عادي

الأمير الوزير.. مفاوض بارع يمسك بأعنة صناعة الطاقة

01:29 صباحا
قراءة 3 دقائق

عندما سحق وزير النفط السعودي الأسبق علي النعيمي أسعار النفط في ٢٠١٤ بزيادة الإنتاج رغم وفرة المعروض في الأسواق العالمية وقف رجل واحد في المملكة معترضاً بحزم على هذه الاستراتيجية.
هذا الرجل هو الأمير عبد العزيز بن سلمان نجل الملك سلمان وصاحب الخبرة الواسعة في دهاليز صناعة النفط الذي وقع عليه الاختيار ليكون وزير الطاقة السعودي الجديد.
والأمير عبد العزيز معروف في عالم النفط لما يبذله من جهد منذ عشرات السنين للمساعدة في تعزيز تخفيضات أوبك الإنتاجية.
ويواجه الأمير، وهو يمسك بأعنة صناعة النفط في المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم خلفاً لخالد الفالح، مطالب متزايدة من الأسرة الحاكمة لرفع أسعار النفط للمساعدة في تخفيف قيود الميزانية وتنفيذ بعض الخطط لتعظيم القيمة من الخصخصة الجزئية المزمعة لشركة أرامكو عملاق الصناعة في الدولة. وقد اشتهر الأمير عبد العزيز في أروقة صناعة النفط بأنه مفاوض بارع وله خبرة طويلة في إبرام الاتفاقات داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) كما أن ما يحظى به من احترام بين زملائه من أعضاء أوبك قد يساعده في تنفيذ سياسته.
قالت مصادر في أوبك إنه عندما اتفق أعضاء المنظمة في العام ٢٠١٦ على خفض الإنتاج بذل الأمير عبد العزيز جهداً وراء الكواليس لإقناع وزراء آخرين بالموافقة.
وعندما قاومت إيران وهي تحت العقوبات حملة من جانب السعودية وروسيا لزيادة الإنتاج بعد عامين لتلبية دعوات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخفض الأسعار كان الأمير عبد العزيز هو الذي ساعد في إقناع وزير النفط الإيراني بيجن زنغنة بالموافقة وكان يشغل حينذاك منصب وزير الدولة لشؤون الطاقة. وتُعِد السعودية شركة أرامكو لطرح عام أولي خلال العامين المقبلين غير أن من الضروري أن يكون سعر النفط مرتفعاً لوصول قيمة الشركة كما أرادها ولي العهد والقوة الدافعة وراء هذه الخطة إلى تريليوني دولار.
لقد خرج تعيين الأمير وزيراً للطاقة عما جرى عليه العرف منذ فترة طويلة أن يتولى الوزارة خبراء في صناعة النفط وألا يشرف أي من أعضاء الأسرة الحاكمة على حقيبة الطاقة بالمملكة. وقالت مصادر سعودية ودبلوماسيون إن الرأي السائد كان أن أسرة آل سعود الحاكمة تعتبر حقيبة النفط ذات أهمية خاصة ولا يتولى أحد الأمراء الإشراف عليها. ولكن العالمين ببواطن الصناعة يرون أن خبرة الأمير الطويلة تغلبت في هذه المرة.
وقال مصدر سعودي على دراية مباشرة بالأمر إن ولي العهد هو الذي رشح أخاه لجدارته ولامتلاكه رؤية مغايرة للأمور.
وقال السفير الأمريكي السابق تشاس فريمان إن الأمير يمثل ظاهرة جديدة سماها «التكنوقراط الملكي». وأضاف في وصف الأمير «ذكي عالمي الأفق وخبير في عمل الوزارة التي شكل فيها حياته المهنية».
التحق الأمير عبد العزيز (٥٩ عاما) بالوزارة في العام ١٩٨٧ وعمل عن كثب مع وزير النفط السابق هشام الناظر ثم مع النعيمي نائبا له لسنوات. اليوم، وبخلاف تحقيق إيرادات إضافية للميزانية من خلال أسعار النفط الأعلى سيتعين على الوزير الجديد تعزيز العلاقات مع روسيا غير العضو في أوبك، وقد تطورت العلاقات بين السعودية وروسيا منذ ٢٠١٦ بعد أن شكلت أوبك وعدد من الدول المنتجة غير الأعضاء فيها تحالفاً أُطلق عليه اسم أوبك بلس، وقال مصدران بصناعة الطاقة الروسية إنهما لا يتوقعان تغييراً في التعاون لأن الجانبين يحققان الاستفادة.
كذلك، كان للأمير عبد العزيز دور مباشر في المحادثات مع الولايات المتحدة لجلب التكنولوجيا النووية إلى السعودية.
(وكالات)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"