عادي

أندرو كارنيجي.. مؤسس صناعة الصلب في أمريكا

00:35 صباحا
قراءة دقيقتين
أندرو كارنيجي، هو رجل صناعة أمريكي، اسكتلندي المولد. كان من أكبر منتجي الفولاذ، وواحداً من أغنى الناس في عصره، واستخدم ثروته الطائلة في إنشاء العديد من المؤسسات الثقافية والتعليمية والعلمية.

ولد كارنيجي في 25 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام 1835 في مدينة «دنفرملين» باسكتلندا، وكان والده يعمل في صناعة النسيج. وعندما بدأت المغازل الآلية تحل محل الأنوال اليدوية، هاجرت عائلة كارنيجي إلى الولايات المتحدة بحثاً عن فرص جديدة، وكان عمر أندرو آنذاك 12 عاماً.

استقر آل كارنيجي في مدينة «أليجني» في ولاية بنسلفانيا، وهي الآن جزء من «بتسبيرغ». وعمل أندرو في مصنع للقطن، وأصبح فيما بعد موزع برقيات، ثم تعلم إرسال واستقبال الرسائل البرقية.

وفي العام 1853 حصل كارنيجي على وظيفة كاتب وعامل برقيات في السكك الحديدية في بنسلفانيا، ثم أصبح في وقت لاحق سكرتيراً لأحد رؤساء الأقسام يدعى توماس سكوت. وبمساعدة سكوت، ارتقى كارنيجي في الشركة. وفي النهاية، خلف سكوت كناظر قسم، وأسهم كارنيجي خلال الحرب الأهلية الأمريكية (1861- 1865) في تنظيم الخدمات البرقية للجيش الاتحادي.

وبينما كان كارنيجي يعمل لمصلحة سكك حديد بنسلفانيا، استثمر ماله في العديد من شركات الفولاذ، ثم ترك العمل في سكك حديد بنسلفانيا في العام 1865 لإدارة أعماله الخاصة.

سافر كارنيجي إلى أوروبا في مهمة عمل في العام 1892، وأدرك أن الحاجة إلى الحديد الفولاذ سوف تزداد خلال السنوات التالية، وفي العام 1873، أنشأ هو وعدد من شركائه مصنعاً للفولاذ.

وسّع كارنيجي أعماله في مجال الصلب حتى خلال التدهور الاقتصادي في الولايات المتحدة، وبذلك استطاع مقابلة الحاجة إلى الفولاذ خلال سنوات النمو الاقتصادي، وفي العام 1872، دمج ثلاثاً من شركاته وكوّن شركة «كارنيجي للفولاذ». وفي العام 1901، باعها بمبلغ 480 مليون دولار للمصرفي الأمريكي جيه بي مورغان وتقاعد، وعندئذ قال له مورغان: «سيد كارنيجي: أود أن أهنئك لكونك أغنى رجل في العالم»، حيث قدّرت ثروة كارنيجي بنحو 500 مليون دولار.
وعقب تقاعده، كرس كارنيجي وقته إلى حد كبير للكتابة والدعوة إلى القضايا النبيلة. وفي مقالة بعنوان «الثروة»، نُشرت في العام 1889، صاغ كارنيجي أفكاره حول استخدام ثروات طائلة من أجل تطوير المجتمع. بجانب ذلك، ألّف كارنيجي كتباً بعناوين الديمقراطية المنتصرة (1886)، وإمبراطورية الأعمال (1902)، ومشكلات اليوم (1908)، وسيرة أندرو كارنيجي الذاتية (1920).
كان كارنيجي يؤمن بأن الناس يستطيعون تطوير أنفسهم من خلال العمل الشاق. وكان يرى أن على الأشخاص الأثرياء أن يستخدموا ثرواتهم في مساعدة المجتمع، وعارض الصدقات، ولكنه كان يؤيد مساعدة الآخرين لكي يساعدوا أنفسهم أساساً من خلال توفير الفرص التعليمية.
تبرّع كارنيجي بأكثر من نصف ثروته لدعم مختلف القضايا. وأنشأ أكثر من 2500 مكتبة عامة في مختلف أنحاء العالم، وموّل إنشاء قاعة كارنيجي الموسيقية الشهيرة في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة. وتم إنشاء مؤسسة كارنيجي بواشنطن لتشجيع الأبحاث في العلوم الأحيائية والفيزيائية، كما أن هناك مؤسسات أخرى باسم كارنيجي تعنى بالتعليم والسلام العالمي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"