عادي
3000 شخص مهددون بفقد وظائفهم خلال 2018

موجة تسريح للعمال تضرب «تيسلا» قبل إطلاق «الموديل 3»

01:39 صباحا
قراءة 3 دقائق
انشغل إيلون ماسك كثيراً بالانطلاقة المتعثرة لإنتاج الموديل 3 لشركة «تيسلا» الأمريكية للسيارات؛ ذلك الموديل الذي تعلق عليه الشركة آمالاً عريضة.
ومع ذلك فقد أعلن رئيس الشركة ونجمها الدؤوب عن تسريح نحو 9% من العاملين بالشركة.
جاء في بيان مرسل للزملاء عبر البريد الإلكتروني وشاركه ماسك بالتوقيت المحلي عبر حسابه على موقع «تويتر» أن القرار «صعب ولكنه ضروري».
برر رئيس «تيسلا» الخطوة بـ «ضرورة خفض النفقات وجعل الشركة رابحة» مشيراً إلى أنه سيتم إخبار العاملين هذا الأسبوع بقرار التسريح.
لا يعرف حتى الآن على سبيل الدقة عدد العاملين الذين سيتم تسريحهم.
قال التقرير السنوي الأخير ل«تيسلا» إن عدد العاملين لديها بلغ 37 ألفاً و500 أواخر 2017 ما يعني أن أكثر من 3000 عامل سيفقدون وظيفتهم.
غير أنه وفي ضوء التوسع الهائل وحملة التعيينات على خلفية إنتاج السيارة «تيسلا موديل 3» فربما كان عدد العاملين الذين تم توظيفهم هذا العام يعد مرتفعاً كثيراً ما يجعل الأمر يتعلق الآن بعدد كبير من العاملين، الذين سيفقدون عملهم.
وفقاً لماسك فإن قرارات التسريح ستطال بشكل خاص المراكز التي يشغلها أكثر من موظف، والوظائف التي أصبحت فائضة بعد موجة التعيين الواسعة التي أعقبت النمو الهائل في الشركة خلال السنوات الماضية. وفقاً للبيان فلن يتم تسريح وظائف في قطاع الإنتاج ولن تمس عملية التسريح وتيرة إنتاج سيارة تيسلا موديل 3.
أضاف الملياردير ماسك أن الأرباح بالنسبة له ولشركة تيسلا ليست هي الدافع المحفز له «..ولكن بدونها لا يمكن للأمر أن يستمر على المدى البعيد» مضيفاً: «لن نستطيع القيام بمهمتنا أبداً إذا لم نظهر يوماً ما أننا نستطيع أن نحقق أرباحاً دائمة».
من خلال مهمته «تعجيل تحول العالم إلى الطاقة المستديمة والنظيفة» أصبح ماسك حامل راية حرية التنقل باستخدام السيارة الكهربية واكتسب بذلك الكثير من الأنصار.
ولكن ذلك لا يخفي حقيقة أنه من الضروري أن تتضح الجدوى الاقتصادية لدى تيسلا أيضاً؛ لأن المساهمين هم الذين يمولون الشركة.
ولكن الشركة لا تحقق أرباحاً حتى الآن باستثناء بعض الفترات ربع السنوية.
لم تحقق الشركة ربحاً سنوياً واحداً على مدى تاريخ الشركة الذي يعود لنحو 15 عاماً.
أقر ماسك بنزاهة الانتقاد للشركة في هذا الجانب، وقال إنه انتقاد مسموح به.
سددت تيسلا فاتورة نموها المتسارع خلال العامين الماضيين من خلال تكبدها خسائر أكبر.
بلغ صافي الخسائر عام 2017 نحو ملياري دولار؛ حيث ضخت الشركة استثمارات هائلة من أجل أن تحقق الشركة القفزة إلى سوق الإنتاج الواسع ولتتحول من شركة تقتصر على إنتاج السيارات الفارهة إلى شركة منتجة لسيارات في متناول الكثيرين؛ وذلك من خلال تطوير السيارة تيسلا موديل 3 وإنتاجها بشكل واسع؛ حيث كان إنتاج سيارة جذابة وبسعر مقبول لقطاع عريض من الناس جزءاً أساسياً من الخطة الرئيسية لماسك.
يأمل ماسك في أن تساعد المبيعات الواسعة بهامش ربح ضئيل يوماً ما في جعل تيسلا رابحة.
ولكن انطلاقة الشركة لم تكن موفقة تماماً رغم أنها اعتمدت في هذه البداية على موديل 3 الذي كانت تعلق عليه آمالها؛ وذلك لأن إنتاج السيارة كان بطيئاً رغم الجهد والتكاليف الواسعة التي سخرتها الشركة لهذا الهدف.
تعتزم تيسلا إنتاج 5000 سيارة أسبوعياً بحلول نهاية يونيو/‏حزيران الجاري.
كانت الشركة تأمل في الوصول لهذا الهدف أواخر 2017 بالفعل. بلغ الإنتاج الأسبوعي من السيارة موديل 3 مؤخراً نحو 3500.
تزايد الضغط على ماسك بشكل واضح في الأشهر الماضية.
ومع ذلك فإن رئيس تيسلا لم يفعل الكثير لتبديد التحفظات على الشركة؛ بل بالعكس بدا ماسك حساساً شيئاً ما، وبشكل غير معتاد وكان غير واثق من نفسه في رد فعله على الانتقادات، ما جعل القلق يساور المساهمين في بورصة وول ستريت وتسبب في تراجع سعر سهم الشركة لبعض الوقت. من السابق لأوانه إمكانية القول ما إذا كانت تيسلا قد حملت نفسها أكثر من طاقتها بالدخول في إنتاج موديل 3.
فإذا نجح ماسك في التغلب على صعوبات البداية واستطاع زيادة الإنتاج بشكل قوي فإن هذا المشروع الكبير ربما حقق النجاح المأمول رغم التأخير.
ولكن تسريح عدد كبير من العمال في هذا الوقت الحرج ربما أظهر مدى تعاظم الضغوط على ماسك في الفترة الماضية.
لم يقدم ماسك الكثير من الوعود فيما يتعلق بالموديل 3 فقط؛ بل أعلن في إبريل/‏نيسان الماضي أن تيسلا ستحقق أرباحاً خلال الربعين السنويين الثالث والرابع.
ويرى محللون أن الشركة أصبحت بحاجة لزيادة رأس مالها وهو ما ينفيه رئيس الشركة بقوة. (د ب أ)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"