث إن مخطط المبنى يعود للفن الباروكي، وزخرفة الواجهة قوطية، والسقف يظهر عناصر الأسلوب الفني في عصر النهضة. وستستمع كثيراً بالتجول داخل قاعة الاجتماعات البرلمانية الشاسعة التي تُسمى قاعة المبنى العليا القديمة، وتشبه إلى حدٍ كبير شكل حدوة الحصان، وتتضمن الكثير من المنحوتات والتماثيل واللوحات الفنية المثيرة.


كنيسة ماتياس


يعود تاريخ إنشاء كنيسة ماتياس التاريخية إلى أكثر من 700 عام وقد كانت الكنيسة مسرحاً للتتويج وتنصيب الملوك بما في ذلك تتويج تشارلز الرابع في عام 1916 وقد كانت أيضاً مكاناً لعقد زفاف الملك المجري ماتياس وقد استمدت اسمها منه. وتاريخ الكنيسة الحافل هو رمز ثقافي لمدينة بودابست فهي أحد المعالم التي تفخر بها المدينة. وتعد متحفاً مملوءة باللوحات الجدارية من أعمال أشهر الرسامين المجريين.


حمامات سيشيني


تحتوي مدينة بودابست على 118 حماماً للمياه الجوفية الساخنة، والتي تتراوح درجة حرارتها بين 21 حتى 78 درجة مئوية. وتُعد زيارة هذه الحمامات الساخنة نشاطاً لا بُد من القيام به عند الإقامة في بودابست؛ حيث توفّر الاسترخاء لزوّارها، وتعالج العديد من الأمراض. ويعد سيشيني أحد أكبر المنتجعات العلاجية في أوروبا، وترجع نشأته إلى عام 1913. يحتوي على 18 حوض سباحة من المياه الجوفية الساخنة.


جزيرة مارجريت


تمتاز جزيرة مارجريت بطبيعتها الخلابة؛ حيث تحتوي الجزيرة الواقعة في نهر الدانوب على العديد من الحدائق الخضراء والمناظر الطبيعية الساحرة. وتعد المكان الأمثل للراحة والاسترخاء من ضجيج المدينة. ويمكن الوصول إلى الجزيرة من خلال عبور جسر مارغريت أو بواسطة القوارب المتوفرة بكثرة على شاطئ الدانوب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"