زيارة المكسيك ليست كغيرها من الزيارات، فهناك أسباب لا حصر لها لزيارتها، والوجهات الترفيهية متنوعة إلى أقصى حد على طول البلاد وعرضها، لدرجة أنه يصعب الاختيار من بينها، حيث المنتجعات الحديثة المزودة بكافة وسائل الراحة والاسترخاء، والمحميات الطبيعية والشواطئ الرحيبة، والمباني المعمارية الكولونيالية الجذابة، والمهرجانات الزاهية، والتقاليد الثقافية الزاخرة، فلمساعدتك في الاختيار من بينها، نستعرض هنا بشكل موجز أجمل تلك الوجهات في المكسيك.
من الأماكن الجميلة التي يمكن للسياح الانطلاق إليها في رحلاتهم الترفيهية، العاصمة مكسيكو سيتي وتقع في قلب البلاد، حيث تعتبر مدينة ضخمة مفعمة بالحياة، يلتقى ماضيها مع حاضرها. ويعتبر مطار بينيتو خواريز من المطارات المزدحمة والمعروفة، لذلك يمكن حجز الرحلات الجوية بكل يسر، ومن النقاط المناسبة للانطلاق في رحلات الاستكشاف. فعندما تكون هناك لا تفوت فرصة زيارة المعالم الرئيسية لمكسيكو سيتي، بما في ذلك المتحف الوطني لعلوم الآثار.
إن التنزه مشياً على الأقدام من الأساليب الجيدة للتعرف إلى وسط مدينة مكسيكو التاريخي، ومع ذلك يستطيع السياح أن يصعدوا إلى الحافلات السياحية المتوفرة التي تتيح فرصة الاستمتاع بمشاهدة المعالم من زاوية مختلفة، عندما تتعب أقدامهم، كما ينصح بالتوجه إلى مطاعمها التي تعتبر من بين الأفضل في العالم، عند الشعور بالرغبة في تناول الطعام.
وتعتبر مكسيكو سيتي من الوجهات الرائعة للسياح ذوي الميزانيات المتواضعة، فضلاً عن العديد من الأنشطة التي تستطيع الاستمتاع بها مجاناً، إلى جانب أماكن الإيواء والفنادق ذات الأسعار المعقولة. ويعتقد العديد من الناس أن مكسيكو سيتي من المدن غير الآمنة، إلا أنها ليست كذلك، ومع ذلك، مثلها مثل كل المدن الكبيرة، يستوجب على المرء الانتباه وأخذ بعض الحيطة والحذر.
شواطئ المكسيك
وتتمتع المكسيك بحوالي 6000 ميل من الشواطئ الساحلية، حيث تعتبر من أفضل الشواطئ وأعذبها على مستوى العالم، فالمكسيك تغوي كل عشاق البحر والرمال، فمن منا لم يسمع بشاطئ من شواطئها الذائعة الصيت.
وفي حال أراد السياح تجنب الذهاب إلى شواطئها المعروفة، هناك مسارات أخرى تؤدي إلى شواطئها المجهولة، فضلاً عن الشواطئ المعزولة غير التقليدية. وتشتهر الشواطئ المكسيكية وسط عشاق الرحلات السياحية في فصل الربيع، ولكن لو كنت ممن يريدون تجنب حشود السياح من فئة الطلاب، نقدم لك هنا بعض النصائح المهمة.
تجنب أوقات الذروة
هناك الكثير من الخيارات لعطلة الربيع وفصل الصيف، حيث الكثير من أوقات المتعة والاسترخاء. قم بالتجهيز لرحلتك بحيث لا تكون في موسم الربيع الذي يعتبر الأكثر ازدحاماً. يجب أن تضع في اعتبارك أن عيد الفصح من الأوقات التي تشهد ازدحاماً كبيراً للغاية، فالتلاميذ المكسيكيون يحصلون على عطلة أسبوعين في عيد الفصح، والعائلات المكسيكية تحب أن تتوجه إلى الشاطئ خلال هذا الوقت.
زيارة المدن
المكسيك لديها العديد من المدن الكولونيالية الجميلة، بما في ذلك عشر مدن مدرجة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
ففيها يمكنك التمتع بالدفء المكسيكي وكرم ضيافة أهلها، فضلاً عن الاستمتاع برؤية الهندسة المعمارية والمتاحف الرائعة، والانغماس في بعض الأسواق التي تعرض الحرف اليدوية، وزيارة بعض المواقع الأثرية.
اختر شاطئاً مختلفاً
تحظى معظم الوجهات الشاطئية في المكسيك بشعبية كبيرة بين سياح موسم الربيع، ومع ذلك، فإن المكسيك لديها أكثر من 6000 ميل من السواحل، حيث يمكنك التفكير في خيار جميل مثل الوجهات الرئيسية غير المزدحمة، والمعزولة. أو يمكنك العثور على المناطق المحيطة بالوجهات السياحية، التي يقيم فيها السكان المحليون.
مراكز حفلات الربيع
إذا كنت تنوي زيارة أحد أشهر وجهات الاستراحة في الربيع، ضع في اعتبارك بعض الفنادق المعروفة باسم مراكز حفلات الربيع. يمكنك التوجه إلى كانكون، أو لوس كابوس، أو أكابولكو، حيث تستطيع الاستمتاع ببعض أوقات الهدوء والسكينة.
استكشاف المايا
وفقاً للصورة النمطية، فإن سياح موسم الربيع يقضون أوقاتهم بين المسبح والشاطئ والنوم؛ لذا ينصح بالانطلاق في رحلة لاستكشاف عالم المايا في كانكون، وكذلك إذا كنت لا تمانع في الاستيقاظ مبكراً، جرِّب زيارة المعالم في وقت مختلف من اليوم، حيث تستطيع الاستمتاع بدون الزحام.
المدن الكولونيالية
كان التاريخ الاستعماري في المكسيك بمثابة ارتطام بين ثقافتين مختلفتين للغاية، فقد شهدت هذه الفترة دماراً عظيماً، ولكنها أيضاً منحت فرصة لعلو شأن الفن والمعمار، فالعديد من المدن المكسيكية لا تزال تحتفظ بطابعها الكولونيالي، وشوارعها المرصوفة ومبانيها المعمارية التي تعود إلى حقبة الاستعمار.
يستطيع السياح في مكسيكو الوقوف على تاريخ البلاد، من خلال الإقامة في فنادقها التاريخية المرممة على نحو جميل، أو زيارة إحدى مدنها الكولونيالية الزاهية، والعديد منها مدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث الإنساني.
غوادالاخارا - جاليسكو
ثاني أكبر مدينة في المكسيك، حيث تتمتع بالعديد من المتاحف، والمواقع الأثرية والتاريخية، التي من شأنها أن توفر للسياح وقتاً ممتعاً. أما ميريدا، يوكاتان فتعرف ب«المدينة البيضاء»، تتمتع بمشهد ثقافي مشع وتعتبر من الوجهات الترفيهية الرائعة، فمنها يستطيع السياح الانطلاق في رحلة استكشاف المواقع الأثرية، ومناطق الجذب الطبيعية لشبه جزيرة يوكاتان.
موريليا - ميتشواكان
لديها مبان أنيقة، مبنية من أحجار المحجر ذات الألوان الوردية، حيث تعتبر من الوجهات المدهشة لعشاق المباني المعمارية الكولونيالية والثقافة المحلية، الذين سيستمتعون أيضاً بالتنزه وسط حدائق ومباني موريليا.
بويبلا
تشتهر بفخاريات تاليفيرا، ومع ذلك تعتبر من المراكز التاريخية، تعج بالكثير من المباني المعمارية الجميلة، وهي موطن طبق «شيلي أون نوجاد» الذي يتم إعداده من صلصة الجوز، وهو الطبق الشعبي الأشهر في المكسيك.
أواكساكا
من الوجهات التي تضم المباني المعمارية الجورجية، بتقاليدها الزاهية وتحفها الجميلة، وأطعمتها اللذيذة.
تاكسكو غيريرو
عاصمة المكسيك للفضة، ومن الأماكن الرائعة لشراء المجوهرات، فضلاً عن كونها بلدة كولونيالية فاتنة، رابضة فوق الجبال الجنوبية لمكسيكو سيتي.
عجائب الطبيعة
هل تعلم أن المكسيك من بين أفضل 5 دول في التنوع الطبيعي، ما يجعلها وجهة ترفيهية غير عادية تلفت السياح لنعمة الطبيعة وعظمتها، حيث يمكن للسياح الإمساك بالسلاحف الصغيرة بالشاطئ وإطلاقها في البحر، والسباحة مع الحيتان، واستكشاف ثاني أكبر الشعب المرجانية في العالم بأسره.
رحلة المغامرات
هناك الكثير من الفرص لممارسة الرياضات المائية والخروج في رحلات المغامرات في المكسيك. كما أن التنقل بخطوط الحبال الناقلة عبر الغابة من التجارب المثيرة، وهناك أيضاً نهر تحت الأرض يمكنك استكشافه. ويمكنك أيضاً تعلم ركوب الأمواج أو الاستمتاع بإطلالة رائعة على الشاطئ والمحيط أثناء السباحة.
المواقع التاريخية
كانت المكسيك في الماضي موطناً لبعض أعظم الحضارات القديمة، فقد تركت حضارة الأولمك، والزابوتيك، والمايا، والأزتيك، بصماتها الواضحة على أرضها، فزيارة مدنها ومعابدها تملأ السياح بعجائب هذه الثقافات القديمة.
كما ينصح أيضاً بزيارة المواقع الأثرية لحضارة المايا لشبه جزيرة اليوكاتان، التي اختيرت كواحدة من عجائب الدنيا السبع. ويعد موقع تشيتشن إيتزا، من المواقع التي تستحق الزيارة. كما لا تنسى زيارة معبد مايار المهيب، المعبد الرئيسي للأزتيك، إضافة إلى معبد تيوتيهواكان، والمواقع التاريخية المدهشة في المكسيك، وتشمل تولوم وكوبا ومونت ألبان.
الطعام المكسيكي
يمكن للسياح الاستفادة إلى أقصى درجة من تجربة تناول الطعام في المكسيك، من خلال التكيف مع أوقات الوجبات المكسيكية. عندما يكون المرء مستعداً لتناول وجبة خفيفة، يتوفر له الكثير من طعام الشارع، أما إذا كان المرء نباتياً، فهناك الكثير من الخيارات للنباتيين أيضاً، ينصح السياح بتجريب طبق الشمام، ريليس ريليس، وكيسيليو، وتيلاوداس وتاماليس، وتذوق الأطباق التي لم تتذوقها من قبل.
الحرف اليدوية
الحرف اليدوية والفنون الشعبية الجميلة في المكسيك، هي نتاج مهارة ومعرفة مرت عبر الأجيال. وينتهي الأمر بالعديد من السياح و الزوار إلى المكسيك، بحمل حقائب إضافية في رحلة العودة؛ لأنهم لا يستطيعون مقاومة إغراء شراء الكثير من هذه المشغولات اليدوية الجذابة.
ثقافة الشعب
يفتخر المكسيكيون بجذورهم وتقاليدهم، ويتجلى ذلك في الطريقة التي يؤدون بها أنشطتهم اليومية، وكذلك بالطريقة التي يحتفلون بها في المناسبات المهمة. يمكن للسياح الاستعانة بالدليل السياحي للمكسيك لكل من يريد الحصول على معلومات حول المهرجانات والفعاليات التي تقام على مدار السنة.
أفضل وقت
تعتبر المكسيك بلداً ضخماً من حيث المساحة، ويختلف الطقس حسب الموسم والمنطقة. عادة ما يكون الوقت الأمثل للزيارة بين شهري ديسمبر/كانون الأول، وأبريل نيسان، عندما لا تكون هناك أية أمطار. أما الأشهر الأكثر برودة فهي بين شهري ديسمبر/كانون الأول، وفبراير/شباط، بينما يبدأ الموسم الرطب في الجنوب في مايو/أيار، ويستمر حتى أكتوبر/تشرين الأول.
