شدد جاسم ثابت الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للتبريد المركزي «تبريد» على أهمية التحول في سوق التبريد في الإمارات ودول التعاون من التبريد التقليدي إلى «تبريد المناطق»، لما توفره خدمات الأخير من فاتورة استهلاك الكهرباء؛ حيث يصل هذا التوفير إلى 50%، كما أنه يسهم بشكل كبير في الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، والمحافظة على البيئة، مؤكداً أن هناك تحولاً واضحاً في هذا الاتجاه. وأوضح ثابت أن حجم سوق تبريد المناطق في دول مجلس التعاون يصل إلى 5 آلاف طن حالياً منها 20% حصة شركة «تبريد». حديث جاسم حسين ثابت الرئيس التنفيذي لشركة «تبريد» جاء في حوار مع «الخليج»، وتالياً تفاصيل اللقاء:
كيف تقيمون أداء «تبريد» خلال عام 2016، وما توقعات الأداء خلال العام الحالي؟
خلال العام الماضي، أظهرت شركة «تبريد» أداء قوياً رغم التباطؤ في أداء الاقتصادي العالمي والإقليمي، وانعكس هذا الأداء على نتائج الشركة الجيدة؛ حيث تم تحقيق نمو في الأرباح الصافية بنسبة 6% لتصل إلى 367.4 مليون درهم مقارنة مع 345.3 مليون درهم أرباح عام 2015، كما أن إيرادات الشركة زادت 6% إلى 1.279 مليار درهم. وقد دعمت حصة الشركة في الشركات الزميلة الأداء لعام 2016؛ حيث ارتفعت حصة «تبريد» من نتائج هذه الشركات الزميلة والمشاريع المشتركة بواقع 19% لتصل إلى 117 مليون درهم مقابل 98.7 مليون درهم عام 2015. وبشكل عام فقد زادت أعمال الشركة بنسبة 7.59% العام الماضي بإضافتها 74.03 ألف طن تبريد من المشاريع الجديدة، ليتجاوز إنتاج الشركة في دول مجلس التعاون الخليجي 1.048 مليون طن تبريد مقارنة مع حوالي 974.4 ألف طن تبريد عام 2015، وهذا المستوى الذي وصلنا إليه هو الأول منذ تأسيس الشركة وهو مستوى جيد. هذا الأداء الجيد للشركة دفع مجلس الإدارة بتوصية إلى الجمعية العمومية للشركة في اجتماعها القادم للموافقة على رفع نسبة توزيع الأرباح على المساهمين؛ حيث أوصى المجلس بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بنسبة 6.5% عن نتائج الأعمال لعام 2016 مقابل توزيعات نقدية بنسبة 6% عن نتائج عام 2015، وبذلك فإن مجلس الإدارة زاد التوزيعات عن عام 2016، مقارنة بتوزيعات 2015 بنسبة 8%.
المشاريع الجديدة
ما هي المشاريع والأعمال الجديدة للشركة عام 2016، وما المشاريع الجديدة لعام 2017؟
لقد تم إضافة أكثر من 74 ألف طن تبريد عام 2016 لإنتاج الشركة مع عدة مشاريع، منها 63.5 ألف طن تبريد من توصيلات لمشاريع جديدة إقليمية بارزة شملت مشروع دبي باركس اند ريزورتس في دبي؛ حيث تم تمويل المشروع من بنك الإمارات دبي الوطني بتسهيلات قيمتها 180 مليون درهم لمدة 12 عاماً. ومشروع جبل عمر في مكة المكرمة. وهناك 11.5 ألف طن تبريد جرّاء توصيلات جديدة، بعد الاستحواذ على محطة تبريد المناطق الخاصة بشركة انترناشيونال كبيتال تريدنج في أبوظبي (اي سي تي)، ليصبح عدد محطات شركة «تبريد» 71 محطة في دول مجلس التعاون، وهذا الاستحواذ على مشروع المحطة الجديدة تم تمويله من بنك الخليج الأول من خلال قرض تمويل مشروع دون حق الرجوع على المدين بقيمة 80 مليون درهم لمدة 12 عاماً. ووقعنا عقد امتياز جديداً لتوصيل 35 ألف طن تبريد لتزويد مطار الملك خالد الدولي في الرياض بالمملكة العربية السعودية بخدمات التبريد، ونحن الآن نبني محطة تبريد بطاقة 10 آلاف طن من أصل 35 ألف طن تبريد إجمالي مشروع عقد الامتياز، الذي تم توقيعه والخاص بمطار الملك خالد الدولي. وحالياً نقوم ببناء محطة التبريد الرابعة في الدوحة، ونتوقع أن يتم إنجازها في النصف الأول من العام الحالي، وهذه المحطة طاقتها تصل إلى 35 ألف طن تبريد. وخلال العامين القادمين ستقوم بتوصيل 60 ألف طن تبريد في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي معظمها في الإمارات.
الخيار الأفضل
اتجهتم نحو البنوك لتمويل التوسع في مشاريعكم العام الماضي، لماذا لم تتجهوا نحو سوق السندات والصكوك؟
نعم اعتمدنا على البنوك لتمويل التوسعات والاستحواذات العام الماضي، وهذا التمويل طويل الأجل وحصلنا على معدل فائدة مجز بما يعادل 3% تقريباً، ونحن ندرس في عملية تمويل المشاريع كل مشروع على حدة، ونبحث عن الخيار الأفضل الذي يحقق الفائدة للشركة، وللعلم فقد سبق أن قامت الشركة بعملية إعادة الهيكلة من خلال إصدار سندات إلزامية التحويل إلى أسهم لصالح شركة مبادلة للتنمية التي تعد شريكاً استراتيجياً في تبريد، وتمتلك حصة تصل إلى 13.39%، إضافة إلى شركاء آخرين كشركةGENERAL INVESTMENTS FZEالتي تمتلك ما نسبة 19.88%، وشركة المتكاملة كبيتال التي تصل حصتها في الشركة إلى 9.48% من رأس المال.
إعادة الهيكلة
ما حجم السندات الإلزامية التحويل إلى الأسهم التي بيعت إلى شركة مبادلة للتنمية، وهل هناك توجه لإعادة شراء جزء من هذه السندات كما حصل في وقت سابق؟
حجم السندات إلزامية التحويل إلى الأسهم التي بيعت إلى شركة مبادلة للتنمية، كانت جزءاً من خطة الشركة في إعادة الهيكلة، وهي سندات تستحق في إبريل/ نيسان 2019، ويصل حجم هذه السندات ما يقارب 1.9 مليار درهم، وسعر تحويلها يصل إلى 1.125 درهم، وخلال العام الحالي لا يوجد أي توجه لإعادة شراء هذه السندات، لكن ربما يتم دراسة هذا الموضوع 2018 وفقاً للظروف والمستجدات؛ حيث سنقوم بدارسة أفضل الخيارات للشركة.
التوفير
قال جاسم حسين ثابت، ردا على سؤال عن ميزات توفير خدمات تبريد المناطق: «من خلال خدمات تبريد المناطق التي قدمت من قبل «تبريد» عام 2016 في منطقة دول مجلس التعاون فقد تم توفير أكثر من 1.4 مليون كيلو واط لكل ساعة من استهلاك الكهرباء، أي ما يكفي لإمداد 48 ألف منزل بالكهرباء سنوياً. وقد تم التخلص من 713 ألف طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون أي ما يعادل إزالة انبعاثات 143 ألف سيارة سنوياً».
السيولة
قال جاسم حسين ثابت: حالياً لدينا سيولة نقدية تصل إلى 390 مليون درهم، ونتوقع تدفقات نقدية جيدة، خلال العام الحالي، خاصة أن التدفقات النقدية خلال عام 2016 كانت جيدة، وقد بلغت هذه التدفقات 550 مليون درهم.
وحول حجم سوق التبريد قال:سوق التبريد في الإمارات والمنطقة هي سوق مفتوحة وفيها منافسة، ونحن نشجع المنافسة، لأنها في النهاية تدفع الشركات العاملة لتقديم الخدمات بشكل أفضل. وعندما نتحدث عن شركات التبريد التي تعمل في مجال تبريد المناطق فإننا نتحدث عن 5 شركات، وحجم سوق التبريد في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي التي نركز عملنا فيها يعد حجماً كبيراً، والطلب على خدمات تبريد المناطق يتنامى في المنطقة، وعمليات التبريد في المنطقة تتحول تدريجياً وبتسارع من خدمات التبريد العادية والتقليدية إلى خدمات تبريد المناطق، نتيجة لتوفير ما نسبته 50% من فاتورة الطاقة، وكما أنها تسهم في المحافظة على البيئة، ولهذا أهمية كبيرة خاصة أن حوالي 70% من استهلاك الطاقة يتم في عمليات التبريد. حجم سوق التبريد في الإمارات والمنطقة كبير خاصة مع التطور الاقتصادي والتنموي والعمراني، الذي تشهده دولة الإمارات والمنطقة، وكما قلت ومع هذا التطور وميزات خدمات تبريد المناطق؛ ولذا فإن المنطقة تشهد إقبالاً كبيراً على خدمات تبريد المناطق، ويشكل سوق تبريد المناطق ما بين 12%-15% في المنطقة، وما بين 17%- 18% في الإمارات، وهو مؤشر على إمكانية تنامي الطلب على خدمات تبريد المناطق؛ حيث يصل حجم سوق تبريد المناطق حالياً إلى 5 ملايين طن تبريد، منها 20% حصة شركة تبريد التي تنتشر في معظم دول مجلس التعاون الخليجي؛ حيث لدينا 71 محطة تبريد حالياً منها 63 محطة في الإمارات، و3 محطات في دولة قطر، إلى جانب محطتين في السعودية، ومحطتين في سلطنة عمان، ومحطة واحدة في البحرين.
