عادي
ينطلق الاثنين المقبل تحت رعاية رئيس الدولة

أبوظبي تشكّل ملامح «النفط والغاز» العالمي في «أديبك»

01:06 صباحا
قراءة 5 دقائق
أبوظبي: عدنان نجم

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تنطلق يوم الاثنين القادم فعاليات معرض أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2019» والذي تقام أحداثه خلال الفترة 11-14 نوفمبر الجاري في مركز أبوظبي للمعارض.

ويشكّل «أديبك 2019»، منبراً رفيعاً لقطاع النفط والغاز العالمي، يتيح المشاركة في الحوار وممارسة الأعمال التجارية والحصول على أحدث الحلول والاطلاع على الاستراتيجيات الإبداعية التي ستشكّل ملامح القطاع في السنوات المقبلة، علاوة على تحديد الفرص التجارية الكامنة في مناطق الشرق الأوسط وآسيا.

ومن المقرر أن يقدم «مؤتمر النفط والغاز 4.0» الاستراتيجي، المقرر انعقاده في إطار «أديبك 2019»، جلسات خاصة بالنظر في العلاقات التي تربط بين التقنيات الحديثة والطاقة، في حين سوف تبحث جلسات أخرى في نماذج الأعمال المرنة ومنظومات الشراكة الجديدة التي تشكل جوهر الحوار الدائر في قطاع الطاقة العالمي.

يواصل «أديبك»، منذ انطلاقته في عام 1984، نموه مكتسباً شهرة عالمية بوصفه المعرض والمؤتمر الأبرز لقطاع النفط والغاز، ويجمع الحدث أكثر من 2200 جهة عالمية عارضة على مساحة إجمالية تبلغ 155.000 متر مربع، و29 جناحاً وطنياً، مستقطباً ما يزيد على 145.000 زائر من أنحاء المنطقة والعالم، فضلاً عن 42 شركة نفط وطنية وعالمية. أما المؤتمر فيستضيف أكثر من 980 متحدثاً استراتيجياً وخبيراً في أكثر من 160 جلسة تتناول قطاع الطاقة على امتداد سلسلة القيمة الكاملة له، لتجتذب أكثر من 10.400 موفد.

مشاريع المنطقة والعالم

بلغت قيمة مشاريع النفط والغاز والبتروكيماويات، التي يجري العمل في تنفيذها أو تلك المخطط لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أكثر من 859 مليار دولار، بينها مشاريع يجري الانتهاء من تطويرها بقيمة 283 مليار دولار، وذلك في ظل استعداد المنطقة لمواجهة الزيادات المتوقعة في الطلب على الطاقة خلال العقدين المقبلين.

ويتوقع مراقبون أن يزداد الطلب العالمي على النفط بما لا يقل عن 10 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2040، في حين سوف ينمو الطلب على الغاز الطبيعي بنسبة 40 في المئة والبتروكيماويات بنسبة 60 في المئة. ويدفع التوسّع في الطلب على البترول والمنتجات البتروكيماوية عجلات الاستثمار في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقاً لشركة «دي إم جي إيفنتس»، الجهة المنظمة لمعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك» 2019.

وبحسب دراسات أجرتها شركة «ميد» المختصة بالتحليلات والمعلومات التجارية، فإن أرامكو السعودية هي أكبر جهة منفردة إنفاقاً في قطاع النفط والغاز بالمنطقة؛ إذ تنفّذ الشركة عقوداً تزيد قيمتها على 31 مليار دولار، تليها في الإنفاق المنفرد أكبر ثلاث شركات نفط وغاز في الكويت بمشروعات تبلغ قيمتها الإجمالية 42.2 مليار دولار. وتُظهر أرقام «ميد» أن «أدنوك» لديها مشاريع قيد التنفيذ في عملياتها الإنتاجية في المناطق البرية والبحرية بقيمة تعاقدية إجمالية تبلغ 16.7 مليار دولار. أما خارج منطقة دول مجلس التعاون الخليجي فتنفذ شركة المشاريع النفطية العراقية وشركة سوناطراك الجزائرية مشاريع بقيمة 13.7 مليار دولار.

وتأتي وزارة النفط العراقية في الصدارة لجهة قيم تعاقدات ما قبل التنفيذ؛ إذ تبلغ قيمة مشاريعها المرتقبة 19.5 مليار دولار، منها مشاريع بقيمة 13.7 مليار دولار في مرحلة تقديم العطاءات، وفقاً لقائمة وضعتها «ميد» بأكبر المشاريع التي يجري تنفيذها في قطاع النفط والغاز.

أما في مصر، فتوجد لدى وزارة البترول والثروة المعدنية، خطط لمشاريع بقيمة 12.3 مليار دولار، في حين تمتلك شركة نفط الكويت مشاريع مرتقبة بقيمة 12.3 مليار دولار، بينما أعلنت سوناطراك الجزائرية عن خطط لتطوير مشاريع بقيمة 10.8 مليارات دولار، تشمل عقداً بقيمة 2.5 مليار دولار لمصفاة حاسي مسعود.

ومن المتوقع أن تشهد آسيا تشغيل 130 مشروعاً جديداً للنفط والغاز الطبيعي على مدار الأعوام الثمانية القادمة، لتسهم بإنتاج حوالي 518.000 برميل نفط وما يقرب من 11.5 مليار قدم مكعبة من الغاز، يومياً. ووفقاً لشركة «غلوبل داتا» البارزة في مجال الاستشارات وتحليل البيانات، فإن 76 من المشاريع الجديدة تندرج تحت تصنيف المرحلة المبكرة، بينما تقدمت 54 من المشاريع الجديدة إلى خطط تطوير محددة. ومن المنتظر أن تحل الهند في الصدارة بمشاريع عددها 62 مشروعاً، تليها الصين ب 20 مشروعاً و إندونيسيا ب 19، بينما تعتزم ماليزيا دفع عجلات الإنتاج في مجال الغاز الطبيعي.

التحول الرقمي

لا يزال التحول الرقمي في قطاع النفط والغاز بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يسير بخطى سريعة؛ حيث تعمل شركات الطاقة في جميع أنحاء المنطقة على زيادة الاستثمار في التقنيات الداعمة لتسريع عمليات الاستكشاف والإنتاج وتيسيرها وجعلها أكثر مرونة مع خفض التكاليف.

وفي سعيها للتكيف مع متغيرات أسواق الطاقة العالمية، حرصت شركات الطاقة على خفض التكاليف من خلال الإنفاق على البحث والتطوير فيما يخص التقنيات الكفيلة بتعزيز كفاءة المشاريع الجديدة والقائمة.

وبحسب شركات الاستشارات الإدارية، فإن الاستخدام الفعال للتقنيات الرقمية، مثل الحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء والقدرات التنقلية والذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والبيانات الضخمة والتحليلات، قد يؤدي إلى خفض الإنفاق الرأسمالي بما يصل إلى 20 في المئة، التي تتوقع في الوقت نفسه أن يتحسن إجمالي التدفقات النقدية بمقدار 11 دولاراً للبرميل على امتداد سلسلة قيمة النفط والغاز من الإنتاج البحري، لتضيف 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2025.

ويضم مؤتمر النفط والغاز 4.0 الاستراتيجي ضمن «أديبك»، جلسات تبحث في العلاقة بين التقنيات المتقدمة والطاقة، بما يشمل الروابط بين التحول الرقمي والأفراد وعلاقات الشراكة، والتي تمكّن من إحداث التغيير وإرساء أسس متينة وراسخة لبناء شركات النفط والغاز في المستقبل. ويستضيف معرض «أديبك» في الوقت نفسه «منطقة أديبك للرقمنة»، وهي منطقة مخصّصة ستتيح للشركات منصة تضعها في طليعة توجهات التقنية اليوم ومسيرة التحول الرقمي في القطاع.

جوائز «أديبك»

شهد معرض أديبك 2019 زيادة عدد طلبات الترشح لجوائز الدورة الثالثة والعشرين بنسبة 92% مقارنة مع دورة 2018، مما يعد مؤشراً واضحاً على عمق وتنوع المواهب المهنية إلى جانب الفرص والإمكانات الهائلة التي ينطوي عليها قطاع النفط والغاز.

وتأتي فئات الجوائز الست في دورة هذا العام، لتركز على جوانب عدة مثل الابتكار التكنولوجي، والبحوث الرائدة حول الطرق البديلة لتسخير الوقود، والمؤسسات التي تطورت بشكل لافت من خلال اعتمادها أحدث تقنيات وحلول التحول الرقمي، بينما شهدت نسخة هذا العام من جوائز «أديبك» المرموقة زيادة في عدد طلبات الترشح للجوائز والتي ارتفعت بأكثر من الضعف في بعض الفئات؛ حيث تم استلام طلبات للترشح من جانب عدد كبير من الشركات الرائدة على مستوى القطاع من جميع أنحاء العالم، مما يؤكد المكانة العالمية الكبيرة التي يحظى بها الحدث لدى المتخصصين في قطاع النفط والغاز، فضلاً عن الجهود الدؤوبة التي يقوم بها معرض «أديبك» لتعزيز وتطبيق أفضل ممارسات التميز.

وتتضمن نسخة هذا العام من جوائز «أديبك 2019» تحت شعار: «التميز في قطاع الطاقة»، فئة جديدة كلياً تحت اسم «جائزة أفضل شركة في قطاع النفط والغاز في مجال الشمولية والتنوع»، والتي تمنح تقديراً لجهود الشركات التي تترك بصمة واضحة في مجال تعزيز عنصري الشمولية والتنوع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"