خصوصيتك.. بثاً مباشراً

04:44 صباحا
قراءة دقيقتين
جمال الدويري

ألم نسمع عن اختراقات لأشد الأنظمة الذكية أو الإلكترونية التي نعرفها؟ ألم نقرأ أخباراً أو مدونات عن تطفل «قراصنة» على بريد إلكتروني أو حساب موقع تواصل ومصادرتها، وابتزاز أصحابها بعد نسخ محتوى ما ورد في هذه الحسابات؟
ليس هناك نظام إلكتروني عصيّ على الاختراق، وتحديداً من الذي صنعه أو ركبه، فمهما بدّلت في كلمات السر، فإن لها مفتاحاً، يبقى رهين من سيستخدمه ومتى.
الأنظمة التي نركّبها في منازلنا، أصبحت هي نفسها طريقة اللصوص ووسيلتهم إلى بيوت الناس، ولكن بطريقة أكثر أمناً، لسرقة آمنة أكثر، وكثيرة هي السرقات التي حدثت في دول كثيرة، وتحديداً في أوروبا، وذلك عبر اختراق كاميرات البيوت والتلصص على أصحابها، واختيار الوقت المفضل لسرقتها، بعد التأكد من عدم وجود أحد فيها.
في أوروبا وأمريكا، وهما بالتأكيد الأكثر استخداماً لأنظمة الحماية على البيوت، كشف خبراء أن أحد أنواع كاميرات المراقبة الرائدة في الأسواق العالمية، قابل للاختراق وبسهولة، وأن «المخترقين» بإمكانهم تسجيل ما يدور في البيت بالصوت والصورة. وبعد تفشّي الفضيحة على نطاق واسع في أوروبا، تعاون أشهر الاستشاريين الأمنيين في هذا المجال، وأكدوا أن عملية الاختراق تحدث عبر دخول الجواسيس إلى التطبيق الرقمي بكل سهولة.
من أهم عمليات الاختراق الأمني التي حصلت في السنوات الأخيرة، وأبرزها، اختراق وكالة الأمن القومي الأمريكية وحليفاتها بريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، وحصول القراصنة على ما يسمى «أسلحة سايبرية».
خمس دول بطولها وعرضها، استحدثت نظاماً، إلا أن «قراصنة» اخترقوه وعرضوا ما حصلوا عليه للبيع، مقابل 580 مليون دولار.
اختراق أنظمة «كاميرات» البيوت، لا يحتاج إلى قرصان من «هوليوود»، وإنما بارع في أنظمة الأتمتة، ولغة الكمبيوتر، خاصة أنها مربوطة بتطبيقات يمكن أن نحمّلها في أية لحظة على هواتفنا.
حسناً فعلت شرطة الشارقة، بالإعلان عن الحادثة التي وقعت قبل أيام، وتلصّص موظف على بيت زميلته، بعد أن استعانت به لإصلاح كاميرات المنزل، فقد منعت، بهذا الخبر، آلاف الجرائم، وحمت آلاف الأسر من الوقوع ضحايا الاستغلال وعدم الوعي.
هذه الكاميرات لا يمكن لبعض أصحاب المنازل الاستغناء عنها، بسبب حاجتهم إلى مراقبة الأطفال أو المنزل، في الوقت الذي يكونون فيه في العمل أو خارج البلاد، وما يمكن فعله في هذا المجال، حفظ خصوصية أهل البيت وكرامتهم، والاستعانة بشركة تعتمدها الشرطة، إذ تبقى إمكانية التعرض للخطر أقل، ثم، وهو الأهم، أن تطفئ هذه العين التي تراقبك وتراقب أسرتك وأنت في المنزل.
بعد «ضجة» مواقع التواصل، وعملية البثّ المباشر لما تقوم به الأسر في بيوتها، ووقوع الكثير ضحايا ما اقترفته أيديهم، هل ينقصهم بعد يوم عمل طويل، أن تكون حياتهم بثاً حياً ومباشراً على أيدي متلصصين؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"