.. ونحن اشتقنا

03:17 صباحا
قراءة دقيقتين
ابن الديرة

بالنبرة الهادئة المطمئنة التي تميّز حديثه، انسابت الكلمات الرصينة العميقة من فم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في مداخلة هاتفية عبر برنامج «الخط المباشر»، من إذاعة وتلفزيون الشارقة، تسكب الطمأنينة والدعة والراحة في نفوس كل من سمعوها، فقد أكد سموّه أن جائحة «كورونا» ستمرّ، وستعود الحياة مرة ثانية، إن شاء الله.
وبنصيحة الوالد الحاني شدّد على ضرورة التأنّي والهدوء: «تحاملوا على أنفسكم في هذه الظروف، وسننتهي من هذه المصيبة».
كما عهدنا والدنا سلطان، لا ينطق إلّا بثقة المؤمن بأن الله مع الناس، وعليهم أن يكونوا هم مع أنفسهم، فالجائحة كبيرة وهائلة، ولكن بالصبر والعزيمة، سننتصر.. ولا يظنّن أحد أنّنا انتهينا، بل علينا بالحذر.
وما يثلج الفؤاد، وفي الوقت نفسه، يملأ المآقي بدموع التأثّر والرجاء بأن يحفظ الله هذا الوالد الحنون، ويكلأه برعايته وعنايته، قوله «فرحتنا إن شاء الله يوم تزول هذه الجائحة، ونصافح الناس بالأيدي والأحضان.. ولا يعتقد أحد أننا استرحنا من هذا، بل اشتقنا لأحضانكم».
وفي حديث سموّه عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وما يعتريه الآن من مشكلات، أكد المثقف الحاكم وهو كذلك من خيرة كتّاب الإمارات والوطن العربي، بما أبدعه من عيون الكتب في مجالات شتّى، التاريخ والأدب والمسرح، أن على وزارة تنمية المجتمع، أن تدعو إلى جمعية عمومية، وتقرّر انتخابات مبكّرة للاتحاد. وقال: «أنا أضع نفسي في خدمة الاتحاد، وعلى استعداد أن أقتطع من وقتي حتى أصلح ونضع هذا الاتحاد على الطريق الصحيح اللائق للكتاب والأدباء الذين نفاخر بهم»؛ لأن الكتاب والأدباء في قلب المجتمع، ويشعرون بمعاناته.
نحن على موعد مع عهد أدبي ثقافي جديد في إمارات الأدب والثقافة والعلم، سيقوده سلطان الأديب والمثقف؛ حيث سيدعو جميع الكتاب والأدباء المسجلين سابقاً والحاليين، إلى اجتماع مفتوح، لمناقشة اللوائح الداخلية؛ لأن فيها خللاً، «نحن نريد أميناً عاماً للاتحاد يعين تعييناً يدير العملية كلها».
وقال سموّه: «إن هناك رسالة سأبعثها إلى الجميع لحضور هذا الاجتماع، بصفتي الرئيس الفخري للاتحاد.. صحيح أن الإمارات دولة حديثة، ولكن الله حباها بعقول مفكرة استطاعت أن ترتقي بها إلى مصافّ الدول التي لها باع طويل في كثير من الأمور».
هنيئاً لأدبائنا وكتابنا ومثقفينا، فأنتم في عهدة والد حنون مثقف راعٍ للأدب والكتابة، لا يغفل عن كل ما يمكن أن يخدم الثقافة والمعرفة، بل يعدّه جزءاً أساسياً في حياته.
حديث عميق حانٍ مطمئن.. فليحفظك الله يا والدنا سلطان.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"