عادي
قد تخرج بوضع اقتصادي معزز جرّاء «كوفيد-19» لكنها تواجه تشكيكاً متزايداً

«عمالقة التكنولوجيا» تستقطب المزيد من المستخدمين وتخسر الدعم

02:35 صباحا
قراءة 3 دقائق

قد تخرج الشركات التكنولوجية بوضع اقتصادي معزز؛ جرّاء جائحة «كوفيد-19» التي جعلت بعض المنصات أساسية أكثر من أي وقت، إلا أنها تواجه تشكيكاً متزايداً، ففي مطلع يوليو/تموز، بلغت القيمة السوقية لست شركات رئيسية في هذا المجال؛ وهي: «أبل» و«مايكروسوفت» و«أمازون» و«الفابت» (الشركة الأم لجوجل) 6500 مليار دولار، أي ربع قيمة أكبر 500 شركة مدرجة في قائمة «ستاندرد آند بورز».
ويفيد عالم الاقتصاد إد يارديين الذي أجرى هذه الحسابات، أن ذلك يشكل مستوى قياسياً، وكتب في تقريره أن هذه الشركات «هي من بين أكبر المستفيدين من الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الجائحة. وهي ستستمر على الأرجح في الاستفادة من الاضطرابات حتى بعد حل الأزمة».
واستقطبت «نتفليكس» 26 مليون مستخدم جديد يدفعون اشتراكات منذ مطلع السنة. وشهدت شبكات التواصل الاجتماعي ارتفاعاً كبيراً جداً في نشاطها لا سيما على صعيد الفيديو، ويتوقع أن تعكس النتائج الربعية التي تستعد الشركات الرقمية العملاقة لنشرها الزيادة الكبيرة في اعتماد خدماتها؛ بسبب الإغلاق الطويل للمدارس والمكاتب وقاعات الحفلات والملاعب وغيرها.
وخلال النتائج السابقة كان ينظر إلى الأزمة الصحية على أنها تعد فاصلاً مؤقتاً وقصيراً، إلا أن انعكاساتها على عادات المستخدمين على المديين المتوسط والطويل بدأت تتضح، وعلق إد يارديني قائلاً: «كلما أصبح العمل والتعليم والترفيه نشاطات تمارس من المنزل؛ ازدهرت هذه الشركات».

عرضة للانتقاد

وباتت منصة «أمازون» التجارية إلى جانب خواديمها عن بُعد، أساسية لملايين الأشخاص في حين تمكنت «أبل» من تعزيز تنوع خدماتها للحوسبة السحابية.
وقال كريس ماسيرول المدير المساعد في قسم التكنولوجيا الناشئة في «بروكينغز إنستيتوشن»: إن هذه المجموعات «كانت الشركات الوحيدة التي أثبتت أنها على قدر المشكلة».
وأظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته «برانزويك جروب» مع مستهلكين في سبع دول في مايو/أيار أن 70 % من الأمريكيين، و65 % من الأوروبيين يرون أن «شركات التكنولوجيا استخدمت حجمها ونفوذها للمصلحة المشتركة في مكافحة كوفيد-19»، إلا أن ثلاثة أرباع هؤلاء يعدون أن الحكومات «يجب أن تنشط أكثر على صعيد تنظيم عمل هذه الشركات». وقد زاد مؤيدو هذا الرأي بنسبة 14 % في الولايات المتحدة.
ولا ينظر الكثير من البرلمانيين ومنظمات المجتمع المدني بعين الرضا إلى تزايد سيطرة سيليكون فالي على كل جوانب الحياة اليومية.
وكان من المقرر، أمس الاثنين، عقد جلسة برلمانية غير مسبوقة حول الممارسات المنافية للمنافسة مع مسؤولي أربع مجموعات تكنولوجية عملاقة؛ هي: جوجل وأبل وفيسبوك وأمازون (جافا)؛ لكنها أرجئت إلى أجل غير مسمى.
وتواجه هذه المجموعات الأربع كذلك تحقيقات عدة على صعيد المنافسة أو حماية البيانات الشخصية على المستوى الفيدرالي والولايات.
وقال المحلل دانييل إيف من «ويدبوش سكيورتيز»، «الطريق دونها عقبات» لهذه الشركات التي تثير «محاولات تنظيم القطاع، قلقها».

أعداء من اليمين واليسار

وهي مستهدفة من قبل اليمين والرئيس الأمريكي وإدارته في سعيهم إلى تسهيل وصول القوى الأمنية إلى أجهزة المستخدمين وبياناتهم المشفرة.
وفي المعسكر اليساري، رفعت الكثير من المنظمات غير الحكومية والبرلمانيين الصوت حول المضامين التي تطرح المشاكل والتضليل الإعلامي.
إلا أن الأجواء الراهنة تؤثر في ذلك مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني، والنشاط الكثير للحركات المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة.
وينصب الغضب خصوصاً على «فيسبوك» التي قاطعها أكثر من ألف معلن بمبادرة من جمعيات تدعو إلى إشراف فاعل أكثر على الرسائل التي تروج للكراهية والحقد.
(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"