عادي
جون نيلسون رئيس المجموعة : دبي مركز إقليمي لصناعة التأمين

200 مليون اكتتابات «لويدز» في الدولة و 30% نموها المتوقع بدبي في 2016

03:06 صباحا
قراءة 7 دقائق
حوار: عبير أبو شمالة

قال ،جون نيلسون رئيس مجلس إدارة «لويدز»، إن حجم أعمال «لويدز» عبر منصة دبي يواصل النمو، حيث وصل حجم الاكتتاب الإجمالي من خلال منصة دبي إلى 91 مليون دولار في 2015 وتوقع في حوار مع «الخليج» أن تحقق الشركة نمواً بمعدل 30% خلال العام الجاري. يصل حجم اكتتابات المجموعة في الإمارات إلى 200 مليون دولار و544 مليون دولار في دول شرق أوسطية أخرى، بينما يسجل حجم اكتتابها في سائر دول مجلس التعاون 800 مليون دولار.
وقال، إن الإمارات، ودبي على وجه الخصوص، أثبتت مكانتها كنموذج للاستقرار، معززة ثقة مجتمع الأعمال والمستثمرين العالميين خلال مرحلة من عدم الوضوح على مستوى الاقتصاد العالمي. وتوقع أن تواصل السوق الإماراتية تعزيز مكانتها وأهميتها في المستقبل القريب. وأكد أن المجموعة ترى في دبي مركزاً شرق أوسطي لقطاع التأمين وإعادة التأمين، وهناك فرص للقيام بدور لتغطية أسواق إفريقيا من الإمارة. فيما يلي نص الحوار:

هل يمكن أن تطلعونا على سبب زيارتكم للإمارات؟ وأهم ما تحقق خلال الزيارة؟

- لقد مضى عام على افتتاح منصة أعمالنا في دبي، وخلال هذه الفترة حققنا الكثير من الإنجازات، لذا حرصت على أن أطّلع بنفسي على مجريات الأمور. وأنا هنا للمشاركة بفعاليتنا «دبي: ملتقى السوق» التي صممت للتواصل مع العملاء الذين تعاملوا مؤخراً مع سوق «لويدز» للتأمين وتعريفهم بخصائص هذه السوق. هذه الفعالية هي ضمن سلسلة فعاليات نقيمها حول العالم. إلى جانب ذلك التقيت مع سلطة دبي للخدمات المالية، ووقعنا مذكرة تعاون، كما التقيت مع مركز دبي المالي العالمي وهيئة التأمين في الإمارات، إلى جانب مجموعة من الشخصيات البارزة في قطاع التأمين وإعادة التأمين؛ لمناقشة حضور «لويدز» في السوق الإماراتية والشؤون ذات الاهتمام المشترك. لقد أمضيت يومين مثمرين وتخللهما مجموعة من الاجتماعات واللقاءات المهمة، والتي أكدت خلالها التزام المجموعة نحو دبي ودولة الإمارات.

ماذا يمثل لكم سوق الإمارات؟ وما هي حصة الدولة ودول مجلس التعاون ومنطقة الشرق الأوسط من أعمالكم؟

- ستواصل السوق الإماراتية تعزيز مكانتها وأهميتها في المستقبل القريب. نحن نرى في دبي مركزاً شرق أوسطي لقطاع التأمين وإعادة التأمين، وهناك فرص للقيام بدور لتغطية أسواق إفريقيا. تمثل المنطقة أهمية اقتصادية كبيرة؛ نظراً لحجم النمو ومعدلات الاستثمار. لقد أثبتت دولة الإمارات ودبي على وجه الخصوص مكانتها كنموذج للاستقرار، معززة ثقة مجتمع الأعمال والمستثمرين العالميين خلال مرحلة من عدم الوضوح على مستوى الاقتصاد العالمي.
من هذا الأساس تمثل منصة «لويدز» في دبي حضوراً في قلب الشرق الأوسط لتتيح لنا بناء علاقات قوية وتشكيل فهم عميق حول المخاطر. تتركز معظم عمليات التأمين وإعادة التأمين من قبل «لويدز» في الفترة الراهنة في مركز دبي المالي العالمي، حول الاستقرار السياسي والإرهاب والملاحة والطاقة والمخاطر السياسية والائتمان التجاري والطيران إلى جانب قطاعات متخصصة مثل الفضاء والأقمار الصناعية. كما نشهد بشكل لافت اهتماماً بالتكافل، وهو قطاع بإمكان نموذج أعمال «لويدز» خدمته؛ نظراً لطبيعة هيكلة سوقنا للتأمين التي تتوافق مع الشريعة الإسلامية. تعمل تحت مظلتنا شركة «كوبالت» للتغطية التأمينية المتخصصة والتي تقدم حلولاً تأمينية متوافقة مع الشريعة الإسلامية، ومؤخراً دخلت في اتفاقية مع مجموعة «تشاوسير» للتأمين لتقديم حلول في مجال العنف وعدم الاستقرار السياسي متوافقة مع الشريعة. إذْ هذه واحدة من المجالات التي نسعى إلى تعزيزها من خلال منصتنا في دبي وعلى مستوى العالم. كما نرى فرص نمو في مجال العقارات والهندسة المعمارية؛ نظراً لتواصل عمليات الإنشاءات وتعزيز البنية التحتية على مستوى المنطقة.
من هنا يواصل حجم أعمال «لويدز» عبر منصة دبي نموه. في عام 2015 وصل حجم الاكتتاب الإجمالي من خلال منصة دبي إلى 91 مليون دولار ونتوقع أن نحقق نمواً بمعدل 30% خلال العام الجاري. يصل حجم اكتتابنا في الإمارات إلى 200 مليون دولار و544 مليون دولار في دول شرق أوسطية أخرى، بينما يسجل حجم اكتتابنا في سائر دول مجلس التعاون 800 مليون دولار.

حجم النمو

أعلنتم في العام الماضي عن البدء في إطلاق عملياتكم في مركز دبي المالي العالمي، فما هو حجم النمو في أعمالكم منذ ذلك الوقت؟ وما هي الإضافة المحققة من وراء هذه الخطوة؟

- كان من الضروري أن يكون لنا حضور في دبي وتحديداً في مركز دبي المالي العالمي. منذ أن أطلقنا عملياتنا في دبي تعمل تحت مظلتنا عشر شركات لخدمات التأمين والاكتتاب، وشركتان للتغطية التأمينية. حجم الاكتتاب الإجمالي من خلال منصتنا في دبي وصل إلى 91 مليون دولار، ونتوقع أن ننمو بمعدل 30% خلال الأشهر ال12 المقبلة. لقد لاحظنا أن عملاءنا يثمّنون الخبرات وحلول التغطية التأمينية المبتكرة التي نقدمها. وجودنا على الأرض في دبي ودولة الإمارات مهم للغاية لنا ولعملائنا على حد سواء. هذا التزام نحن في غاية السعادة لأننا أقبلنا عليه، ونتطلع لمواصلة تنمية حضور سوق «لويدز» من خلال مركز دبي المالي العالمي. نحن متحمسون للغاية.

دور محوري

ما هي توقعاتكم لنمو أعمالكم في الدولة، ونمو أقساط التأمين في العام المقبل؟

- ستواصل دولة الإمارات بالقيام بدور محوري لنمو أعمال «لويدز» ليس على مستوى الشرق الأوسط فحسب، بل في إفريقيا وجنوب آسيا. ونموذج «لويدز» للأعمال قادر على التكيّف مع أنماط متعددة من المخاطر عبر الشرق الأوسط، سواء من المخاطر التقليدية المتعلقة بقطاعات مثل الملاحة والطاقة وحتى المخاطر الجديدة مثل الأمن المعلوماتي والمخاطر السياسية والإرهاب التي تتطلب حلولاً مبتكرة، أضف إلى ذلك التكافل. من جهة الأعمال، واصل اكتتابنا في دولة الإمارات النمو خلال السنوات الخمس الماضية. مازال قطاع الحوادث والصحة الأكبر بنسبة 45% من حجم أعمالنا خلال العام 2014. فيما مثلت المسؤوليات العامة المجال الثاني من حجم أعمالنا بواقع 33% للعام نفسه.

الخطط التوسعية

ما هي خططكم التوسعية في المرحلة القادمة؟

- نظرنا بكثير من التقدير والاهتمام لمقترح سلطة دبي للخدمات المالية لعمل مذكرة تعاون، مما يوفّر حلاً عملياً ومدروساً لتعريف هيكلة «لويدز» ذات الخصوصية ضمن مركز دبي المالي العالمي. مثلت المذكرة خلاصة جهود مكثفة بين الجهتين لتحديد المسؤوليات ومواطن الاهتمام المشترك بيننا.
بالإضافة إلى ذلك نحن معنيون بتعزيز نمو مكتب «لويدز» في دبي، وبالتالي تطور مركز دبي المالي العالمي من حيث مكانته الإقليمية كمركز للقطاع. نحن نتطلع بإيجابية نحو المستقبل، ومن دون شك هناك قطاعات واسعة في المنطقة ما زالت في طور مبكر، من حيث مستويات التأمين المنخفضة، ناهيك عن المخاطر الجديدة والطارئة على المشهد العام. وعلى هذا الأساس الفرص كبيرة أمامنا في «لويدز» على مستوى المنطقة مدعمة بمستوى الخبرات التي نقدمها لتلبي معدلات طلب قطاع الأعمال في المنطقة.

التطور الحضري

كيف ترون المنافسة في القطاع، سواء على المستوى المحلي في دولة كالإمارات أم على الصعيد العالمي؟

- العالم يتوجه إلى المزيد من التطور الحضري، وبالتالي هناك تركز للأصول في الحواضر المدنية والمراكز التابعة لها كما هو الحال بالنسبة لمركز دبي المالي العالمي. في الوقت عينه، هناك تزايد في قوة العلاقات المتشابكة بين مراكز الثروة حول العالم. ماذا يعني ذلك؟ المخاطر أصبحت أكثر ترابطاً وتركيزاً مما يجعل الاقتصاديات والأعمال هشة ومعرضة لهزات منتظمة. كما أن طبيعة المخاطر باتت تشهد تحولات لافتة مع صعود المخاطر الناجمة عن النشاط البشري مثل الهجمات الإلكترونية والمعلوماتية أو انهيار الأسواق، واللاتي أصبح لهن أثر كبير على النمو الاقتصادي. لذا بينما تشهد المنطقة توسعاً كبيراً لا بد من تعزيز قيمة حماية الأصول والبنى التحتية. كما تعرفون فإن شركات التأمين وإعادة التأمين العالمية لديها القدرة على استيعاب المخاطر الناجمة عن الكوارث الطبيعية أو المصطنعة والحد من أثرها المالي في بيان حسابات الحكومات ودافعي الضرائب وقطاع الأعمال، مما يوفر رأسمال للتعامل مع عمليات الاستيعاب وإعادة الإعمار بعد حدوث الكوارث. بشكل أساسي نحن في الشرق الأوسط ليكون لنا دور عند حدوث الأسوأ وتوفير رأس المال المطلوب لإعادة الأعمال والمجتمعات والاقتصاد إلى سابق عهدها في أقرب وقت ممكن. وهذا تماماً ما تمثله قاعدة رأسمال «لويدز» العالمية والمتعددة، لدينا القدرة على دفع المطالبات الضخمة. في العام الماضي وحده سددت «لويدز» في الإمارات مطالبات تعادل 100 مليون دولار.

كيف ترون الوضع الاقتصادي العالمي حالياً؟ وكيف تؤثر المتغيرات الاقتصادية في أعمالكم وفي هوامش الربحية وعائدات الاستثمار بصفة عامة؟

- وصلت أرباحنا في العام 2015 إلى 3.1 مليار دولار. معدل عائد الاكتتاب وصل إلى 6% والعائد على رأس المال وصل إلى 9.1% بنسبة موحدة تصل إلى 90%، متفوقين مرة أخرى على أداء منافسينا، كما فعلنا خلال السنوات الماضية. في الوقت عينه تمثل هذه الأرباح انخفاضاً بمعدل 30% عند مقارنة النتائج التي حققناها في العام 2014. نحن حالياً في خضم عاصفة ناجمة عن دخول رأس المال إلى السوق، بينما تدفع معدلات الفائدة المنخفضة فوارق الاكتتاب إلى هوامش متدنية مما يؤثر في العائد على الاستثمار. بصفتنا جهة عاملة في قطاع التأمين علينا أن نستثمر رأسمالنا في محافظ ذات سيولة عالية؛ لنتمكن من الحصول على ودائع رأس المال لدفع المطالبات. وبالطبع نحن نتأثر بشكل كبير بمعدلات الفائدة العالمية المنخفضة.
وإذا أردنا صرف النظر عن هذه الوقائع، يمكنني القول بأن أداء سوق «لويدز» يشهد مصداقية عالية وكذلك نوعية المواهب والكفاءات نعتبرها أفضل أصول لدينا.

أبرز التحديات

قال جون نيلسون هنالك مجموعة من التحديات التي يواجهها القطاع. هناك التحديات المتعلقة بحالة الأسواق كما أسلفت سابقاً، والطريقة المثلى لتخطي هذه التحديات هي عبر تعزيز جودة حلول الاكتتاب والخبرات التي نقدمها لعملائنا. بالطبع يجب أن يمثل هذا التوجه صلب ما نقوم به. التحدي الآخر يتمثل في تلبية متطلبات العملاء الذي يواجهون مخاطر جديدة وأكثر تعقيداً مثل المخاطر السياسية كما أسلفت سابقاً. أعتقد أن «لويدز» في مكانة متقدمة للوقوف على هذه التحديات، عبر توفير حلول متخصصة لاحتياجات قطاعات الأعمال المختلفة. لقد برهنا في أكثر من مرحلة قدرتنا على الوقوف على التحديات وسنواصل هذا النهج.

صناعة التكافل

حول صناعة التكافل عالميا قال جون نيلسون من خلال هيكلة سوق «لويدز» للتأمين لدينا إمكانية التوافق مع الشريعة، على سبيل المثال لا يمكننا فصل وديعة إذا لم تكتمل كافة الإجراءات المتعلقة بها. بالتأكيد نأخذ التكافل وإعادة التكافل بجدية، ومن هنا أجريت مجموعة من اللقاءات مع ممثلي القطاع؛ لتشكيل فهم مباشر حول أولوياتهم في السوق، وهل هي متعلقة بالكوادر البشرية أم معدلات الربح أم القدرة على استيعاب حجم الأعمال؟، وما هو الدور الذي بإمكان «لويدز» أن تقوم به في المستقبل؟، وما هي التطورات التي يتطلع لها الناس من قطاع التكافل في الإمارات؟. كانت هذه اللقاءات مثمرة وهناك العديد من الخطوات المقبلة في هذا الاتجاه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"