التعديل نحو التطوير. ذلك ما أراده صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة من إصدار المرسوم بقانون الرقم 2 لسنة 2019 بتعديل القانون الرقم 3 لسنة 1999 بشأن إنشاء المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة.
الفحوى أو المؤدى زيادة عدد الأعضاء إلى خمسين عضواً، والسعي إلى منع أن تنتزع الاختصاصات بالنص على عدم الجمع بين عضوية المجلس الاستشاري في الشارقة وعضوية المجلس الوطني الاتحادي والمجالس المحلية كالمجلس التنفيذي ومجالس البلديات، والنص كذلك على عدم الجمع بين عضوية المجلس والوظائف الحكومية. واضح أن القصد، بالإضافة لمنع تنازع الاختصاصات، التفرغ التام لعمل المجلس الاستشاري، والإيحاء الذي يشبه التوجيه بأن عضوية «الاستشاري» عمل حقيقي له واجباته ومهامه، وليس نزهة.
من يؤمن بقيمة العمل والتضحية فليرشح نفسه، ومن رأى في نفسه الأحقية والجدارة فليفعل، فعلى عضو المجلس الاستشاري في الشارقة المشاركة الفاعلة في إبداء الرأي، تشريعاً ورقابة، وذلك للإسهام في معركة التنمية والبناء، ويصدق وصف «المعركة» هنا لأنها بالفعل كذلك، حيث السباق مع الزمن حقيقة واقعة ومعيشة يلمسها كل أهل الشارقة والإمارات، وما حققته الشارقة ناتج، بطبيعة الحال، عن الإشراف المباشر لصاحب السمو الحاكم، وكذلك عن هيكلية الإدارة والحكومة، ففي الشارقة تكتمل عناصر الهيكلة الحكومية والعامة بوجود المجلس التنفيذي والمجلس الاستشاري ومجالس البلدية والأحياء، وكل ذلك «ينهمك» طوال أيام العام في عمل متقن يقاس حجمه وأثره بأكثر المعايير تقدماً وإنصافاً.
.. ونحن مقبلون على انتخابات جديدة في الشارقة، تجدر الإشادة مجدداً بالدور الذي أداه المجلس الاستشاري في الشارقة في خلال الفصل التشريعي الأخير، حيث العمل المثمر في صمت، وحيث مشاركة الأعضاء جميعاً من واقع مؤهلاتهم العلمية وخبراتهم العملية، بالإضافة إلى حماستهم ومحبتهم لوطنهم، آملين أن يمضي «استشاري 2019» على النهج نفسه، محققاً أغراض قانون إنشائه، وأهدافه جميعاً خصوصاً ما اتصل بتحسين حياة ومعيشة المواطنين، وهو، كما هو معلوم، ديدن بل شغف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
ما صدر أمس يدل على اعتناء الدكتور سلطان بكل التفاصيل، ولعل ذلك بعض سر نجاح المجلس الاستشاري في أفق العمل العام في الشارقة، وفي ضوء ما بات يعرف بعد أن أسس لنفسه وأثبت جدارته ب «مشروع الشارقة الحضاري».
في التفاصيل تحديد المناطق الانتخابية لتشمل إمارة الشارقة من أقصاها إلى أقصاها، فالدعوة إلى المشاركة في الانتخابات بكثافة، وترشيح البرامج الانتخابية وخطط المرشحين وليس ما تمليه القرابة والمجاملة.
الأصلح للمجلس الاستشاري في الشارقة لأن المجلس يستحق، ولأن الشارقة تستحق، ولأن الإمارات تستحق.
ابن الديرة
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
