عادي

كونوسكه ماتسوشيتا.. مؤسس «باناسونيك»

05:00 صباحا
قراءة 3 دقائق
كونوسكه ماتسوشيتا، هو رجل أعمال ياباني، ومؤسس شركة «باناسونيك»، التي تعد أكبر شركة للإلكترونيات الاستهلاكية في اليابان. وبالنسبة للعديد من اليابانيين، يعتبر ماتسوشيتا «الأب الروحي للإدارة». في العام 1998، نُشرت سيرة عن حياة ماتسوشيتا تحت اسم «ماتسوشيتا القائد»، للمؤلف جون كوتر، المتخصص في إدارة الأعمال.
ولد ماتسوشيتا في ال 27 من شهر نوفمبر من العام 1894، في محافظة «واكاياما» اليابانية، لأسرة ثرية، حيث كان والده مالكاً لأراضٍ زراعية شاسعة، إلا أنه سرعان ما خسر ثروته بسبب قرارات استثمارية خاطئة، خصوصاً فيما يتعلق بصفقات المضاربة على الأرز، وبحلول العام 1899، تلاشت ثروة عائلة ماتسوشيتا بأكملها. انتقل ماتسوشيتا من قصر فاخر إلى شقة ضيقة مع إخوته الثلاثة، وكانوا يجدون الطعام يوماً ولا يعثرون عليه أسابيع. وتعرض أشقاؤه لمشكلات صحية، دفعوا ثمنها حياتهم، إثر عدم قدرتهم على مراجعة المستشفى وتناول الأدوية.

اضطر ماتسوشيتا الخروج من المدرسة وهو في سن التاسعة، ليؤمن قوت عيشه، حيث عمل في عدة مهن، من تنظيف الأحذية وجمع القمامة إلى غسل الملابس.
بعد مدة وجيزة من تركه للمدرسة، سافر ماتسوشيتا إلى مدينة أوساكا ليعمل في متجر لصنع معدات المطابخ، إلا أنه وبعد أقل من عام، أغلق المتجر أبوابه، ما اضطر ماتسوشيتا للبحث عن مصدر رزق جديد.
في العام 1909، ظهرت في اليابان بشائر الانتقال من عصر الإقطاع إلى عصر التطور، بعد انتشار استخدام الكهرباء، وشعر ماتسوشيتا أن هذا الاكتشاف سيكون فجراً لعصر جديد، لذلك عزم أن يكون جزءاً من هذه الصناعة المشرقة، ودفعه شغفه إلى التقدم بطلب الحصول على وظيفة في شركة «أوساكا ألكتريك لايت»، وعُيّن مساعداً في توصيل الأسلاك الكهربائية، ولأنه كان شغوفاً في تعلم كل شيء يتعلق بالإلكترونيات والكهرباء، سرعان ما أصبح خبيراً في مجاله.
وخلال السنوات المقبلة، ارتفع شأن ماتسوشيتا داخل الشركة، وتمت ترقيته عدة مرات. وفي سن ال22، عُيّن في منصب المشرف العام، إلا أنه سرعان ما سئم من هذا العمل، نظراً لأنه مضيع لوقته وجهده.
في العام 1917، غادر ماتسوشيتا شركة «أوساكا ألكتريك لايت»، وفي العام 1918 أسس شركته الخاصة التي أسماها «مصانع ماتسوشيتا للأدوات الكهربائية»، والتي تصنّع الملحقات الكهربائية ومصابيح الدراجات الهوائية والمكائن، ثم أصبحت تصنّع أجهزة الراديو والبطاريات.
في العام 1927، أطلق ماتسوشيتا علامة «ناشيونال» على أجهزة البث والاستقبال اللاسلكي التي كان يصنعها بعد أن غيّر اسم مصنعه إلى شركة «ماتسوشيتا للصناعات الكهربائية المحدودة»، وقد نالت هذه المنتجات شهرة كبيرة في اليابان خصوصاً في الأوساط العسكرية والقوات البحرية اليابانية، وفي العام 1931، طرحت الشركة جهاز الراديو على نطاق واسع بعد أن أتيح استخدامه لعامة الناس.
استفادت شركة «ماتسوشيتا» من حركة التجارة العالمية وتوجهت نحو أسواق العالم، لا سيما أوروبا وأمريكا الشمالية لتسويق علامتها «ناشيونال»، لكن وجود منتجات أخرى في الولايات المتحدة وكندا مسجلة تحت اسم «ناشيونال»، أعاق توسع ماتسوشيتا، حيث مُنعت منتجاتها من دخول السوق الأمريكي تحت هذا الاسم، مما اضطر كونسوكه ماتشوسيتا في العام 1955، إلى ابتكار اسم «باناسونيك»، والمؤلف من كلمتين هما «بانا» وتعني الجميع، و«سونيك» وتعني الصوت، وأطلقه على منتجات شركته التي كانت تدخل إلى القارة الأمريكية بدلاً من اسم «ناشيونال»، والذي بقي متداولاً في بقية أنحاء العالم، لاسيما في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، وهكذا ظهر اسم «باناسونيك» للمرة الأولى كعلامة تجارية نالت رضا الأمريكيين.
بعد نجاح اسم «باناسونيك» وتنوع منتجات شركة «ماتسوشيتا» بين الأدوات المنزلية من ثلاجات وأفران غاز وأدوات مطبخ وغيرها، قررت الشركة إطلاق اسم «باناسونيك» على جميع أجهزة البث والاستقبال السمعية البصرية وأنظمة السينما وكاميرات الفيديو، مع الإبقاء على علامة «ناشيونال» على المنتجات الأخرى.
في ال 27 من شهر إبريل من العام 1989، توفي كونوسكه ماتسوشيتا عن عمر ناهز 94 عاماً، تاركاً وراءه أصولاً شخصية بقيمة 3 مليارات دولار، وشركة بإيرادات تبلغ 42 مليار دولار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"