استقواء بعض الطلاب

04:19 صباحا
قراءة دقيقتين
ابن الديرة


استنكار أفراد المجتمع لاستقواء بعض الطلبة الصغار واليافعين على زملائهم الأضعف منهم والأقل منهم عمراً في بعض الأحيان، أمر طبيعي ومنطقي، وواجب، لكنه لا يعفي كل جهة اجتماعية من القيام بواجبها تجاه الأطفال عموماً، ليست المرتبطة بالأطفال مباشرة فقط، ولكن كل من له علاقة من قريب أو بعيد، أو حتى لو انعدم الرابط المباشر، ففي نهاية المطاف فإن الجهود الفردية تنصهر في العامة.
الأسرة مسؤولة عن تنمر بعض أطفالها لأنها فشلت إلى حد ما في تربيتهم بالوسائل الكفيلة بالوصول إلى مخرجات مشجعة وإيجابية، تماماً كما تتحمل مسؤولية تربية أطفال ضعفاء الشخصية، يخضعون بسهولة للاستقواء عليهم تحت أية ذريعة وبلا مبرر، والأسرة الناجحة هي التي تتمكن من تربية أبنائها وفق أصول التربية السليمة.
وكل أسرة مطالبة بتنشئة أطفالها وكأنها هي الوحيدة المسؤولة عنهم، ولا تعتمد على جهات معاونة أو تركن اليها وتهمل دورها الذي لا بديل عنه تحت أي ظرف من الظروف.
والمدرسة باعتبارها مؤسسة تربوية تعليمية، مدعوة إلى أن تنهض بدورها في تربية النشء وفق الأسس العلمية والأخلاقية، التي تؤدي إلى مخرجات نوعية تخدم المجتمع وتساهم في دعم مسيرته نحو التغيير والتطور إلى الأمام.
المعلمون يجب أن يكونوا قدوة لأبنائهم الطلاب أخلاقياً وسلوكياً، ومطلوب أن تكون المناهج التعليمية تتيح بناء شخصية الطالب على أسس سليمة، والرقابة على الصغار واليافعين عامل مهم في تقويم سلوك بعض الطلبة الذين انحرفوا قليلاً عن المسار التربوي الصحيح، وباتوا خطراً على زملائهم الآخرين، ومجتمعهم.
الأندية ومراكز الشباب ومجالس الأحياء وغيرها من المؤسسات الاجتماعية لها دورها في احتواء الأطفال بمختلف مستوياتهم العمرية، إيجابياً، والتعاون مع كل الجهات المرتبطة بالنشء في توفير مناخ معيشي مناسب لهم، يجدون فيه أنفسهم، ويفجرون طاقاتهم لصالح مجتمعهم وليس بالاستقواء والتنمر والتوحش.
تنصل أية جهة من مسؤولياتها وواجباتها تجاه ربيع الوطن، أطفاله، يعتبر تهرباً من واجب وطني غاية في الأهمية، لا يمكن التسامح فيه لأنه يمس حاضر الوطن، وأجياله المستقبلية، استثماره الاستراتيجي الأول والأكثر أهمية كما تعلن قيادتنا الرشيدة في كل مناسبة.
المجتهد في أداء دوره ترفع له أكف التحية والتقدير، أما أصبع التحذير فإنها تشير إلى كل من قصر في أداء دوره، سواء داخل الأسرة الواحدة، أو المدرسة وبقية مؤسسات المجتمع.
تنمر بعض الطلاب على زملائهم يدق جرس التحذير في بيوتنا ومدارسنا وكل مؤسساتنا التربوية، ولعل زيادة الاهتمام بأدوار الأخصائيين الاجتماعيين في المدارس عامل مهم في السيطرة على هذه الظاهرة، من دون إغفال مسؤوليات الآخرين.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"