عادي

هنريتا جرين.. «مشعوذة وول ستريت»

02:31 صباحا
قراءة 3 دقائق
هنريتا «هيتي» هولاند جرين، هي سيدة أعمال أمريكية وممولة، عرفت بأنها أغنى أمرأة في أمريكا خلال القرن التاسع عشر، وكانت تلقب ب«مشعوذة وول ستريت؛ نظراً لأنها كانت تلبس معطفاً بالياً مثل المشعوذات». كما اشتهرت جرين بثروتها الكبيرة وشدة بخلها أيضاً. وكانت السيدة الوحيدة التي نجحت في جمع ثروة مالية كبيرة، في الوقت الذي كان يهيمن فيه الرجال على سوق التمويل.

ولدت جرين في ال21 من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1834 في مدينة «نيو بيدفورد» بولاية ماساشوستس الأمريكية، وهي أبنة إدوراد موت روبنسون، وآبي روبنسون، التي كانت تعد أغنى عائلة تعمل في صيد الحيتان في المدينة. وكان أفراد أسرتها ينتمون لجمعية الأصدقاء الدينية، وكانوا يملكون أسطولاً كبيراً من سفن صيد الحيتان، كما استفادوا من التجارة مع الصين.
وفي الثانية من عمرها انتقلت جرين للعيش في بيت جدها، بسبب مرض والدتها. وعندما بلغت سن السادسة، أصبحت تقرأ لأبيها الوثائق المالية. وفي سن ال13 من عمرها، أصبحت تدير الشؤون المالية للعائلة. وفي سن ال16، التحقت بمدرسة «إليزا وينج» التي بقيت فيها حتى سن 19 عاماً.
توفيت آبي روبنسون عام 1860، تاركة لابنتها هنريتا جرين إرثاً بقيمة 8 آلاف دولار (أي ما يعادل 213 ألف دولار بتقديرات اليوم). وبعد وفاة والدتها بفترة وجيزة، ورثت جرين 20 ألف دولار من عمتها (أي ما يعادل 533 ألف دولار بتقديرات اليوم). توفي والدها عام 1865، ليترك لها إرثاً بقيمة 5 ملايين دولار (ما يعادل 78 مليون دولار بتقديرات اليوم)، تضمنت أرباحاً سنوية بقيمة 4 ملايين دولار من صندوق استثماري، واستخدمت جرين هذه الأموال في شراء سندات حرب خلال الحرب الأهلية.
عندما علمت جرين بأن عمتها سيلفيا آن هولاند، تركت وصية للتبرع بمليوني دولار للأعمال الخيرية، رفعت دعوى قضائية لتُشكك في صحة الوصية، وبالفعل استطاعت بعدها أن تسترد الأموال، واعتبرت المحكمة أن وصية العمة مزوّرة، فبالتأكيد لن يترك شخص ثري ثروته لتذهب بعيداً عن أهله وأقاربه.
وفي الحادي عشر من يوليو/ تموز عام 1867، تزوجت جرين من إدوارد هنري جرين، وهو من عائلة ثرية في ولاية فيرمونت، وجعلته يوقع على تعهد للتخلي عن جميع حقوقه في الإرث من مالها قبل الزواج، وأنجبت منه طفلين هما إدوارد روبنسون عام 1868، وهاريت سيلفيا عام 1871. كانت جرين تنفذ جميع أعمالها التجارية الخاصة في إحدى مكاتب بنك سيبورد الوطني في نيويورك، وسط مجموعة كبيرة من الأمتعة والحقائب الملأى بالوثائق الخاصة بها، وذلك حتى لا تضطر لدفع إيجار مكتب خاص.
كما كانت سيدة أعمال ناجحة نشطت بشكل رئيسي في قطاع العقارات، واستثمرت في السكك الحديدية، وكانت مصدراً مادياً اعتمدت عليه مدينة نيويورك في عدة مناسبات، خاصة خلال الركود الاقتصادي عام 1907، وقيل إنها قدمت حينها شيكاً بمبلغ 1.1 مليون دولار لمساعدة المدينة، دفعت لها في عوائد سندات قصيرة الأمد. وكانت تسافر آلاف الأميال لوحدها، لتحصيل ديون لا تزيد على مئات الدولارات، وذلك في زمن كانت النساء فيه لا تسافرن إلا بمرافق. وأثّر بخلها وجشعها بشكل كبير على عائلتها الصغيرة؛ إذ تعرض طفلها نيد لكسر في ساقه عندما كان طفلاً، وحاولت جرين علاجه في عيادة مجانية للفقراء. ويقول البعض إنها كانت تعالج جروحه بنفسها حتى اضطر الأطباء لبتر ساقه بسبب إصابته بالجرجرينا. ويكذب البعض هذه الرواية ورجحوا أن ساق الطفل بُترت بعد سنوات من العلاج غير الناجح.
توفيت هيتي جرين في81 من عمرها بمدينة نيويورك، ودخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية بلقب «أبخل شخصية في العالم». ويقال إنها توفيت من سكتة عندما تشاجرت مع خادمة اختلفت معها في فضائل الحليب منزوع الدسم. وهذه الرواية نفتها بعض الكتب التي ذكرت أن جرين توفيت بعد تعرضها لسلسلة من السكتات الدماغية، منذ شجارها مع طباختها التي رغبت في توظيف صديقة مقربة لها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"