عادي

أهمية المجازفة مبكراً

01:38 صباحا
قراءة دقيقتين
إعداد: أحمد البشير

هل عليك الانتقال إلى موقع جديد وبدء عمل جديد من الصفر؟ وهل عليك ترك عملك الحالي وإطلاق مشروعك الخاص الذي لطالما حلمت به؟ وهل عليك قبول تلك الترقية الحافلة بالتحديات لمعرفة ما إذا كنت قادراً على أداء العمل بشكل جيد؟
خلال حياتك المهنية، ستواجه العشرات، إن لم يكن المئات من المجازفات المحتملة مثل هذه. وليست كل هذه المجازفات ستكون رئيسية أو أنها ستغير مجرى حياتك. وستظهر مثل هذه المجازفات على شكل قرارات يومية، مثل التخلص من عميل مزعج أو المطالبة بمكافأة على مجهود بذلته في العمل.
وبشكل عام، يجب أن تتخذ قراراتك وفقاً للموقف الذي أنت في فيه. وعندما تكون في حال جيدة، كلما كنت أقدر على تحمل مجازفات أكبر، وإذا كنت شخصاً مخاطراً بطبيعتك، فقد تشعر براحة أكبر عندما تقدم على مخاطرات أكبر ذات عوائد مجزية.
ولكن ما يهمله معظم الناس هو أهمية المخاطرة في وقت مبكر من حياتهم المهنية، بغض النظر عن ظروفهم الحالية ونفورهم من المجازفة.
وتعتبر المخاطرة أمراً جيداً، شريطة التعامل معها بذكاء. وعندما تخاطر وتنجح، غالباً ما تحصل على مكافأة أكبر بكثير مما كنت ستحصل عليه عندما تتخذ قرارات آمنة. وعندما تجازف وتفشل، ستتعلم أموراً ذات قيمة كبيرة حول اتخاذ القرارات والظروف التي تمر بها، كما ستصبح أكثر ثقة بنفسك.
لذا، ليس من المستغرب أن الكثير من رجال الأعمال يشجعون الناس على المجازفة. قد يكون اتباع مسار تقليدي أمراً آمناً ويمكن التنبؤ بتبعاته، إلا أنه يمنعك من تحقيق شيء عظيم ويحد من خياراتك بشكل كبير. ووفقاً لذلك، على المهنيين تحمل المزيد من المخاطر المحسوبة، مثلما هو الأمر بالنسبة للشباب.
وعندما تكون شاباً، ستكون لديك أشياء أقل لتخسرها، فعلى سبيل المثال، لنقل أنك قد تخرجت للتو من الجامعة وحصلت على وظيفة براتب متوسط في إحدى الشركات، ولست متزوجاً ولا توجد لديك أي مسؤوليات مهمة. وهنا فإن المخاطرة والفشل لا يعرضان أي شخص للخطر، وأسوأ ما سيحدث هو أن تعود إلى وظيفتك القديمة أو تحصل على وظيفة بنفس الراتب.
لكن قارن هذا، بسيناريو آخر بعد 30 عاماً، تكون فيه متزوجاً ولديك 3 أطفال، وتعمل في نفس الوظيفة منذ 25 عاماً، وتحاول فيه أيضاً توفير المال لسن التقاعد. وهنا إذا جازفت وفشلت في ذلك، ستضع نفسك وعائلتك في وضع لا تحسد عليه، أو أنك ستخسر أموال التقاعد أو الوظيفة التي قضيت حياتك فيها.
وغالباً ما يتم تشجيع الشباب على المجازفة عند الاستثمار، لأنه سيكون لديهم الكثير من الوقت للتعويض عن أي أخطاء يرتكبونها. وفي حال جازفوا وخسروا كامل رؤوس أموالهم، فلن تكون هناك مشكلة كبيرة، حيث ستكون أمامهم 30 أو 40 عاماً لإعادة تجميع هذه الأموال.
وهذا الأمر ينطبق أيضاً على حياتك المهنية، ففي حال خاطرت وفشلت وأدى ذلك إلى خسارتك لوظيفتك أو تشويه سمعتك، سيكون أمامك 30 أو 40 عاماً لإعادة بناء تلك السمعة من الصفر، كما ستكون أمامك المزيد من الفرص. كلما كان عمرك أصغر، كلما كانت فرص العمل أكبر أمامك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"