عادي

طولون “جوهرة” السياحة الفرنسية على المتوسط

03:12 صباحا
قراءة 5 دقائق

طولون جوهرة السياحة الفرنسية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط جنوب فرنسا، وتقع فيها كبرى القواعد العسكرية، وتقع في إقليم الألب وهي عاصمة إقليم فار، ويبلغ تعداد سكان المدينة نحو 166 ألف نسمة، ما يجعلها تحتل المرتبة الخامسة عشرة بين المدن الفرنسية وتقع في مركز المنطقة المدينية التي يتجاوز عدد سكانها ال 560 ألف نسمة، وبذلك يمكن اعتبارها المدينة التاسعة من حيث تعداد السكان في فرنسا . وتحتل أيضاً مرتبة المدينة الفرنسية الرابعة ضخامة بين المدن الفرنسية الواقعة على المتوسط وهي مرسيليا ونيس ومونبيلييه .

وتحتل أيضاً مكانة متميزة فهي حاضنة صناعة السفن والصيد والعنب، وفيها أيضاً صناعة معدات الطيران والتسليح والخرائط والورق والتبغ والطباعة والأحذية والمعدات الإلكترونية .

تشير الاكتشافات الأثرية خاصة تلك الواقعة في كهف كوسكر بالقرب من مرسيليا إلى أن ساحل المحافظة كان مأهولاً منذ العصر الحجري الثاني ووصل إليها مستوطنون يونانيون قادمون من آسيا الصغرى (تركيا الآن) في القرن السابع قبل الميلاد، وأسسوا مراكز نشاط تجاري على طول الساحل، ومنها موقع يطلق عليه أولبيا، وتحولت ليجوريان إلى مركز نشاط بشري في القرن الرابع قبل الميلاد . وغزاها الرومان وانتزعوها بالقوة وبدأوا في نشر مستوطناتهم على طول الساحل . وجرت حركة الاستيطان في المكان الذي يعرف اليوم باسم طولون . ولعل اسم طولون مقتبس من الكلمتين تيلو مارتيوس، وتعني تيلو اسم آلهة الينابيع ومارتيوس من آلهة الحرب . وفي العهد الروماني أصبحت مركزاً لصباغة الأقمشة باللون القرمزي من قواقع البحر والبلوط لإعداد ألبسة الرومان . وباتت طولون مأوى للسفن التجارية، وشيئاً فشيئاً شهد الاسم تغيراً من تيلو إلى ثولون وتولن إلى طولون .

في العام 1543 اكتشف الفرنسيون في القائد البحري العثماني الشهير بارباروس حليفاً ثميناً ضد أسطول روما المقدسة، وحط بارباروس رحاله وأسطوله في ميناء طولون على اعتبار أن ذلك جزء من التحالف بين الطرفين، وأجبر السكان على الرحيل واحتل العثمانيون منازلهم مؤقتاً لفصل الشتاء فقط .ولعبت طولون دوراً مهماً في الثورة الفرنسية وفي حروب نابليون وفي غزو الجزائر عام 1849 .

طولون المدينة القديمة

يفد السياح إلى طولون لزيارة المدينة القديمة لمشاهدة الإرث التاريخي للمدينة، وتقع المدينة القديمة ما بين الميناء ووسط المدينة، ومن أبرز معالم المدينة بولوفار دي ستراسبورغ وكور لافاييت وهي منطقة مخصصة للمشي يتفرغ منها أزقة ضيقة وميادين محدودة الحجم تقع فيها الكثير من النوافير . وتقع في وسط المدينة القديمة كاتدرائية طولون وتحتضن المدينة القديمة الكثير من الأسواق التي يتدفق عليها الناس منذ الصباح خاصة في كور لا فاييت، وتشتهر بمنتجاتها المحلية . وتم تجديد المدينة التي كانت معرضة للتداعي خلال عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي . وشهدت في الآونة الأخيرة افتتاح الكثير من المحال التجارية الحديثة . ومن النوافير التي تجذب اهتمام السياح نافورة دو دوفين في ساحة بلاس بول كومت . وتقع على جدار مقر إقامة المطران . وهناك أيضاً نافورة تراو دوفين وتقع في ساحة بوجيه ونافورة لإنتندانس وتقع في ساحة أميرال سينيه، ونافوره لافوار دو سان فينسنت وتقع في ساحة سان فينسانت وتم تشييدها في العام 1615 .

وعلى ذلك فإن مدينة طولون القديمة تشتهر بنوافيرها التي شيدت في الساحات الصغيرة، ولكل من تلك النوافير هيأتها وزخارفها الخاصة .

وفي المدينة الحديثة تقع ساحة الحرية وبولوفار ستراسبوغ ومحطة السكة الحديدية التي شيدت في منتصف القرن التاسع عشر تحت رعاية لوي نابليون . وبدأ المشروع بارون هوسمان محافظ فار في العام 1849 . وشملت التحسينات الضاحية وتضمنت دار أوبرا طولون وساحة الحرية وفندق غراند وحدائق الكسندر ومستشفى شالوسيه وقصر العدل ومحطة القطارات .

ومن أبرز معالم المدينة ضاحية لو موريون وهي ضاحية صغيرة تقع إلى الشرق من طولون بالقرب من مدخل الميناء . وكانت فيما مضى قرية صيد وأصبحت لاحقاً موطناً للكثير من الضباط التابعين لبحرية الأسطول الفرنسي . وفي العام 1970 حولت المحافظ الكثير من الشواطئ إلى مواقع سياحية مهمة تستقطب الآلاف من السياح .

ويطل على مدينة طولون منتجع ماونت فارون الذي يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر 584 متراً، ويمكن الوصول إليه على متن عربات معلقة تلفريك، ويستقل معظم السياح هذه العربات لتجنب الطرقات الملتوية والخطرة الواصلة إلى القمة الجبلية .

ويقع على قمة جبل فارون نصف تذكاري يخلد لعمليات نزول قوات الحلفاء إلى شواطئ طولون في العام ،1944 وتحريرها للمدينة .

المناخ

مناخ طولون ينتمي إلى مناخ البحر الأبيض المتوسط، فهي معتدلة صيفاً شتاء وأمطارها نادرة، ولكنها ما أن تنهمر فهي تتدفق كالشلالات . ونظراً لقربها من البحر فإن مناخها معتدل، وفي أكثر المواسم برودة تبلغ حرارتها 3 .9 درجة مئوية . ويبلغ معدل درجة الحرارة القصوى 7 .12 درجة مئوية وأدنى درجة 8 .5 درجة مئوية .

ومن السمات المميزة للمدينة هي الرياح القوية التي تستمر 115 يوماً كل سنة . ورغم قربها من البحر فإن نسبة الرطوبة فيها منخفضة .

المتاحف

متحف الأسطول البحري الفرنسي من أبرز معالم المدينة السياحية ويقع في ساحة مونسينرغو إلى الجانب الغربي من الميناء القديم ويقع على مسافة قصيرة من فندق هوتيل دي فيي . وكان المتحف أسسس في العام 1814 خلال حكم الإمبراطور نابليون .

وهناك أيضاً متحف طولون القديمة والمناطق الملحقة بها . أسس المتحف عام 1912 ويحتوي على مجموعة من الخرائط والجداريات والأشغال الفنية التي تحكي قصة المدينة .

متحف الفنون الآسيوية في موريون، ويقع المتحف في منزل محاط بالحدائق كان يمتلكه جد الكاتب الفرنسي الشهير جول فيرنييه، ويحتوي المتحف على مجموعة صغيرة من التحف، لكنها نفيسة ومهمة تاريخياً، ومعظم محتويات المتحف جلبها ضباط أثناء الفترة الاستعمارية لجنوب شرق آسيا . ويحتوي المتحف على رسومات من الهند والصين وجنوب شرق آسيا والتيبت واليابان .

متحف الفنون وأنشئ في العام 1888 ويحتوي على فنون معاصرة ورسومات تنتمي للقرن السابع عشر وبداية القرن العشرين . متحف يحتوي على تذكارات خاصة بنزول قوات الحلفاء إلى طولون في العام 1944 وافتتح الرئيس شارل ديغول هذا المتحف الصغير في العام 1964 .

ولعل من أبرز المتاحف في طولون متحف التاريخ الطبيعي ويحتوي على مجموعات كبيرة من الديناصورات والطيور والثدييات ونماذج من المعادن المتوافرة في مناجم المنطقة .

متحف أوتيل دو آرت ويحتوي على أعمال فنانين معاصرين ومن بين الفنانين الذين تعرض أعمالهم في المتحف سين سكولي وجانيس كونيليس وكلود فيالان وبير كيركيبي وفيك مونيز .

وسلطت الأضواء إلى حد كبير على طولون في رواية فيكتور هوجو البؤساء، ويقع في المدينة سجن بان طولون الرهيب الذي سجن فيه جان فالجان، وأمضى هناك 19 سنة بعد الحكم عليه بالأشغال الشاقة . وطولون هي أيضاً مسقط رأس الكاتب الفرنسي المناهض للملكية جافيرت . تضم المدينة مجموعة كبيرة من الفنادق الفاخرة والمتوسطة التي تناسب ميزانية أغلبية السياح الذين يفدون إلى المدينة .

ومن تلك الفنادق لا كورنيش بيست ويسترن يقع على بعد بضعة خطوات من شواطئ طولون الجميلة، وهوليداي إن جاردن ويقع الفندق ما بين المحطة والميناء ولا يبعد الفندق أكثر من 10 دقائق عن ساحة الحرية، وهناك سلسلة كبيرة من الفنادق القريبة من الشاطئ أو المطلة على ساحات المدينة وخاصة في المدينة القديمة وأهميتها لقربها من الأسواق .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"