عادي

قطر .. بين الماضي والحاضر

01:11 صباحا
قراءة 7 دقائق
تقع قَطَر شرقي شبه الجزيرة العربية في جنوب غرب آسيا مطلة على الخليج العربي وعاصمتها الدوحة. لها حدود برية مشتركة من الجنوب مع السعودية وبحرية مع دولة الإمارات والبحرين. وفي أعقاب الحكم العثماني أصبحت قطر محمية بريطانية في أوائل القرن العشرين حتى حصولها على الاستقلال في عام

1971. وقد حكمت قطر أسرة آل ثاني منذ منتصف القرن التاسع عشر. وأن نظام الحكم فيها إمارة وراثية دستورية، بموافقة أغلبية ساحقة 98% تقريباً لصالح مشروع القرار في استفتاء شعبي. ويبلغ عدد السكان في قطر 1.8مليون نسمة في آخر إحصاء عام 2013، حيث إن المواطنين القطريين يبلغون 300.000والأجانب 1.5مليون.

بعد السعودية وسلطنة عُمان تعد دولة قطر المجتمع الأكثر محافظة في دول مجلس التعاون الخليجي. كما تعد من الدول المرتفعة الدخل التي يدعمها ثالث أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم واحتياطيات النفط. وتصنف من قبل الأمم المتحدة باعتبارها دولة ذات تنمية بشرية عالية جداً، وأعلى دخل للفرد في العالم. كما أنها تعتبر لاعباً رئيسياً مؤثراً في منطقة الشرق الأوسط. وستستضيف كأس العالم لكرة القدم 2022.

الثروة الثقافية

تتمتع قطر بثروة ثقافية زاخرة وتراث شعبي فريد، وترعى هذه الثروة وتعمل على تنميتها باستمرار، بما ينسجم مع التطور الذي تشهده البلاد. وتبدي الدولة اهتماماً كبيراً بشتى مناحي الحياة الثقافية كما في إنشاء المكتبات والمتاحف والمسارح ومراكز الفنون، ودعم دور النشر والمجلات الثقافية وتنظيم المهرجانات والفعاليات الثقافية المختلفة على مدار السنة. وفي السنوات الأخيرة دأبت على تنظيم مهرجانات ومنتديات ومعارض ومؤتمرات حافلة لأهل الفكر والأدب والفن انطلاقاً من توجه الدولة لتشجيع ودعم الإبداع القطري والعربي، وتكريس مبدأ الانفتاح على ثقافات شعوب العالم المختلفة مع الحفاظ على قيم الأصالة للمجتمع القطري. ونتيجة لهذا التوجه أصبحت الدوحة إحدى عواصم الثقافة العربية التي تستقطب شتى أشكال الإبداع الثقافي، فيما أصبحت مهرجاناتها وفعالياتها التي تنظم بصورة دورية في مجالات الثقافة والفكر والفن، سمة بارزة في المشهد الثقافي العربي كما في مهرجان الدوحة الثقافي السنوي، ومعرض الدوحة الدولي للكتاب ومهرجان الدوحة للأغنية العربية، وغيرها من الفعاليات.

الملابس الشعبية اللباس الرجالي:

يلبس الرجل القطري الثوب الأبيض ذا الياقة، مع بشت مطرز بالخيوط الذهبية على الأطراف مع عقال يتدلى منه خيطان ينسدلان على الظهر. وللحماية من برد الشتاء، تُلبس الدقلة على الثوب.

اللباس النسائي:

«البخنق» هو اللباس الشائع في قطر قديماً للفتيات الصغيرات، ويتميز بلونه الأسود وتطريزه الفضي أو الذهبي وطوله من الخلف حيث تلبسه الفتيات مع دراعة مطرزة. كما تلبس بعض الفتيات الصغيرات دراعات مطرزة وأثواب نشل في الأعراس والأعياد والمناسبات.

الثوب النشل

هو الثوب المطرز الفضفاض الذي يلبس عادة في المناسبات ويكون من قماش لبْرِيسَم أو الحرير أو الشيفون ومطرز من جميع نواحيه بخيوط ذهبية. وأحسن ألوانه الأحمر والأخضر والأسود.

العباية:

تتميز المرأة القطرية بعباية الرفع الحريرية التي تلبس مع شيلة خفيفة مطرزة أو مشغولة بالخرز بأشكال دقيقة، أما الدراعة فتكون من قماش منقوش أو سادة مطرزة عند الجيب والأكمام. كما تلبس النسوة الكبيرات في السن عباية الرأس مع ثوب ودراعة.

الأسواق القديمة

سوق «واقف» في وسط العاصمة القطرية الدوحة، يشبه شارع سوليدير في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، ثمة مقاربة بين المكانين، تجعل كليهما متنفسا لآلاف المواطنين والسياح، وملتقى في نهاية يوم عمل طويل. يعود تاريخ السوق إلى أكثر من 250 سنة، ولا تزال الذاكرة الشعبية القطرية تختزل تاريخ المسمى الذي ظل باقياً حتى اليوم، فالأهالي ومعظمهم كانوا من القادمين من ضواحي الدوحة القديمة، دأبوا على جلب أمتعتهم من مؤونة الطعام كالدهن والسمن والشعير، بالإضافة إلى الخشب والأمتعة الأخرى لبيعها في الدوحة، وهي الأخرى كانت مقسمة إلى قسمين بسبب اختراق وادي مشيرب لها، وكانت السوق وقتها تطل على البحر حيث لم يكن أحد يمنحه الثقة، فكثيراً ما غافلت البائعين موجة أتت على محاصيلهم، ولذلك يبقون واقفين وأعينهم تراقب البحر، ومنذ ذلك الوقت حمل السوق اسم «سوق واقف».

محمد السالم، مدير عام السوق، راقب والده قبل ربع قرن وهو يتاجر في السوق، كان والده يتاجر في العباءات القطرية المعروفة، وقد ورث عن أبيه حب المهنة الأكثر شعبية في الخليج، وهي تجارة البشوت. يقع السوق على مساحة 20 ألف متر مربع، ويضم بين جنباته 1200 محل ودكان، في صفوف ملتوية تشبه شكل الأسواق الشعبية التقليدية في الدول العربية.

يضم السوق ثلاثة فنادق، أشهرها فندق بني في العام 1950 وعرف باسم فندق «بسم الله» وكان يضم 6 غرف فقط، وكان يوفر ملجأ للزوار القادمين للدوحة ومراجعي الدوائر الحكومية والأجانب.

يقول السالم، هناك تطلع لبناء عشرة فنادق في توسعة هذا السوق، كجزء من عملية تعزيز التراث الشعبي الذي توليه حكومة قطر أهمية بالغة.
يعود الاهتمام بهذا السوق، إلى عام 2004 في ذلك الوقت أنشأ المكتب الهندسي برئاسة حمد بن خليفة العطية، ويتبع مباشرة أمير قطر، ووضعت خطة طموحة لإحياء السوق وإعادة بنائه من مواد البناء التي كانت معروفة سابقا، وعلى ذات الطراز المعماري، وإضفاء مسحة عصرية عليه.
ويقول السالم: «حاولنا إرجاع المهن الشعبية التي كانت معروفة في السوق، وواجهنا صعوبة بالغة فالكثير من تلك المهن اندثرت ولم يعد أحد يعتاش منها. اليوم هناك عشرات المحلات التي ترمز للتراث المحلي المعروف في قطر، وأهمها المهن التي تتعلق بالبحر، والصيد، والبر، بالإضافة لمهن كالحجامة والخرازة وغيرهما». أضاف، من أجل ملء الشواغر، قامت إدارة السوق بتوفير المحلات مجانا للراغبين من المواطنين لإعادة إحياء التراث الشعبي عبر المهن أو الحرف أو المقتنيات أو التحف، كما التزمت الإدارة بفرش وتصميم الديكور مجانا، وكذلك بالنسبة لفواتير الماء والكهرباء، من أجل إنجاح التجربة. من بين الأماكن الشعبية في السوق، مقر الجمعية القطرية للدامة، كأول جمعية خليجية تعنى بهذه اللعبة الشعبية، حيث أقيم لها مقر يجمع عشاق هذه اللعبة الشعبية في واحد من أبرز محاضن التراث القطري.

مطاعم شعبية

زائر السوق يجد بين جنباته العديد من المطاعم والمقاهي والجلسات في الممرات، يأتي الزوار إلى السوق غالباً لارتياد المطاعم، وهي خليط من الأكل الشعبي الذي تعده نساء عرفن على مرّ الزمان بأطباقهن الشعبية المميزة، وسط جلسات شعبية وتراثية، وبين مطاعم عربية من المغرب حتى لبنان والشام، إلى المطاعم الإيرانية التي تلقى رواجا، وجلسات احتساء الشاي والقهوة والمثلجات، وكذلك تدخين الشيشة التي غدت إحدى العلامات الفارقة في هذا السوق. يقول السالم: «هدفنا أن نحافظ على التراث المحلي، هناك قيمة كبيرة لهذا التراث، وكنا نتجه لإيجاد مكان يضم التراث ويمثل ملاذا للناس، وسط التنمية العمرانية السريعة التي تزخر بها العاصمة». يزور السوق ما بين 6 - 7 آلاف زائر يومياً، وخلال عطلة نهاية الأسبوع يقفز العدد إلى ما بين 15 - 20 ألف زائر.
وهو أحد الأماكن التي يلتقي فيها السياح والموظفون وأهل العاصمة، حيث يجلس الجميع في مقاه متجانبة يتبادلون الحديث، ويتسم القطريون بروح التسامح، ولا توجد فواصل تمنع اندماج الأجانب في الحياة العامة، كما أن ظهور النساء ومشاركتهن لا ينظر إليه بالريبة.

الصناعات اليدوية

تعج المحلات بالبضائع بعضها ما زال من المصنوعات اليدوية التقليدية، كالتحف والمشغولات، والنسيج، والعباءات (البشوت) والمصنوعات الجلدية، وبعضها يجري استيراده من الخارج. وفي أحد أزقة السوق تتناثر دكاكين صغيرة لا تزيد على المتر المربع يقبع داخلها عمال أجانب. يشعر الزوار بالأمن خاصة أن رجال الأمن ينتشرون في أرجاء السوق وهم يرتدون الزي القديم الذي عرفوا به هناك قبل ربع قرن من الزمان. وبالإضافة للسياح العاديين، فإن السوق أصبح مقصدا لكبار ضيوف دولة قطر من الرسميين والحكوميين وأعضاء البعثات الدولية، ومديري الشركات، والأندية الرياضية والفنانين. أبرز ما يلفت الانتباه في سوق «واقف» تصميمه، حيث يكتسي طرازاً معمارياً يتشبع بروح الماضي ويتشرب من التراث المحلي هناك، كما أن مصممي السوق لم ينغلقوا على هويته التجارية، كمكان لتحصيل الرزق وتوفير لقمة العيش لآلاف العاملين، بل برعوا في جعله متنفسا في أمسيات الدوحة الدافئة.

زوار الإمارة

استقبلت دولة قطر 1.4 مليون زائر خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2016، كان من بينهم 665,355 من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، وفقاً لتقرير الأداء السياحي عن النصف الأول من عام 2016 الذي أصدرته الهيئة العامة للسياحة. ويشير التقرير إلى أن السعودية لا تزال تحافظ على مكانتها كأكبر سوق مصدر للسياح إلى قطر، كما ينسب إليها القسم الأكبر من النمو الذي شهدته أعداد الزوار القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث بلغت الزيادة في عدد الزوار السعوديين إلى قطر 39,650 زائرا إضافيا، ما يعادل 10% من النمو. وسجلت أعداد الزوار القادمين من الإمارات أيضاً معدل نمو ملحوظا (بنسبة 13%)، بينما ارتفع عدد الزوار القادمين من مملكة البحرين بحوالي 1%.
ووفقاً للتقرير، انخفض إجمالي عدد الزوار القادمين إلى قطر بنسبة 6% عما كان عليه في النصف الأول من عام 2015، وكان لشهر رمضان المبارك الذي صادف قدومه مطلع يونيو/‏حزيران من هذا العام مقارنة بمنتصف يونيو من العام الماضي، تأثير واضح على أعداد الزوار القادمين خلال الربع الثاني، رغم أنه من المتوقع أن يتحسن الأداء في شهر أغسطس/‏ىب مدعوما بمهرجان صيف قطر الذي تتواصل فعالياته على مدار هذا الشهر.
وقد تم تصميم المهرجان على نحو يضمن اجتذاب الزوار خلال موسم يقع خارج أوقات الذروة المعروفة في قطاع الضيافة والتجزئة في قطر، وذلك عبر باقة من العروض الخاصة للفنادق وتخفيضات مراكز التسوق والفعاليات الثقافية والرياضية التي من شأنها أن تزيد عدد رواد الأماكن والمتاجر في قطر.
وتتوقع الهيئة العامة للسياحة زيادة أخرى في أعداد الزوار خلال الربع الأخير من العام، وذلك بالتزامن مع بداية موسم السياحة البحرية 2017/‏2016 الذي ينطلق في شهر أكتوبر/‏تشرين الأول، حيث سجلت 32 سفينة فعلا كي ترسو على الشواطئ القطرية، ويتوقع أن تحمل على متنها أكثر من 50 ألف راكب، أي بزيادة قدرها عشرة أضعاف ما كانت عليه في العام الماضي.

الفنادق

أشار التقرير إلى أن وتيرة هذا النمو سوف تتواصل مع قيام الهيئة العامة للسياحة وشركائها بتنفيذ خططهم من أجل إعادة تطوير ميناء الدوحة، وإنشاء مرفأ جذاب لسفن الرحلات البحرية في الخليج. وجاء معدل الإشغال الفندقي ومتوسط أسعار الغرف أقل مما كانا عليه في عام 2015، كما شهدت معدلات إشغال قطاع الإيواء السياحي انخفاضاً 15%.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"