عادي

“العمليات الكبرى” لجهاز الموساد “الإسرائيلي” (2)

05:05 صباحا
قراءة 11 دقيقة
تأليف: مايكل بارزوهار ونيسيم مشعل - عرض:عبدالله ميزر

يلف عمليات جهاز الموساد الإسرائيلي الغموض الشديد والسرية التامة . وما نلتمسه في هذا الكتاب هو أن عناصرها يوجدون في الظل دائماً، حيث لايتوقع الآخرون، ويتحركون كالأشباح الشريرة الصامتة، ينفذون عملياتهم بحق مَن يعاديهم من دون ترك آثار من ورائهم .

يكشف الكتاب أخطر العمليات وأهمها في تاريخ الموساد خلال ستين سنة من إنشاء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، وكيفية أن هذه العمليات النوعية والكبيرة قد أسهمت في بنائه، أو قضت على كل العوامل التي يمكن أن تشكل خطراً وتهديداً، ومن بين هذه العمليات زرع جواسيس في دول عربية، وعمليات تخريب وتفجير مثل تدمير المنشأة النووية السورية في محافظة دير الزور، والقضاء على كبار العلماء النوويين الإيرانيين، والعديد من القيادات الفلسطينية واللبنانية الضالعة في تزويد الفلسطينين بالسلاح، وممن شكل خطراً على المصالح الإسرائيلية في العالم .

من خلال البحوث المكثفة والمقابلات الحصرية مع القادة الإسرائيليين وعملاء الموساد، يقدم المؤلفان مايكل بارزوهار ونيسيم مشعل هذه المهمات الخاصة بتفصيل أقرب ما يكون إلى القصص البوليسية، ويسلطان الضوء بشكل واضح على حياة منفذي العمليات . يرصدان تفاصيل عمليات الاغتيال والخطف والتخريب والمراقبة السرية وغيرها من العمليات الخطرة، الناجحة منها والفاشلة، التي أثرت في مصير إسرائيل وعدد من الدول، حتى إن تأثير البعض منها امتد ليشمل العالم كله .

الكتاب صادر عن دار النشر الأمريكية هاربر كولينز في 388 صفحة من القطع الكبير، 2012 .

هكذا تم اغتيال عماد مغنية في حي كفرسوسة في دمشق

3 عملاء في العاصمة السورية لتنفيذ المهمة بسيارة ملغومة

كثيرة هي العمليات التي قام بها الموساد قتلاً وتنكيلاً وإفساداً وتخريباً في الدول التي عادت إسرائيل، وخاصة الدول العربية بين ظهرانيها، حيث عمل بشكل مدروس ودقيق على كيفية التأثير في هذه الدول، والعمل على تدمير بنيتها التحتية خلال سنوات طويلة من العمل مع العملاء في داخل هذه الدول . ولاشك في أن أي رافض لهذا الكيان، سواء أفراداً كانوا أو مؤسسات أو دولاً، فقد كان يتم العمل على التخلص منهم أو تدميرهم، ويتم تصنيفهم في خانة الإرهاب، ويؤازرهم في هذا، الدول الغربية التي لا تكف عن دعم إسرائيل في السر وفي العلن .

يستعرض الكاتبان في الفصل التاسع عشر بعنوان الحب والموت في الظهيرة عملية اغتيال عماد مغنية، القيادي في حزب الله اللبناني، حينما كان متوجهاً إلى إحدى الشقق السكنية الفخمة في حي كفرسوسة وسط دمشق والمقدمة له من رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد .

كانت في انتظاره بالشقة امرأة كان قد تزوجها مغنية سراً تدعى نهاد حيدر في الثلاثينات من عمرها . كانت نهاد تعلم بمجيئه دائماً قبل وصوله إما من بيروت أو من طهران، ولم يكن مغنية يأخذ أحداً من حراسه الشخصيين أو سائقيه عندما يتوجه إلى المنزل، وكان التعرف إليه صعباً للغاية، حيث كان يتخفى دائماً ولا تظهر له صور حديثة أو ظهور علني ما، خاصة أنه كان قد أجرى عملية جراحية لوجهه، بالتالي استصعب الأمر على المخابرات الغربية والإسرائيلية التعرف إليه، ولكن قبل توجهه إلى دمشق قام أحد عملاء الموساد بتصوير مغنية عبر هاتفه النقال، وأرسل الصور على الفور إلى تل أبيب للتأكد من هويته، وكان فريق عملية التنفيذ في دمشق بانتظار الإشارة كي ينفذوا العملية، وعند خروج مغنية من عند زوجته، ركب سيارة ميتسوبيشي ماجيرو فضية من النوع الرياضي متعددة الاستخدامات، حيث كان مقرراً أن يلتقي بممثلين عن الاستخبارات السورية والإيرانية .

يبين الكاتبان قائمة من الأعمال المنسوبة إليه، التي جعلته الرجل الأكثر طلباً للمخابرات الأمريكية قبل أحداث 11 سبتمبر/أيلول، وكذلك للمخابرات الإسرائيلية وسنشير إليها باختصار:

- تفجير السفارة الأمريكية في بيروت بتاريخ 18 إبريل/نيسان ،1983 وكان عدد الضحايا 63 شخصاً .

- تفجير مقر قوات المارينز الأمريكية في بيروت بتاريخ 23 أكتوبر/ تشرين الأول ،1983 وكان عدد الضحايا 241 شخصاً .

- تفجير مقر الجنود المظليين الفرنسيين في بيروت بتاريخ 23 أكتوبر/تشرين الأول ،1983 وكان عدد الضحايا 58 شخصاً .

- إضافة إلى خطف وقتل ويليام باكلي أحد مسؤولي السي آيه إيه، وعدد من الهجمات على السفارة الأمريكية في الكويت، وخطف طائرة من شركة توا الأمريكية وطائرتين من الخطوط الجوية الكويتية، وقتل عشرين جندياً أمريكياً في السعودية . وقد أضافت إسرائيل على هذه القائمة بياناتها الخاصة بها نذكر بعضاً منها:

- هجوم على قافلة وزارة الدفاع الإسرائيلية على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وقتل خلاله ثمانية جنود بتاريخ 10 مارس/آذار 1985 .

- تفجير السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين بتاريخ 17 مارس/آذار ،1992 وبلغ عدد الضحايا 29 شخصاً .

- تفجير مركز المجتمع اليهودي في بيونس آيرس بتاريخ 18 يوليو/تموز ،1994 وبلغ عدد الضحايا 86 شخصاً .

- إضافة إلى قتل وخطف ثلاثة جنود إسرائيليين في قطاع حدود عند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، وخطف رجل الأعمال الإسرائيلي إيلهانان تانينبوم، وتفجير قرب ماتزوبا كيبوتوز، والأكثر تدميراً من كلهم، خطف وقتل الجنود ريجيف وغولدواسير على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، التي أثارت الحرب اللبنانية الثانية .

شبح

كان عماد مغنية بالنسبة لالإسرائيليين والأمريكيين إرهابياً كبيراً، يقف خلف كل هذه الجرائم، ورغم ذلك لم يستطع أحد أن يقتفي أثره، حيث كان شبحياً، يضيع أثره بعد كل عملية، وهو بدوره كان يتجنب المصورين والحوارات التلفزيونية، وقد كانت الاستخبارات الغربية على اطلاع دائم بنشاطاته، إلا أنها بقيت جاهلة بظهوره العلني، وعاداته، ومخابئه . الشيء الوحيد الذي كان معلوماً بالنسبة إليهم هو أنه ولد عام 1962 في قرية من جنوبي لبنان، من الطائفة الشيعية، كان في مراهقته قد انتقل إلى حي فقير في بيروت أغلب ساكنيه من الفلسطينيين، ومن أنصار منظمة التحرير الفلسطينية . كان مغنية قد ترك المدرسة والتحق بحركة فتح، وثم أصبح أحد عناصر الحرس الشخصي لأبو إياد نائب عرفات، وأصبح أحد أفراد القوة ،17 وهي وحدة الأمن الخاصة لحركة فتح، تشكلت في منتصف السبعينات، وترأسها على حسن سلامة الملقب بالأمير الأحمر . وعندما شنت إسرائيل الحرب على لبنان في الثمانينات، تم نفي من بقي حياً أو غير معتقل من منظمة التحرير إلى تونس، إلا أن مغنية فضل البقاء والانضمام إلى صفوف حزب الله اللبناني .

عندما علمت الموساد بأن مغنية سيكون في دمشق، بدأت بنشاط هائل المستوى للحصول على التفاصيل من كل مصادرها بما فيها المخابرات الأجنبية وطرحت أسئلة مثل: هل سيأتي مغنية حقاً إلى دمشق؟ وإذا ما كان سيأتي فعلاً، ما الهوية التي سيختارها؟ في أي سيارة سيأتي؟ أين سوف يقيم؟ من سيرافقه؟ أي وقت سيصل إلى الاجتماع المرتقب للقاء المسؤولين السوريين والإيرانيين؟ هل السلطات السورية ستكون على علم بوصوله؟ هل حزب الله يعلم برحلته المخططة؟

في الليلة التي سبقت العملية، سافر عملاء الموساد الثلاثة إلى دمشق من عدة مدن مختلفة: أحدهم جاء من باريس، والثاني من ميلانو، والثالث من عمان، وكان الثلاثة يحملون جوازات سفر مزورة تشير إلى أنهم رجال أعمال ووكلاء سياحة . وهناك التقوا مع بعض عملاء الموساد من دمشق حيث أخذوهم إلى كاراج مخفي، ووضعوا المتفجرات في سيارة أجرة . وكانت في انتظار مغنية فرقة من العملاء مهمتهم إخطار الرجال الثلاثة بخروجه من شقة زوجته السرية . وكان الرجال الثلاثة قد وصلوا إلى المطار بعد تجهيز السيارة التي من المقرر أن يتم تفجيرها من مسافة بعيدة عبر وسائل إلكترونية بعد أن أوقفوها في المكان الذي من المفترض أن يوقف مغنية فيه سيارته، وفعلاً تم تفجير السيارة عند خروجه بتاريخ 12 فبراير/شباط 2008 .

ويشير الكاتب إلى أن المخابرات السورية بالتعاون مع نظيرتها اللبنانية قد ألقت القبض على العميل الذي كان يعمل لصالح الموساد لمدة عشرين سنة براتب سبعة آلاف دولار، وقد كان في الخمسينات من عمره، كان يزور سوريا بين الفترة والأخرى في مهمات للموساد، وقد تبين أنه كان يحمل أدوات تصوير دقيقة، كان يستخدمها لملاحقة مغنية وجمع معلومات عنه، حسبما يرد في الكتاب .

اغتيال المبحوح

يتحدث الكاتبان عن تفاصيل عملية اغتيال محمود المبحوح القيادي في حركة حماس في إمارة دبي، المولود في عام 1960 في مخيم جباليا للاجئين في شمالي قطاع غزة . انضم في أواخر السبعينات إلى جماعة الإخوان المسلمين، اعتقلته السلطات الإسرائيلية بتهمة حيازة الكلاشينكوف، وقد أطلق صراحه في أقل من سنة، ثم انضم لكتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحماس .

يشير الكاتبان إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتمع في تل أبيب مع مائير داغان، رئيس الموساد السابق، الذي كان يشعر بثقة عالية بعد تفجير المفاعل النووي في سوريا، وبعد اغتيال الضابط السوري محمد سليمان وعماد مغنية، وذلك للتباحث حول كيفية التخلص من المبحوح الذي لقبه الإسرائيليون شاشة بلازما .

كان المبحوح يؤمّن تهريب الأسلحة من إيران عبر السودان، إلى شبه جزيرة سيناء ثم قطاع غزة . وحين الاجتماع تم الإجماع على اغتياله في فندق ينزل فيه بدبي، وقام حينها فريق العملية بالتدريب على فندق في تل أبيب من دون أن تلاحظ إدارة الفندق ذلك . كان المبحوح يعمل تحت إمرة صالح شحادة، الذي كلّف بمهمة مع عدد من عناصر حماس بعملية خطف وقتل جنديين إسرائيليين، هما آفي ساسبورتاس، وبعده بفترة إيلان سادون، إلا أنه في العملية الثانية اضطر للذهاب إلى مصر ثم إلى الأردن مستمراً في نشاطاته في تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة . إلا أنه تعرض للاعتقال في مصر في ،2003 ثم هرب إلى سوريا، وأصبح في تلك الفترة مطلوباً من أجهزة الاستخبارات المصرية والأردنية والإسرائيلية .

كان المبحوح حذراً في تحركاته، متوقعاً ظهور عملاء الموساد في أي لحظة، لكن في مقابلة له مع قناة الجزيرة، أقر بأن الموساد حاول اغتياله في دبي وبغداد وسوريا، وكانت المقابلة ضد إرادة المبحوح، الذي وافق على الظهور ووجهه مغطى بالأسود، ولم تبث المقابلة إلا بعد وفاته، ويذكر الكاتب أن نسخة من المقابلة وصلت إلى يد عملاء الموساد عندما أرسل إلى غزة للتدقيق عليها، وكانت سبباً في تحديد مكانه في ما بعد .

يتحدث الكاتبان عن تفاصيل خطة الموساد في اغتيال المبحوح، الذي كان مقرراً أن يجري صفقة سلاح، وكان يحمل جواز سفر لرجل أعمال عراقي، وصل دبي الساعة الثالثة والربع مساء إلى مطار دبي، ثم توجه إلى فندق روتانا البستان، وعند التوجه إلى غرفته رقم 230 التي اغتيل فيها بسم يسبب أزمة قلبية ثم بوسادة، وكان منفذو العملية يحملون جنسيات مزوّرة لعدد من الدول الأوروبية، وسبق أن زاروا دبي أكثر من مرة لأجل العملية .

وقد أعلنت شرطة دبي بعد إجراء الفحوص اللازمة للجثة أن المبحوح اغتيل من قبل الموساد، الذين ظهرت أحماضهم النووية وبصماتهم، كما كانت الكاميرات قد التقطت صورهم في دبي . وبسبب حالة تزوير جوازات السفر، طردت بريطانيا وأستراليا وإيرلندا ممثلي إسرائيل من أراضيها، ويبين الكاتب أن إمارة دبي عصية على الموساد، بسبب قوتها التكنولوجية في كشف الجرائم وأمنها الصارم .

الحرب مع إيران

يستعرض الكتاب في الفصل الأخير شكل الحرب مع إيران والعمليات التي تنفذها كل من إيران وإسرائيل ضد مصالح بعضهما . ويبدأ بالحديث عن عملية إنقاذ الرهائن الإسرائيليين في أوغندا في الرابع من يوليو/تموز عام ،1976 وكان قائد العملية حينها يوني نتنياهو، شقيق رئيس الوزراء الحالي، وقد قتل في العملية، وكان إلى جانبه تامير باردو، الذي أصبح على علاقة حميمة مع عائلة نتنياهو في القدس، ثم بعد خمسة وثلاثين عاماً أصبح رئيساً للموساد بعد أن كان من أحد النواب لرئيس الموساد السابق مئير داغان، وكان يتوقع أن يتسلم مهام رئاسة الموساد في 2009 عند نهاية خدمه سلفه، إلا أن الحكومة مددت خدمته سنة أخرى، الأمر الذي دفع باردو إلى الاستقالة والعمل مع شركة للخدمات الطبية، إلا أنه عاد بعد أن عينه نتنياهو في يناير/كانون الثاني ،2011 وقد اتبع سياسة داغان تجاه إيران، في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2011 من السنة الفائتة، قامت الموساد بتفجيرات في قاعدة عسكرية كانت صواريخ شهاب تخضع للاختبار فيها، ومنشأة أصفهان النووية، حيث كان اليورانيوم الخام يحوّل إلى غاز ثم إلى مادة صلبة . ثم بعد ذلك قتلت الموساد البروفيسور مصطفى أحمدي روشان، نائب مدير منشأة نانتز السرية، حينما كان يقود سيارته في شوارع طهران، وكانت طريقة تنفيذ عملية الاغتيال مشابهة لغيرها من الاغتيالات .

اتهمت إيران إسرائيل بالوقوف وراء هذه العمليات وتعهدت بالانتقام . وللمرة الأولى استطاعت الاستخبارات الإيرانية أن تنفذ خطوات ناجحة ضد الأهداف الإسرائيلية في آسيا مثل: تفجير سيارة في نيودلهي تعرضت زوجة دبلوماسي إسرائيلي إلى إصابات، ومحاولة مشابهة لها في العاصمة الجورجية تبليسي، كما فشلت عملية في بانكوك في تايلند حيث أصيب أحد منفذي عملية التفجير ومواطن إيراني . وأحبطت الاستخبارات المصرية محاولة عملاء الاستخبارات الإيرانية بتفجير سفينة إسرائيلية تبحر عبر قناة السويس .

إن الحرب السرية بين إيران وإسرائيل لم تبق مخفية، بل أصبحت في العلن، وقد توجهت جميع أصابع الاتهام من قبل الشرطة في كل من الهند وتايلند ومصر إلى الاستخبارات الإيرانية . كما وصفت الصحافة العالمية محاولات استهداف المصالح الإسرائيلية في الخارج بالخرقاء .

كما يشير الكتاب إلى أن المصادر الغربية ادّعت أن إسرائيل أقامت قواعد عمليات في عدد من المحافظات الإيرانية الحدودية، حيث تشكل مناطق تدريب ونقاط إرسال لعملاء الموساد داخل الأراضي الإيرانية، وكذلك ادّعت أن عملاء الموساد تدربوا على تنفيذ عمليات متعددة على نماذج أبنية خاصة تشبه الأبنية التي يقطنها العلماء الإيرانيون المستهدفون في شوارع طهران .

يشير الكتاب أيضاً إلى أن المراقبين الدوليين ذكروا أن المشروع النووي الإيراني كان قريباً من الاكتمال، ومصادر من وكالة الطاقة الذرية النووية الدولية أعلنت أن إيران قد أنتجت 109 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب، وهو وزن كافٍ لجمع أربع قنابل ذرية . ويذكر الكاتبان أنه إذا ماقررت إسرائيل أن توجه ضربة كبيرة للمشروع الإيراني بإطلاق هجمة شاملة على مراكزها النووية، فإن الحرب السرية بينهما ستشق طريقها لتصبح حرباً مفتوحة .

شعور الوحدة

يبين الكاتبان أن واشنطن لم تكن مقتنعة، وفضلت حملة من العقوبات القاسية على طهران . أما إسرائيل فلا تعتقد أن العقوبات ستوقف إيران عن مساعيها، وفي اجتماع القمة في أوائل ربيع 2012 أثنى كل من أوباما ونتنياهو على التحالف الاستراتيجي بينهما، ولكن ربما لا يمكن الاتفاق على الوقوف في وجه المشروع النووي الإيراني . وفي الوقت نفسه لا تتوقف تقارير الموساد عن ذكر أن إيران ماضية في مساعيها لصنع قنبلة ذرية، ولا يتوقف قادة إيران عن الإشارة إلى أنهم سيبيدون إسرائيل إبادة شاملة . ويشير الكاتبان إلى أن هذا المشروع يذكر الإسرائيليين والعالم بالقول التلمودي: إذا جاء أحدهم ليقتلك، انهض واقتله أولاً .

يذكر الكاتبان في النهاية أن إسرائيل شعرت بأنها وحيدة مرة أخرى، كما حدث في عام 1948 سنة نشوئها على أرض فلسطين، وفي حرب الأيام الستة 1967 كذلك، وأن إسرائيل تواجه اليوم مرة أخرى قراراً حاسماً يتهدّد وجودها .

تحالف استراتيجي

ينوّه الكتاب إلى أن مصادر رسمية في القدس وواشنطن أكدت أن إسرائيل والولايات المتحدة تنسقان معاً، لكنهما اختلفتا على نقطة رئيسة، وهي إيقاف إيران عن مشروعها النووي بكل الوسائل الضرورية سواء كانت عسكرية أو غير عسكرية . وأشارت الاستخبارات الأمريكية إلى أن هذا الأمر سيكون في اللحظة التي يصل فيها تخصيب اليورانيوم إلى 80%، وهي تعتبر مرحلة حاسمة في تطوير قدراتها النووية، وعند تخصيب اليورانيوم إلى ذلك المستوى يمكن أن يترقى بشكل سريع للغاية إلى 97%، وهي الدرجة المطلوية لتجميع قنبلة ذرّية .

بالنسبة لإسرائيل كان الأمر مختلفاً، حيث بالاستناد إلى تقارير من أرض الواقع ومن خلال الكشف الفضائي . اكتشفت الموساد أن إيران منغمسة في سباق فوضوي مع الزمن لبناء أكبر عدد ممكن من المنشآت السرية بعمق ثمانين متراً أو أكثر من ذلك . حيث يحاولون تحويل كل الغازات الانشطارية والمختبرات السرية إلى تحت الأرض . ووفقاً لآخر تقارير الموساد أفادت أن إيران قد بنت منشأة نووية جديدة تحت الأرض قريبة من فردو .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"