عادي
بروفايل

ألبرت بالين.. رائد رحلات السياحة البحرية

02:34 صباحا
قراءة 3 دقائق


ألبرت بالين، هو رجل أعمال ألماني كان يعد أحد أقطاب سوق الشحن العالمي، المدير العام لشركة «هاباج» أو «هامبورج أمريكان لاين»، التي كانت لفترة تعتبر أكبر شركة للشحن في العالم. ويعتبر بالين أب السفن السياحية الحديثة؛ كونه مخترع مفهوم الرحلات السياحية على السفن.
وكانت سفينة «إس إس أوجستا فيكتوريا» التي أطلق عليها هذا الاسم تيمناً بالإمبراطورة الألمانية أوجستا فيكتوريا من شليسفيج هولشتاين أول سفينة سياحية في العالم. وفي العاشر من مايو من عام 1889، أبحرت السفينة من هامبورج إلى مدينة نيويورك عبر مدينة ساوثهامبتون الإنجليزية. وبعد ذلك بعامين، انطلقت السفينة في أول رحلة سياحية عبر البحر المتوسط.
ولد بالين في 15 أغسطس عام 1857 في مدينة هامبورج. وفي عام 1901، بنى منشآت في جزيرة فيديل التابعة لهامبورج لاستيعاب آلاف الأشخاص القادمين من جميع أنحاء أوروبا الذين يصلون كل أسبوع إلى ميناء هامبورج للهجرة إلى أمريكا الشمالية والجنوبية، على متن سفن شركة بالين. وتضم الجزيرة حالياً متحف «بالين ستاديت». وفي عام 1913، كانت شركة «هاباج» تمتلك ثلاثاً من أكبر البواخر في العالم، إلا أنه تم الاستحواذ عليها جميعاً في وقت لاحق كجزء من تعويضات الحرب. بعد خسارته لسفنه، انتحر بالين في هامبورج خلال ثورة نوفمبر الألمانية في عام 1918، وذلك قبل يومين من نهاية الحرب العالمية الأولى. وفي وقت لاحق من الحرب العالمية الثانية، خسرت «هاباج» المزيد من سفنها وعدداً من الأسواق التي تعمل فيها.
وفي سنوات ما بعد الحرب، أعادت «هاباج» بناء أسطولها وركزت على نقل حاويات الشحن. وفي عام 1970، اندمجت مع شركة «نورث جيرمان لويد»، لتكوين «هاباج لويد إيه جي» التي تعتبر حالياً واحدة من أكبر شركات شحن الحاويات في العالم. وفي عام 2008، استحوذت مدينة هامبورج ومجموعة من المستثمرين من القطاع الخاص يدعون «اتحاد ألبرت بالين» على الشركة.
كان والد ألبرت بالين مالكاً لوكالة للهجرة تدير رحلات إلى الولايات المتحدة، وعندما توفي والده في عام 1874، تولى ألبرت الشاب العمل، وقام بتطوير أعمال الشركة لتشمل خدمات شحن البضائع خلال رحلة العودة من الولايات المتحدة، وهذا الأمر لفت انتباه شركة «هامبورج أمريكان لاين» التي عينته في عام 1886، وأصبح مديرها العام في عام 1899.
وعلى الرغم من نجاحه الكبير في تطوير أعمال الشركة، وكونه المدير فقط، لم يكن بالين مرحباً به في مجتمع مدينة هامبورج، ومع ذلك، كان يحظى بالاحترام والإعجاب من قبل القيصر فيلهلم الثاني. ويحتوي منزل بالين في هامبورج، على مجموعة من الغرف التي تم تصميمها بشكل خاص لاستضافة فيلهلم الثاني أثناء زياراته للمدينة.
انطلقت أول رحلة سياحية بحرية في 22 من يناير عام 1891، عندما أبحرت سفينة «إس إس أوجستا فيكتوريا» في رحلة إلى البحر الأبيض المتوسط لمدة 6 أسابيع. وكان منافسو ألبرت بالين يسخرون منه، لكن المشروع حقق نجاحاً كبيراً.
ومن أجل تلبية الطلب المتزايد على الرحلات السياحية التي كان ينظمها بالين، أضاف إلى شبكته ثلاث سفن جديدة. وفي عام 1899، كلفت «هاباج» شركة «بلوم آند فوس» ببناء أول سفينة مخصصة للرحلات السياحية البحرية، وهي سفينة «برينزيسين فيكتوريا لويس»، التي كانت مصممة لتلبية احتياجات المسافرين الأثرياء.
في عام 1900، قام بالين بتوسيع نطاق أسطوله عندما تسلم 14 باخرة من شركة «إيه سي دي دي فريتاس». وفي عام 1901، بنى مجمع «أيمجريشن هولز» الذي تحول إلى متحف «بالين ستاديت» في جزيرة فيديل. وكان هذا المجمع مخصصاً لاستيعاب الآلاف من المسافرين من جميع أنحاء أوروبا الذين يريدون الهجرة إلى أمريكا الشمالية والجنوبية على متن سفن شركة «هاباج».
وقام بالين بدور الوسيط بين المملكة المتحدة والإمبراطورية الألمانية في السنوات المتوترة التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الأولى. ولأنه كان مرعَباً من خسارة سفنه في حال اندلاع حرب بين الطرفين، حاول التوسط في صفقة تمكنت فيها المملكة المتحدة وألمانيا من التنافس فيما بينهما في مجال السفر البحري، إلا أن الحرب العالمية الأولى بددت أحلام بالين، وفقد العديد من سفنه التي دمرت أثناء القصف المدفعي. وبعد سماع بالين هذه الأنباء السيئة، انهار وأقدم على الانتحار عن طريق تناول جرعة زائدة من حبوب النوم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"