عادي
خلال جلسة حوارية تناقش تحديات التمويل في القطاع

95 مليار دولار إجمالي الأصول المصرفية الإسلامية في الإمارات

04:27 صباحا
قراءة 4 دقائق


دبي - "الخليج":
في إطار الاستعدادات لتنظيم القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي بدورتها الثانية العام المقبل، وتماشياً مع مبادرة "دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي" التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، نظمت غرفة تجارة وصناعة دبي بالتعاون مع مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي وتومسون رويترز طاولة نقاش مستديرة أمس في مقر الغرفة تحت عنوان "التمويل الإسلامي والأخلاقي" .
حضر الجلسة حمد بوعميم، مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي، وعيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي وأمين عام مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، وعبدالله محمد العور، المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، ونديم نجار، مدير عام تومسون رويترز في الشرق الأوسط وإفريقيا وروسيا واتحاد الدول المستقلة، إضافة إلى أبرز الخبراء وممثلي المصارف المحلية والمعنيين في مجال التمويل الإسلامي .

جلسات النقاش
وشملت الطاولة المستديرة ثلاث جلسات نقاش حول موضوعات "بناء قاعدة مؤسسية قوية للمستثمرين" و"الامتثال للشريعة والحوكمة في عروض المنتجات الإسلامية" و"مستقبل التمويل الإسلامي: تحفيز الإطار الأخلاقي الأوسع" .
واستعرضت الجلسات آراء وتوصيات المشاركين حول المواضيع الثلاثة ومن بينها تطوير صناديق مؤسسية للتقاعد للعمال الأجانب تكون متوافقة مع الشريعة لتوسيع الطلب، وتطوير أفضل ممارسات للمستثمرين المؤسسيين . واستعرض المشاركون كذلك تطوير الباحثين في الشريعة لمؤسسة تكون مساهمة في وضع المعايير والتوصيات للمشرعين الوطنيين حول معايير الحوكمة المتوافقة مع الشريعة في تشريعاتهم، إضافة إلى تأسيس مجموعات عمل متخصصة لمعالجة التحديات التي تواجه التمويل الإسلامي .
وفي كلمته الافتتاحية، أشار بوعميم إلى أن التمويل الإسلامي ركيزة أساسية في رؤية دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي، حيث يمتلك القطاع المالي بالإمارة خبرة واسعة في هذا التمويل الإسلامي الذي ينمو بنسبة 50% أكثر من القطاعات المصرفية التقليدية الأخرى .
ولفت بوعميم إلى أن إجمالي الأصول المصرفية الإسلامية في الإمارات بلغ 95 مليار دولار في عام ،2013 ارتفاعاً من 83 مليار دولار في عام ،2012 حيث يتوقع استمرار هذه الوتيرة من النمو وصولاً إلى عام 2018 لتسجل الأصول المصرفية الإماراتية الإسلامية 17% كمعدل نمو سنوي مركب .
وتحدث مدير عام غرفة دبي عن أهمية هذه النقاشات بين المعنيين والخبراء للخروج بتوصيات وآراء حول مستقبل التمويل الإسلامي وآفاقه، والمساعدة في اتخاذ خطوات ملموسة تعزز نمو القطاع، معتبراً ان النقاشات التي تجري على أعلى مستوى تؤكد التزام دبي بتطوير قطاع التمويل الإسلامي بما ينسجم مع الأهداف التنموية الواضحة والمستدامة للإمارة .
وشدد بوعميم على أهمية المعايير الإسلامية والأخلاقية ضمن منظومة الاقتصاد الإسلامي، خاصة التمويل الإسلامي لكونها تضيف أبعاداً جديدة للاقتصاد الإسلامي ليست متاحةً في القطاعات الأخرى، خاصة مع الإقبال العالمي على اعتماد ثقافة الأعمال المسؤولة والمستدامة .

نمو متواصل
قال عيسى كاظم، محافظ مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي والأمين العام لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي: "من الواضح أننا نشهد إقبالاً متزايداً على التمويل الإسلامي والخدمات المالية ذات الصلة عبر مختلف المجتمعات والبلدان في العالم . وأكبر مثال على ذلك تزايد شعبية منتجات التقاعد الإسلامي وإدارة الأصول . ومن المتوقع أن تنمو قيمة سوق التمويل الإسلامي لتصل إلى 6 .2 تريليون دولار بحلول عام ،2017 وستحظى دول الشرق الأوسط وآسيا بالحصة الكبرى . وتسهم كبرى المؤسسات والهيئات العالمية في نمو وازدهار قطاع التمويل الإسلامي ليحقق احتياجات وتطلعات الناس على اختلاف انتماءاتهم الدينية ومستوياتهم الاقتصادية" .
وتابع كاظم: "إذا أردنا الحفاظ على زخم التمويل الإسلامي فعلينا أن نحرص على تطوير ثلاثة عوامل رئيسية، هي الاستثمار في البحث والتطوير، الذي سيسرع عجلة الابتكار، وتطوير قاعدة الكفاءات، وأخيراً تعزيز استخدام التكنولوجيا في التمويل الإسلامي".

حلول عملية
أكد عبدالله محمد العور، المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، أهمية إيجاد الحلول العملية والتطبيقية لمواجهة التحديات التي تواجه صناعة التمويل الإسلامي، مؤكداً أن اقتراح تشكيل مجموعات عمل خاصة لدراسة هذه التحديات وبحث بناء قاعدة قوية للمستثمرين في هذا المجال نال استحسان الحاضرين، خاصة إذا ركزت على تطوير صناديق التقاعد، وتوسيع نطاق الصناديق السيادية .
وتحدث العور عن أبرز النقاشات التي دارت خلال الطاولة المستديرة، وخصوصاً مسألة الامتثال للشريعة، مشيراً إلى أن المشاركين اقترحوا إجراء دراسات متخصصة حول تفعيل آلية لضمان تطبيق التشريعات والقوانين في هذا المجال .
ولفت العور إلى ان المبادرة إلى معالجة التحديات الرئيسية التي تواجه وتعرقل تنمية قطاع الخدمات المصرفية الإسلامية ستبرز التزام دبي امام العالم، وتعزز من رؤية الإمارة كعاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي .
وتحدث نديم نجار، مدير عام تومسون رويترز في الشرق الأوسط وإفريقيا وروسيا واتحاد الدول المستقلة عن بروز توجه عالمي نحو الاقتصاد الإسلامي الذي لا يقتصر على دولة دون اخرى، لكونه مجالاً واسعاً يوفر فرصاً كذلك لغير المسلمين .
ولفت نجار إلى أن الجلسة النقاشية التي تناولت موضوعات عدة ذات علاقة بالتمويل الإسلامي أبرزت الحاجة إلى تعزيز الإطار الأوسع للممارسات المصرفية الأخلاقية، معتبراً أن زيادة الوعي حول الاقتصاد الإسلامي ستسهم في الدفع بهذا القطاع إلى مجالات غير مسبوقة من النمو .
وأكد مدير عام تومسون رويترز في الشرق الأوسط وإفريقيا وروسيا واتحاد الدول المستقلة أن إمارة دبي تمتلك من المقومات، ما يجعلها من اللاعبين الأبرز على الساحة الاقتصادية الإسلامية تماماً، كما فعلت في مجالي التجارة والطيران .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"