عادي
خبراء: المبادرات الذكية تحقق الشمول الرقمي للدولة

الإمارات تقود قاطرة تبني الخدمات التكنولوجية الحديثة في المنطقة

03:04 صباحا
قراءة 6 دقائق

دبي أنور داود:

أكد خبراء ومسؤولون أن الإمارات ودبي، تأتي في مقدمة دول منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، في تبني التكنولوجيا الحديثة والأنظمة الذكية، مشيرين إلى أن الحكومة تسعى جاهدة نحو زيادة انتشار الخدمات الذكية والإلكترونية في القطاعين الخاص والعام، من خلال المبادرات الذكية من أجل تحقيق أقصى درجات النمو والتوسع والشمول الرقمي للدولة.

شدد الخبراء على ضرورة تطبيق أخلاقيات العمل، ومبدأ الشفافية في تناول واستخدام التقنيات الحديثة ولاسيما أن بعض المؤسسات أو الشركات تتعاطى مع التكنولوجيا الحديثة بسلبية، ويتم استخدامها في مواضيع تضر المصلحة العامة. مشيرين إلى إمكانية توفير أنظمة حوافز جديدة لمساعدات المجتمعات للتحول الرقمي وضمان الاستخدام الأمثل للتقنيات.

جاء ذلك خلال فعاليات ندوة إطلاق «تقرير التنمية في العالم 2016»، العوائد الرقمية، التي نظمها مجلس دبي الاقتصادي بالتعاون مع مجموعة البنك الدولي، في فندق إنتركونتيننتال فيستفال سيتي، دبي، بحضور عدد كبير من ممثلي مجتمع الأعمال من القطاعين العام والخاص، وكبرى الشركات العالمية لاسيما العاملة في مجال التقنية الرقمية.

ترسيخ الابتكار

وأكد هاني الهاملي، الأمين العام لمجلس دبي الاقتصادي أن التقرير من دبي يأتي في الوقت المناسب ولأسباب عدة، يأتي في مقدمتها تبني الإمارات ودبي خطة استراتيجية لترسيخ الابتكار في الاقتصاد والمجتمع، لاسيما في إطار سعيها للتحول الى الاقتصاد المبني على المعرفة. كما يتطابق عنوان التقرير «العوائد الرقمية» مع مبادرة الحكومة الذكية والمدينة الذكية، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بهدف تحسين الحياة من خلال تسخير التكنولوجيا لصنع حياة مختلفة ونموذج جديد في التنمية، أما السبب الآخر، فهو أن البيئة الاقتصادية العالمية التي نحيا فيها لم تعد تسمح ب«الاقتصادات التقليدية» التي لا تزال تعتمد على الأعمال كثيفة العمل وبعيدة عن التقنيات المستجدة والتطبيقات الذكية في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

فجوة الاقتصاد الرقمي

وقال الهاملي في كلمة ألقاها نيابة عنه الدكتور عبدالرزاق الفارس، الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بمجلس دبي الاقتصادي إن ثمة ثنائيات لا تزال تواجه الاقتصاد العالمي، فعلى الرغم من الانتشار الهائل للتقنيات الحديثة، وخاصة في مجال الاتصالات، لا تزال الفجوة قائمة بين مناطق العالم المختلفة، وطبقاً للتقرير فإن قرابة 60% من سكان العالم ما زالوا محرومين من الاتصال بشبكة الإنترنت، ومن ثمَّ لا يُمكِنهم المشاركة في الاقتصاد الرقمي بطريقة مجدية.

التجربة العالمية

وأضاف أنه في الوقت الذي نثني على الجهود المضنية التي بذلها فريق عمل البنك الدولي لإصدار التقرير، فإن المغزى الحقيقي من وراء التقرير يتجاوز البيانات والأشكال والرسوم البيانية التي انتظمت عبر دفتي التقرير ليتمثل في استيحاء الدروس من التجربة العالمية في مجال توظيف التقانة الحديثة لصالح التنمية ولتطال جميع شرائح المجتمع، وإجراء مقارنة موضوعية بين ما أنجزته منطقتنا في مجال الاقتصاد أو التنمية الرقمية مع المناطق الأخرى من العالم ليس المتقدمة منها فحسب، بل حتى النامية والناشئة. كذلك لابد من البدء بالتخطيط لمستقبل أجيالنا المقبلة، بعد 20 أو 30 عاماً من الآن، وتوسيع نطاق الاستفادة من التقنيات المستجدة من أجل غد أفضل لهم.

الإمارات في المقدمة

وذكر «أن الإمارات تبرز في مقدمة دول المنطقة استخداماً للتقنيات الذكية في مختلف المجالات لاسيما أتمتة الخدمات العامة وفق ما كشفته التقارير الدولية المعنية في هذه المجالات، وخاصة في مجال التغطية بشبكة الهاتف المحمول. مشدداً على ضرورة تغيير قواعد التنمية والتكيف مع واقع علمي ودولي جديد، قوامه التقانة الحديثة، لكن هدفه رفاه الإنسان وتقدمه.

مضامين تقرير التنمية

وقال خلال جلسة تحت عنوان «مضامين تقرير التنمية في العالم 2016» إن التقنيات الرقمية أحدثت تغييرات كبرى في عالم الأعمال ووظائف الحكومات، وبالتالي فإنه ينبغي علينا أن نستمر في ربط الناس فيما بينهم نظراً لأن تكلفة الفرص الضائعة تكون باهظة عادة. ولفت ديباك إلى بعض قصص النجاح التي تحققت في الدول النامية، فيما يتعلق باستخدام التقانة الرقمية في التنمية، فمثلاً إقبال البالغين في شرق إفريقيا على تسديد فواتير المرافق العامة باستخدام الهاتف المحمول، واستخدام العمالة النسوية في الصين منصة التجارة الإلكترونية لتصدير السلع إلى 120 بلداً، كما أن الهند أصبحت قادرة على تزويد مليار شخص ببطاقات هوية رقمية خلال 5 سنوات من أجل الحد من الفساد بما قيمته مليارات الدولارات.

التحول الرقمي

وقال الدكتور عامر شريف، الرئيس التنفيذي لقطاع التعليم بسلطة مدينة دبي الطبية، إن هناك تقدماً كبيراً في التحول الرقمي في عالم الطب، وفي دولة الإمارات هنالك ريادة هي التي دفعتنا لتبني هذه التقنيات، مشيراً إلى أن استراتيجية دبي الطبية مرتبطة بالبيانات التكنولوجية، حيث يوجد حالياً 35 ألف مختص طبي مرتبطين في نظام «شريان» لدراسة الطلبات، وأن معدل عدد الطلبات يومياً بلغ 150 طلباً.

العوائد الرقمية

قال إبراهيم البدوي، مدير الاقتصاد الكلي والتوقعات بمجلس دبي الاقتصادي إن التقرير يعقد أهمية كبيرة على العوائد الرقمية والتواصل الرقمي بين مختلف شرائح المجتمع. وذكر أن العالم يشهد ثورة رقمية نتيجة التطور الهائل الحاصل في التقنية الرقمية واتساع استخداماتها في العديد من القطاعات. وشدد على أهمية التواصل من أجل التنمية.
وذكر البدوي أن هناك تطوراً ملموساً في «التنمية الرقمية» على مستوى منطقة الخليج العربي، لافتاً إلى أن بعض التقديرات تشير إلى أن التواصل الرقمي سيحقق 300 مليار دولار كدخل إضافي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وحوالي 40 مليار دولار لدول المجلس.

4 مليارات نسمة

أوضحـــت ليزا نيمــــان، رئيســــة الاستراتيجية وابتكار الأعمال بشركة إريكسون إن هناك 4 مليارات نسمة في العالم ليس لديهم إنترنت، وبالتالي فإن السؤال هو: ما الإجراءات التي تجسر هذه الفجوة؟ وذكرت أن شركة إريكسون تسعى الى حل هذه المشكلة من خلال تواصلها وتعاونها مع مختلف الأطراف من القطاعين العام والخاص، لاسيما من خلال التعليم والتدريب، خاصة في إطار سعيها لتوسيع نطاق تغطية الاتصالات لتطال المناطق النائية من الدول النامية باستخدام وسائل مبتكرة مثل طائرات الهليكوبتر وأعمدة اتصال جيدة. كما أكدت أهمية تقليل تكلفة الاتصالات من أجل ضمان تغطيتها لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع.

العوائد الرقمية

أكد إبراهيم البدوي، مدير الاقتصاد الكلي والتوقعات بمجلس دبي الاقتصادي على ضرورة وجود تشريعات وأنظمة لمنع احتكار التقنية الرقمية في بعض الدول، ما جعل تكلفة الحصول عليها عالية. كما أوصى بضرورة توفير منظومة من الحوافز للمجتمع ليساعدهم على التحول، وهنا يأتي دور التواصل الرقمي من خلال خلق مجتمع المعرفة، والذي يضم المدرسين والأطباء والباحثين والعلماء وغيرهم ليتواصلوا فيما بينهم.
وأشاد الدكتور البدوي بالتطور الكبير الحاصل في استخدام التقنية الرقمية في دولة الإمارات ودبي، وذكر أن مبادرة الحكومة الذكية التي أطلقتها دبي ستعزز من مكاسب التنمية، مؤكداً أهمية تعزيز القدرات والخبرات والمحتوى الرقمي.

مستوى الإنتاجية

قال ديباك ميشرا: إن التقرير في إصداره لهذا العام يركز على الآثار التي تركتها التقنيات الرقمية، كالإنترنت والهواتف المحمولة وغيرها، خلال العقدين الماضيين على التنمية العالمية، وخاصة فيما يتعلق بمستوى الإنتاجية، وإتاحة فرص العمل والخدمات للطبقة المتوسطة، والحوكمة، وغيرها، كما يسلط التقرير الضوء على أهم التحديات التي تواجه العالم النامي في تحويل الاستثمارات الرقمية إلى عوائد.
وأكد ديباك ميشرا، المدير المشترك، بتقرير التنمية في العالم 2016، دور مجلس دبي الاقتصادي في إطلاق التقرير، نظراً لمكانته كأحد أهم مراكز الفكر الداعمة لصناعة القرار الاقتصادي في دبي.

مرتبة الريادة

اعتبر الدكتور زكي خوري، المدير الإقليمي، المنظمات الدولية، في شركة مايكروسوفت أن دبي تقود قاطرة نمو الابتكار في المنطقة، وخاصة مع المبادرات الحديثة التي أطلقتها المدينة للمساهمة في دعم التكنولوجيا الحديثة وتبني التقنيات الجديدة في الخدمات الذكية، مشيراً إلى أننا نشهد راهناً ثورة رقمية غير مسبوقة، وأن دورة التكنولوجيا قد تراجعت من 3 سنوات إلى سنة واحدة، كما أصبحنا نحتاج إلى مهارات جديدة للتعامل مع هذه التقنية كل ستة أشهر.
وذكر الدكتور زكي خوري أن هنالك سرعة في تبني التقانة وجني مزاياها في دبي والمنطقة من خلال إدخال المهارات اللازمة للتعامل معها، وأن دبي تتبوأ مرتبة الريادة في تبني التقنيات الذكية، وأن استراتيجية الحكومة الذكية والمدينة الذكية ستضع الإمارة في مقدمة اقتصادات العالم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"