عادي
اختيارات المستثمر العجوز أيضاً تخطئ وتصيب

أفضل وأسوأ صفقات وارن بافيت

04:13 صباحا
قراءة 7 دقائق
إعداد : أحمد بشير

ربما يكون وارن بافيت (79 عاماً) أشهر مستثمر في العالم، ولكنه على الرغم من تلك المكانة لا يحالفه التوفيق دائماً . وتقول وكالة رويترز في تحليل لها إن شركة التأمين بيركشاير هيثاواي - التي يديرها بافيت منذ عام 1965 - تملك حوالي 80 شركة وتستثمر في عشرات الأسهم .

وتشير الوكالة في تحليلها إل يأنه يقال أحياناً أن أفضل المستثمرين يمكن ان يفلحوا في 6 مرات من بين 10 رهانات استثمارية، وبالتالي فإن المستثمرين الذين أبقوا على استثماراتهم في شركات بافيت على مدى عقود حصلوا على مكافآت كثيرة ولكن الأمر لم يخل من حالات فشل في بعض الأحيان .

وفي ما يلي نماذج من استثمارات شركة بيركشاير خلال السنوات الماضية، وتشمل الاستثمارات التي أصابت نجاحاً والتي واجهت الفشل واستثمارات لم يعرف مآلها .

في عام ،1976 بدأت بيركشاير تكدس حصة أسهم في شركة تأمين السيارات جيكو كورب وذلك بعد 24 عاماً من بيع حصة سابقة مقابل 15،259 دولار . وانتهى الأمر ببيركشاير بأن اشترت جيكو في عام 1996 . وساعد الاستحواذ على جيكو في جلب طوني نايسلي للشركة، حيث لا يزال يدير جيكو وقد حظي بإشادة بافيت، ولو سيمسون، الذي قال عنه بافيت إن بمقدوره ان يحل محله في منصب كبير تنفيذيي الاستثمار في بيركشاير لولا أنه في العقد الثامن من عمره شأنه في ذلك شأن بافيت، وقد ضاعفت جيكو حصتها في سوق تأمين السيارات بالولايات المتحدة ثلاث مرات لتصل إلى 8،1 في المائة منذ أن اشترت بيركشاير الشركة برمتها، وحققت الشركة حوالي 12 في المائة من عائدات بيركشاير في العام الماضي 2009 .

في عام ،1989 اشترت بيركشاير أسهماً ممتازة قيمتها 600 مليون دولار في شركة جيليت لصناعة شفرات الحلاقة التي كانت قد تضررت من طرح شفرات الحلاقة التي تستخدم مرة واحدة، وفي عام 2005 استحوذت شركة بروكتر آند جامبل على جيليت . وعلى الرغم من ان بيركشاير باعت بعض أسهم بروكتر آند جامبل في أواخر عام 2009 لتمويل استثمارات أخرى، استمر احتفاظ بيركشاير بنهاية السنة بحصة قدرها 2،9 في المائة قيمتها 5،04 مليار دولار كانت قد دفعت مقابلها 533 مليون دولار فقط، وبينما وصف بافيت جيليت في خطابه للمساهمين عام 1995 بأنها أفضل حيازة امتلكتها الشركة إلا أنه قال ايضاً أنه ارتكب أكبر خطأ بلجوئه لشراء أسهم ممتازة بدلاً من شراء أسهم عادية .

تملك بيركشاير أسهماً في شركة كوكاكولا قيمتها 200 مليون دولار شكلت حصة قدرها 8،6 في المائة بحلول عام ،1994 وبلغت قيمة تلك الحصة بنهاية السنة 11،4 مليار دولار علماً بأن بيركشاير اشترتها ب 1،3 مليار دولار .

الاستثمارات الفاشلة

في عام ،1993 اشترت بيركشاير شركة ديكستر شو بمبلغ 433 مليون دولار . وبعد ثمانية أعوام من ذلك التاريخ دمجت تلك الشركة المتعثرة في شركة أخرى، وفي رسالة بافيت للمساهمين عام 2007 وصف شركة ديكستر شو بأنها أسوأ صفقة نفذها .

في عام ،2008 جمّع حصة ضخمة في شركة النفط كونوكوفيليبس لأنه لم يتوقع انخفاض أسعار النفط بنسبة ثلاثة أرباع من مستوياتها القياسية، وقد أنفقت بيركشاير 7،01 مليار دولار على أسهم كونوك ولكنها ظلت تخفض حصتها، وأعلن بافيت في العام الماضي ان التوقيت السيئ لشرائه تلك الحصة في كونوكو كلّف بيركشاير عدة مليارات من الدولارات .

الاستثمارات غير معروفة المصير

دخل بافيت في عقود مشتقات، وكانت في معظمها رهانات الاتجاه طويل الأجل للأسهم والسندات عالية المخاطر، وقد صرح ان هذه العقود تختلف عن المشتقات الأخرى التي تمثل أسلحة دمار شامل مالية من ناحية بسبب مليارات دولارات السعر السوقي التي يحصلها من الأطراف المقابلة ولأن بيركشاير لا تحتاج عادة لقيد الضمانات الإضافية .

في سبتمبر/أيلول ،2008 وفي ذروة الأزمة المالية، استحوذت بيركشاير على أسهم ممتازة في جولدمان ساكس جروب إنك بقيمة 5 مليارات دولار تطرح ربحيات اسهم قدرها 10 في المائة زائداً صكوكاً لشراء كمية مماثلة من الأسهم العادية . وتنطوي الصكوك على سعر تنفيذ قدره 115 دولاراً، وقد وصل سعر أسهم جولدمان ساكس عند الاقفال يوم الثلاثاء الماضي إلى 153،04 دولار .

استثمر وتقاعد بترف

انعقدت في مطلع الأسبوع الماضي الجمعية العمومية للمساهمين في شركة بيركشاير هاثاواي التي يرأسها ملياردير الاستثمارات الأمريكي، وارن بافيت، في أوماها بولاية نبراسكا وحضرها حوالي 50،000 عضو جاءوا وهم يحلمون بالتقاط نصائح استثمارية من بافيت ونائب رئيس مجلس الإدارة تشارلي مونجر .

كما أشارت تحليلات المراقبين لم يتناول بافيت في حديثه للمساهمين الأسهم الصغيرة الممتازة بل بحث مستقبل المشتقات، وكيف يمكن للتغييرات المحتملة في متطلبات ضمان القروض الإضافي أن تؤثر في بيركشاير في المستقبل .

ويقول موقع سمول كاب إنفستور إن الأسهم الصغيرة الممتازة القابلة للتحويل خارج نطاق إمكانات المستثمرين بسبب ما ينفقه بافيت من مبالغ هائلة لأن الواقع يشير الى أن من السهل على بافيت شراء الشركة إذ انه ينفق مليارات الدولارات في المرة الواحدة . بيد أن ذلك لا يعني أنه لا يرى إمكانات هائلة في الشركات الأصغر . وقد نُسب الى بافيت قوله إنه يستطيع أن يضمن فعلياً التفوق في الأداء إذا كان بمقدوره الاستثمار في فئة الأصول هذه .

ويعود تاريخ التصريح الذي أدلى به بافيت ويُعاد تكراره أكثر من غيره الى عام 1999 وورد في مجلة بزنس ويك، ويقول فيه اذا كنت أدير مليون دولار اليوم أو 10 ملايين دولار لذلك الأمر، سأكون غارقاً في الاستثمارات . وكل من يقول إن الحجم لن يؤذي الأداء الاستثماري يبيع .

وكانت أعلى معدلات عائد حققتها في حياتي في خمسينات القرن العشرين .

لقد قضيت على داو وكان عليكم رؤية الأرقام! ولكنني كنت استثمر مبالغ زهيدة آنذاك، وإنها ميزة هيكلية هائلة ألا يكون مع المرء أموال كثيرة . وأعتقد أنني أستطيع ان أحقق لكم 50% في السنة عن مليون دولار . كلا إنني أعرف أنني قادر على تحقيق ذلك . إنني أضمن ذلك .

ويرى كاتب المقالة أن بافيت محق فيما ذهب إليه، وأن الأمر يتعلق باكتشاف الفرص وحجز مكاسب سريعة قبل أن يرى الآخرون الفرصة ذاتها .

ويشير الكاتب إلى أنه وضع مؤخراً تقريراً خاصاً يشمل ثلاثة أسهم سيحب بافيت شراءها . وتتميز هذه الشركات بثقافة شركات قوية وقيادة عظيمة وتدفق نقدي جيد، وتملك إحداها سقف أسعار سوق قدره 780 مليون دولار فقط .

ويضيف ان الشركة التي يتحدث عنها تأسست في عام 1905 ولم تتغير كثيراً منذ ذلك الوقت، وهي تصنع العديد من المنتجات ذاتها التي اعتادت عليها وتكافئ المساهمين بأرباح ثابتة، تدفع ربحية أسهم بواقع دولار واحد، أي ان عن كل ألف سهم يملكه المستثمر يحصل على ألف دولار في كل سنة، ويوضح ان الشركة التي يقترح على المستثمرين محاكاة نهج بافيت والاستثمار فيها تصنع بضائع في ثلاثة قطاعات

هي الأدوات المنزلية والاجهزة الصغيرة والمنتجات الدفاعية والمنتجات الماصة .

ويختتم الكاتب تقريره بالقول إن المستثمرين الأذكياء يعرفون بالفعل ان وارن بافيت هو أعظم مستثمر على قيد الحياة، ويصعب مضاهاة مكاسبه ما لم يشتر المستثمر أسهماً قبل أن يشتريها بافيت .

يواصل دفاعه عن صفقة جولدمان ساكس

تمسك وارين بافيت بدفاعه عن معاملات الرهن العقاري المثيرة للجدل التي سوقها جولدمان ساكس قائلاً: ان تصرف بنك الاستثمار لا يستدعي ازدراء عاما .

وأبلغ بافيت مؤتمراً صحافياً لا مشكلة لدي مع صفقة الاباكوس على الاطلاق وأعتقد أنني أفهمها أكثر من معظم الناس . وقال انه لا يرى في سلوك جولدمان ما يبرر توجيه انتقادات أكبر من تلك التي تتعرض لها وول ستريت عادة .

وتملك بركشاير هاثاواي للتأمين والاستثمار المملوكة لبافيت ما قيمته خمسة مليارات دولار من الاسهم الممتازة التي تدر توزيعا سنويا بنسبة عشرة في المائة .

كان بافيت قال خلال الاجتماع السنوي لبركشاير انه لايزال معجبا بهذا الاستثمار وأبدى دعما قويا للويد بلانكفاين الرئيس التنفيذي لجولدمان .

وجعل هذا من بافيت أبرز مدافع تقريبا عن جولدمان بعدما رفعت لجنة الاوراق المالية والبورصات الامريكية دعوى احتيال مدنية على الشركة في 16 ابريل/نيسان .

وتقول الدعوى إن جولدمان أخفى عن المستثمرين أن الاوراق المالية محل صفقة الاباكوس قد اختارتها بولسون ان كو وهي شركة صندوق تحوط كانت تراهن على انخفاض قيمة تلك الاوراق المالية . ورفض جولدمان المزاعم في حين لم يوجه اتهاماً الى بولسون . وقال بافيت من الغريب جداً أن تقول في نهاية الصفقة انه اذا كان الشخص الآخر أذكى منك فانك تعرضت لعملية احتيال . . يبدو لي أن هذا هو ما يقولونه .

(رويترز)

. .ويتوقع انتعاشاً مستداماً لسوق المساكن خلال عام

توقع وارين بافيت أن تشهد سوق المساكن في الولايات المتحدة انتعاشاً مستداماً في غضون عام شريطة ألا يحاول واضعو السياسات تحفيز أنشطة المبيعات بصورة مصطنعة أو زيادة المعروض من المساكن . وقال في مؤتمر صحافي أسوأ شيء في العالم أن يكون هناك برنامج مصطنع أخرق لتحفيز بناء مساكن جديدة وأن يظل ذلك معلقاً لفترة . أريد انتعاشاً مستديماً ولا أعتقد أن علينا الانتظار أكثر من عام كي يتحقق ذلك .

وتملك بركشاير هاثاواي التي يديرها بافيت عدة وحدات لها صلة بقطاع المساكن وقال بافيت ان شركتين بعينهما هما أكمي بريك وجونز مانفيل للعزل تحققان أرباحاً منخفضة جداً حالياً .

وصرح قائلاً لا يزعجني هذا على الإطلاق . ما يزعجني أن يكون هناك تحفيز مفرط للشركتين يؤدي لوجود فائض دائم في سوق المساكن . (رويترز)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"