عادي
بكين تطالب واشنطن بوقف محاربة شركاتها

القضـاء الأمريكـي يتهـم «هـواوي» بسرقـة أسـرار تجاريـة

01:05 صباحا
قراءة 4 دقائق

وجّه المدعي الفيدرالي في بروكلين ريتشارد دونهيو، اتهامات جديدة إلى شركة «هواوي» بسرقة أسرار تجارية، والالتفاف على العقوبات الأمريكية ضد كوريا الشمالية، تضاف إلى ملاحقات بانتهاكها العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، بوشرت في حقها مطلع عام 2019.

وقالت شركة الاتصالات الصينية العملاقة: إن هذه الاتهامات «غير عادلة ولا أساس لها»، متهمة المدّعين العامّين الأمريكيين بمحاولة «إلحاق الضرر بسمعة «هواوي» ونشاطاتها؛ لأسباب تنافسية بدلاً من احترام القانون».

وأضافت المجموعة في بيان صادر عنها: إن هذه الاتهامات الجديدة ليست إلّا «إعادة صياغة لاتهامات سابقة تعود إلى نحو 20 عاماً والتي لم يتم تأكيدها لاستخدامها في إدانة هواوي».

وكما في البيان الاتهامي السابق، يرد في الاتهامات الجديدة اسم منغ وانتشو، المديرة المالية للشركة، وابنة مؤسّسها، وهي موضوعة حالياً في الإقامة الجبرية في كندا؛ بعد اتهامها بخرق العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران في ديسمبر/كانون الأول 2018.

بعد أكثر من سنة على توقيفها، لم تصدر السلطات الكندية أي قرار حتى الآن يتعلّق بتسليمها إلى الولايات المتحدة.

وتفيد أجهزة المدعي العام الفيدرالي ريتشارد دونهيو أن «هواوي» إلى جانب فروع تابعة لها، ضالعة في سرقة أسرار تجارية بين العامين 2000 و2020.

وتتهم الشركة بمحاولة توظيف عاملين في شركات اتصالات أمريكية؛ بغية الحصول على معلومات تكنولوجية منهم، ما سمح لها بتطوير منتجات مماثلة، وبأسعار منخفضة وتنافسية.

ومن الأمثلة المذكورة في اللائحة الاتهامية الجديدة، يشار إلى أنه في عام 2004 وخلال معرض في شيكاغو، ضبط أحد موظفي «هواوي» في منتصف الليل يلتقط صوراً لخوادم شركة منافسة بعد تفكيكها.

وجاء في البيان الاتهامي أيضاً أن «هواوي» أطلقت في عام 2013 برنامجاً داخلياً يقدّم مكافآت للموظفين الذين يحصلون على أسرار تجارية عن الشركات المنافسة.

وأكد المدعي العام في الوثيقة الجديدة أن للشركة الصينية «الكثير من مشاريع الاتصالات» في كوريا الشمالية، على الرغم من تأكيد أحد المديرين في عام 2012 تحت القسم أمام لجنة برلمانية أمريكية بأن الشركة ليس لديها أي أنشطة في كوريا الشمالية.

في المجمل، يتضمّن قرار الاتهام الجديد 16 تهمة من ضمنها 3 تهم جديدة. كذلك وجّهت الاتهامات إلى خمس شركات تابعة ل«هواوي».

وفي الأثناء، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس أنّها مدّدت الترخيص المؤقّت الممنوح لشركة «هواوي» لفترة 45 يوماً إضافياً للسماح للشركات الأمريكية بإيجاد بدائل عن عملاق الاتّصالات الصيني الذي ترى فيه الولايات المتّحدة تهديداً لأمنها القومي.

وقالت وزارة التجارة في بيان إنّه بموجب التمديد الجديد باتت صلاحية الترخيص المؤقت سارية لغاية الأول من إبريل/‏نيسان، مشيرة إلى أنّها بحلول ذلك الوقت ستدرس ما إذا كانت ستمدّده مجدّداً أم لا.

وكانت إدارة ترامب أدرجت في مايو/‏أيار 2019 «هواوي» على قائمة سوداء، متّهمةً المجموعة بالعمل مع السلطات الصينية، في قرار أجبر، بحكم الأمر الواقع، الشركات الأمريكية والمقيمين في الولايات المتحدة على إيجاد مورّدين آخرين لمعدّات الاتّصالات السلكية واللاسلكية والبرمجيات.

لكنّ الإدارة لم تستطع تطبيق الحظر على «هواوي» في الحال فعمدت إلى منح المجموعة الصينية ترخيصاً مؤقتاً للعمل في الولايات المتحدة، مدّدته في نوفمبر/‏تشرين الثاني لمدة 90 يوماً؛ وذلك كي لا تعزل المناطق الريفية النائية في الولايات المتحدة عن بقية العالم، ريثما تنظّم الشركات نفسها لإيجاد بدائل عن «هواوي».

من جهتها، طالبت وزارة الخارجية الصينية، أمس الجمعة، الولايات المتحدة بالكف فوراً عن محاربة الشركات الصينية دون داع، وقال قنغ شوانغ المتحدث باسم الوزارة في إفادة صحفية يومية: إن مثل هذه الأفعال التي تقوم بها الولايات المتحدة تلحق ضرراً بالغاً بمصداقية البلد وصورته.

من جهة أخرى، قال باحثون لدى كاونتربوينت، الخميس، إن «هواوي تكنولوجيز» ستكون من بين الأكثر تضرراً؛ جرّاء انهيار مبيعات الهواتف الذكية الصينية في الربع الأول؛ بسبب انتشار فيروس «كورونا»، وخفضوا تقديراتهم لأكبر سوق للهواتف في العالم.

وقالت كاونتربوينت التي مقرها هونج كونج، والتي تُستخدم توقعاتها بشكل واسع في قطاع الرقائق والهواتف المحمولة المزدهر في آسيا، في ملخص لأحدث تقرير لها، إنها خفضت تقديراتها للمبيعات غير الإلكترونية للهواتف الذكية في الصين خلال التفشي الفيروس بنسبة 50 في المئة، وللمبيعات في الربع الأول بوجه عام بنسبة 20 في المئة.

ومن توقعات بنمو كامل في السوق العالمية، قالت: إن تلك التخفيضات ستعني على الأرجح أن المبيعات عالمياً ستكون مستقرة حالياً على أساس سنوي في 2020.

وقال توم كانغ مدير الأبحاث لدى أبحاث كاونتربوينت «بوجه عام، نعتقد أن الفيروس سيتم احتواؤه في مارس/‏آذار؛ لكن، قد يستغرق الأمر شهرين آخرين؛ لكى تعود الأنشطة الاقتصادية في الصين بالكامل إلى طبيعتها. نتوقع نمواً سلبياً في الربعين الأول والثاني من 2020، في سوق الهواتف الذكية في الصين والعالم».

وقالت فلورا تانغ المحللة لدى كاونتربوينت: إن أوبو وفيفو ستتأثران أيضاً؛ إذ تعول الشركتان بقوة على قنوات البيع غير الإلكترونية؛ لكن التأثير على مبيعات شاومي ووان بلس وريلمي ستكون أقل حدة على الأرجح؛ إذ إنها تركز بشكل أكبر على المبيعات الإلكترونية والبيع في الخارج.

وبحسب تقديرات كاونتربوينت أيضاً فإن مبيعات «آيفون» الذي تنتجه «أبل» قد تخسر ما يقرب من مليون وحدة؛ بسبب قرارها إبقاء متاجرها التقليدية مغلقة حتى 15 فبراير/‏شباط. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"